تقضم أظافرها بعد كلّ نصّ ينتهي بها إلى عينيه اللوزيّتين .. هي المغيبة تماماً في عالمه ،
تتظاهر في حياتها بحياة اعتياديّة جداً !
متناسية أنّ استحضاره من الغياب مرهق ،
وأن تغييب العالم كأشباح عندما يكون حاضراً
ضرب من الجنون ..
هي التي تخلق لنفسها من أشيائه جناحان
صغيران بلون النور ، ترتفع خطوة عن الأرض ،
وتمتلئ سعادة لأنّ ثمة من يعتني بقلبها جيّداً ..
هي التي تدسّ قلبها كلّ ليلة في يديه ،
في عنقه وفي لون شعره ، في نبرة صوته
الفيروزية وقلبه الطيّب .. وتظنّ أنّ الحياة
ستكون بخير ، لأنّ حبّها أشبه بالنور ، بالأغنيات ،
أشبه بالنوارس وباللون الأزرق ..
تشبهه ، تخبره كلّ ليلة عن الحياة وتخبر الحياة عن بعضه ، هو الذي يستحيل اختزاله في حديث واحد "مهما طال" ! ليفاجئها الأرق وينفضها الصباح قبل
أن تنهي تشذيب صوتها !
يفضحها جوعها للنوم ، أظافرها المتآكلة ،
ابتسامتها الشقيّة ، وتلك النظرة الطويلة في
عينيها .. التي تخبره أنّه استثنائيّ ! عصيّ على الحضور والنسيان والكتابة ، وأنّ ظلاله هو ما يجعلها أنثى ، ومراسم استحضار اللوز في عينيه كلّ حنين هو ما يجعل إنسانيّتها ترضيها ، تخبره أنّه صديقها الطيّب الذي يجعلها تحتمل هذا العالم المضجر ، أنه روحها الذي ما كانت لولاه !
تعلّق عينيها في لوزه ، كاعتراف مبطّن لـ نفسها بالحبّ لتشعر بالرضى ، ليثمر اللوز في قلبها
، ليبتسم هو نصف ابتسامة ، لتستلذّ بدوختها
الغير مبررة ! بالصوت الذي يغنّي في قلبها ..
تلك الصبيّة لما استيقظت من غيبوبة الكتابة
عنه / له .. وجدت أصابعها العشرة ناقصة ،
وجدت نفسها فاقدة صوتها ! وجدت النوارس
تسكن شبّاكها وتغنّي