شيءٌ نتداوله كل لحظة وكل حين ..
نشتري به مانوده ومانرغبه ..
ونقبضه عندما نبيع مالا نحتاجه ..
أو أصبح وجوده كعدمه ..
أو نحصل عليه مقابل سلعة نتاجر بها
ونكسب من ورائها ..
تلك هي العملة الملموسة ..
التي يعهدها ويعرفها الجميع
يتداولها الصغار والكبار ..
لا تخلو جيوبنا منها أبداً ..
للعملة وجهان ..
وجهٌ وصورة ..
ووجهٌ وحروف وأرقام ..
عندما يكون لبعضنا إحدى هذين الوجهين ..
نتعامل بها مع كل من يحيط بنا كما نتعامل بالعملة
الملموسة ..
لكلٍ منا عملة خاصة نتعامل بها كما لكل دولة عملتها !
بعضٌ من هذه العملات لها رائحة طيبة عند تداولها
يعجبك ملمسها يبهرك لونها تشعر بالراحة عند حصولك
عليها
يكون عنوانها الطيبة والصداقة وذكريات جميلة
تحتفظ بها وتحافظ على تلك الذكرى وتبقيها جميلة
ومُصانة
وكأنك تحتفظ بتلك العملة في متحف تاريخي رائع
حتى لا تنقرض ماقد انقرض منها بالفعل أو طوى عليها
الزمن
وبين حينٍ وحين تزورها وتتأملها وتنفض عنها الغبار
وتتذكر تلك الأيام الخوالي التي كنت تتداولها فيها إن
كان حلوة أو مُرة ..
هنا تعلم أن الدنيا لازالت بخير وأن المعدن الأصيل يبقى
أصيلاً مهما تغير الزمن ومهما تغيرت القلوب ومهما تبدلت
العملات ..
لكن للأسف ...
نرى هناك البعض قد غَيَّر وجه تلك العملة ..
أتخذ من نكران الجميل ونكران العشرة الجميلة معها
موقفاً ..
لا يحتفظ بتلك العملة الجميلة التي وقفت بجواره في
أحد الأيام
ولا يعرف موقع المتحف الذي بناه لأجله عندما كان
يحتاجه لأستراحاته ..
بل قام وبكل وقاحة بإتخاذ عملة الغدر ونكران العشرة
ثمناً بخساً ..
يبيع به كل ذكرى جميلة على قارعة طريقٍ مليئٍ
بالخفافيش ..!
من أجل ماذا ...؟
قد تستغربون عندما تعلمون
أنه حتى لم يقبض ثمناً للبيع البخس ليهرب
من فقر طباعه ..!
بل ....
مجرد كلماتٍ رَثَة ..
لِيصبح في نظرهم خلاف ماهو عليه ,,
فيحتال على النبال التي يغرسها في الأنفاس الطيبة
ألتي وثقت به .
لكنه لا يعلم ....
أنه كان في القمة ....
وسقط إلى الحضيض ..
حتى ضاع كل شيء ..
وضاعت العملات .. وخسر حتى نفسه .!
كن كالسماء تغدق الغيث على الناس
ولا تميز بين فقير او غني.