***
بسم الله الرحمن الرحيم..
.
.
.
أهمية التقدير الذاتي لدى الطفل:
تقدير الذات يعطي الطفل الشجاعة ليُجرِّب، والهمة العالية لينجح،
والقوة ليحترم ذاته وهو واقع في الخطأ، فيتراجع عن خطئه ويعتذر وهو
رافع الرأس، وكلما ارتفع تقدير الطفل لذاته انخفضت تبعيته وإمعيته
للناس، وأصبحت لديه القدرة على اتخاذ القرار....
هو الصورة والخلفية التي يكوِّنها الطفل عن نفسه، وما يرتبط بهذه الصورة
من إحساس بالرضا أو عدم الرضا عن نفسه منذ الصغر وهو ما يُسمَّى
بتقدير الذات...
وهناك ارتباط وثيق بين مفهوم الذات وتقدير الذات،
فإذا كانت صورة الطفل عن نفسه إيجابية فإنه من الطبيعي أن يشعر
بالاعتزاز والرضا بهذه الذات، وإذا كانت صورته عن ذاته سلبية فسوف يكره
ذاته ويحتقرها....
وليس هناك أخطر من أن يكره الطفل نفسه؛ لأن ذلك سوف يُلجئه لإثبات ذاته
بطرق سلبية بعد أن فشل في إثباتها بطرق إيجابية...
تأمَّل:..
لقد أثبتت كثير من الدراسات أن من أهم الأسباب لتدنِّي التحصيل الدراسي
لدى التلاميذ هو تدني مستوى فهمهم لذاتهم وتقديرهم لها،
فلا تستغرب حينما تقول لأحد الخريجين ممن تتوسم فيه النباهة ..
هل فكرت في إكمال دراستك العليا..؟
فيتبسم ويقول لك: (الحمد لله أنني تخرجت)!.
خصائص الطفل الذي يتمتع بتقدير عالٍ لذاته:
يفخر بإنجازاته (انظر كم هي جميلة الشجرة التي رسمتها بنفسي).
يتمتع بالاستقلالية (لقد قرأت قصة جميلة وحدي بدون مساعدة).
يمتلك القدرة على التأثير (دعني أعلمك كيف تمارس هذه اللعبة التي تعلمتها).
لديه القدرة على التعبير عن مشاعره
(أشعر بالسرور عندما نذهب لبيت جدي وأشعر بالحزن إذا لم أجد من يلعب معي).
يُقبل على الخبرات الجديدة بحماس (غداً سأدخل النادي لأتعلم السباحة)
.سريع الاندماج ولديه القدرة على التحدي ..حريص على وقته أكثر قدرة
على السيطرة على مشاعره خصائص الطفل الذي يمتلك تقديرًا منخفضًا لذاته:
يتجنب المواقف الصعبة ولا يحب التحدي
(اليوم لن أذهب إلى حلقة تحفيظ القرآن الكريم؛ لأن الشيخ سيجري مسابقة بيننا في التسميع).
يحط من قيمته وإمكاناته (كل الطلاب يستطيعون الحفظ أسرع مني)
.يشعر بأن الآخرين لا يقدِّرونه (أصدقائي لا يحبوني).
يلوم الآخرين على فشله (خسرت اللعبة بسبب الحَكم).
يتأثر بالآخرين، ليس له شخصية مستقلة
(لماذا لم تصل العصر يا بني مع أنك دائمًا تصلي؟ فيرد: كل أصدقائي لم يصلوا اليوم).
يشعر بالعجز (هيَّا أخبرني عن حل اللغز فأنا متأكد أنني لن أحله).
يعبر عن مدىً ضيِّقٍ من المشاعر والانفعالات
(تقول له أخته أحضرت لك مفاجأة جميلة فلا يهتم ولا يسأل ولا يتفاعل معها).
يبحث دائما عن استحسان الآخرين ومدى رضاهم يرتبك إذا أُثني عليه يعتذر
باستمرار حتى لو لم يكن مخطئًايميل إلى سحب وتعديل رأيه خوفاً من
سخرية ورفض الآخرين يمشي ببطء مطأطئ الرأس ضعيف التواصل
بصريًايريد أن يثأر من العالم لا يحمي ذاته ويتقمص دور الضحية..
يتأثر بشكل مرضي عند فقد العلاقات ...
وسائل وأساليب تنمية التقدير الذاتي لدى الطفل:
تلبية حاجاته بشكل كافٍ:
- الحاجات العضوية: طعام – شراب – ملابس – مصروف.
- الحاجات النفسية: الأمن – الانتماء – الحب – تقدير الذات – تحقيق الذات.
- إكسابه المهارات:كلما اكتسب طفلك مهارة جديدة زاد تقديره لذاته ومن
تلك المهارات:
المهارات اللغوية، وأفضل ما ينميها تعليمه القرآن الكريم مع تطبيق أحكام
التجويد ومخارج الحروف، وكذلك تشجيعه على حفظ بعض الأبيات الشعرية
أو المقطوعات الأدبية وإتاحة الفرصة له لإلقائها أمام الجمهور في مناسبات
الأسرة أو المدرسة.
المهارات الحركية: كالسباحة وألعاب الدفاع عن النفس والرياضات المختلفة
فلها تأثير عجيب في صقل شخصية الطفل.
المهارات الاجتماعية: كفنون التواصل مع الناس وبناء العلاقات والترحيب
بالضيف وغيرها من المهارات.
تنمية الاستقلالية لديه منذ الصغر : إن الطفل منذ صغره يبدي استعدادًا
للاستقلالية، ولكن بعض الأمهات تقمع ذلك، فهي تمنع طفلها الصغير من
الأكل بمفرده خشية أن تتسخ ملابسه، وتقوم هي باختيار ألعابه وقصصه
دون أن تستشيره في ذلك، وعندما يعاني الطفل من مشكلة معينة تبادر
بحلها دون أن تتيح له الفرصة لحلها بنفسه.هذه الأساليب تُشعر الطفل
بالعجز والاتكالية وعدم الثقة بقدراته الذاتية.
الثبات في معاملته:من الأخطاء التربوية التناقض في تربية الطفل كأن يأمر
الأب طفله بشيء معين فتأتي الأم وتأمره بالنقيض، أو أن يكون أحد
الوالدين متناقضًا في تعامله مع طفله فتجده تارة يسمح له بفعلٍ معين
وتارة يعاقبه على ذلك الفعل ..
وكذلك من التناقض في التربية أن تمنع المدرسة من سلوك معين
ويكون هذا السلوك من المسموح به داخل الأسرة.
وهذا التناقض في أسلوب التربية يؤذي الطفل نفسيًا،
ويجعل الصورة التي يودّ أن يرسمها عن ذاته مضطربة وغير واضحة.
الإعجاب بذاته ومنجزاته : يعتقد بعض الأطفال أنهم غير ناجحين، وغير
منجزين، وعادة ما يكون هذا الاعتقاد غير صحيح. ولكي يبدد الآباء هذا
الاعتقاد الخاطئ فإن عليهم الكشف عن مواطن التميز في أطفالهم وإظهار
فعاليتها وتشجيعها؛؛؛
وذلك لتنمية ثقة الأطفال بأنفسهم ولإشعارهم بالنجاح،
والنجاح يولِّد نجاحًا آخر.كما أن مدح إيجابيات الطفل والإعجاب بإنجازاته
يُشعره بالدفء والاسترخاء ويكوَّن لديه شعورًا واعتقادًا بأنه ناجح،
ثم إنه سيتكون في عقله شيء إيجابي عمّا مُدح به، ثم يتحول هذا الشعور
إلى مفهوم إيجابي، فيشعر بالثقة في نفسه وفي من حوله،
ويشعر أن العالم من حوله يمكن أن يحقق طموحاته، فتتدفق الأفكار في
عقله ويصبح أكثر حيوية، ويهتم بنفسه وبالآخرين ويشعر بتقدير عالٍ لذاته
.غرس أهداف سامية يسعى لتحقيقها :
ينبغي تشجيع الطفل ومساعدته على وضع أهداف طموحة تناسب سنه
وقدراته يسعى لتحقيقها، وهذا ينمي الدافعية لديه للإنجاز وبلوغ الهدف
والتركيز على تحقيقه، وهذا الشعور بحد ذاته يساهم في بناء التقدير
الذاتي لدى الطفل.ودور المربي الناجح كذلك يكمن في إظهار إيمانه
بقدرات طفله؛ لتحقيق الهدف، وإرسال رسائل إيجابية له بأنه قادر على النجاح.
بناء الشعور بالطمأنينة والأمان:
بناء التقدير الذاتي لدى الطفل يبدأ من نقطة تحقيق الأمان لديه،
وهذا يأتي من خلال حماية الطفل ووقايته من:
-المخاوف: وهي تتكون بسبب التحذير المستمر للطفل والتهديد والتخويف
واتباع أساليب العقاب المستمر.
-القلق: الذي عادة يتكون بسبب التوقعات المبالغ فيها حول مستقبل الطفل،
وجعله أمام كم هائل من الطموحات العالية التي لا يستطيع الوصول إليها
مقال للكاتب...نايف القرشي.
|