عدد الأمين العام لمركز الحوار العالمي فيصل بن معمر، جهود المركز في تعزيز الحوار وتوظيفه لمعالجة مجموعة واسعة من التحديات التي تواجه الأسرة البشرية بأكملها، موضحًا خصوصية المركز تعود إلى كونه المنظمة الدولية الوحيدة التي يقود برامجها ومبادراتها صانعو السياسات والقيادات الدينية؛ لإيجاد حلول جماعية وتنفيذها؛ بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي في أكثر من 50 دولة حول العالم.
جاء ذلك خلال الأمين العام لمركز الحوار العالمي، على هامش اللقاء التشاوري الإقليمي الرابع للقيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات والخبراء من آسيا، الذى اختتم فعالياته (عقدت افتراضيا) وسط تفاعل من الشركاء المنظمون لمنتدى القيم الدينية مركز الحوار العالمي (kaiciid) ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف لحضارات(unaoc)؛ وجمعية القيم الدينية لمجموعة العشرين؛ واللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المزمع تنظيمه قبيل انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين في الرياض في أكتوبر المقبل.
ويأتي اللقاء التشاوري الإقليمي للقيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات والخبراء من آسيا ضمن الجهود التي تجريها الجهات المنظمة بالتعاون مع الخبراء والجهات الفاعلة الدينية في آسيا لمناقشة الموضوعات ذات الأولوية، لا سيما الإجابة عن السؤال الأهم: كيف يمكن للقيادات والمؤسسات الدينية مساندة صانعي السياسات في تعزيز ردة الفعل الإقليمية لجائحة كورونا (كوفيد-19)، والمساهمة في وضع توصيات السياسات العامة، اعتمادًا على دعم عدد من منظمات القيم الدينية والإنسانية في آسيا؟
وقد بحث المشاركون في اللقاء التشاوري الإقليمي للقيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات والخبراء من آسيا، قائمة بالموضوعات الخاصة بالقيم الدينية لمجموعة العشرين لهذا العام؛ وفقًا لأولويات الدولة المضيفة: (المملكة العربية السعودية)، وغطت الموضوعات الرئيسة قضايا: النساء والشباب، من خلال تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي يتمكن فيها الجميع، وخاصة النساء والشباب من العيش والعمل وتحقيق الازدهار، بجانب تغير المناخ، والحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد الطبيعية.
كما بحث المشاركون في اللقاء التشاوري الرابع ملف التقنية والآفاق الجديدة من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني؛ واقتراح قائمة بالتوصيات التي ستقدم إلى اللقاء العالمي الختامي المزمع عقده في الرياض، وذلك استمرارا للقاءات التشاورية السابقة؛ حيث تم عقد 3 اجتماعات إقليمية، شملت أوروبا والمنطقة العربية، وأمريكا اللاتينية؛ حيث ناقش القيادات الدينية وصانعو السياسات والخبراء قضايا مهمة ملهمة، مثل: تعزيز التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي، وحماية البيئة، وتعزيز المواطنة المشتركة، وأهمية الحوار، وحماية الأقليات ومكافحة خطاب الكراهية.
ودعا الأمين العام لمركز الحوار العالمي الفعاليات الدولية وصانعي السياسات إلى ضرورة تفعيل الجهود والمبادرات المتمثلة المشتركة بين القيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات وأهمية إشراك المنظمات الإنمائية للقيادات الدينية ومنظمات القيم الدينية استراتيجيًّا وتنظيميًّا في أعمال الاستجابة لحالات الطوارئ التي تتطلب تعاونًا عالميًّا، مثل الأوبئة وتحديات المناخ، جنبًا إلى جنب مع مساندة صانعي السياسات لبناء السلام وتعزيز العيش المشترك في ظل المواطنة المشتركة، ونبذ التحريض على العنف ومكافحة خطاب الكراهية حول العالم، مؤكدًا أن آسيا لديها تاريخ طويل من التعايش بين أتباع الأديان، ولا بد من استمرار الحوار وتعزيزه على صعيد المجتمعات الدينية وصانعي السياسات.
ونبه الأمين العام لمركز الحوار العالمي إلى أن بلدان آسيا دائمًا محط اهتمام ومحور تركيز أعمال المركز، لا سيما ميانمار، وجار التوسيع التدريجي لنطاق أنشطته إلى بلدان أخرى في المنطقة؛ حيث يدعم المركز، منذ عام 2016، جهود القيادات والمنظمات الدينية في ترسيخ التعايش والسلام، مشيرًا إلى دعم المركز؛ لإنشاء: (مبادرة ميانمار للسلام)، التي تساهم فيها المجموعات الدينية المتنوعة وصانعي السياسات باعتبارها واحدة من أكثر برامج الحوار بين أتباع الأديان شمولية وفعالية.
ولفت الأمين العام لمركز الحوار العالمي إلى أن المركز يتطلع في دورته الاستراتيجية الجديدة إلى توسيع نطاق عمله في آسيا، وإضفاء الطابع الإقليمي على أنشطته، وبناء شراكات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (asean) ورابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (saarc) والمنظمات الإنمائية الدولية الأخرى التي تسهم في تعزيز التعايش السلمي في المنطقة واستدامته.
وقال الأمين العام لمركز الحوار العالمي: عززنا الحضور بين الشباب في آسيا؛ إيمانًا منه بدور الشباب وإمكاناتهم، عبر التعاون معهم بمساعدة زملائه ودعم برنامج الحوار من أجل السلام الذي أسسه المركز بالتعاون مع المنظمة العالمية للحركة الكشفية، مع سعي المركز إلى دعم المنظمات المحلية؛ استجابةً لجائحة كوفيد-19 التي ضربت العالم في الآونة الأخيرة بإطلاق مبادرات تخفف من تبعات الجائحة، وتحويل مركز تدريبي على الحوار بين أتباع الأديان إلى منشأة للحجر الصحي. لقد أقدم المركز على هذه الخطوة إدراكًا منه بأهمية التعاون مع القيادات الدينية التي تؤدي دورًا حيويًّا في الاستجابة لتحديات الجائحة.