تَرآثِيـاتْ ▪● تَرآثْ مآضِينـَا / وَ تآريجُ أجْدَادنـآ .. |
|
|
01-17-2019, 08:52 AM
|
|
|
|
|
المشربية.. تراث الماضي وإبداع الحاضر
لعل أول ما يرد إلى أذهاننا عند سماع كلمة “مشربية” هو الحارات العربية القديمة، وإن كان ذلك يدل على شيء؛ فإنما يدل على ارتباطها الوثيق بالتراث العربي والإسلامي في مفهومنا.
والمشربية “عبارة عن شرفة بارزة عن جدار المنزل أو المبنى، وتلعب دور النافذة في الأدوار العلوية”.*
وهي كلمة مشتقة من العربية، وتعني مكان الشرب، ومما يفسر تلك التسمية، وظيفتها في تبريد مياه الشرب، وذلك بسبب تيار الهواء الداخل إليها، إذ كان العرب يخصصون ركناً للمشربية في البيوت، يضعون فيه جرار المياه المسماة بالمشربيات الفخارية.
وتختلف أشكال المشربيات من بلد إسلامي لآخر، ومن حقبة لأخرى، إلا أن القواسم المشتركة بينها عديدة، ولعل أهم تلك القواسم؛ أنها أصبحت من السمات المهمة للمباني الإسلامية، كنوع من النوافذ التي ترمز للخصوصية المطلوبة في المجتمع الإسلامي، فهي توفر لسكان المنزل رؤية من في الخارج، والعكس غير صحيح، وذلك بفضل فتحاتها الصغيرة.
وللمشربيّة وظائف أخرى، إذ تقوم بوظيفة تصفية الهواء من الغبار، وتخفيف حدّة الضوء الداخل إلى الفراغ؛ سواءً كان مباشراً أو منعكساً، فضلاً عن الرمزية التي تحملها، فقد أثّرت في التراث العربي بفنونه وآدابه، ليتناولها الكثير من الفنانين، والأدباء، بالإضافة إلى استخدامها في الأغاني الفلكلورية، وبشكل خاص في منطقة الهلال الخصيب.
وبدأ ظهور المشربيات في القرن الـ 13ميلادي، إبان العصر العباسي، واستمر استخدامها بصورتها التقليدية حتى القرن العشرين، وفي نهايته شهدت تطوراً كبيراً، حين عمد المعماري الفرنسي، جون نوفيل، إلى استخدام المشربية بصورة حديثة ومميزة، حين صمم “معهد العالم العربي” في العاصمة الفرنسية باريس.
ولم يكن استخدام نوفيل للمشربية وظيفياً؛ فمن المعروف أن جو باريس لا يحتاج إلى المشربية التي كانت تُستخدَم في المناطق الحارة والجافة، بل جاء اختياره لها لما تحمله من رمزية، ولم يستخدمها بشكلها التقليدي القديم، المُعتمِد على الخشب كمادة بناء، بل كانت هذه المرة من المعدن، وتتألف من وحدات ميكانيكية ذات فتحات، يتم إغلاقها وفتحها تلقائياً، حسب كمية الضوء.
ولم تقتصر التطبيقات الحديثة للمشربية على تصميم “معهد العالم العربي” فهناك “أبراج البحر” في إمارة أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، المُصمَّم من قبل شركة إيداس، وبرج “الدوحة” في دولة قطر، المُصمَّم من قبل نوفيل أيضاً.
واعتمد تصميم “أبراج البحر” وجود مظلات على القشرة الخارجية للبرجَين، مستوحاة من مبدأ المشربية، وتُشابه تصميم “معهد العالم العربي” بكونها تُفتَح وتُغلَق حسب أشعة الشمس، ويتم التحكم بها عن طريق نظام إدارة المبنى.
وحازت الأبراج على المركز الثّاني، في جائزة “إمبوريس” لناطحات السحاب 2012، بعد منافسة شملت 300 من أفضل مشاريع المباني السكنية في العالم، وقد اختارت مجلة “التايم” الأمريكية، هذا المشروع ضمن قائمة أفضل 25 ابتكاراً خلال العام الماضي، بالإضافة إلى جوائز عالمية أخرى.
أما برج الدوحة في قطر، فيُعدّ هو الآخر نقطة اتصال بين الماضي والحاضر، بين التراث والحداثة، فلا يوجد -هذه المرة- آلات ميكانيكية في تصميم الواجهات، وإنما نظام ثابت أراده نوفيل أن يحمل إلى أذهان ناظريه، إرث العمارة الإسلامية.
ويتألف البرج من 46 طابقاً، وهو ذو مسقط دائري، يطل على الخليج العربي، واعتمد إكسائه الخارجي على الزخرفة الإسلامية التقليدية، واتبع المصمم طريقةً مبتكرة في الكثافة، تختلف تبعاً للاتجاه، للحماية من الإشعاع الشمسي، فكانت طبقات الإكساء تختلف من اتجاه إلى آخر، حيث بلغت نسب التعتيم في الجهة الجنوبية 40%، وفي الجهتين الشرقية والغربية 60%، وفي الجهة الشمالية 25%.
وجسّد هذا الإكساء المعدني المزخرف المشربية بشكلها الجديد، إذ تُرِك بينه وبين الإكساء الزجاجي ممر يسمح لعمال الصيانة باستخدامه، كما تمت الاستفادة منه بوضع أجهزة إنارة قابلة للبرمجة، ما يخلق كرنفالاً من الألوان ليلاً.
وشكّلت تلك المحاولات خطوة جريئة وناجحة، لربط الحاضر بالإرث الفني والمعماري للمجتمع الإسلامي، إذ جاءت بالفكرة القديمة، ولم تقتصر عليها، بل أخذتها وطورتها، بما يتناسب وروح العصر ومواده الحديثة؛ فهل تكون هذه المحاولات بدايةً للعودة إلى جماليات التراث مع التجديد المستمر؟ وهل يمكن أن تكون الخطوات الأولى لأسلوب جديد يسود العمارة المرتبطة بالعالم العربي؟
المراجع:
* موسوعة عناصر العمارة الإسلامية، مج1، د. يحيى وزيري، منشورات مكتبة مدبولي، القاهرة، ط1، 1999، ص95.
|
|
hglavfdm>> jvhe hglhqd ,Yf]hu hgphqv hglavfdm>> hgphqv jvhf
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
01-17-2019, 11:25 AM
|
#2
|
01-18-2019, 03:22 PM
|
#3
|
[
رد: المشربية.. تراث الماضي وإبداع الحاضر
الله على اشياء الماضي
يعطيك العافية
طرح رائع واختيار جميل
سلمت الانامل
بنتظار الجديد من تراثنا الماضي بشغف
مودتي وتقديري
|
|
|
01-18-2019, 03:22 PM
|
#4
|
[
رد: المشربية.. تراث الماضي وإبداع الحاضر
الله على اشياء الماضي
يعطيك العافية
طرح رائع واختيار جميل
سلمت الانامل
بنتظار الجديد من تراثنا الماضي بشغف
مودتي وتقديري
|
|
|
01-18-2019, 08:41 PM
|
#5
|
رد: المشربية.. تراث الماضي وإبداع الحاضر
طرح أكثر من رائع
يعطيك العافية على ماقدمت
|
|
|
01-19-2019, 08:46 PM
|
#6
|
url=http://www.tra-sh.com/up/] [/url]
رد: المشربية.. تراث الماضي وإبداع الحاضر
انتقاااء راائع ومميز
الله يسعد قلبك
يعطيك العافية
|
|
..سمتني "خلهاا" وتركتني..
|
01-19-2019, 09:07 PM
|
#7
|
رد: المشربية.. تراث الماضي وإبداع الحاضر
سلمت يداك ع الطرح والانتقاء
الله يعطيك العافيه يارب
دمتي بكل خير
|
|
|
01-19-2019, 10:16 PM
|
#8
|
02-13-2019, 10:28 PM
|
#9
|
رد: المشربية.. تراث الماضي وإبداع الحاضر
اشواق
يعطيك العافيه
لجمال عطائك
لروحك الجوري
ودي
|
|
|
02-13-2019, 10:28 PM
|
#10
|
رد: المشربية.. تراث الماضي وإبداع الحاضر
الخل
يعطيك العافيه
لجمال عطائك
لروحك الجوري
ودي
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:28 PM
| | | | | | | | | | |