اسم
الإشارة هو أحد المعارف الستة المذكورة، وهو في المرتبة الثالثة في التعريف، فأعرَفُ المعارف - كما تقدم - هو الضمير[2]، ويلي الضميرَ العَلَمُ، ويلي العَلَمَ اسمُ الإشارة، فاسم
الإشارة يأتي في المرتبة الثالثة في التعريف بعد الضمير والعلم، والحديث عن اسم
الإشارة يتناول المباحث الخمسة التالية:
المبحث الأول: تعريف اسم الإشارة.
المبحث الثاني: ألفاظ
أسماء الإشارة.
المبحث الثالث: ذكر الأحرف التي تلحق
أسماء الإشارة.
المبحث الرابع: مراتب الاسم المشار إليه من حيث القرب والبعد.
المبحث الخامس: إعراب
أسماء الإشارة.
وفيما يلي الحديث عن هذه المباحث الخمسة بشيء من التفصيل:
المبحث الأول: تعريف اسم الإشارة:
اسم الإشارة: هو ما وُضع ليدل على معيَّن بواسطة:
إشارة حسية باليد ونحوها، وذلك إن كان المشار إليه ذاتًا حاضرة[3].
أو إشارة معنوية، وذلك إن كان المشار إليه:
معنًى؛ كقول الله تعالى: ﴿ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ﴾ [البقرة: 111].
أو ذاتًا غير حاضرة؛ كقولك عند الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وكمال أخلاقه البشرية: هذا محمد صلى الله عليه وسلم.
♦ ♦ ♦
المبحث الثاني: ألفاظ
أسماء الإشارة:
لأسماء
الإشارة ألفاظ معيَّنة خمسة؛ هي:
1 - (هذا) للمفرد المذكَّر؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا ﴾ [البقرة: 126].
2 - (هذه) للمفردة المؤنثة؛ نحو قول الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ [البقرة: 35].
3 - (هذان) للمثنى المذكر، ويكون بالألف في حالة الرفع، وبالياء في حالتي النصب والجر [4]، ومثال دلالة اسم
الإشارة (هذان) على المثنى المذكر، مع رفعه بالألف من كتاب الله تعالى: قولُ الله عز وجل: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ [الحج: 19][5].
4 - (هاتان) للمثنى المؤنث، وهو كـ(هذان)، يكون بالألف في حالة الرفع، وبالياء في حالتَي النصب والجر.
ومثال دلالة اسم
الإشارة (هاتان) على المثنى المؤنث، مع رفعه بالألف: قوله صلى الله عليه وسلم: ((هاتان السجدتان لِمَن لا يدري: زاد في صلاته أم نقص؟[6]...))؛ الحديث.
5 - (هؤلاء)[7] بالمدِّ على الأفصح[8]، وهي اسم إشارة يُشار به إلى الجمع مطلقًا؛ مذكرًا كان أو مؤنثًا، ومثال
الإشارة باسم
الإشارة (هؤلاء) إلى جماعة الذكور في كتاب الله تعالى: قولُ الله عز وجل: ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ﴾ [الدخان: 22]، ومثال
الإشارة إلى جماعة الإناث باسم
الإشارة (هؤلاء) في كتاب الله سبحانه: قولُ الله عز وجل: {قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود: 78]، فأشار سبحانه باسم
الإشارة (هؤلاء) إلى جماعة الإناث (بناتي)، فهذه خمسة
أسماء يشار بها إلى المفرد والمثنى بنوعَيْه والجمع بنوعَيْه، وليُعلَم أن هذه الأسماء الخمسة كلها يشار بها إلى العاقل وغير العاقل.
ومثال
الإشارة بها إلى العاقل: قولُ الله عز وجل: ﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 109]، وقول جبريل صلى الله عليه وسلم لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم في عائشة رضي الله عنها: ((إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة))، وقول الله عز وجل: ﴿ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ﴾ [طه: 63]، وقوله سبحانه: ﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ [القصص: 27].
ومثال
الإشارة بهذه الأسماء إلى غير العاقل: قولُ الله تعالى: ﴿ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ ﴾ [المائدة: 31]، وقوله عز وجل: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ﴾ [البقرة: 58]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحرير والذهب: ((هذان حرام على ذكور أمتي))، وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: ((اذهَبْ بنعليَّ هاتينِ، فمَن لقيتَ وراء هذا الحائط، يشهد أنْ لا إله إلا الله مستقينًا بها قلبه، فبشِّرْه بالجنة))[9].
وهل هذه الأسماء الخمسة المذكورة هي كل
أسماء الإشارة؟
الجواب: لا، فمِن
أسماء الإشارة كذلك
أسماء خاصة بالمكان، وهذه على اسمها يشار بها إلى المكان، وهي على أنواع ثلاثة:
1 - ما يشار به إلى المكان القريب، وهو اسم
الإشارة (هنا)؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا ﴾ [آل عمران: 154][10].
2 - ما يشار به إلى المكان المتوسط، وهو اسم
الإشارة (هناك) بإضافة كاف الخطاب إليه؛ نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان)).
3 - ما يشار به إلى المكان البعيد، وهو اسما
الإشارة (هنالك)[11]، و(ثَمَّ) بفتح الثاء[12]، ومثال (هنالك) في كتاب الله سبحانه: ﴿ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾ [الفرقان: 13]، ومثال (ثَمَّ) قولُ الله عز وجل: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴾ [الإنسان: 20][13].
♦ ♦ ♦
المبحث الثالث: ذكر الأحرف التي تلحق
أسماء الإشارة:
اعلم رحمك الله أنه يلحق أسماءَ
الإشارة الخمسة المذكورة ثلاثةُ أحرف؛ هي:
الحرف الأول: ها التنبيه، وهي حرف يفيد تنبيه السامع إلى ما يشار إليه، ويدل على قرب هذا المشار إليه، وتلحق (ها) هذه كلَّ
أسماء الإشارة، وتكون في أولها، فتقول: هذا، وهذه، وهذان، وهاتان، وهؤلاء[14].
والحرف الثاني: كاف الخطاب، وهي حرف خطاب باتفاق النحاة[15]، وقد جِيءَ بها للدلالة على بُعد المشار إليه[16].
وهذه الكاف كـ: (هاء التنبيه) تلحق بجميع
أسماء الإشارة، ولكنها تختلف عن هاء التنبيه في أنها تكون في آخر اسم الإشارة، لا في أوله كالهاء.
تقول على سبيل المثال: ذاك، تِيك[17]، ذانِك[18]، تانِك[19]، أولئك، وهذه الكاف وإن كانت حرفًا، ولم تكن ضميرًا اسمًا كالضمير البارز المتصل (كاف المخاطب)، إلا أنها تتصرَّف تصرُّف هذه الكاف الاسمية غالبًا، فتكون بحسب المخاطب؛ ليدل على حالته من حيث العدد (الإفراد والتثنية والجمع)، ومن حيث النوع (التذكير والتأنيث)[20].
الحرف الثالث: لام البعد[21]، وهي حرف يتوسط بين اسم
الإشارة وكاف الخطاب، ولا توجد لام البعد في
أسماء الإشارة بدون كاف الخطاب.
ولام البعد تلحق اسمي الإشارة:
(ذا) للمفرد المذكر، مع الكاف، كما ذكرنا[22]، فيقال: ذلك؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ﴾ [الإسراء: 39].
و(تي) للمفردة المؤنثة[23]، مع الكاف كذلك[24]، فيقال: تلك[25]؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ﴾ [البقرة: 187].
فهذه هي الأحرف الثلاثة التي تلحق
أسماء الإشارة.
والسؤال الآن: هل يمكن أن يلحق أكثر من حرف من هذه الأحرف الثلاثة اسمًا من
أسماء الإشارة في وقت واحد؟
الجواب: نصَّ النحاة على أنه يجوز أن يجتمع في اسم
الإشارة الكاف مع الهاء، فيقال: هاذاك، هاتيك، هاذانِك...، وهكذا[26].
كما نصُّوا كذلك على أنه يجوز أن يجتمع في اسم
الإشارة كاف الخطاب مع لام البعد[27]، وذلك في اسمي الإشارة: ذلك، وتلك.
وهل يمكن أن تجتمع هذه الأحرف الثلاثة معًا، وفي آن واحد، في اسم من
أسماء الإشارة؟
الجواب: أنه لا يمكن أن تجتمع هذه الأحرف الثلاثة أبدًا دفعة واحدة في اسم من
أسماء الإشارة، وسبب ذلك هو:
1 - كراهة كثرة الزوائد؛ لأنه إذا جاءت اللام والكاف و(ها) التنبيه، صار عندنا ثلاثة زوائد.
2 - عدم المناسبة بين (ها) التنبيه ولام البعد؛ لأن اللام تدل على بُعد المشار إليه، و(ها) التنبيه تدل على قربه، فيكون فيه جمع بين الأضداد التي تتعارض، فتتساقط.
3 - ولأننا إذا أتينا باللام مع (ها) التنبيه، فقد يلتبس علينا أن يكون ما بعد اللام خبرًا، بأن تكون اللام جارَّة، والكاف اسمًا مجرورًا، فيكون الجار والمجرور متعلقينِ بمحذوف خبرًا مقدَّمًا، وهذا يظهر جليًّا إذا لم تُشكل اللامُ، فأصلُ لام البعد أن تكون مكسورة، ولام الجر إذا دخلت على الكاف تكون مفتوحةً، فإذا لم تُشكل اللام حصل اللبس.
♦ ♦ ♦
المبحث الرابع: مراتب المشار إليه من حيث قربه وبعده:
أشرنا في المبحث السابق إشارة يسيرة إلى أن الأحرف الثلاثة (ها التنبيه، وكاف الخطاب، ولام البعد) عند اتصالها باسم الإشارة، منها ما يدل على قرب المشار إليه، ومنها ما يدل على بعده، ومنها ما يدل على توسطه بين القرب والبعد، وذاكم هو تفصيل القول في ذلك:
اعلم - رحمك الله - أن للمشار إليه من حيث قربُه وبعدُه ثلاثَ مراتب: قريبة، ومتوسطة بين القرب والبعد، وبعيدة:
فقد يكون المشار إليه قريبًا، وحينئذٍ يشار إليه باسم إشارة ليس فيه كاف، ولا لام[28]؛ كـ: أكرم هذا الرجل، أو: هذه المرأة، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ﴾ [الأنعام: 153].
وقد يكون المشار إليه متوسطًا بين القرب والبعد، وحينئذٍ يشار إليه باسم إشارة فيه كاف الخطاب وحدها[29]؛ كـ: اركَبْ ذاك الحصان، أو: تيك الناقة.
وقد يكون المشار إليه بعيدًا، وحينئذٍ يشار إليه باسم إشارة فيه الكاف واللام معًا؛ كـ: خُذْ ذلك القلم، أو: تلك الدَّواة.
♦ ♦ ♦
المبحث الخامس: إعراب
أسماء الإشارة:
اعلم - رحمك الله - أن
أسماء الإشارة كغيرها من المعارف الستة تُعرب حسب موقعها في الجملة رفعًا ونصبًا وجرًّا[30]، وهي إما أن تكون:
مبنية، فتُعرب إعرابًا محليًّا؛ يعني أنها تكون مبنية في محل رفع، أو نصب، أو جر، وهذا يشمل كلَّ
أسماء الإشارة ما عدا المثنى منها (هذان، وهاتان)[31]، ومن أمثلة بناء
أسماء الإشارة مع كونها في محل رفع، أو نصب، أو جر، من كتاب الله تعالى:
1 - مثال بنائها مع كونها في محل رفع: قولُ الله تعالى: ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾ [الجاثية: 29][32].
2 - ومثال بنائها مع كونها في محل نصب: قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ﴾ [الشعراء: 54][33].
3 - ومثال بنائها مع كونها في محل جر: قولُ الله عز وجل: ﴿ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ﴾ [النساء: 75][34].
وإما أن تكون معربة، وهذا يشمل المثنى منها فقط (هذان، وهاتان)، فكلٌّ مِن اسمَي
الإشارة (هذان، وهاتان) معربانِ، وهما يعربان إعراب المثنى؛ بالألف رفعًا، وبالياء نصبًا وجرًّا[35].
ومثال رفع (هذان) بالألف: قول الله تعالى: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ [الحج: 19][36].
ومثال رفع اسم
الإشارة (هاتان) بالألف: قولُ النبي صلى الله عليه وسلم في سجدتَي السهو: ((هاتان السجدتان لمن لا يدري زاد في صلاته أم نقص))[37].
ومثال نصب (هذين) بالياء: قول الله تعالى - في قراءة أبي عمرو[38] -: {إنَّ هذينِ لساحرانِ}[39].
ومثال نصب (هاتين) بالياء: قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هاتينِ الصلاتين حُوِّلَتَا عن وقتِهما...))[40]؛ الحديث.
ومثال جر (هذين) بالياء: قولُه صلى الله عليه وسلم: ((الوقت بين هذين))[41].
ومثال جر (هاتين) بالياء: قولُ الله تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ [القصص: 27][42].
[1] عبَّر ابن آجروم رحمه الله في آجروميته، وغيرُه من النحاة، عن
أسماء الإشارة بالاسم المبهم، وسبب كون
أسماء الإشارة من الأسماء المبهمة وجهانِ:
الوجه الأول: عمومُ اسم
الإشارة وصلاحيته للإشارة به إلى كل جنس، وإلى كل نوع، وإلى كل شخص، تقول على سبيل المثال: (هذا زيد - هذه منضدة - هذا فرس)، فتشير باسم
الإشارة إلى الإنسان العاقل، وإلى الجماد، وإلى الحيوان...، وهكذا، وسيأتينا إن شاء الله تعالى في المبحث الثاني عند ذكر ألفاظ
أسماء الإشارة، أن
أسماء الإشارة كلَّها يشار بها إلى العاقل وغير العاقل.
والوجه الثاني: أن
أسماء الإشارة تفتقر في بيان مسماها وتعيينه إلى
الإشارة الحسية أو المعنوية، كما سيأتينا إن شاء الله تعالى بعد قليل في تعريفها.
• المبهم: اسم مفعول من الإبهام، وهو يرجع إلى مادة (أبهم)، ومنها: قولك: أبهمت الأمر، ضد إيضاحه.
ومن الأسماء المبهمة كذلك، والتي تعد أيضًا من المعارف الستة: الأسماء الموصولة، وعليه؛ فالأسماء المبهمة من المعارف الستة نوعان، هما:
أسماء الإشارة، والأسماء الموصولة، ولم يَمثِّل ابن آجروم رحمه الله على الاسم المبهم إلا بأسماء
الإشارة فقط، فلم يمثل للأسماء الموصولة، وهذا ليس بجيد، وإن كان يمكن الاعتذار عنه بالقاعدة المعروفة التي هي: كلُّ الشيء يُذكر ببعض مفرداته.
وأيهما أقوى في التعريف: اسم الإشارة، أم الاسم الموصول؟
الجواب: اسم
الإشارة أقوى في التعريف من الاسم الموصول؛ ولذلك نحن قد جعلناه في المرتبة الثالثة في التعريف بعد الضمير والعَلَم، وقبل الأسماء الموصولة وباقي المعارف الستة.
[2] إلا ما يختص بالله تعالى من أسماء: كالرحمن، والله، والرب المعرَّف بـ(أل)؛ فإنها أعرَفُ المعارف بالاتفاق، كما تقدم.
[3] كأن تقول مثلًا وأنت تشير بإصبعك إلى كتاب أخيك: هذا كتابك.
[4] انظر ما سيأتينا إن شاء الله تعالى من الحديث على إعراب
أسماء الإشارة في المبحث الخامس.
[5] ولم يَرِدْ في القرآن الكريم هذا الاسم من
أسماء الإشارة بالياء إلا في قراءة أبي عمرو رحمه الله من السبعة، وذلك في قول الله عز وجل: ﴿ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ﴾ [طه: 63]، فقد قرأها رحمه الله: ﴿ قَالُوا إِنَّ هَذَينِ لَسَاحِرَانِ ﴾، بتشديد النون من (إنَّ)، ونصب (هذين) بالياء، على أنها اسم (إن)، ومن أمثلة نصب اسم
الإشارة (هذين) كذلك، ولكن مِن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث الذي رواه مسلم رحمه الله، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تُفتَح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفَر لكل عبد لا يُشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أَنظِروا - أي: أخِّروا وأمهِلوا - هذين حتى يصطلحا، أَنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظِروا هذين حتى يصطلحا)).
[6] ولم يَرِدْ اسم
الإشارة (هاتان) مرفوعًا ولا منصوبًا في كتاب الله تعالى، وإنما ورد وصفًا مجرورًا بالياء، وذلك في قول الله عز شأنه: ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ [القصص: 27]، بجر (هاتين) بالياء، على أنها صفة لـ(ابنتيَّ) المجرورة، ومن أمثلة نصب اسم
الإشارة (هاتين) بالياء من سُنة نبينا صلى الله عليه وسلم: ما رواه مسلم رحمه الله، عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قرأ هاتينِ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ، كفَتَاه))، هذا وسيأتينا إن شاء الله تعالى الحديثُ عن إعراب
أسماء الإشارة بالتفصيل في مبحث مستقلٍّ من مباحث اسم الإشارة، وهو المبحث الخامس؛ فانظره.
[7] اعلم - رحمك الله - أن اسمَ
الإشارة (هؤلاء) ورد فيه عن العرب لغتانِ:
اللغة الأولى: أُولاءِ، بالمد - أي: بالهمزة في آخره - وهي لغة أهل الحجاز، وبها جاء التنزيل، فلم تَرِد (أُولاءِ) في القرآن إلا ممدودةً، ولهذا كان المد أفصح من القصر - القصر هو
اللغة الثانية التي سنذكرها إن شاء الله تعالى بعد قليل، والمراد به حذف الهمزة من آخر الاسم، فتقول: أُولَى - لأن القرآن لا يأتي إلا باللغة الفصحى، ومن إتيان اسم
الإشارة (هؤلاء) بالمد في كتاب الله سبحانه: قولُ الله تعالى: ﴿ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ ﴾ [آل عمران: 119].
واللغة الثانية: أولى، بالقصر، وهذه هي لغة بني تَميم، وتقول بِناء على هذه اللغة: جاءني أُولَى، أو: هؤُولَى، بإضافة هاء التنبيه في أول الاسم، مع فتحها، وضم الهمزة، وفتح اللام.
وسواء نطقنا بهذا الاسم من
أسماء الإشارة بلغة أهل الحجاز (أولاءِ)، أم بلغة بني تميم (أُولَى)، فإننا لا نتلفَّظ بالواو التي بعد الهمزة؛ وإنما نتلفَّظ بهذين الاسمين وكأن الواو غير موجودة فيهما؛ يعني: أنك تنطق بهما هكذا: أُلاءِ، وأُلَى.
[8] فهذه الألفاظ الخمسة كلها معارف، وهي تلي العَلَمَ في قوة التعريف، كما سبق ذكره، ولينتبه إلى أن الهاء المذكورة في أول هذه الأسماء الخمسة ليست من أصل اسم الإشارة؛ وإنما هي حرفُ تنبيهٍ؛ كما سنبين إن شاء الله تعالى في المبحث الثالث من هذه المباحث.
[9] فهذه أمثلة على
الإشارة بالأسماء: (هذا، وهذه، هذان، وهاتان) للعاقل وغير العاقل، أما اسم
الإشارة (أولاءِ، وأُولَى) بالمد والقصر، فإنه وإن كان يشار به للجمع المذكر والمؤنث، سواء أكان هذا الجمع للعقلاء؛ كقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 5]، أم لغيره؛ كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، وكقول الشاعر:
ذُمَّ المنازلَ بعد منزلة اللوى = والعيشَ بعد أولئك الأيامِ[*]
♦ إلا أن الأكثر في هذا الاسم أن يشار به إلى العقلاء، بينما يستعمل لغيرهم اسم
الإشارة (تلك)، كما في قول الله تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 140]، وقوله عز وجل: ﴿ تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا ﴾ [الأعراف: 101]، أو اسم
الإشارة (هذه)؛ نحو: قول الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52]، وقوله سبحانه: ﴿ وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا ﴾ [الأنعام: 139].[*] الشاهد في هذا البيت قولُه: أولئك الأيام، فقد أشير باسم
الإشارة (أولئك) إلى (الأيام)، وهي غير عاقلة، على أن لهذا البيت روايةً أخرى، هي: (أولئك الأقوام)، مكان (أولئك الأيام)، وحينئذٍ يكون هذا البيت لا شاهد فيه؛ إذ
الإشارة هنا إلى العقلاء، الذين هم الأقوام.
[10] و"ها" هنا حرف تنبيه.
[11] بزيادة اللام والكاف.
[12] بخلاف (ثُمَّ) بضم التاء، فإنها حرف عطف، كما سيأتينا إن شاء الله تعالى، عند ذكر أحرف العطف.
[13] أي: وإذا رأيت هناك رأيت...، وكل
أسماء الإشارة الخاصة بالمكان، سواء كانت مما يشار به إلى المكان القريب؛ كـ(هنا)، أم إلى المكان المتوسط؛ كـ(هناك)، أم إلى المكان البعيد؛ كـ(هنالك، وثَم) - فإنه يقال في إعرابها: اسم إشارة في محل نصب على الظرفية المكانية، والكاف حرف خطاب، لا محل له من الإعراب، واللام حرف يدل على البعد، لا محل له من الإعراب كذلك.
[14] فالهاء المذكورة في أوائل هذه الأسماء هي (ها التنبيه)، وليست من أصل اسم الإشارة، فأصل هذه الأسماء: (ذا، ذه، ذانِ، تانِ، أولاءِ)؛ كما تقدمت
الإشارة إليه، وقد وردت هذه الأسماء مجردة عن (ها التنبيه) في أكثر من آية من كتاب الله سبحانه، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ﴾ [الأنعام: 102]، وقوله سبحانه: ﴿قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ﴾ [يوسف: 32]، وقوله عز وجل: ﴿ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي ﴾ [طه: 84]؛ ففي هذه الآيات الثلاثة ورد اسما
الإشارة (ذا، وأولاءِ) على أصلهما، مجردينِ من (ها التنبيه).
[15] ولذلك لا يكون لها محل من الإعراب، ووجه كونِها حرفَ خطاب، وليست ضميرًا ككاف المخاطَب التي ذكرناها في باب الضمائر: أن
أسماء الإشارة لا تضاف.
[16] سيأتي إن شاء الله تعالى في المبحث الرابع من مباحث اسم
الإشارة ذكرُ مراتب المشار إليه من حيث قربه وبعده.
[17] (تي) المذكورة ها هنا، والتي جاءت الكاف في آخرها، هي اسم
الإشارة للمفردة المؤنثة، ونحن لم نذكرها في مبحث ذكر ألفاظ اسم الإشارة؛ نظرًا لكون هذا الكتاب موضوعًا للمبتدئين، كما لا يخفى.
[18] سواء كانا بالألف أم بالياء؛ يعني، سواء كانا مرفوعين، أم منصوبين، أم مجرورين.
[19] سواء كانا بالألف أم بالياء؛ يعني، سواء كانا مرفوعين، أم منصوبين، أم مجرورين.
[20] فتقول: ذلكَ، بفتح الكاف، إذا كان المخاطب مفردًا مذكَّرًا، ومن ذلك قولُ الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ [البقرة: 2]، وتقول: ذلكِ، بكسر الكاف، إذا كان المخاطب مفردة مؤنثة، ومِن ذلك قولُ الله تعالى: ﴿ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾ [مريم: 21]، وتقول: ذلكُما، فتقرن بالكاف الميم والألف، إذا كان الخطاب للمثنى بنوعَيْه؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ﴾ [يوسف: 37]، وتقول: ذلكم، فتقرن بالكاف الميم، إذا كان الخطاب لجماعة الذكور، ومن ذلك قولُ الله تعالى: ﴿ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ ﴾ [البقرة: 232]، وتقول (ذلكنَّ)، فتقرن بالكاف النون المشددة، إذا كان الخطاب لجماعة الإناث؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ﴾ [يوسف: 32].
• يلاحظ أنه في هذه الآيات الخمس المذكورة كان اسم
الإشارة المستعمل هو (ذا)، وهو - كما هو معلوم - اسمُ إشارة للمفرد المذكر؛ ولذلك أُتي به في هذه الآيات الخمس لأن المشار إليه فيها كان مفردًا مذكرًا، والملاحظ كذلك في هذه الآيات أن الكاف جاءت متصرفةً، فقد جاءت مفتوحة عندما كان الخطاب للمفرد المذكر، ومكسورة عندما كان الخطاب للمثنى، ومقرونًا بها الميم فقط عندما كان الخطاب لجماعة الذكور، ومقرونًا بها النون المشددة عندما كان الخطاب لجماعة الإناث؛ يعني أن ذلك التصرف في الكاف كان لتغيير المخاطب في الآيات المذكورة، كما رأيت، ومن هنا تعلم - أخي الكريم - أن اسم
الإشارة المتصل بكاف الخطاب يراعى فيه أمران:
الأمر الأول: ويكون في اسم
الإشارة نفسه، وذلك أنه لا بد أن يوافق هذا الاسم المشار إليه في العدد (الإفراد والتثنية والجمع)، وفي النوع: التذكير والتأنيث.
والأمر الثاني: ويكون في كاف الخطاب نفسها، وذلك أنها لا بد أن توافق المخاطب في نفس هذه الأمور الخمسة المذكورة؛ إذًا لا بد عند الإتيان باسم
الإشارة المتصل بالكاف من النظر إلى المشار إليه والمخاطب، فيؤتى باسم
الإشارة وَفقًا للمشار إليه، ويؤتى بكاف المخاطب وَفقًا للمخاطب، فإذا قيل على سبيل المثال: أشِر إلى اثنين، مخاطبًا جماعة الرجال، فإنك تقول: (ذانِكم)، فتأتي باسم
الإشارة (ذان) المثنى؛ لأن المشار إليه مثنى، وتأتي بكاف الخطاب مقرونًا بها الميم؛ لأن المخاطب هنا جماعة الذكور.
وطبِّق معي - أخي الحبيب - هذا الذي ذكرناه على قول الله تعالى: ﴿ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ﴾ [الأعراف: 22]، فاسم
الإشارة هنا هو (تِي)، وهو اسم إشارة للمفردة المؤنثة، وقد أتى كذلك؛ لأنه مشارٌ به في هذه الآية إلى الشجرة، وهي مفردة مؤنثة، بينما أتَتْ كاف الخطاب مقرونًا بها الميم والألف؛ للدلالة على تثنية المخاطب؛ وذلك لأن المخاطب هنا مثنى، وهو آدم صلى الله عليه وسلم، وحواء.
فانتبِهْ رحمك الله لهذه القاعدة، حفِظ الله لسانك من الزلل والخطأ في لغة الكتاب العزيز.
وليُعلَم أن تصرُّف الكاف بحسب المخاطب تذكيرًا وتأنيثًا، وإفرادًا وتثنية وجمعًا، هو - كما ذكرت من قبل - حكمٌ أغلبي، وإلا فإن هذه الكاف - وإن لم يكن ذلك غالبًا فيها، والغالب هو ما ذُكر - يجوز أن تفتح في التذكير، وتكسر في التأنيث، ولا يلحقها دليل تثنية ولا جمع، وإن كان المخاطب مثنى أو مجموعًا، فتقول على سبيل المثال: ذلك الرجل، تخاطب واحدًا، وتقول: ذلك الرجل، تخاطب اثنين، وتقول: ذلك الرجل، تخاطب جماعة ذكور، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ﴾ [المجادلة: 12]، ووجه الدلالة من هذه الآية: أن الخطاب لجمع الذكور، بدليل قوله سبحانه: ﴿ لَكُمْ ﴾، وقد اقتصر في اسم
الإشارة على كاف الخطاب مفتوحة، من غير أن يضم إليها ميم الجمع، وهذا هو التصرف الناقص، وهو في درجته أقل من الأول، ويلي هذه اللغةَ عدمُ تصرف كاف الخطاب مطلقًا، فتُبنَى على الفتح في جميع أحوال الخطاب، ولا تلحقها لا علامة تثنية، ولا علامة جمع؛ سواء في ذلك أكان المخاطب واحدًا أم اثنين أم جماعة، مذكرًا أم مؤنثًا، وهذا في درجته أقل اللغات الثلاث، ومما ورد به قولُ النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: ((أولئكَ - بفتح الكاف - إذا مات فيهم الرجل الصالح...))؛ الحديث، واللغة الأولى التي هي تصرُّف هذه الكاف تصرُّف الكاف الاسمية الضمير بحسب المخاطب، هي أشهر اللغات، وأسماها، وأفصحها، وهي التي ورد بها كتاب الله سبحانه.
هذا، وكاف الخطاب مع اسم
الإشارة الخاص بالمكان (هنا) مفردةٌ مفتوحة دائمًا، فليُنتَبَهْ لهذا.
[21] سميت بذلك؛ لأنها تدل على بُعد المشار إليه.
[22] فقد سبق قريبًا أن لام البعد لا تُوجَد في
أسماء الإشارة بدون كاف الخطاب.
[23] فلا تدخل لام البعد في
أسماء الإشارة إذا كانت على صورة المثنى مطلقًا، فلا يقال؛ ذانلكما، ولا: تانلكما، ولا تلحقها كذلك إذا كانت في صورة الجمع في لغة مَن مده، فلا يقال على لغتهم: أولاء لك.
وأما مَن قصره، فمنهم مَن لا يأتي باللام أيضًا، ومنهم مَن يأتي بها.
والذي يدخل في المثنى والجمع في لغة مَن مده حالة البعد: الكافُ وحدَها؛ نحو، ذانِكما، تانِكما، أولئك.
[24] فقد سبق قريبًا أن لام البعد لا توجد في
أسماء الإشارة بدون كاف الخطاب.
[25] وتقول في إعراب هذين الاسمين من
أسماء الإشارة (ذلك، تلك): اسم إشارة مبني على السكون، في محل رفع، أو نصب، أو جر (حسب موقعه في الجملة)، واللام لام البعد، حرف مبني على الكسر في اسم
الإشارة (ذلك)، وعلى السكون في اسم
الإشارة (تلك)، لا محل له من الإعراب، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.
[26] يلاحظ في هذه الأمثلة الثلاثة المذكورة أن ألف (ها) قد كُتبت فيها، بخلاف
أسماء الإشارة (هذا، هذه، هذان، هؤلاء)؛ فإن ألف (ها) لم تكتب فيها، ووجه ذلك: ما ذكره العلماء في قواعد الإملاء من أن ألف (ها) التنبيه تُحذف إذا لم يكن اسم
الإشارة متصلًا بكاف الخطاب، أو مبدوءًا بتاء، فإن كان كذلك كُتبت ألف (ها) التنبيه، ومِن هنا تعلم لماذا كتبت ألف (ها) التنبيه في اسم
الإشارة (تان)، فتقول: هاتان؛ لأنه مبدوء بالتاء، وانظر: (قواعد الإملاء) لعبدالسلام بن هارون رحمه الله تعالى، صـ 41.
[27] على أنه قد تقدَّم بنا أن ذكرنا أن لام البعد لا تلحق اسم
الإشارة إلا في وجود كاف الخطاب.
[28] سواء كان هذا الاسم من
أسماء الإشارة فيه (ها) التنبيه، أم لا.
[29] دون لام البعد.
[30] وانظر ما تقدم ذكره في الضمير، وفي العَلَم.
[31] فسيأتينا إن شاء الله تعالى أنهما معربان، وليسا مبنيَّينِ، وأنهما يعربان إعراب المثنى بالألف رفعًا، وبالياء نصبًا وجرًّا.
[32] فاسم
الإشارة (ذا) مبنيٌّ على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.
[33] فالهاء حرف تنبيه مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب، واسم
الإشارة (أولاء) مبني على الكسر، في محل نصب، اسم (إن).
[34] فالهاء حرف تنبيهٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، و(ذِه) اسم إشارة مبني على الكسر، في محل جر، اسم مجرور بحرف الجر (مِن).
[35] على أن بعض النحاة يرى أن المثنى من
أسماء الإشارة مبني في حالة الرفع على الألف، وفي حالة النصب والجر على الياء.
[36] فالهاء حرف تنبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، و(ذان): اسم إشارة مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه ملحق بالمثنى. ولم نقل هنا: إنه في محل رفع مبتدأ؛ لأنه معرب، وليس مبنيًّا، والذي يعرب إعرابًا محليًّا إنما هو المبني، كما تقدم في القسم الأول.
[37] يقال في الهاء ما قيل من قبل، و(تان): اسم إشارة مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه ملحق بالمثنى.
[38] وهي قراءة سبعية متواترة.
[39] (ذين): اسم إشارة منصوب على أنه اسم (إن) مشددة النون - كما هي قراءة أبي عمرو - وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بالمثنى.
[40] فاسم
الإشارة (تين) منصوب على أنه اسم (إن)، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بالمثنى.
[41] فـ(ذين) اسم إشارة مجرور، على أنه مضاف إليه بإضافة الظرف (بين) إليه، وعلامة جره الياء؛ لأنه ملحق بالمثنى.
[42] فـ(تَيْن) اسم إشارة مجرور؛ لأنه صفة للمجرور قبله (ابنتَيَّ)، وعلامة جره الياء؛ لأنه ملحق بالمثنى.