مسامات الروح .. وأنت تجوب أرصفة الذاكرة
وحيداً ..
إلا من انكسارات عديدة .. وأشواق مبعثرة ..
قد تسكنك الدهشة .. وتعتم الخيبة آفاقك الحالمة المترامية بدفء فوق سكة الغيم
وأنت تشهد تساقط الأقنعة من حولك ..
تفتشُ عن وجوه دافئة ..
كانت ذات يوم جمراً في مواقد الشتاء ..
وأمنياتٍ خضراء خطتها يدك الطفولية على كراسات من ضياء ..
غير آبهة بحراس الأحلام ..
وأسوار الزمن..
وفي كل مرة تقف بقلبك الأبيض أمام وعود الدنيا ..
على أمل أن تهبكَ فرصة المحاولة ..
ومتعة التجربة ..
يصرخ في داخلك : لن تتدحرج صخرتي هذه المرة أيضاً ..
في كل مرة تمتطي صهوة التوق ..
وتنشد مرافئ عمرٍ مغزول بخيوط الصبح ..
وشطآن الحنين ..
لكن ...
كم من المواعيد الزرقاء غابت بمقاعدها ..
ورسائلها ..
وورود عشاقها ..
كم من الأمنيات احترقت على قارعة الانتظار ..
وخلفت وراءها صهيل الحزن ..
وعويل المسافات ..!
وهنا يكون السؤال :
كيفَ مضتْ قوافل الأصدقاء والأحبة بصمت ..
وأنت تترقبها بعينين من رماد ودمع ..
كيف يسقطون أو يرمون بأنفسهم عنوةً من قطار قلبكَ ..
قلبكَ المسكون باللهفة ..
وكيف تخذلك القوافي .. وتتبخر قصائد الوفاء إلى سراب ..؟
وها أنت ترتب أمالك من جديد ..
وتسأل خزائن الوقت أن تفرش دروب طموحاتك..
لتقطفَ نجمة الصباح ..
وتعلن انعتاقك عن أزمنة البرد ..
ومدن الحزن ...
تطلقُ الروح حمامة بيضاء فوق دروب العمر ..
تحملَها رسائل الشوق
بحثاً عن وجه يحتويك ..
يمطرك بصدق عبراته .. وهمس نجواه ..
وما بينَ زفرتين من فرح وحزن ..
وأمنية خضراء وأخرى محترقة ..
تموج سماوات الحلم في أعماقك ..
تطوي صفحة هزائمك الصغيرة ..
وتنشد فردوسكَ المنشود ..
مُصغياً لنداءٍ يضجُ في
براري روحكَ المتعبة
إننا حقاً سعداء على قدر مافي قلوبنا من حب .!