تحـفة الصَّـديق بسيرة أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه - الحلقة الأولى
المقــدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، أما بعد:
فهذه كلمات موجزة، في سيرة أبي بكر الصديق رضي
الله عنه، ومن المعلوم أن الرسول صلى
الله عليه وسلم هو سيد المرسلين، وأن أبا بكر الصديق رضي
الله عنه هو سيد الخلفاء الراشدين، وهو خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين، ثم يليه عمر الفاروق في الفضيلة، ثم عثمان ذو النورين، ثم عليٌّ المرتضى – رضي
الله عنهم -، وقد رأيت أن أذكر شيئا مما نزل في القرآن من فضائل الصحابة رضي
الله عنهم، وما نزل من فضائل أبي بكر الصديق رضي
الله عنه، ثم ما ورد في السنة النبوية من فضائل أبي بكر الصديق رضي
الله عنه، ثم الحديث عن أحوال الصديق رضي
الله عنه قبل الإسلام وبعده، وحياته مع الرسول صلى
الله عليه وسلم في مكة والمدينة، ثم خلافته... إلى وفاته رضي
الله عنه.
الحــــــلقة الأولى:
* ذكر شيء من فضائل أبي بكر الصديق رضي
الله عنه.
* بعض ما ورد في القرآن من فضائل الصحابة رضي
الله عنهم.
- قال
الله تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾ (آل عمران: [110]).
* هذه الأمة خير الأمم، وأبو بكر خير هذه الأمة بإجماع أهل السنة.
- وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ (النــور: [55]).
* وفي مقدمة هؤلاء الخلفاء الراشدون، وأبو بكر سيدهم بلا نزاع.
- وقال تعالى: ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ (الفتح: [29]).
* وفيها بيان لصفات الصحابة رضي
الله عنهم في التوراة والإنجيل، وأن
الله وعدهم بالمغفرة والأجر العظيم، وأبو بكر مقدَّمهم.
- وقال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ (الحجرات: [7]).
* وفيها أن
الله وصف الصحابة بالإيمان، وأنهم الراشدون حقاًّ، وأبو بكر مقدَّمهم.
- وقال تعالى: ﴿ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ (الحديد: [10]).
* وفيها أن
الله وعد جميع الصحابة بالجنة، وأنهم درجات فيها، وأبو بكر أعلاهم درجة.
ما نزل في فضل المهاجرين والأنصار معا:
- وقال تعالى: ﴿ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (الأنفال: [62-64]).
* وفيها أن
الله ألّف بين قلوب الصحابة بعد الفرقة، وأنه تعالى ناصر رسوله والمؤمنين، وأبو بكر مقدَّمهم.
- وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ﴾ (الأنفال: [72]).
* وفيها مدح
الله تعالى للمهاجرين بأعمالهم الجليلة، منها الإيمان، والهجرة، والجهاد، وموالاة المؤمنين، وأبو بكر أولهم.
- وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ ( الأنفال: [74]).
* وفيها مدح
الله تعالى للمهاجرين والأنصار بأعمالهم الجليلة، منها الإيمان، والهجرة، والجهاد، وموالاة المؤمنين، ووعدهم بالمغفرة والجنة، وأبو بكر أولهم.
- وقال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (التوبة: [100]).
* وفيها إثبات رضا
الله تعالى عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، ووعدهم بالجنات، وفي مقدّمتهم أبو بكر الصديق رضي
الله عنه.
- وقال تعالى: ﴿ لَقَد تَّابَ
الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ (التوبة: [117]).
* وفيها بيان توبة
الله تعالى على النبي والصحابة الذين اتبعوه وقت الشدة، وأن
الله بهم رءوف رحيم.
وأبو بكر أول الصحابة بعد الرسول صلى
الله لعيه وسلم.
ونكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، وإلى
الحلقة القادمة- إن شاء الله- والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته.