07-16-2019, 10:50 AM
|
|
|
|
الهجرة إلى مكة والمهاجرون الأنصار
لمعروفُ أن المدينةَ هي دارُ الهجرة، كان اسمها "يثرب"، ثم سمَّاها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعهد هجرتِه اليها "المدينة"، وجعلها حَرَمًا، وقال في ذلك: ((إن إبراهيمَ حرَّمَ مكةَ ودعا لأهلها، وإني حرَّمتُ المدينة كما حرَّم إبراهيمُ مكةَ، وإني دعوتُ في صاعِها ومُدِّها بمِثْلَيْ ما دعا به إبراهيمُ لأهل مكةَ))؛ رواه مسلم في كتاب (الحج، الحديث رقم: 425)، عن عبدالله بن زيد بن عاصم.
وأصبحت الهجرةُ إلى المدينة شرطًا من شروط الإيمان؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ﴾ [الأنفال: 72]؛ ولذلك أصبَحَ مِن المألوف أن يهاجرَ الناسُ إلى المدينة بعد أن هاجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليها، وجعَلَها مركزَ الدعوة الإسلامية، ولم تلبَثْ أن أصبحت بعد ذلك عاصمةَ الدولة الإسلامية في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وظلَّت كذلك حتى سنة أربعين من الهجرة.
والهدف من الهجرة إلى المدينة القربُ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والانضواءُ تحت لوائه، باعتباره القائدَ الأعلى للأمَّة الإسلامية، وهو في حاجة إلى كل المسلمين ليكونوا جنودًا في الدفاعِ عن الإسلام، والجهاد في سُبُل الدعوة، والتضحية بالنَّفس والنفيس في ذلك، وإلا فلا معنى للإسلامِ بدون ذلك، وقد أبطَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الهجرةَ بعد الفتح وقال: ((لا هجرةَ بعد فتحِ مكَّة))؛ أخرجه البخاريُّ عن مجاشعِ بنِ مسعود.
وكثير منا يغفُلُ عن أن هناك هجرةً كانت إلى مكةَ قبل المدينة.
كانت هناك هجرةٌ إلى مكة في أثناء مقامِ النبي صلى الله عليه وسلم فيها، قبل الهجرةِ إلى المدينة، أيَّامَ أنْ كان يدعو إلى اللهِ في بَدْء الدعوة ويُعارِضه القُرَشيُّون، ويسدُّون عليه المسالك، ويضيِّقون عليه الخناقَ، ويحُولون بينه وبين إبلاغِ كلمة الله.
كانت دعوتُه تتحدَّى العقبات، وتَصل إلى مسامعِ العرب في كل مكان، وكان هناك مَن يصيخ السمعَ إلى ما يصل إليه من آياتٍ بيِّنات، فيعجب لهذا الكلامِ الرائع، ويتخلَّلُ فؤاده، ويحاول التعرُّفَ على صاحبِه والاقترابَ منه.
ولكنَّ قريشًا كانت توصِدُ أمام هؤلاء الأبوابَ، وتحذِّرُ كلَّ وافدٍ إلى مكة من الاقترابِ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتصُدُّه عن الوصولِ إليه والاستماع إلى ما يقول.
أولُ مُهاجرٍ إلى مكة:
ولعلَّ أولَ مهاجر إلى مكة لِلِقاء النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو ذرٍّ الغِفاريُّ رضي الله عنه، واسمه جُندُب بن جنادة بن قيس بن عمرو، من قبيلةِ غِفار.
سمِع أبو ذر بدعوة النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأحبَّ أن يلقاه ويستمعَ إليه، فأرسَل أخاه أُنَيسًا إلى مكةَ، قال له: اركَبْ إلى هذا الوادي، فاعلَمْ لي عِلْمَ هذا الرجل الذي يزعُمُ أنه نبيٌّ يأتيه الخبرُ من السماء، واسمَعْ من قوله وأْتِني.
فانطلق أُنَيْس حتى قدم مكةَ، وتمكن من لقاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسمِع من قوله، ثم رجَع إلى أخيه أبي ذرٍّ فقال له: رأيتُه يأمرُ بمكارم الأخلاق، وسمعتُ منه كلامًا ما هو بالشِّعر.
فقال له أبو ذرٍّ: ما شفَيْتَني مما أردتُ.
وتزوَّد أبو ذر، فانطلق بنفسِه إلى مكة، فأتى المسجدَ، والتمس النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو لا يعرفُه، ولم يستطعِ السؤالَ عنه تخوفًا من أهل مكة، وظل كذلك أيامًا حتى لقيه عليُّ بنُ أبي طالب، وعرَف أنه غريبٌ جاء يطلبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فاصطحَبه خفيةً حتى أوصَلَه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
والتقى أبو ذرٍّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان أولَ من حيَّا بالسلامِ تحيةِ الإسلام، وعرَضَ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم الإسلامَ فأسلم.. كان إسلامه قديمًا، قيل: إنه لم يسبِقْه إلى الإسلامِ سوى أربعة كان هو خامسَهم.
وأراد البقاءَ بمكةَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولكنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَه بالرُّجوعِ إلى قومِه ليبُثَّ فيهم الدعوةَ، وطلَبَ منه أن يلحَقَه بدارِ الهجرة (المدينة) حين يعرِفُ أنه هاجَرَ إليها.
وبقِي أبو ذرٍّ في قبيلة غِفار يدعو إلى الإسلام، حتى عرَف أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم هاجَرَ إلى المدينة، فاصطحب قومَه وهاجر إليه.
فهذه هجرةٌ إلى مكة.
لم يكن أبو ذرٍّ له هدفٌ في مكة سوى لقاءِ النبي صلى الله عليه وسلم والإيمانِ به، وودَّ لو أنه بقِي معه في مكةَ، لولا أنه أمَرَه بالتوجُّهِ إلى قومِه ليكون سببًا في هدايتهم.
وقد تأدَّب أبو ذرٍّ بأدبِ الإسلام، وانصاع لأوامرِه ونواهيه، حتى كأنه أصبَح أمَّةً وحده، وقد أثنى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثناءً مستطابًا، وقال في حقه: ((أبو ذرٍّ في أمَّتي على زُهدِ عيسى ابنِ مريمَ))؛ أُسْد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 357.
وقال: ((ما أقلَّتِ الغَبْراءُ، ولا أظلَّتِ الخضراءُ مِن رجل أصدَقَ لهجةً مِن أبي ذرٍّ))؛ الطبقات الكبرى لابن سعد ج 4 ص 275.
وتُوفِّي أبو ذرٍّ بالرَّبَذةِ في عهد عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنهما.
المهاجرون من الأنصار:
وقد يعجَبُ القارئُ حين يرى هذا العنوان؛ فالمعروف أن المهاجرين كلهم من مكةَ وما حولها ممَّن أسلَم من غير أهل المدينة، ثم هاجرَ حينَ صدَرَ الأمرُ بالهجرة إلى المدينة عقِبَ بيعةِ العقبة، ولكن هناك بعض الأنصار هاجَروا من المدينة إلى مكة، وأقاموا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في مكةَ حتى هاجروا معه إلى المدينة، وهؤلاء يلقَّبون بلقبين: الأنصار والمهاجرين، وهذه مَيزةٌ خاصة بهؤلاء.
كان أولئك المهاجرون من الأنصار ممَّن بايَعوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في العقبة، واشتدَّ حبُّهم للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يَصبِروا على الابتعادِ عنه، فأصرُّوا على الرجوعِ إليه في مكةَ والبقاءِ معه، على ما في مكةَ مِن مجافاة للمسلمين، وإيذاءٍ لهم، ومِن هؤلاء المهاجرين الأنصار:
1. ذَكوان بن عبدقيس:
وهو ذَكوان بن عبدقيس بن خلدة بن مخلد بن عمر بن زريق الأنصاري الخزرجي، ثم الزرقي، يُكنى أبا السَّبع.
شهد العقبةَ الأُولى والثانية، ثم خرَج من المدينة مهاجرًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو بمكةَ، وأقام معه بمكةَ حتى هاجر إلى المدينة حين هاجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليها، فكان يقالُ له: مُهاجريٌّ أنصاريٌّ.
وشهد ذكوان بدرًا، واستُشهِد في موقعة أُحُد، قتله أبو الحكَم بن الأخنس، فاقتص له عليُّ بن أبي طالب منه فقتَلَه.
ويذكر الواقديُّ أن ذكوان بن عبدقيس هو أولُ مَن أسلَمَ من الأنصارِ؛ ذلك أنه خرَجَ هو وأسعدُ بنُ زُرارةَ إلى مكة يتنافرانِ على عتبة بن ربيعة، كان ذلك قبل العقبة الأولى بزمن، وفي مكةَ سمِعا بدعوة النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى الإسلامِ، فذهبا إليه، فدعاهما إلى الإسلامِ، وقرأ عليهما القرآن، فأسلما، وترَكَا المنافرةَ التي جاءا من أجلها، ولم يقرَبا عتبةَ، ورجَعا إلى المدينة مسلمينِ، فكانا أوَّلَ من قدِمَ بالإسلام إلى المدينة.
أُسْد الغابة ج 2 ص 168، الاستيعاب في الأصحاب 466، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 3 ص 604.
2. رفاعة بن عمرو:
رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك الأنصاري الخزرجي السَّالمي، ويكنى أبا الوليدِ.
شهِدَ بيعةَ العَقَبة الثانية مع السبعين، وعاد إلى المدينةِ مع قومِه بعد المبايَعة، ولكنه لم يصبِرْ على فِراق الرسولِ صلى الله عليه وسلم، فعاد إلى مكةَ مهاجرًا إليه، وأقام بمكةَ حتى هاجر إلى المدينة مع هجرةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وظفِرَ بلقبِ المُهاجريِّ الأنصاريِّ.
وشهِد رفاعةُ موقعةَ بدر، كما شهد موقعةَ أُحُد، وظفِر بالشهادة فيها؛ قال ابنُ سعد في الطبقات: وليس لرفاعةَ عَقِبٌ، كانَ له أولادٌ فانقرَضوا.
أُسْد الغابة ج 2 ص 232، الطبقات الكبرى ج 3 ص 546.
3. زياد بن لبيد:
هو زياد بن لَبِيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي الأنصاري الخزرجي البياضي، يُكنى أبا عبدالله.
شهِد العقبةَ الثانية مع السبعين.
ثم خرجَ إلى مكة مهاجرًا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وملازمًا له، وأقام معه بمكةَ حتى هاجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ، فهاجر إليها، فكان يقال له: أنصاريٌّ مهاجريٌّ.
وشهِد زيادٌ موقعةَ بدرٍ، وشهد أُحدًا والخندقَ وسائرَ المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستعمَله النبيُّ صلى الله عليه وسلم على حَضْرموتَ، فظلَّ بها حتى لحق النبيُّ صلى الله عليه وسلم بربِّه، وأقرَّه أبو بكر على عمَلِه الذي ولاَّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إياه.
وحين ارتدَّ العربُ، قاتَل زيادٌ أهل الرِّدة باليمن ممن ارتدُّوا مع الأشعث بن قيس، وظفِر بهم، فقتَل منهم مَن قتَل، وأسَر من أسَر، واستطاع أن يسوقَ الأشعثَ بن قيس مقيَّدًا بالأغلال إلى الخليفة أبي بكرٍ في المدينة.
ولزيادِ بن لبيدٍ روايةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما رواه الأعمشُ عن سالم بن أبي الجعدِ عن زياد قال: "ذكرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: ((ذاك عند ذَهابِ العلم))، قالوا: يا رسول الله، وكيف يذهبُ العلمُ ونحن نقرَأ القرآنَ ونُقرِئُه أبناءَنا ويُقرِئُه أبناؤُنا أبناءَهم؟ قال: ثكِلَتْك أمُّك ابنَ أمِّ لبيد، أوَليس اليهودُ والنصارى يقرَؤون التوراةَ والإنجيل ولا ينتفعون منهما بشيءٍ!))".
توفِّي زيادٌ بالمدينة أيام معاوية.
أُسْد الغابة ج 2 ص 273، الطبقات الكبرى ج 3 ص 610، الإصابة لابن حجر ج 2 ص 586.
4. عباس بن عبادة:
وعباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان الأنصاري الخزرجي، شهِدَ بيعةَ العَقَبة الثانية، وقيل: بل شهِد البيعتينِ الأُولى والثانية، وقيل أيضًا: كان في النفرِ السِّتة الذين لقُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أولَ مَن لقي مِن الأنصار، وكانَ ذلك في السنةِ السابقة على بيعة العقبة الأولى، وقد أسلم هؤلاء الستةُ، وعادوا إلى المدينةِ فأظهَروا فيها الإسلامَ.
وعباسُ بن عُبادة هو الذي شدَّ عقدَ البيعةِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في البيعة الثانية؛ فقد قال لقومه: يا معشرَ الخزرج، هل تدرون علامَ تبايعون هذا الرجلَ؟ إنَّكم تبايعونه على حربِ الأحمرِ والأسودِ، فإن كنتم ترَوْن أنكم غيرُ وافِينَ له بذلك، فمن الآن، فهو والله - إن فعلتم - خِزْيُ الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافُون له، فهو واللهِ خيرُ الدُّنيا والآخرةِ.
قالوا: فما لنا إن وفَيْنا يا رسولَ الله؟ قال: الجنةُ، قالوا: ابسُطْ يدَكَ، فبسط يدَه، فبايَعوه، ثم إن عباس بن عبادة خرَجَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم مهاجرًا إليه بمكة، فأقام معه حتى هاجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ، فهاجرَ معه، فكان بذلك أنصاريًّا مهاجريًّا.
وبعد الهجرة آخى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمانَ بنِ مظعون، ولم يشهَدْ عباسٌ بدرًا، ولكنه شهِد أُحُدًا، واستُشهِد فيها؛ سيرة ابن هشام، أُسْد الغابة ج 3 ص 163.
5. عبدالله بن أنيس:
كان حليفَ بني سَلِمةَ من الأنصار، وهو أصلاً من جُهَينة، اسمه عبدالله بن أنيس الجُهَني، شهِد العقبةَ الثانية، وعاد إلى المدينة، ثم توجَّه مهاجرًا إلى مكةَ ليصاحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم فيها، وأقام معه حتى هاجَرَ إلى المدينةِ حينَ هاجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليها، فكان مُهاجريًّا أنصاريًّا.
ثم شهِد بدرًا وأُحُدًا وما بعدهما من المشاهد مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وتوفي عبدُالله بن أُنَيس سنة أربع وسبعين من الهجرة؛ أُسْد الغابة ج 3 ص 178.
6. عقبة بن وهب:
وهو عقبةُ بن وهب بن كِلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث، حليفٌ لبني سالم بن غنم بن عوف بن الخزرجِ.
شهِد بيعةَ العقبة الأولى، وبيعةَ العقبة الثانية، وقيل: إنه أولُ من أسلَمَ من الأنصار في بعض الرِّوايات، ثم لحِق برسولِ الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فلم يزل هناك حتى هاجَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ، فهاجر هو إلى المدينةِ، فكان يقال له: مهاجريٌّ أنصاريٌّ، شهِد من المشاهد: بدرًا، ثم أُحدًا، وقيل: إنه هو الذي نزَع الحلقتين من وَجْنَتَيِ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد، وقيل: إن الذي نزعهما هو أبو عبيدةَ بن الجراح، قال الواقدي: إنهما جميعًا عالَجَهما، فأخرجاهما مِن وَجْنَتَيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
سيرة ابن هشام ج 2 ص 465، أُسْد الغابة ج 4 ص 62، الطبقات الكبرى ج 3 ص 547.
ملاحظتان:
ويلاحظ أن هؤلاء الأنصارَ الذين هاجروا من المدينةِ إلى مكة، ثم منها إلى المدينة، كانوا من الخزرجِ، أو من حلفائهم؛ ذلك لأن الخزرجَ هم أولُ من استجاب لدعوةِ الإسلام، وكان منهم النفرُ الستةُ الذين التقى بهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبل العقبة الأولى بعام فأسلَموا حين عرَضَ عليهم الإسلام، ووعَدوه العودةَ في العام القادم، فعادوا في وفدٍ مكوَّنٍ من اثني عشَرَ رجلاً، منهم تسعةٌ من الخزرج، وثلاثة من الأوس.. كما يلاحظ قلةُ عدد المهاجرين إلى مكة؛ ولذلك سببٌ واضح، أن مكةَ لم تكن بالمكان الآمنِ المستقرِّ لاستقبال الدعوة الإسلامية، بل كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ومَن معه من المسلمين يتعرَّضون للأذى الشديد والمعارَضة القاسية من أهلِ مكةَ، مما دعا النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى التفكيرِ الجدِّيِّ في الهجرة منها - على الرغم من حبِّه الشديد لوطنه - وعرضِ نفسِهِ على القبائل ليؤووه وينصُروه حتى يبلِّغَ دعوةَ ربه، فلم يجدِ استجابة إلا من أهل المدينة.
فكانت هجرةُ مَن هاجَر من الأنصار إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو في مكة بدافعِ الحبِّ الشديد للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والرغبة في مصاحَبَتِه ومجاورته، مضحِّين في سبيل ذلك بما يلقَوْنه مِن تجهُّم وضِيقٍ في جو مكةَ المستفز، فصحبةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يهُونُ في سبيلِها كلُّ صعب، ويعذُبُ في طريقها كلُّ مشقَّةٍ، صلَّى الله عليه وسلم على هذا النبيِّ الأمين، ورضِي اللهُ عن صحابتِه من الأنصار والمهاجِرينَ.
hgi[vm Ygn l;m ,hglih[v,k hgHkwhv hglkahv hgi[vm ,hglih[v,k
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
|
|
07-16-2019, 12:55 PM
|
#2
|
رد: الهجرة إلى مكة والمهاجرون الأنصار
_
اثَآبك الله الأجْر
واسْعَد قلبك في الدنيَا والآخره
دمت بحفظ الرحمن .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ضوء القمر على المشاركة المفيدة:
|
|
07-16-2019, 01:08 PM
|
#3
|
رد: الهجرة إلى مكة والمهاجرون الأنصار
جزاك الله خير
طرح جميل
ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي..
يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز ..
وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك ,,~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الوافي على المشاركة المفيدة:
|
|
07-16-2019, 08:27 PM
|
#4
|
[
رد: الهجرة إلى مكة والمهاجرون الأنصار
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الجنرال على المشاركة المفيدة:
|
|
07-16-2019, 10:27 PM
|
#5
|
07-16-2019, 10:56 PM
|
#6
|
رد: الهجرة إلى مكة والمهاجرون الأنصار
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
07-17-2019, 12:18 PM
|
#7
|
رد: الهجرة إلى مكة والمهاجرون الأنصار
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ هيبة مشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
07-17-2019, 02:13 PM
|
#8
|
رد: الهجرة إلى مكة والمهاجرون الأنصار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضوء القمر
_
اثَآبك الله الأجْر
واسْعَد قلبك في الدنيَا والآخره
دمت بحفظ الرحمن .
اللهم امين وياااك
حضور راقى ....
سلمت لروعه الاطلاله الرائعه
لقلبك السعادة
.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-17-2019, 02:14 PM
|
#9
|
رد: الهجرة إلى مكة والمهاجرون الأنصار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوافي
جزاك الله خير
طرح جميل
ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي..
يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز ..
وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك ,,~
اللهم امين وياااك
حضور راقى ....
سلمت لروعه الاطلاله الرائعه
لقلبك السعادة
.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-17-2019, 02:14 PM
|
#10
|
رد: الهجرة إلى مكة والمهاجرون الأنصار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجنرال
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري
اللهم امين وياااك
حضور راقى ....
سلمت لروعه الاطلاله الرائعه
لقلبك السعادة
.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 04:31 AM
| | | | | | | | | |