02-02-2020, 07:34 AM
|
|
|
|
|
إغتيآل الطفولة
لم يكن هذا القرار سهلا، لكنني اتخذته.. ظننت أنني سأتحدى أطفالي.. حتى أدركت أن حربي هذه المرة أكبر من محيط أسرتي.
تم اتخاذ القرار بسحب أجهزة اللوحات الذكية من البيت وإخراجها من المنزل!
انفعالات.. وثورة ضجت ذاك المكان.. الذي كان يشبه منزل عائلة، لكنه الآن ساحة حرب.. رؤوسهم ثائرة.. حركات لا إرادية تطالب إسقاط القرار.
استيقظوا في اليوم التالي على غير العادة.. يتبعثرون في زوايا المنزل.. لعلهم يجدون أي جهاز ذكي آخر.
لكن دون فائدة!
بدأت أصواتهم تعلو بالمنزل.. ضجيج.. وصراخ.. يحاولون اختلاق المشاكل كي أتنازل واستسلم.. وأنا أشعر بنار ورغبة بإسكات أصواتهم الغاضبة.. لم أستسلم.. وتابعت!
بدأت بإحضار ألعاب بسيطة وبعثرت الألوان والأوراق.. تعمدت قضاء وقت على شرفة المنزل.. بانتظارهم اللحاق بي.. لعلهم يحدقون بالعالم الحقيقي!
هناك خلف السجون التي أرغمناهم العيش بها والتقوقع فيها.
لعلهم يدركون حقيقة عالم الوهام الذي زرعه بهم عقول أولئك المبرمجين للألعاب القائمة على تأجيج العنف والتنمر فيهم.
في الأسبوع الأول.. أصابتني نوبات جنون.. منزل تعمّه الفوضى.. ملامحه غير واضحة.
لكنه مضى.. واستسلم أطفالي.
لكن الخطر الأكبر.. كان المحيط بهم.. زملاء الصف.. الذين تعمدوا السخرية منهم ومن قرارات والدتهم.. وبانصياعهم لي.. كأن ما ارتكبوه جريمة!
كم تمنيت لو ساعدتني الأمهات.. واتخذنا قرارنا معًا، قرارًا جماعيًا يحمي أطفالنا.. لكنني اكتفيت بالصمت!
وعادت الثورة.. ليظهر أطفالي أمام أصدقائهم بأنه لا يختلفون عنهم.
وقابلت ذلك بالرفض.. ونوبات البكاء.. باللامبالاة.. لا أنكر أنني كنت على وشك الانهيار.
فأطفالي قد يعتقد البعض أنهم مسالمون لكنهم متمرودن بفطرتهم.
فكان لا بد لي من الانتصار..
ظننت أنه انتصاري.. لكن الحقيقة، انتصرت الطفولة فيهم.
عادت لعبة الغميضة لتطرق باب بيتنا.. وعادت الألوان تزين جدران المنزل.. دون غضب مني، فطالما حلمت بأطفال طبيعين.. أصبحوا يطلبون الطعام أكثر.. ويطلبون الخروج من المنزل.. وعادت الألعاب تفترش أرض الغرف.. وأصبحت أرى بعض تحف المنزل تتكسر من كرة القدم المتمردة في غرفهم، نعم.. أصبحت أبذل مجهودًا مضاعفًا بعمل المنزل لكن بفرح أكثر.
مضت الأسابيع الأولى.. وبدأت خيوط الشمس تتسلل لحياتنا، معلنة بداية جديدة.
كانت حربي معهم قاسية، لكن كانت تستحق المحاولة.
|
|
YyjdNg hg't,gm
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
02-02-2020, 08:39 AM
|
#2
|
رد: إغتيآل الطفولة
سلمت يداك على الطرح
ننتظر القادم ب شوق
ودي وتقديري
|
|
|
02-02-2020, 01:24 PM
|
#3
|
رد: إغتيآل الطفولة
دَام عَطَائِكْ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك ,
|
|
|
02-02-2020, 07:18 PM
|
#4
|
[
رد: إغتيآل الطفولة
قصة حزينة بها عبر وعضة
سلمت الانامل على الطرح
بنتظار جديدك الشيق دوما
مودتي
|
|
|
02-02-2020, 07:51 PM
|
#5
|
02-02-2020, 09:45 PM
|
#6
|
02-02-2020, 11:09 PM
|
#7
|
رد: إغتيآل الطفولة
سلمت اناملك الذهبيه على الانتقاااء الجميل منك
وبأنتظار جديدك القادم
لروحك أكاليل الــــــورد لا تــــذبل
لاعدمناك
|
|
**
*
|
02-05-2020, 02:37 AM
|
#8
|
02-09-2020, 06:44 PM
|
#9
|
رد: إغتيآل الطفولة
طرح رائع
تسلم يمينك ولا ننحرم من مواضيعك
الرائعة والجميله
عوافي
|
|
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك ربي واتوب إليك -
|
02-11-2020, 04:55 AM
|
#10
|
رد: إغتيآل الطفولة
اكس
كم استمتعت بردكِ الجميل
بين سحر حروفكِ التي
ليس لها مثيل
وامسك قلمي واكتب لك
انت مبدع
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
المواضيع المتشابهه
|
الموضوع |
كاتب الموضوع |
المنتدى |
مشاركات |
آخر مشاركة |
فطرة الطفولة
|
رحيل المشاعر |
زوايا عامه |
31 |
02-19-2017 06:18 PM |
الطفولة المتأخرة~
|
فاتن |
أطفالنا ▪● |
28 |
05-22-2016 08:42 PM |
ذكريات الطفولة~
|
فاتن |
ضوء الصور Pictures ▪● |
30 |
03-19-2016 10:10 AM |
الطفولة انفاس عذبه
|
شموخ وايليه |
м ό в ι เ є ▪● |
23 |
10-11-2015 07:23 PM |
الساعة الآن 06:35 AM
| | | | | | | | | |