اقترحت ندوة «تجربة التعليم عن بعد في الإمارات» التي عقدها مركز الخليج للدراسات بدار الخليج للصحافة والطباعة والنشر صباح أمس السبت عبر تقنية «زوم»، تشكيل لجنة وطنية من المتخصصين والأكاديميين للعمل على تحويل المحتوى التعليمي التقليدي إلى تعليم تفاعلي ذكي، وألا يقف الأمر عند مجرد استخدام «الباور بوينت» في عملية الشرح.
اتفق أكاديميون ورؤساء جامعات في الندوة التي أدارها الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، على أن الإنسان هو المحور الأساسي الذي ترتكز عليه التنمية الشاملة، وينبغي الاستثمار فيه وتقديم تعليم نوعي يوائم بين القدرات العلمية التي يحوزها الفرد ومتطلبات سوق العمل. ولفتوا إلى أن دولة الإمارات سبّاقة في مأسسة التعليم عن بعد، بينما قال أحد المشاركين إن التعليم الذكي في الإمارات ليس تعليم أزمات، بل هو ترجمة للتطور الحاصل في وسائل التعليم وكذلك يشكل انعكاساً لتطور التكنولوجيا، وجائحة «كورونا» سرّعت عجلة التعليم عن بعد.
النقاش بين المشاركين أخذ عدة أبعاد وعناصر اتفاق واختلاف حول مسألة التعليم عن بعد، حيث ألمح فريق منهم إلى أنه لا مناص من ضرورات التعليم التقليدي، وأن جائحة كورونا صحيح أنها حوّلت العملية التعليمية إلى مسار التعليم الذكي، لكنها لن تلغي مسألة العودة إلى المدارس والجامعات واستمرار التعليم التقليدي. هذا الرأي عزز قناعته بأن الطلبة بحاجة إلى التفاعل بين الصفي واللاصفي.
في المقابل ذهب رأي آخر إلى التركيز على أهمية التعليم عن بعد وسرعة الاستجابة والاستعداد له في الإمارات، مع توفير الدولة البنية الأساسية الضرورية للتحول بشكل كامل نحو التعليم الذكي، وكذلك مراعاة أن متطلبات سوق العمل في الوقت الحالي تفترض تعامل الإنسان بمهارة وكفاءة مع التقنيات الحديثة. موضوع الجانب التطبيقي والمختبري للتعليم الذكي اعتبر واحداً من أهم التحديات التي ذكرها عدد من المشاركين في الندوة، إلى جانب التفاعل الصفي مع المدرس والأنشطة اللاصفية بطبيعة الحال.
كذلك أبرز أحد المشاركين مسألة تعزيز المسؤولية المجتمعية من جانب بعض مؤسسات التعليم التي تفهمت انعكاسات «كورونا» على العملية التعليمية وتأثر الأسر والطلبة بها.
شارك في الندوة التي سينشر مركز الخليج للدراسات تفاصيلها في وقت لاحق كل من د.عبدالله الشامسي مدير الجامعة البريطانية في دبي، ود.عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، ود.كريم الصغير مدير جامعة عجمان، ود.محمد سالم رئيس جامعة ولونغونغ في دبي، ود.محمد يوسف بني ياس مستشار التعليم العالي، مدير مفوضية الاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم، ود.منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، ود.نجوى الحوسني عميد كلية التربية بالإنابة في جامعة الإمارات، ود.يوسف العساف رئيس جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي.