هنا الكثير من الآيات التي تشهد على قدرة
الله عز وجل، وعن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومن هذه الآيات وجود
البحر المسجور الذي أقسم الله به في سورة الطور حيث قال في الآية السادسة (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)، وقد فسر الكثير من المفسرين كلمة مسجور أي مشتعل.
البحر
المسجور :
هو أحد البحار
الذي أقسم بها
الله تعالى في قرآنه الكريم، ولم يتم اكتشاف هذه الظاهرة إلا بعد أربعة عشر قرنا من نزول القرآن الكريم، مما يؤكد أن
الله حق والقرآن الكريم هو معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام، ويثبت كذب الكفار أن الرسول هو من قام بتأليف القرآن.
معلومات عن
البحر المسجور:
تشكل المحيطات والبحار أكثر من ثلث كوكب الأرض، وتعتبر هي أكثر الأماكن اقترابا من باطن الأرض، لذلك فهي تتعرض لدرجات حرارى مرتفعة جدا، أصبحت درجات الحرارة تتزايد مع مرور ملايين السنين، لذلك بدأت الحمم المنصهرة الموجودة في باطن الأرض في الصعود إلى سطح البحار وتخرج وسط الماء، ولا تتمكن الماء من اطفائها بسبب درجة حرارتها العالية جدا.
وقد تم اثبات وجود الكثير من الحمم المنصهرة في قاع المياه، وظهر عدد كبير من البراكين المشتعلة تحت المياه، وتندفع هذه الحمم إلى أعلى وتصل إلى سطح الماء لتكون الجزر أو الجبال.
أين يوجد
البحر المسجور؟
لا يوجد مكان معين فهو ليس بحر بعينه يشتعل، ولكنها أحد الظواهر الطبيعية التي قد تحدث في جميع البحار والمحيطات الموجودة على سطح الأرض، حيث يوجد في جميع قيعان البحار شقوق تتدفق منها نوع من الحجارة المنصهرة والتي لها درجات حرارة مرتفعة جدا لا تستطيع المياه أن تطفئها، وقد ظهرت هذه الظاهرة في المحيطات بالقرب من جزر اندونيسيا ، والفليبين، وماليزيا والكثير من دول العالم، وبعدما تتراكم الحمم المنصهرة يتم تكوين بعض الجزر البركانية، ومن الغريب أن الحمم المنصهرة تكون بين طبقات المياه وأن الحمم تحتوي على المياه.
أحاديث الرسول عليه السلام عن
البحر المشتعل:
كان للرسول عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحاديث التي تؤكد البحار مشتعلة، وقد أكد ذلك في الكثير من الأحاديث منها:
– وروى الإمام أحمد بسنده عن عمر بن الخطاب أن الرسول صلى
الله عليه وسلم قال: (ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن
الله أن ينفضح عليهم فيكفه
الله ـ عز وجل)، وقال عليه الصلاة والسلام (لا يركب
البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز، فإن تحت
البحر ناراً وتحت النار بحراً).
وقد قال علي بن أبي طالب رضي
الله عنه عندما سأله رجل من اليهود: أين جهنم؟ فقالله : البحر، فقال ما أراك إلا صادقا، فتلا رضي
الله عنه الآية الكريمة (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور) و(وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَت).
الإعجاز العلمي في قوله تعالى (والبحر المسجور) :
لم تكن هذه الظاهرة من الظواهر المعروفة في أيام الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقد تساءل الكثير عن كيف يكون
البحر مسجوراً، وكيف تجتمع النار مع الماء والماء تطفئ النار، إلى أن تم اكتشاف وجود غلاف صخري يغلف الارض من الخارج، ويتميز هذا الغلاف باحتوائه على شبكة من الصدوع التي تمتد لمئات من الكيلومترات.
وهذه الصدوع تمتد طولاً وعرضاً وهي مرتبطة ببعضها كأنها صدع واحد، وقد قال تعالى في كتابه الكريم (و الأرض ذات الصدع)، وتمتد الصدوع الموجودة في الأرض إلى قاع المحيطات ويخرج منها حمم صخريه مشتعلة لها درجات حرارة مرتفعة جدا، مما تجعلها تسبح في البحار كالأمواج دون أن تستطيع الماء أن تطفئها، حيث تصل درجة الحرارة إلى حوالي ألف درجة مئوية ولتصبح هذه الصهارة قادرة على تبخير الماء، وتعتبر هذه الظاهرة احدى صور الإعجاز العلمي في القرآن.