رسالة توقظالقلبوالبدن للعشر المباركة
رسالة أيام معلومات
بقلم : أ/أناهيد السميري
بسم الله الرحمن الرحيم
عشر ذي الحجة ،وما أدراك ماعشر ذي الحجة ؟!
الله الحكيم الكريم الرب الرحيم
علم ضعفك؛ فرغبك وحدد لك : أياما معلومات، قليلة في العدد، عظيمة في الأثر !
وهبها لك؛ فاستح من رد هبته ،
لاتجعلها كبقية الأيام، فما جعلها الله كبقية الأيام !
اجعلها أياما مميزة في قلبك ، مميزة في حياتك .
إن مجرد تعظيمها قربة إلى الله، ولو قضيت الوقت الأكبر منها في حبس نفسك على تعظيمها لكان في ذلك خيرا كثيرا .
كلنا مسافرون، ومحطتنا الأخيرة عند رب العالمين، ومثل هذه المواسم تختصر الكثير الكثير من وعورة الطريق؛ فبادر وتلق هبات الله بالشوق والترحيب والتعظيم ؛ فهي أهل للتعظيم ؛ كيف لا وقد أقسم بها العظيم بترك التعريف ؛ فقال عز من قائل :
{ والفجر} • { وليال عشر } ؛ تعظيما لها ، وتنبيها منه لعباده على شرفها وفضلها، وأخبرنا رسوله الكريم أن العمل الصالح فيها أحب إليه من كل الأعمال؛ فقال صلى الله عليه وسلم :
"مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ"
وانظر إلى كلمة (أحب) :
كل أحد يتطلع لمعرفة مايحب محبوبه ؛أفلست تشتاق لمعرفة محاب الله ومبادرة لقياها ؟!
هاهو من تحب قد شرفك وأخبرك بما يحب- وكفى بهذا الإخبار (كرما) منه سبحانه- أفستعرض عن إكرامه بعد هذا ؟!
يامن تتشوف إلى اختصار الزمن الذي يسبق حياة قلبك :
لاتنظر لأعمال العشر على أنها تكاليف ؛ بل انظر إليها كما نظر موسى عليه السلام حين سابق الزمن وقال :
{ وعجلت إليك ربي لترضى} ! .
اعجل إليه ....ليرضى !
ماأطيب الدنيا لمن فاز فوزا عظيما؛ فجعل ( الرضى )هو علة أفعاله وهو غايةأفعاله ؛
بل ماأطيب الدنيا والآخرة لذاك الموفق !
قد حاز سعادة الدارين !
{لمثل هذا فليتنافس المتنافسون } !
فلاتغفل عن احتساب كل عمل فيه ، حتى لو كان من قبيل المباحات، واحذر أشد الحذر من الغفلة عن تعظيمه ؛
هو ضيف عزيز لن يعود إلا من قابل ؛فبالغ في إكرامه !
العشر المباركات قد اجتمعت فيها أمهات العبادات؛ كما قال الحافظ ابن حجر ....والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها)
فلا تبخل على نفسك بالعمل الصالح فيها ، وقدم الأهم فالأهم ،ولتكن عينك ورأس عنايتك بالفرائض؛ فإن أحب مايتقرب به إلى الله ماافترضه على عباده .
وإليك أهم ماتعتني به من الأعمال :
الصلاة :
اعتن بحضور وخشوع قلبك في الفرائض منها ،والنوافل، محتسبا مضاعفة الأجور على تعظيمك لها في أيام العشر ، راجيا أن يكون هذا سببا لاستمرار تعظيمها في سائر الأيام .
الحج لمن استطاع إليه سبيلا :
روى البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" !
وعنهما أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم:
" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" .
الصيام :
لاتبخل على نفسك بصيام هذه الأيام، وآكدها صيام يوم عرفة لغير الحاج ، واحذر أن تحول وقت الصيام إلى نوم؛ فتخسر الذكر، وتخسراحتساب كل ثانية في تعظيم الأيام التي عظمها الله .
الإنفاق :
انظر - وكرر النظر- في قوله تعالى :
{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } (11) الحديد
يستقرضك الكريم !
فلا تبخل على نفسك بشرف إقراضه !
ولاتنس أن الإنفاق لايقتصر على المال ؛ بل إن من أعظم مايريد الله منك هو
حسن الخلق :
تصدق على الناس بالكلمة الطيبة، وطلاقة الوجه - خصوصا أهل بيتك وخاصتك وأرحامك - واصبر على أذاهم في هذه الأيام الفاضلة، وابذل لهم من واسع خلقك !
روى أبو داود، وأحمد، من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم". صححه الألباني.
ونحوه حديث عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن المسلم المسدَّد، ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله -عز وجل-؛ لكرم ضريبته وحسن خلقه" رواه أحمد، وصححه الألباني.
وضريبته: أي طبيعته وسجيته.
أما الأضحية؛
فلا تسل عن عظيم فضلها بعد أن قرن الله تعالى بين النحر و الصلاة ؛ فقال عز وجل :
{ فصل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) }الكوثر .
وبعد أن قال تعالى فيها :
{ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىظ° مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ غ– فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (28) الحج .
وفيها عبادة من أجل العبادات :
هي عبادة (الذكر) عموما ، بأنواعه ومراتبه، وأعلى مراتبه:
ماتحرك به القلب؛ فتداعى له
اللهم اقبل منا القليل وكافئنا بالكثير....