على صخرة شاهقة تطل على هذا المدى الواسع، وقفت وحيدة تنقل بصرها في الاتجاهات الأربعة، قد يؤنس وحدتها أحدهم أو يدغدغ أذنيها صدى قادم من بعيد، لكنها بالكاد كانت تسمع سليلها المنبعث من أعماق حنجرتها المرتجفة من الخوف، فقدت رضيعها الذي كان ثمرة زواجها بعد حفل رقص وتودد وقتال.. ماذا تصنع بحليبه الذي ينزُّ من أثدائها.. ما مصير قلبها المكلوم بعد أن خبا الأنين وانتشر الفزع، وارتجفت الأوصال... بينما صدى سليلها يعبر هذه الفلاة المتماحلة...