07-27-2019, 10:37 AM
|
|
|
|
خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]
أما بعد؛ فإن أصـدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ.
حَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عن الصحابة رضي الله عنهم، والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله، وأولئك هم المفلحون.
اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم هم صحابته رضي الله عنهم.
روى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسْعودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»[1].
أي السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، ومن سلك مسلكهم فهؤلاء أفضل الأمة، وهم المرادون[2].
ومن علامات الإيمان محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم.
روى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «آيَةُ الإِيمَانِ[3] حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ»[4].
ولا يحب أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم إلا مؤمن، روى البخاري ومسلمعَنْ البَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الأَنْصَارُ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ»[5].
وقد أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ألا نتكلم في صحابته رضي الله عنهم إلا بخير.
روى الطبراني بسند صحيح عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا»[6].
وليحذر من يتطاول على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام أحمد بسند صحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَّا نُسَبُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالملَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا[7]»[8].
ولا يرضى الله عز وجل لأحد أن يؤذى أحدٌ من أوليائه لا سيما أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ[9] بِالحَرْبِ»[10].
ونهى رسولنا صلى الله عليه وسلم عن سب أصحابه رضي الله عنهم؛ لفضلهم، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ[11] أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ[12]»[13].
الخطبة الثانية
الحمدُ لله وكفى، وصلاةً على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..
اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقتدي بصحابته الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ رضي الله عنهم.
روى أبو داود بسند صحيح عن الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ المهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»[14].
قال أبو أيوب السختياني، وهو من أكابر السلف: "ومن قال الخير في جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق"[15].
ومناقب الصحابة وفضائلهم أكثر من أن تذكر.
وأجمع أهل السنة والجماعة على أن أفضلهم العشرة المشهود لهم بالجنة على لسانه نبيه صلى الله عليه وسلم في سياق واحد، وأفضل هؤلاء أبو بكر فعمر، قال أكثر أهل السنة: فعثمان فعلي ولا يطعن في واحد منهم إلا مبتدع منافق[16].
الدعاء...
♦ ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين.
♦ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
♦ ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين.
♦ ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، ونجنا برحمتك من القوم الكافرين.
♦ ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء .
♦ ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.
أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.
[1] متفق عليه: رواه البخاري (2652)، ومسلم (2533).
[2] انظر: شرح صحيح مسلم، للنووي (3 /183).
[3] آية الإيمان: أي علامة الإيمان. [انظر: شرح صحيح مسلم (2 /64)].
[4] متفق عليه: رواه البخاري (17)، ومسلم (74).
[5] متفق عليه: رواه البخاري (3783)، ومسلم (75).
[6] صحيح: رواه الطبراني في الكبير (1427).
ورواه الحارث في مسنده (742)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (740)، والطبراني (10448)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (210)، والبيهقي في القضاء والقدر (444)، والأصبهاني في الحلية (4 /108).
ورواه ابن بطة في الإبانة (1982) عن أبي ذر رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (545).
[7] لا يقبل الله منه صرفا، ولا عدلا: أي لا يقبل الله منه نافلة، ولا فريضة. [انظر: النهاية في غريب الحديث (3 /24)].
[8] صحيح: رواه أحمد في فضائل الصحابة (8)، والخلال في السنة (833)، والآجري في الشريعة (1994)، والطبراني في الكبير (12709)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6285).
[9] آذنته: أي أعلمته. [انظر: النهاية في غريب الحديث (1 /34)].
[10] صحيح: رواه البخاري (6502).
[11] مد: المد في الأصل: ربع الصاع، وإنما قدره به؛ لأنه أقل ما كانوا يتصدقون به في العادة. [انظر: النهاية في غريب الحديث (4 /308)].
[12] ولا نصيفه:هو النصف، كالعشير في العشر.[انظر: النهاية في غريب الحديث (5 /65)].
[13] متفق عليه: رواه البخاري (3673)، ومسلم (2541).
[14] صحيح: رواه أبو داود (4607)، وابن ماجه (42)، وأحمد (17144)، وصححه الألباني.
[15] انظر: الكبائر، للذهبي، صـ (239)، والزواجر، لابن حجر الهيتمي (2 /381).
[16]انظر: الكبائر، للذهبي، صـ (239)، والزواجر، لابن حجر الهيتمي (2 /381).
o'fm uk hgwphfm vqd hggi ukil hgwphfm o'fm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
07-27-2019, 11:16 AM
|
#2
|
رد: خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-27-2019, 12:09 PM
|
#3
|
رد: خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
جزاك الله خير
طرح جميل
ومجهود رآئع ومفعم
بآلجمال وآلرقي..
يعطيك آلعافيه
على هذآ آلتميز ..
وسلمت آناملك
آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-27-2019, 04:35 PM
|
#4
|
رد: خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
أسعدني كثيرا مروركم
وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-27-2019, 04:35 PM
|
#5
|
رد: خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوافي
جزاك الله خير
طرح جميل
ومجهود رآئع ومفعم
بآلجمال وآلرقي..
يعطيك آلعافيه
على هذآ آلتميز ..
وسلمت آناملك
آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك
أسعدني كثيرا مروركم
وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-27-2019, 11:07 PM
|
#6
|
[
رد: خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-27-2019, 11:21 PM
|
#7
|
رد: خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
طرح قيم جزاك الله خير
يعطيك العافية على ماقدمت
لقلبك السعادة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-28-2019, 03:30 AM
|
#8
|
رد: خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
جزاك الله كل خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-28-2019, 02:18 PM
|
#9
|
رد: خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
أسعدني كثيرا مروركم
وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-28-2019, 02:18 PM
|
#10
|
رد: خطبة عن الصحابة رضي الله عنهم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غنج
جزاك الله كل خير
أسعدني كثيرا مروركم
وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 04:33 AM
| | | | | | | | | |