إن لصلاة الجماعة شأن عظيم، ومكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى، حيث أن الله يضاعف بخطوات المؤمن إلى الصلاة حسنات، ويرفع المسلمين بها درجات، و يزيل المصائب وتقلبات الدهر
لذلك يجب على المسلم، ألا يضيع فرصة صلاة الجماعة، لما لها من فضل عظيم، حيث أن الله سوف يضاعف الأجر والثواب في الجماعة، وهناك من يصلي مفردا في المسجد قبل وصول الجماعة، ويصليها مع الجماعة أيضاً، ولكن هل يجوز صلاة الجماعة مرتين ؟
سواء أكان ذلك في المسجد أو في الببت، فصلاة الجماعة أفضل من صلاة المرء في بيته، ويقول ﷺ: صلاة الجماعة أفضل من صلاة المنفرد، حيث أنك سوف تتمتع بسبع وعشرين درجة، ومن أفضالها أيضاً ما يلي :-
كلما كان عدد المصليين أكثر، كلما زاد الله أجر المصلي، وذلك لقول النبي ” إنَّ صلاةَ الرجُلِ مع الرجُلِ أَزْكى مِن صلاتِه وحدَه، وصلاتَه مع الرجُلَينِ أَزْكى مِن صلاتِه مع الرجُلِ، وما هو أكثَرُ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ”
ينال المؤمن أجر صلاة الجماعة وهو ما زال في إنتظار إقامة الصلاة مع الجماعة، والدليل على ذلك قول رسول الله «لَا يَزَالُ العَبْدُ في صَلَاةٍ ما كانَ في مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَتَقُولُ المَلَائِكَةُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، حتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ».
نرى إجتماع الملائكة في الليل وفي النهار وخاصة عند صلاتي الفجر والعصر، فيشهدون للمسلم الذي يصليها.
يُحفظ المصلي تماما من الشيطان، كما قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ فعليْكم بالجماعةِ فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُ القاصيةَ».
برزق المسلم الذي يقيم الليل في الجماعة بالنور يوم القيامة [ ليُبَشَّر المشاؤون في الظُّلمِ إلى المساجدِ بنورٍ تامٍّ يوم القيامة
ما هو حكم من صلى
منفردا والجماعة قائمة
تعتبر صلاة الجماعة من أعظم الشعائر الظاهرية العظيمة في ديننا الحنيف، لذلك كان لوجوبها في الدين الاسلامي فضل كبير لصاحبها.
أما عن المنفرد في الصلاة مع نفسه خلف الصف،
والجماعة قائمة، ذلك على الرغم من أن هناك مكان يسعه، فقد كان محل إختلاف لأهل العلم ففي صحة الصلاة منفردا، قال الإمام الترمذي رحمه الله : (كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ خَلْفَ الصَّفِّ وحده، وَقَالُوا يُعِيدُ إِذَا صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَقُ
ثم بحكى أيضا عن حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَوَكِيعٌ، حيث قال : ( وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : يُجْزِئُهُ إِذَا صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيِّ ) .
والراجح في حكم صلاة المنفرد، ما ذكره الإمام أحمد وغيره من أهل العلم، من أنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يصلي المسلم منفرداً، إذا كان بإمكانه الدخول فيه، ولكن إذا فعل ذلك بعمد كانت صلاته باطلة ولا تّحتسب، وذلك من خلال الأدلة التالية:*
هوما رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، أَنَّ رَجُلا صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِيدَ الصَّلاةَ .
ما رواه أحمد ( 15862 ) وابن ماجة ( 1003 ) أن علي بن شيبان خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَصَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَحَ بِمُؤْخِرِ عَيْنَيْهِ إِلَى رَجُلٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، إِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَرَأَى رَجُلا يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ ، فَوَقَفَ حَتَّى انْصَرَفَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ( اسْتَقْبِلْ صَلاتَكَ ؛ فَلا صَلاةَ لِرَجُلٍ فَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ ) ، صححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
قال السندي رحمه الله في حاشيته على ابن ماجة : ظَاهِر الْحَدِيث بُطْلان صَلاة مَنْ يَفْعَل كَذَلِكَ
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ما حكم الصلاة خلف الصف منفرداً ؟
فقال رحمه الله، ( الصلاة خلف الصف المنفرد لا تجوز ولا تصح على القول الراجح)
ولكن الراجح أنها لا تصح خلف الصف منفردا، إلا إذا تعذر الوقوف في الصف، بحيث يكون الصف مكتملا تماماً، فإنه يصلي خلف الصف منفرداً تبعاً للإمام، لأنه بذلك سيكون معذور.
بعض أهل العلم أوجب على بطلان صلاة المنفرد حتى لو معذور
قد نفى بعض أهل العلم قبول الصلاة منفرداً،
والجماعة قائمة، حتى لو لم يجد مكاناً في الصف، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة : ( إذا دخل رجل المسجد، وقد أقيمت الصلاة وامتلأ الصف، اجتهد أن يدخل في الصف، فإن لم يتيسر ذلك فإنه يدخل مع الإمام ويكون عن يمينه، فإن لم يتمكن انتظر حتى يحضر من يصطف معه، فإن لم يتيسر أحد صلى وحده بعد انتهاء صلاة الجماعة)
حكم من صلى منفرداً في البيت
والجماعة قائمة في المسجد
لقد أتفق أغلب المُفسرين بعدم وجوب صلاة الجماعة في الصلوات الخمس، حيث أنها تعتبر سنّة قوية ومؤكدة، ولكن إذا أتيحت لك الفرصة أن تصلي جماعة فهي أفضل لك.
ولكن إذا كنت في البيت وسمعت صوت الجماعة، فمن الأفضل أن تصليها معهم
وإذا صليت في البيت فصلاتك مقبولة والدليل على ذلك قول رسول الله :
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتُوبَةَ).
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (صلاةُ المرءِ في بيتِهِ أفضلُ من صلاتِهِ في مسجدي هذا إلَّا المَكتوبةَ)، بحيث يُستثنى من الحديثين السابقين الصلوات الخمس والنوافل التي شرعت لها الجماعة؛ كصلاة التراويح.
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اجْعَلُوا في بُيُوتِكُمْ مِن صَلَاتِكُمْ ولَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا).
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا قَضَى أحَدُكُمُ الصَّلاةَ في مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِن صَلاتِهِ، فإنَّ اللَّهَ جاعِلٌ في بَيْتِهِ مِن صَلاتِهِ خَيْرًا)