الشرقية لنهر النيل وتبعد عاصمة المحافظة 15كم من مصب النهر، وهى شبة جزيرة يحتضنها البحر المتوسط شمالاً وبحيرة المنزلة شرقاً ويشطرها النيل إلى شطرين وإلى الجنوب الغربي تمتد مزارع الدلتا وسهولها.
بدوره يأخذنا الدكتور محمود حامد المصري أستاذ الآثار بجامعة الوادي الجديد ومؤلف الكتاب المهم المواقع الأثرية المصرية، عن أهم الآثار والاكتشافات التي عُثر عليها بمحافظة دمياط.
الكشف الأثري الأخير بتل
الدير في دمياط
يقول الحصري، إن محافظة دمياط تضم مجموعة من التلال الأثرية الهامة التي ربما يرجع تاريخ بعضها إلى العصور المتأخرة المصرية القديمة، وإن كانت الشواهد الأثرية التي عُثر عليها في معظم هذه التلال ترجع للعصرين اليوناني والروماني، وبعد الكشف عن مقابر من الطوب اللبن تعود للعصر الصاوي، فإنه بذلك أصبح وبدون شك عودة هذه التلال الأثرية في دمياط إلي عصر النهضة والعصر المتأخر.
والعصر الصاوي في مصر كما يوضح محمود الحصري، هو العصر الذي يُعرف بعصر الأسرة السادسة والعشرين، وهي الأسرة التي تبدأ بالملك بسماتيك الأول ابن الملك نكاو، وتنتهي بالملك بسماتيك الثالث.
الكشف الأثري الأخير بتل
الدير في دمياط
ويُعد العصر الصاوي من أهم عصور النهضة المصرية، وهو الأخير في تاريخها الفرعوني القديم، والذي امتد لأكثر من مائة عام ما بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، وخلال العصر الصاوي عاشت مصر نهضة سياسية وثقافية ودينية واقتصادية وأعيد تنظيم البلاط والإدارة وشاع استخدام الكتابة الديموطيقية في أنحاء البلاد بما يعنيه ذلك من شيوع الثقافة في وسط طبقات أوسع في المجتمع المصري.
وشهدت البلاد حركة تشييد وبناء واسعة كانت تعتمد على استلهام النماذج الفنية للدولتين القديمة والوسطى، كما عرف ذلك العصر انفتاح مصر على الإغريق واتساع معاملاتها التجارية معهم، بل والاستعانة بمقاتلين محترفين منهم في الجيش وهو ما يعرف بالمرتزقة، وكان أساس كل هذه النهضة هو حركة التحرر من نير السيطرة الآشورية وهى حركة استغرقت سنوات طويلة قبل العصر الصاوي، وتحتوي هذه الأسرة على ستة ملوك حكموا جميعًا حوالي تسع وثلاثين ومائة سنة.
ويوضح محمود الحصري، أنه من خلال التسلسل الزمني لهذه الأسرة نجد أن الملك "بسماتيك الأول"، المتوج علي رأس هذه الأسرة، أنه ينحدر من سلالة الأسرة الرابعة والعشرين، ومن المؤكد أن الظهور الحقيقي لهذه الأسرة كان في عهد الملك الكوشي "بعنخي" وذلك عندما ظهر الحاكم "تف نخت" أمير سايس آنذاك، وأخذ مناهضة الملك "بعنخي".
منطقة تل الدير الأثرية بدمياط
تقع جبانة تل
الدير على مساحة 8 أفدنة بجوار المنطقة الصناعية بدمياط، وهي إحدى التلال الأثرية المكتشفة حديثاُ بدمياط، حيث تم الكشف عنها عام 2007م، حيث تعد إحدى الجبانات الرومانية القديمة، ومنذ فترة كبيرة تم العثور على عدة توابيت في منطقة تل
الدير بداخلها أكثر من 3500
قطعة أثرية تضم تمائم ذهبية وبعض التمائم المصنوعة من الأحجار الكريمة، بالإضافة لاكتشاف 13 تابوتًا من الحجر الجيري النقي وعليها أشكال أدمية للرجال والنساء خلال أعمال التنقيب، وفى داخلها بعض المومياوات لبعض النبلاء، وقد تعرضت بعض التوابيت الأثرية في منطقة تل
الدير للغرق بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وقد تم انتشال ونقل التوابيت الأثرية الغارقة إلى مخازن منطقة الآثار بمحافظة الدقهلية.
الكشف الأثري الأخير بتل
الدير في دمياط
ويوضح محمود الحري ، أن من أهم مكتشفات العصر الصاوي بجبانة تل
الدير بدمياط، هو الاكتشاف الأخير، حيث تمكنت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بتل آثار
الدير بمدينة دمياط الجديدة، في الكشف عن 20 مقبرة تعود إلى العصر المتأخر، وذلك أثناء استكمال أعمال الحفائر التي تجريها بالموقع، حيث أن المقابر المكتشفة تنوعت ما بين مقابر من الطوب اللبن والحفر البسيطة، التي ربما تعود للعصر الصاوي وهو عصر الأسرة السادسة والعشرين، حيث أن التخطيط المعماري لها كان نموذجًا منتشرًا ومتعارف عليه في العصر المتأخر، وكذا السمات الفنية والأواني الفخارية المكتشفة بداخلها.
ونجحت البعثة أيضًا في الكشف عن
رقائق مذهبة كانت تغطي بقايا دفنات آدمية، تجسد المعبودات لإيزيس، وحقات، وباستت، كذلك تجسيد لعين حورس الحامية (أوجات)، وكذا حورس بهيئة الصقر فارداً جناحيه، بالإضافة إلى العديد من التمائم الجنائزية مختلفة الأشكال والأحجام والأحجار مثل الجعارين، وعمود الجد، ومسند الرأس، وريشتي آمون، والعديد من المعبودات منها ايزيس ونفتيس،وجحوتي، وتاورت.
الكشف الأثري الأخير بتل
الدير في دمياط
كما تم العثور علي نماذج مصغره للأواني الكانوبية الخاصة بحفظ أحشاء المتوفى أثناء عملية التحنيط، وتماثيل أبناء حورس الأربعة.
ومازالت البعثة مستمرة في أعمال حفائرها بالموقع وذلك للكشف عن أسرار جبانة تل
الدير حيث أن الموقع لازال يحمل بين طبقات رماله الكثير، حيث أن البعثة نجحت في المواسم السابقة في الكشف عن العديد من عادات وطرق الدفن للحضارات المتعاقبة علي أرض مصر في العصور اليونانية الرومانية والتي كان تل
الدير شاهدًا عليها.
الكشف الأثري الأخير بتل
الدير في دمياط