كان نحت العاج واحداً من أكبر الفنون الراقية التي ازدهرت في منطقة الشرق الأدنى القديم
أثناء الألفية الأولى قبل الميلاد، كان نحت العاج واحداً من أكبر الفنون الراقية التي ازدهرت في منطقة الشرق الأدنى القديم.
حينها؛ استُخدمت أنياب الأفيال العاجية ، وقد نُحتت على أشكال زخرفية صغيرة مثل صناديق التجميل والألواح التي استخدمت لتزيين الأثاث الخشبي.
تم استخدام رقائق الذهب و الطلاء والأحجار شبه الكريمة وترصيعات الزجاج لإضفاء الحياة على هذه الأعمال الفنية.
تقاليد إقليمية:-
اعتماداً على بعض الخصائص الأسلوبية والتقنية، قام الباحثون بتقسيم عدة مجموعات من العاجيات المنحوتة التي تنتمي إلى تقاليد إقليمية مختلفة منها الآشوري، والفينيقي، والسوري الشمالي والسوري الجنوبي (التي تعرف أيضاً بإسم الوسطية).
العديد من العاجيات الموجودة في مجموعة متحف الميتروبوليتان جاءت من المدينة الأرمينية “أرسلان طاش” أو حداتو القديمة في شمال سوريا غرب نهر الفرات، وهي مجاورة للحدود التركية الحديثة.
كشفت التنقيبات الفرنسية في الموقع عام 1928 عن جدران المدينة والبوابات بالإضافة إلى قصر ومعبد كانا قد بُنيا عندما قام الملك الآشوري تغلث فلاسر الثالث (744 – 721 ق.م) بتحويل المدينة إلى عاصمة إقليمية و قاعدة عسكرية.
قطع ذات قيمة عالية:-
أثناء عمليات التنقيب، وجِدَ ما يزيد على 100 قطعة عاجية والتي تُنسب إلى الطراز الفينيقي وطراز جنوب سوريا في مبنى قريب من القصر. تحمل إحدى القطع إهداءً منقوش باللغة الآرامية للملك حزائيل المذكور في الكتاب المقدس، والذي حكم دمشق أثناء النصف الثاني من القرن التاسع قبل الميلاد (تقريباً 843 – 806 ق.م) ، مما يرجح أن هذه القطع العاجية قد أُخذت كغنائم من دمشق.
دمج بين الفنون:-
تشارك العاجيات المأخوذة من أرسلان طاش دمجاً للعناصر المصرية المميزة للطراز الفينيقي مع خصائص مميزة لشمال سوريا مما قد يشير إلى أن أصل هذه المجموعة يرجع إلى الطراز السوري الجنوبي أو الدمشقي.
الآن توجد هذه العاجيات في متاحف في باريس، وحلب ، والقدس، وكارلسروه و هامبورج بالإضافة إلى متحف الميتروبوليتان للفنون.
هذا اللوح
منحوت على جزئين مقسومين بشريط زجاجي، وهو واحد من عدة نماذج عن “المرأة أمام النافذة” من أرسلان طاش، وفيها يظهر رأس امرأة مزخرف بشكل متقن والموجود داخل إطار ، وتنظر باتجاه الرائي من خلف درابزين من الأعمدة ذات التيجان الحلزونية. يمكن أن يُنسب اللوح إلى الطراز السوري الجنوبي.
تفاصيل الوجه:-
بعض التفاصيل مشتقة من الطراز المصري مثل الشعر المموج الطويل، والعيون والحواجب المنقوشة بدقة والتي كانت مرصعة في الأصل.
بينما تعتبر الأذن الكبيرة التي تحمل أقراط ثقيلة ، والفم الصغير والذقن المنخفض كلها من الخصائص المميزة للطراز السوري الشمالي. ترتدي المرأة إكليل مهدب مستطيل يحمل في نهايته قلادة أو رمانة.
تم العثور على إكليل من هذا النوع في مقبرة واحدة من النساء اللملكيات في العاصمة الآشورية نمرود.
صنع هذا الإكليل من الذهب ، وهو مرصع باللازورد والأحجار الملونة.
ربط بعض العلماء “المرأة في النافذة” بالإلهة المشرقية عشتروت.