دائماً ما كان القرآن الكريم من أكثر الأشياء التي تعطي الدروس والوعظ للمسلمين، فهو كتاب الله وأقدس الكتب بالنسبة للمسلمين، ولقد نزلت
سورة الانفطار على رسول الله بعد
سورة النازعات لتتحدث عن أهوال يوم القيامة وحث المسلمين على الخوف من الله وعبادته حق عبادته، وهي
سورة مكية تتكون من 19 آية ولها فضل كبير عند قرأتها.
سورة الانفطار
سورة
الانفطار من السور المكية، نزلت في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم في الحزب التاسع والخمسين، وهي السورة ال 82 من حيث ترتيب المصحف الشريف، وهي تتكون من 19 آية وسميت بهذا الاسم لأنها ابتدأت بوصف السماء في يوم القيامة حيث قال تعالي في الآية الأولي من السورة “إذا السَّماءُ انفطَرتْ”، وتسمي أيضاً بسورة انفطرت، وكان سبب نزول
سورة الانفطار ، هو تنبيه الناس بيوم القيامة وما يحدث فيه من أهوال.
الدروس المستفادة من
سورة الانفطار
نزلت
سورة الانفطار لتصف بعض من أهوال يوم القيامة وما الذي يحدث فيه من تبدلات وتقلبات الكون بأكمله، وما يحدث فيه من أحداث مخيفة وخطيرة، مثل انفجار البحار وتبعثر القبور وخروج من فيها وانبعاث الموتى وتناثر الكواكب وانشقاق السماء، حيث قال تعالى في أول
سورة الانفطار “إذَا السمَاءُ انفَطَرَتْ * وإِذَا الكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإذَا البِحَارُ فجِّرَتْ * وإِذَا القُبُورُ بُعثِرَتْ”.
كما تشير أيضاً السورة الكريمة إلى جحود الإنسان وفجوره وإنكاره لهذا اليوم العظيم وهو يوم الحساب وما يحدث فيه من أحداث عظيمة وخطيرة، وينكر ما جاء به الرسل والأنبياء الكرام من دلائل على وجود الله سبحانه وتعالى وعلى حقيقة يوم الدين، حيث قال تعالي الآية رقم 9 من
سورة الانفطار: “كلَّا بل تُكذِّبون بالدِّين”.
وبين الآيات الكريمة أن كل هذا التكذيب بآيات الله ورسل الله وأنبيائه والأعمال السيئة والاستهزاء وإنكار الله ويوم القيامة يتم كتابته من قبل الملائكة الموكلين بهذا الأمر دون أي زيادة أو نقصان، فقال تعالى في الآية رقم 10 و 11و 12 من
سورة الانفطار “وإِنَّ عَليْكُمْ لحَافِظِينَ * كرَامًا كاتِبِينَ * يعْلَمُونَ ما تفْعلُونَ”.
كما بينت الآيات ما هو مصير الناس يوم القيامة حيث ينقسمون إلى شقين إما مؤمنين بالله أو كافرين حيث فرق بينهم الله وبين جزاء كل فئة من هذه الفئات في قوله تعالى في الآية رقم 13 و 14 و 15 و 16 “إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ “؟
في نهاية السورة تبين الآيات مدى عظمة يوم القيامة و مدى قوة الله وحكمة وتحكمه في كل شيء، وأن كل شيء في هذا اليوم سيكون بيد الله وحده، ولا نفع ولا ضرر إلا بيد الله وحده، قال تعالى في الآيات رقم 17 و 18 و 19 “ومَا أدْرَاكَ مَا يومُ الدِّينِ * ثمَّ ما أدْرَاكَ مَا يَومُ الدينِ * يوْمَ لا تَملِكُ نفْسٌ لِنفْسٍ شيْئًا والأَمْرُ يومَئِذٍ للَّهِ”.
فضل
سورة الانفطار
يجب أن نذكر فضل
سورة الانفطار في قراءتها والاستفادة من الدروس التي تحتويها والاستفادة من الحسنات التي تُكتب للمسلم عند قراءة أي شيء من القرآن الكريم، فيتمثل فضلها مثل باقي فضل قراءة القرآن الكريم، ففي قراءتها وقراءة القرآن الكريم للمسلم فضل عظيم وأجر كبير لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
هذا كما ورد عن الرسول صل الله عليه وسلم عن فضل قراءة القرآن الكريم في الحديث المشهور والصحيح عنه صلّ الله عليه وسلم، الذي يقول فيه : “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.
كما أن فضلها فيما جاء فيها من أحكام سنها الله على المسلمين في كتابه الكريم، مثل الحث على عبادة الله والخوف منه في السر قبل العلن، والاعتماد المطلق على الله تعالى في كل شيء لأنه هو القادر على كل شيء، وهو الحكم والملك لك شيء، والقادر على النفع والضرر سبحانه وتعالى.