الآدارة وماأدراك ماالآدارة
للإدارة أهمية كبرى
في رفع مستويات الأداء في المنشآت والمنظومات؛ لذا نجد أن هناك شركات ومؤسسات حققت نجاحًا باهرًا في الآونة الأخيرة، لكن لا أحد يعلم السبب الرئيس وراء هذا النجاح، وأيضًا هناك إدارات هوت في غيابة الجب، وفشلت فشلاً ذريعًا، ولم تستطع التمكُّن من المنافسة في السوق؛ وهو ما أدى إلى انهيارها وتلاشيها.
في الواقع إن الرضا الوظيفي في عصرنا الحاضر يعكس
النجاح والتطور والقوة والبقاء لعمر أطول في السوق؛ لذا نجد أن هناك نوعَيْن من الإدارة: أحدهما يجعل التمايز ينمو والرؤية تتضح، والآخر يجعل الرؤية تنعدم والتمايز ينقرض.
إذا كان لدينا إدارة تتمثل في مخاطبة قلوب الموظفين قبل عقولهم، ولديها مدير يمتلك شخصية قيادية محنكة، يملك القدرة على بث روح الحماس في عقول موظفيه، فإنه عبر هذا الباب يستطيع الوصول بهم إلى الجهة التي يطمح إليها دون جهد أو كلل.
ما أقصده في مخاطبة القلوب هو قوة الكلمة، ومدى تأثيرها على مسامع
الموظفين.. ورؤيتها تتجلى في أدائهم الوظيفي. في هذه الإدارة نجد أن جودة العمل تحقق الاستمرارية الدائمة لعدم وجود فجوة بين الموظفين ومديريهم.. ثقافة لا يسودها الخوف، ثقافة بُنيت وأُسست على الثقة والاحترام وتقبُّل الرأي الآخر، حتى وإن اختلفت الآراء فهي ترى أن في الاختلاف فرصًا كثيرة للوصول إلى أعلى قمة في التطوير.
أما إذا كان لدينا إدارة تتمثل في تسخير إمكانياتها وسلطتها في رفع الصوت بالتهديد والوعيد، سواء بعزل مدير من منصبه، أو نقل موظف إلى قسم آخر لا يتوافق مع مؤهلاته، مختبرًا بذلك مدى إنجاز موظفيه مهامهم بخوفهم منه.. هذا المدير تقوم إدارته على التحكم بالآخرين من مبدأ الترهيب والتخويف، فنجد أن
جودة العمل تميل إلى الارتفاع بمجرد تحقيق الهدف، وبعدها تعود إلى القاع مجددًا. الثقافة هنا مليئة بالخوف والشك والقلق والترقب، وليس لها للنجاح سبيل.
" الإدارة هي أن تنجز الأشياء بطريقة صحيحة، أما القيادة فهي أن تنجز الأشياء الصحيحة"