|
|
11-12-2019, 11:01 PM
|
|
|
|
|
هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
مصطفى صادق عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي
(1298هـ - 1356هـ الموافق 1 يناير 1880م - 10 مايو 1937م)
مولده و نشأته:
وُلِدَ «مصطفى صادق الرافعي» في بيت جدِّه لأمِّه،
في قرية بهتيم، إحدى قرى محافظة القليوبيَّة بمصر، و عاش حياته بطنطا.
أمَّا والد «الرافعي»، «الشيخ عبد الرزاق سعيد الرافعي»
فكان رئيسًا للمحاكم الشرعية في كثير من الأقاليم المصريَّة،
و قد استقر به المقام رئيسًا لمحكمة طنطا الشرعية،
و هناك كانت إقامته حتى وفاته، و فيها درج «مصطفى صادق»
و إخوته لا يعرفون غيرها،
و لا يبغون عنها حولًا. عُرِف عنه الشدة في الحق، و الورع الصادق، و العلم الغزير.
أمَّا والدته فهي من أسرة الطوخي، و تدعى «أسماء»، و أصلها من حلب.. وكان والدها تاجرًا تسير قوافله ما بين الشام و مصر. سكن أبوها الشيخ «الطوخي» في مصر قبل أن يتصل نسبهم بآل الرافعي، وأقام في قرية بهتيم، وإلى هذه الأسرة المورقة الفروع ينتمي «مصطفى صادق»، و في فنائها درج، و على الثقافة السائدة لأسرة أهل العلم نشأ؛ فاستمع من أبيه أول ما استمع إلى تعاليم الدين، و جمع القرآن حفظًا و هو دون العاشرة، فلم يدخل المدرسة إلا بعدما جاوز العاشرة بسنة أو اثنتين.
انتسب إلى مدرسة دمنهور الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة المنصورة الأميرية، التي حصل منها على الشهادة الابتدائية و عمره آنذاك سبع عشرة سنة. و في السنة التي نال فيها الرافعي الشهادة الابتدائية، و سنّه يومئذٍ 17 عامًا، أصابه مرض (التيفود) فما نجا منه إلا و قد ترك في أعصابه أثرًا و وقرًا في أذنيه لم يزل يعاني منه حتى فقد حاسة السمع وهو لم يجاوز الثلاثين بعد؛ و كانت بوادر هذه العِلَّة هي التي صرفته عن إتمام تعليمه بعد الابتدائية، فانقطع إلى مدْرسته التي أنشأها لنفسه و أعدّ برامجها بنفسه؛ فكان هو المعلم و التلميذ، فأكبَّ على مكتبة والده الحافلة التي تجمع نوادر كتب الفقه و الدين و العربية؛ فاستوعبها و راح يطلب المزيد، و كانت علَّته سببًا باعد بينه و بين مخالطة الناس، فكانت مكتبته هي دنياه التي يعيشها و ناسها ناسه، و جوّها جوّه، و أهلها صحبته و خلَّانه و سُمّاره، و قد ظل على دأبه في القراءة و الاطلاع إلى آخر يوم في عمره، يقرأ كل يوم 8 ساعات لا يكلّ و لا يمل كأنَّه في التعليم شادٍ لا يرى أنه وصل إلى غاية.
عمل «الرافعي» في عام 1899م ككاتب محكمة في محكمة طلخا، ثم انتقل إلى محكمة طنطا الشرعيَّة، ثم إلى المحكمة الأهليَّة و بقي فيها حتى لقي وجه ربه الكريم.
وفاته -رحمه الله-:
في يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937م، استيقظ «الرافعي» لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحُرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مُصلَّاه، و مضت ساعة، ثم نهض و سار، فلمَّا كان بالبهو سقط على الأرض، و لمَّا هبَّ له أهل الدار، و جدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، و حمل جثمانه و دفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا.
توفي «مصطفى صادق الرافعي» عن عمر يناهز 57 عام.
iEkh< lw'tn wh]r hgvhtud > hgvhtud ahdr
...
سيعلمك النضج
كيف ترفع لواء الرحمة
بعدما كنت ترفع لواء الملامة،
وكيف ترفع شعار التصالح
بعدما كنت تدق أجراس الإنذار؛
لم تتغير المواقف،
ولكن طريقة الرؤية تحدد معالم الأشياء،
عمق النضج مرهونٌ بسعة التصورات،
والإنسان لا يؤتى من قلة علمه،
وإنما يؤتى من قلة نضجه ! "
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
11-12-2019, 11:05 PM
|
#2
|
لا بأسَ .
رد: هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
مؤلَّفاته:
- ديوان الرافعي: (ثلاثة أجزاء).
- ديوان النظرات: (شعر).
- تاريخ آداب العرب: (ثلاثة أجزاء)، صدرت طبعته الأولى في جزأين.
و صدر الجزء الثالث بعد وفاته، بتحقيق محمد سعيد العريان.
- إعجاز القرآن و البلاغة النبوية: (و هو الجزء الثاني من كتابه تاريخ آداب العرب).
- حديث القمر.
- المساكين.
- رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال و الحب.
- السحاب الأحمر: في فلسفة الجمال و الحب.
- تحت راية القرآن: المعركة بين القديم و الجديد
(معظمه في الرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين).
- على السفُّود: و هو رد على عباس محمود العقَّاد.
- أوراق الورد: رسائلها و رسائله.
- وحْي القلم: (ثلاثة أجزاء).
- كلمة و كُليمة: خواطر و أفكار نشرت في مجلة الرسالة.
- رسائل الرافعي: و هي مجموعة رسائل خاصة كان يبعث بها إلى "محمود أبي ريَّة"،
و قد اشتملت على كثير من آرائه في الأدب و السياسة و رجالهما.
- السمو الروحي الأعظم و الجمال الفني في البلاغة النبوية:
و هو بحث نفيس أنشأه الرافعي إجابة لدعوة جمعية الهداية الإسلامية بالعراق؛
لتنشره في ذكرى المولد النبوي سنة 1352هـ.
- النشيد الوطني المصري: اسلمي يامصر.
- النشيد الوطني التونسي: ألَّفه بعد إضافة بيتين للشاعر
"أبو القاسم الشابي"، و هو النشيد المعروف بحماة الحمى.
|
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
11-12-2019, 11:18 PM
|
#3
|
لا بأسَ .
رد: هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
أكتبُ إليك
و أنا في حالٍ هي من شِدَّة الوضوح قد صارت في شدَّة الغموض
و أيَّةَ حالٍ تظنُّها؟ سيذهب بك الظنُّ إلى الموت،
فهو أخفى ما ظهر من أسرار الإنسانيَّة،
و لكنَّ هناك موتًا لا ينقل من الدنيا إلى الآخرة،
بل من نصف الدنيا إلى نصفها الآخر...
و هو في أسرار الإنسانيَّة عكسُ ذلك،
لأنه أظهر ما خفي، و هو الحُبّ.
|
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
11-12-2019, 11:23 PM
|
#4
|
لا بأسَ .
رد: هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
و مِمَّا لا أكاد أفهمه أنَّه يكتب كتابة مُحِبٍّ أحياهُ الحُبّ
و مُبغِض قتلَهُ البُغض؛
فإنِّي لأعلم أنَّ كل شيءٍ حبيبٌ ممَّن نُحِبُّه حتى البغض
إذا كان يدلّ على حُبِّه و لو دلالة خفيَّة.
بيْدَ أنَّ صاحبي يجفو جفاءً شديدًا فلعلَّها أنَفَة
غلبت بها النفس على القلب فحوَّلت الحُبّ إلى جفاء
و الجفاء إلى غيظ و الغيظ إلى مَقْت، و إنَّما المقتُ أوّل البُغض و آخره.
|
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
11-12-2019, 11:25 PM
|
#5
|
لا بأسَ .
رد: هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
يَصِفُ حبيبتَهُ في هذه الرسائل كأنَّه مسحورٌ بها فيجيء
بكلامٍ عُلْويّ مُشرق كتسبيح الملائكة يُمازجُه أحيانًا شيء يَحارُ فيه الفهم؛
لأنَّ أحدَنا إنَّما يُرسِل فِكرَهُ وراء قلمَه،
أمَّا هو فيُرسل نفسَهُ وراء فِكرِهِ و يستمدّ قلمه منهما،
فمنزلته أن يكتب ثلاث كلمات و منزلتنا أن نفهم كلمتين،
و الإنسان مِنَّا كاتبٌ مُفكِّر؛ أمَّا هو فقد زاد بصاحبتِهِ فكان كاتبًا مفكرًا و مُلهَمًا.
|
|
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
11-12-2019, 11:26 PM
|
#6
|
لا بأسَ .
رد: هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
ولا سُمُوَّ للنَّفس إلَّا بنوعٍ مِن الحُبّ مِمَّا يشتعل إلى ما يتنسَّم؛
مِن حُبّ نفسك في حبيبٍ تهواه، إلى حُبّ دمك في قريبٍ تُعِزُّه،
إلى حُبّ الإنسانيَّة في صديقٍ تبرُّه، إلى حُبّ الفضيلة
في إنسانٍ رأيته إنسانًا فأجللته و أكبرته.
|
|
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
11-12-2019, 11:27 PM
|
#7
|
لا بأسَ .
رد: هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
لَيْس بجَمالٍ إلَّا ذلك الرّوحُ الذي يرفع النَّفْس إلى أُفق الحقيقة الجميلة ثم ينفخ فيها مثل القوَّة التي يطيرُ بها الطير
و يدعها بعد ذلك تترامَى بين أفق إلى أُفق؛
فإمَّا انتهى المُحِبُّ إلى حيث يصير هو نفسه حقيقةً مِن الحقائق،
و إمَّا انكَفَأَ مِن أعاليهِ و به ما بالطيَّارة الهاوية:
رَفَعتْ راكبها إلى حيث ترمي به ميتًا أو كالمغشيِّ عليه مِن مَسِّ الموت!
|
|
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
11-12-2019, 11:28 PM
|
#8
|
لا بأسَ .
رد: هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
فما دامَ هذا الشعبُ ليِّنَ المأخذ، فإنَّ هذا يُوجِد لَهُ مَن يأخذُه؛
و ما دامت الكلمة الأولى في مُعْجم لُغتِهِ السِّياسيَّة
هي مادة (خَضَعَ يَخْضَعُ)، فهذه الكلمة تحمل في معناها الواحد ألف معنًى،
منها: ظلَمَ يظلِم، و رَكِبَ يركَب، و مَلَكَ يملِك، و استبَدَّ يستبِدُّ، و دجَّل يُدجِّل، و خَدَعَ يخدَع..!
|
|
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
11-12-2019, 11:30 PM
|
#9
|
لا بأسَ .
رد: هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
أريدها لا تعرفني ولا أعرفها، لا من شيءٍ إلَّا لأنَّها تعرفني و أعرفها...
تتكلّمُ ساكتةً وأردُّ عليها بسكوتي.
صمْتٌ ضائعٌ كالعبث و لكن له في القلبين عملُ كلامٍ طويل!
|
|
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
11-15-2019, 12:04 AM
|
#10
|
لا بأسَ .
رد: هُنا, مصطفى صادق الرافعي .
توفي الرافعي تاركا وراءه خصومات حامية
مع أدباء عصره، فيقول العريان:
”لقد اهتزّت البلاد العربية كلها لنعي الرافعي
وما اختلجت نفس واحد من خصومه فكتب إلى أهله كلمة عزاء،
إلا رجلا واحدا كتب برقية إلى ولده،
هو الدكتور طه حسين؛
فلا جرم كان بذلك أنزه خصوم الرافعي وأعرفهم بالأدب اللائق”.
|
|
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ أيلُول . على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:35 PM
| | | | | | | | | | |