08-04-2024, 10:37 PM
|
|
|
|
النساء الصالحات
لقد ضربت النساء -كما ضرب الرجال- المثل والقدوة العالية في تقواهن لله تعالى.
وهذه بعض النماذج التي تدلل على ذلك، عسى أن تكون حافزًا لنساء المسلمين للوصول إلى هذه الدرجة السامية، بالتأسي بهذه النماذج الرائدة.
تحري أكل الحلال والتورع:
• ذكر ابن الجوزي رحمه الله: أن امرأة كانت تعجن عجينًا، بلغها أن زوجها قد مات فرفعت يدها عنه وقالت: ((هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء)) (تعني الورثة)).
• وكانت المرأة من نساء السلف إذا خرج الرجل من منزله تقول له امرأته أو ابنته: ((إياك وكسب الحرام، فإنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار)).
• ذكر الخطيب أنه كان لبشر الحافي الزاهد المشهور أخوات ثلاث: وهي: ((مُخة))، و((مضغة))، و((زبدة))، وكلهن عابدات زاهدات مثله، وأشد ورعًا أيضًا، ذهبت إحداهن إلى الإمام أحمد فقالت: ((إني ربما طفئ السراج، وأنا أغزل على ضوء القمر، فهل علي عند البيع أن أُميز هذا من هذا؟ فقال: ((إن كان بينهما فرق، فميزي للمشتري)).
• وذكر الحافظ ابن الجوزي رحمه الله امرأة كانت تستصبح بمصباح، فجاءها خبر زوجها، فأطفأت المصباح، وقالت ((هذا زيت قد صار لنا فيه شركاء)).
الإنفاق في سبيل الله:
• كانت زينب رضي الله عنها تجلس الساعات الطويلة بعد الفجر تذكر الله عز وجل، ولما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يا معشر النساء تصدقن ولو من حُليكن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار)). قالت: فرجعت إلى عبد الله ((زوجها)) وقالت له: إنك رجل خفيف ذات اليد، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة، فائته فإن كان ذلك يجزئ عني (أي من حُليها) وإلا صرفتها إلى غيرك.
فقال لي عبد الله بن مسعود: بل ائته أنت.
قالت: فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حاجتي حاجتها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُلقيت عليه المهابة. قالت: فخرج علينا بلال فقلنا له: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك: أتجزئ الصدقة عنهما إلى أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ولا تخبره من نحن؟[
فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من هما؟)) فقال: امرأة من الأنصار وزينب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أي الزيانب؟)) فقال: امرأة عبد الله بن مسعود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لهما أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة)).
• وروى ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى النساء بعد صلاة العيد فكلمهن في الصدقة فأخذن ينزعن الفُتح والقرطة والعقود والأطواق والخواتيم والخلاخيل ويلقينها في ثوب بلال، وكان بلال قد بسط ثوبه ليضع فيه النساء صدقاتهن.
• وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء حتى إذا اجتمع عندها قسمت، أما أسماء فكانت لا تمسك شيئًا لغد.
الاجتهاد في العبادة:
• روى مسلم وغيره عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عند جويرية بكرة، حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: ((ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)).
• وعن ابن عباس قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم نذر، أفأصوم عنها؟ قال: ((أرأيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها؟ قالت نعم. قال: فصومي عن أمك))[3].
• وكانت زينب رضي الله عنها -أم المؤمنين- صالحة، قوامة، صوامة، بارة، ويقال لها: ((أم المساكين)).
• وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال: ((ما هذا الحبل؟)) قالوا: حبلٌ لزينب، فإذا فترت تعلقت به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا، حُلُّوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد))[4
• وعن يونس بن ميسرة قال: كنا نحضر ((أم الدرداء))) وتحضرها نساء عابدات، يقمن الليل كله، حتى إن أقدامهن قد انتفخت من طول القيام.
الحرص على الستر والحياء والعفاف:
• قالت عائشة رضي الله عنها - في قصة الإفك: ((فلما أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، فرجعت إلى المعسكر، وما فيه من داعٍ ولا مجيب، قد انطلق الناس، فتلفعت بجلبابي، ثم اضطجعت في مكاني، إذ مرَّ بي صفوان بن المعطل السلمي، وكان قد تخلف عن المعسكر لبعض حاجاته، فلم يبت مع الناس فرأى سوادي، فأقبل حتى وقف علي، فعرفني حين رآني، وكان قد رآني قبل أن يضرب علينا الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي))[5]، والشاهد منه: مبادرتها رضي الله عنها إلى تغطية وجهها حرصًا على الستر، وإقامة لحدود الله عز وجل.
• وعن أم علقمة بنت أبي علقمة قالت: (رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة رضي الله عنها وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها، فشقته عائشة عليها، وقالت: أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور[6]؟! ثم دعت بخمار فكستها[7]، وفي رواية الموطأ: ((وكستها ****ًا كثيفًا))[8].
ودخل عليها رضي الله عنه نسوة من نساء أهل الشام، فقالت: لعلكن من الكُورة[9] التي يدخل نساؤها الحمامات. قلن: نعم، قالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت ما بينها وبين الله من حجاب))[10].
• وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها، خرق الله عز وجل عنها ستره))[11]، وذلك لأن الجزاء من جنس العمل.
• وعن أنس رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بعبدٍ قد وهبه لها، قال: وعلى فاطمة رضي الله عنها ثوب، إذا قنعت به رأسها، لم يبلغه رجليها، وإذا غطت به رجليها، لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال: ((إنه ليس عليك بأسٌ، إنما هو أبوك وغُلامكِ))[12].
• ويُروى عن أم جعفر بنت محمد أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ((يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع النساء أن يُطرح على المرأة الثوب فيصفها))، فقالت أسماء: يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئًا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة، فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبًا، فقالت فاطمة: ((ما أحسن هذا وأجمله تُعرفُ به المرأة من الرجل![13] فإذا مِتُّ أنا فاغسليني أنت وعلي ولا يدخل علي أحدٌ، فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله عنهما))[14].
والشاهد مه: أن فاطمة رضي الله عنها استقبحت أن يصف الثوب المرأة وهي ميتة، فلا شك أن وصفه إياها وهي حية أقبح وأقبح.
• ومثله ما جاء عن نافع وغيره أن الرجال والنساء كانوا يخرجون بهم سواء، فلما ماتت زينب بنت جحش رضي الله عنها أمر عمر رضي الله عنه مناديًا فنادى: ((ألا لا يخرج على زينب إلا ذو رحم من أهلها))، فقالت بنت عميس: ((يا أمير المؤمنين، ألا أريك شيئًا رأيت الحبشة تصنعه لنسائهم؟)) فَجَعلت نعشًا، وغشته ثوبها، فلما نظر إليه قال: ((ما أحسن هذا! ما أستر هذا)) فأمر مناديًا أن اخرجوا على أمكم[15].
• وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) فقالت أم سلمة رضي الله عنها: كيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرًا))، قالت: إذن تنكشف أقدامهن، قال: ((فيرخين ذراعًا، ولا يزدن عليه))[16].
• وعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنه: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: ((إن شئت صبرتِ ولك الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله عز وجل أن يعافيك)) قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف، فادع الله أن لا تكشف، فدعا لها[17].
والشاهد فيه: حرصها على التستر حتى في حال العذر، ففي رواية البزار من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في نحو هذه القصة أنها قالت: ((إني أخاف الخبيث أن يجردني)) الحديث.
• وعن امرأة من الأنصار قالت: دخلت على أم سلمة رضي الله عنها، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه غضبان، فاستترت بكم درعي، فتكلم بكلام لم أفهمه، فقلت: يا أم المؤمنين كأني رأيت رسول الله عضبان؟ قالت: نعم أو ما سمعتيه؟ قالت: قلت: وما قال؟ قالت: قال: ((إن السوء إذا فشا في الأرض فلم يُتناه عنه أنزل الله عز وجل بأسه على أهل الأرض))، قالت: قلت: يا رسول الله! وفيهم الصالحون؟ قال: نعم، وفيهم الصالحون، يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يقضبهم الله عز وجل إلى مغفرته ورحمته، أو إلى رحمته ومغفرته))[18]، والشاهد: قولها: ((فاستترت بكم درعي)).
• وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له امرأة أخطبها، فقال: ((اذهب فانظر إليها، فإنه أجدر أن يؤدم بينكما))[19]، فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها، وأخبرتهما بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فكأنما كرها ذلك، قال: فسمعت ذلك المرأة، وهي في خدرها، فقالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر فانظر، وإلا فأنشُدك، كأنها أعظمت ذلك، قال: فنظرت إليها فتزوجتها، فذُكر من موافقتها، وموضع الشاهد منه واضح.
• وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذ خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل))[20]، فخطبتُ جارية فكنتُ أتخبأ لها، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها، فتزوجتها))، والشاهد: قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن استطاع)).. إلخ، لأنه يبرز حرص المرأة المسلمة على الستر، حتى ليشق على من أراد رؤيتها أن يراها إلا بعناء واستغفال واختباء.
• وعن محمد رضي الله عنه قال: خطبت امرأة، فجعلت أتخبأ لها، حتى نظرت إليها في نخل لها، فقيل له: أتفعل هذا، وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: ((إذا ألقى الله في قلب امرئٍ خطبة امرأة، فلا بأس أن ينظر إليها))[21]، ولو كانت هذه المرأة متكشفة معروضة كنساء هذا الزمان -إلا من رحم ربك- لما احتاج إلى الاختباء.
وفي رواية سهل بن أبي حثمة قال: ((رأيت محمد بن مسلمة يطارد بثينة بنت الضحاك فوق إجار -وهو السطح الذي ليس حواليه ما يرد الساقط عنه- لها ببصره طردًا شديدًا، فقلت: أتفعل هذا وأنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال...)) ذكر الحديث.
• وعن عاصم الأحول قال: ((كنا ندخل على حفصة بنت سيرين، وقد جعلت الجلباب هكذا، وتنقبت به، فنقول لها: رحمك الله، قال الله تعالى: ﴿ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ﴾ هو الجلباب، قال: فتقول لنا: أي شيء بعد ذلك؟ فنقول: ﴿ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ﴾، تقول: هو إثبات الحجاب))[22].
((ولما كان العلامة الكاساني في حلب طلبت منه زوجته الفقيهة فاطمة بنت السمرقندي الرجوع إلى بلاده، فلما همَّ بذلك استدعاه الملك العادل نور الدين، وسأله أن يقيم بحلب فعرفه أنه لا يقدر على مخالفة زوجه، إذ هي بنت شيخه، فأرسل الملك إلى فاطمة خادمًا بحيث لا تحتجب منه، ويخاطبها عن الملك في ذلك، فلم تأذن للخادم، وأرسلت إلى زوجها تقول له: ((أبعدُ عهدُك بالفقه إلى هذا الحد؟ أما تعلم أنه لا يحل أن ينظر إليَّ هذا الخادم؟ وأي فرق بينه وبين الرجال في عدم جواز النظر؟ فأرسل إليها الملك امرأة لتكلمها في هذا))[23].
الجهاد والتضحية والصبر من أجل الدين:
لقد كان لقريش صولةٌ وانبساطٌ بالأذى على من آمن من أولئك الضعاف حتى لقد تجاوزوا به حد التعذيب والإيلام، إلى الافتنان في التمثيل، والتأنق في التنكيل، ومن أولئك اللواتي استعذبن العذاب: سُمية بنت خياط أم عمار بن ياسر كانت سابعة في الإسلام، وكان بنو مخزوم إذا ما اشتدت الظهيرة، والتهبت الرمضاء، خرجوا بها هي وابنها وزوجها إلى الصحراء، وألبسوهم دروع الحديد، وأهالوا عليهم الرمال المتقدة، وأخذوا يرضخونهم بالحجارة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول: ((صبرًا آل ياسر، موعدكم الجنة))[24]، حتى تفادى الرجلان ذلك العذاب المر بظاهرة من الكفر أجرياها على لسانهما، وقلباهما مطمئنان بالإيمان، وقد عذر الله أمثالهما بقوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ﴾ فأما المرأة فاعتصمت بالصبر، وقرت على العذاب، وأبت أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان، فذهبوا بروحها، وأفظعوا قِتلتها، فقد أنفذ الشريف النذل أبو جهل بن هشام حربته فيها، فماتت رضي الله عنها، وكانت أول شهيدة في الإسلام.
قال ابن حجر: وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن مجاهد قال: أول شهيدة في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر، وكانت عجوزًا كبيرة، ضعيفة، ولما قُتل أبو جهل يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: ((قتل الله قاتِل أمك))[25].
وغير سمية كثيرات احتملن ما احتملت:
فمنهن من كانوا يلقونها، ويحملون لها مكاوي الحديد، ثم يضعونها بين أعطاف جلدها، ويدعون الأطفال يعبثون بعينها حتى يذهب بصرها، وممن عُذب بهذا العذاب زنيرة جارية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان هو وجماعة من قريش يتولون تعذيبها، ولما ذهب بصرها قال المشركون: ما أصاب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت لهم: والله ما هو كذلك، وما تدري اللات والعزى من يبعدهما، ولكن هذا أمر من السماء والله قادر على أن يرد عليَّ بصري، قيل فرد عليها بصرها، فقالت قريش: هذا من سحر محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اشتراها أبو بكر وأعتقها رضي الله عنها[26].
ومنهن من كانوا يسقونها العسل، ويوثقونها بالأغلال، ثم يلقونها بين الرمال، ولها حرٌ يذيب اللحم، ويصهر العظم، حتى يقتلها الظمأ[27]، وممن فعلوا بهن ذلك أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة فأسلمت ثم جعلت تدخل على نساء قريس سرًا، فتدعوهن، وترغبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة، فأخذوها، وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك فعلنا، ولكنا سنردك إليهم، قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثًا لا يطعموني، ولا يسقوني، فنزلوا منزلًا، وكانوا إذا نزلوا وقفوني في الشمس واستظلوا، وحبسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا، فبينما أنا كذلك إذا بأثر شيءٍ بارد وقع علي منه ثم عاد، فتناولته، فإذا هو دلو ماء، فشربت منه قليلًا ثم نزع مني، ثم عاد فتناولته، فشربت منه قليلًا، ثم رفع، ثم عاد أيضًا، فصنع ذلك مرارً حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه؟ فقلت: لا والله ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا، فقالوا: لئن كنت صادقة فدينك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، فأسلموا لساعتهم[28].
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه -قبل أن يُسلم- يتولى تعذيب جارية مسلمة لبني المؤمل، فلا يزال يضربها بالسياط، حتى إذا مل قال لها: إني اعتذر إليك أني لم أتركك إلا ملالة، فتقول له: كذلك فعل الله بك[29].
وقالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: لما توجه النبي صلى الله عليه وسلم من مكة حمل أبو بكر معه جميع ماله -خمسة آلاف- فأتاني جدي أبو قحافة وقد عمي، فقال: إن هذا قد فجعكم بماله ونفسه، فقلت: كلا، قد ترك لنا خيرًا كثيرًا، فعمدت إلى أحجار، فجعلتهن في كوة البيت، وغطيت عليها بثوب، ثم أخذت بيده، ووضعتها على الثوب، فقلت: هذا تركه لنا، فقال: أما إذا ترك لكم هذا، فنعم.
وعن ابن إسحاق قال: حُدثتُ عن أسماء، قالت: أتى أبو جهل في نفر، فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك؟ قلت: لا أدري والله أين هو؟ فرفع أبو جهل يده، ولطن خدي لطمة خر منها قرطي، ثم انصرفوا[30]. اهـ
وخرجت أم أيمن مهاجرة، وليس معها زاد ولا ماء، فكادت تموت من العطش، فلما كان وقت الفطر، وكانت صائمة سمعت حسًّا على رأسها، فرفعته، فإذا دلو معلق، فشربت منه حتى رويت، وما عطشت بقية عمرها[31].
آمنت أم كلثوم بنت عقبة -وهو سيد من سادات قريش- دون رجال بيتها، وفارقت خدرها، ومستقر آمنها ودعتها، تحت جنح الليل، فريدة شريدة، تطوي بها قدماها ثنايا الجبال، وأغوار التهائم بين مكة والمدينة، إلى مفزع دينها، ودار هجرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أعقبتها بعد ذلك أمها، فاتخذت سنتها، وهاجرت هجرتها، وتركت شباب أهل بيتها وكهولهم، وهم في ضلال يعمهون[32].
ذلك قليل من كثير مما يشهد للمرأة المسلمة باحتكام الدين في ذات نفسها، واستهانتها بالدم والروح في سبيله.
ومن هذا القبيل مواقف تكشف وضوح قضية ((الولاء والبراء)) في حسِّ المرأة المسلمة وضوحًا لا يخالطه شائبة ضعف، أو انهزام، أو هوادة مع من حاد الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
• فهذه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وقد جاءتها أمها ((قُتيلة)) راغبة في صلتها، فتوقفت حتى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت، وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: ((نعم، صلي أمك))[33]، وفيها نزل قوله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].
• وعن يزيد بن الأصم قال: تلقيتُ عائشة، وهي مقبلة من مكة، أنا وابنُ أختها ولدٌ لطلحة، وقد كنا وقعنا في حائط بالمدينة، فأصبنا منه، فبلغنا ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه؛ ثم وعظتني موعظةً بليغةً، ثم قالت: أما علمت أن الله ساقك حتى جعلك في بيت نبيه، ذهبت والله ميمونة، ورُمي بحبلك على غاربك! أما إنها كانت من أتقانا الله، وأوصِلنا للرحم[34]، وعن يزيد: أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها، فوجدت منه ريح شراب، فقالت: لئن لم تخرج إلى المسلمين، فيجلدوك، لا تدخل علي أبدًا[35].
كذلك تأثرت المرأة بأدب الإسلام، وخرجت به عما احتكم بها في الجاهلية من عادة نافرة، وتقليد ذميم.
وكان من أول ما لقنت المرأة من أدب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم: الاعتصام بالصبر، إذا دجا الخطب، وجل المصاب.
وقد تقدم ذكر خبر الخنساء، وما ذهب به الدهر من حديث جزعها، وتصدع قلبها، واضطرام حشاها على أخيها، لقد استحال كل ذلك إلى صبرٍ أساغه الإيمان، وجمله التقى، فلم تأس على فائت من متاع الحياة الدنيا.
أولئك أبناؤها هم أشطار كبدها، ونياط قلبها، خرجوا إلى القادسية وكانوا أربعة، فكان مما أوصتهم به قولها: يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنتُ حسبكم، وما غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية.
اصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجللت نارًا على أوراقها، فيمموا وطيسها[36]، وجالدوا رسيسها[37]، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة.
فلما كشرت الحرب عن نابها، تدافعوا إليها، وتواقعوا عليها، وكانوا عند ظن أمهم بهم، حتى قتلوا واحدًا في إثر واحد.
ولما وافتها النعاة بخبرهم، لم تزد على أن قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة[38][39].
إزالة الجهل عن نفسها بتعلم العلم الشرعي:
لقد بلغ حرص النساء المسلمات على العلم غايته حتى تطلبن المجالس الخاصة بهن للتعليم مع أنهن يستمعن في المسجد لتعليمه ومواعظه صلى الله عليه وسلم.
كذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يسن للنساء سنة مؤكدة، ألا وهي: شهود مجامع الخير يتزودن منها: فعن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق[40] والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيتعزلن الصلاة، ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين... قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال: ((لتلبسها أختها من جلبابها))[41].
♦ وجاء في ((فتوح البلدان)) للبلاذري: أن أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها كانت تتعلم الكتابة في الجاهلية على يد امرأة كاتبة تدعى (الشفاء العدوية))[42]، فلما تزوجها صلى الله عليه وسلم طلب إلى الشفاء أن تعلمها تحسين الخط وتزيينه كما علمتها أصل الكتابة[43].
♦ وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين))[44].
لقد أقبلت المرأة المسلمة على العلم منذ أكرمها الله تعالى بالإسلام، فنهلت من معينه، وأخذت منه بسهم وافر:
فهذه: الصديقة بنت الإمام الصديق الأكبر، خير من طلعت عليه الشمس بعد الأنبياء والمرسلين، رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، ومُعينه في الأسفار، ووزيره في عهده، وخليفته بحق من بعده، رضي الله عنه وعن ابنته، القرشية، التيمية، المكية، أم المؤمنين، زوجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وحبيبة خليل الله صلى الله عليه وسلم، الفقيهة الربانية، المبرأة من فوق سبع سموات، أفقه نساء هذه الأمة على الإطلاق، تزوج بها سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنوات، وهو صلى الله عليه وسلم ابن أربع وخمسين سنة، وأقام معها تسع سنوات، ومات عنها وهو ابن ثلاث وستين سنة، وهي لم تخط بعد إلى التاسعة عشرة، على أنها ملأت أرجاء الأرض علمًا، فهي في رواية الحديث نسيج وحدها، وعت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم تعه من نسائه، وروت عنه ما يروِ مثله أحد من الصحابة إلا أبا هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: (روت عنه صلى الله عليه وسلم علمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعد، وحمزة بن عمرو الأسلمي، وجُدامة بنت وهب)[45].
عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسين سنة، وتوفيت ولها من العمر ثمان وستون سنة.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: ((وكانت امرأة بيضاء اللون، ومن ثم يقال لها: الحميراء، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرًا غيرها، ولا أحب امرأة حُبها، ولا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل ولا في النساء مطلقًا، امرأة أعلم منها، وذهب بعض العلماء إلى أنها أفضل من أبيها، وهذا مردود، وقد جعل الله لكل شيء قدرًا، بل نشهد أنها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر؟))[46].
وعن أنس مرفوعًا: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام))[47].
وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشُ، هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام)) قالت: ((وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نَرى يا رسول الله))[48].
لقد كانت رضي الله عنها إحدى المجتهدات من أنفذ الناس رأيًا في أصول الدين ودقائق الكتاب المبين، وكانت رضي الله عنها تحسن أن تقرأ، ولم يكن يعرف ذلك إلا عدد محدود من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكم كان لها رضي الله عنها من استدراكات على الصحابة وملاحظات، فإذا علموا بذلك منها رجعوا إلى قولها[49].
قال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا[50].
وقال مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض[51].
وقيل لمسروق: كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض[52].
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة[53].
قال الزهري: لو جمع علم الناس كلهم، وأمهات المؤمنين، لكانت عائشة أوسعهم علمًا[54].
وعنه أيضًا قال: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل[55].
قال الذهبي رحمه الله: مسند عائشة يبلغ ألفين ومائتين وعشرة أحاديث، اتفق لها البخاري ومسلم على مائة وأربعة وسبعين حديثًا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين[56].
وذكرها رضي الله عنها الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقاته في جملة فقهاء الصحابة، ولما ذكر ابن حزم أسماء الصحابة الذين رويت عنهم الفتاوى في الأحكام على مزية كثرة ما نقل عنهم، قدم عائشة على سائر الصحابة، وقال الحافظ أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي الميانشي في كتاب ((إيضاح ما لا يسع المحدث جهله): اشتمل كتاب البخاري ومسلم على ألف حديث ومائتي حديث من الأحكام فروت عائشة من جملة الكتابين مائتين ونيفًا وتسعين حديثًا لم يخرج عن الأحكام منها إلا يسير، قال الحاكم أبو عبد الله: فحُمل عنها ربع الشريعة[57].
وعن عروة بن الزبير قال: ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها[58].
[1] سلسلة المرأة الصالحة، دار الصفوة بالقاهرة، 1437 هـ، 2016 م.
[2] إخلاصًا لله تعالى وإخفاءً للعمل.
[3] رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما.
[4] رواه البخاري والنسائي وغيرهما.
[5] رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
[6] تشير رضي الله عنها إلى قوله تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [ النور: 31].
[7] أخرجه ابن سعيد ومالك بنحوه والبيهقي (انظر الحجاب للألباني ص57).
[8] ((الموطأ)) للإمام مالك (3: 103).
[9] الكورة: اسم يقع على جهة من الأرض مخصوصة كالشام والعراق وفلسطين، ونحو ذلك، اهـ من ((جامع الأصول)) (7/ 339).
[10] رواه أبو داود رقم (4009، 4010) في الحمام في فاتحته، والترمذي رقم (2803، 2804) في الأدب، باب ما جاء في دخول الحمام، وقال: ((هذا حديث حسن)) وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) برقم (5692).
[11] صححه الألباني في ((صحيح الجامع)) برقم (2708).
[12] أخرجه أبو داود (4/ 62) رقم (4106) كتاب اللباس باب في العبد ينظر إلى شعر مولاته، وعند البيهقي (7/ 95)، وصححه الألباني في ((الإرواء)) (6/ 206).
[13] وفي رواية أنها قالت لها: (ستركِ الله كما سترتني))، انظر: ((سير أعلام النبلاء)) (2/ 129، 132)، و((المستدرك)) (3/ 162).
[14] أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (2/ 43)، والسياق له، والبيهقي (4/ 34، 35)، وفي سنده جهالة، قال ابن التركماني: ((في سنده من يحتاج إلى كشف حال)) اهــ.
[15] رواه ابن سعد في ((الطبقات)) (8/ 97))، ((سير أعلام النبلاء)) (2/ 213)).
[16] رواه الترمذي رقم (1731) في اللباس: باب ما جاء في جر ذيول النساء: وقال: ((حسن صحيح)) والنسائي (8/ 209) في الزينة: باب ذيول النساء، وأبو داود رقم (4100) في اللباس: باب قدر الذيل، وفي رواية قال: (وخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين في الذيل شبرًا، فاستزدنه، فزادهن شبرًا، فكن يرسلن إلينا، فنذرع لهن ذراعًا))، والشاهد في هذه الرواية قوله: ((فاستزدنه)) مما يدل على شدة حرصهن على الستر.
[17] أخرجه البخاري (10/ 114 - سلفية) رقم (5652) في المرضى: باب فضل من يصرع من الريح، وقولها: ((إني أتكشف))، قال الحافظ: المراد أنها خشيت أن تظهر عورتها وهي لا تشعر. ا.هــ (10/ 115).
[18] رواه الإمام أحمد في ((المسند)) (6/ 418)، وقال في ((الفتح الرباني)): أورده الهيثمي، وقال: ((رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح)) ا.هــ قلت: هو السند الأول من طريق يزيد بن هارون، ورواه أيضًا الطبراني في ((الكبير))، وأبو نعيم في ((الحلية)) ا.هــ (19/ 175).
[19] روى شطره الأول: الترمذي رقم (1087)، وحسنه في النكاح: باب ما جاء في النظر إلى المخطوبة، والنسائي واللفظ له (6/ 69، 70) في النكاح: باب إباحة النظر قبل التزويج، وصححه ابن حبان (1236 - موارد)، ورواه بطوله ابن ماجه رقم (1888) (1/ 575) والإمام أحمد (4/ 245)، وقال في ((الفتح الرباني)) (صححه ابن حبان، والحاكم، وأقره الذهبي) ا.هــ (16/ 154).
[20] أخرجه أبو داود (2082) في النكاح: باب الرجل ينظر إلى المرأة وهو يريد تزويجها، والإمام أحمد (3/ 334، 360)، والحاكم (2/ 165)، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 181): سنده حسن. ا. هـ، وقال في "بلوغ المرام": رجاله ثقات. ا.هـ
[21] رواه سعيد بن منصور في ((سننه)) رقم (519)، وابن ماجه (1864)، والإمام أحمد (4/ 225)، وإسناده ضعيف فيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، وقد عنعنه، وقواه الألباني بطرقه في ((الصحيحة)) رقم (98)).
[22] أخرجه البيهقي (7/ 93).
[23] انظر عودة الحجاب للشيخ محمد إسماعيل (3/ 100- 105).
[24] الإصابة (7/ 713).
[25] الإصابة (7 / 713).
[26] ((سيرة ابن هشام)) (1/ 126) وقد أعتق أبو بكر الصديق رضي الله عنه ممن كان يعذب في الله سبعة، وهم بلال، وعامر بن فهيرة، وزنيرة، وجارية بني المؤمل، والنهدية، وابنتها، وأم عُبيس. (الإصابة 8/ 257).
[27] ((المرأة العربية)) (2/ 73).
[28] ((الإصابة)) (8/ 248)، ((حلية الأولياء)) (2/ 66)، ((الطبقات)) لابن سعد (8/ 110، 111).
[29] ((الطبقات)) لابن سعد (2/ 178)، وانظر: ((المرأة العربية)) (2/ 73، 74).
[30] ((سير أعلام النبلاء)) (2/ 290).
[31] انظر: ((حلية الأولياء)) (2/ 67)، ((الطبقات)) (8/ 162).
[32] انظر: ((الطبقات)) (8/ 167)، ((المرأة العربية)) (2/ 75).
[33] رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد.
[34] أخرجه ابن سعد (8/ 99)، والحاكم (4/ 32).
[35] أخرجه ابن سعد (8/ 99).
[36] الوطيس: المعركة، أو الضرب فيها.
[37] الرسيس: الأصل.
[38] انظر: ((الاستيعاب)) لابن عبد البر (4/ 297)، و((الإصابة)) (7/ 615، 616).
[39] انظر عودة الحجاب للشيخ محمد إسماعيل (2/ 514 - 546).
[40] العواتق: جمع عاتق. وهي البنت البالغة، والتي قاربت البلوغ، لأنها تعتق من الخروج لخدمة أهلها، لتمكث في البيت إلى أن تتزوج.
[41] أخرجه البخاري (2/ 386) في العيدين، والحيض، والحج، ومسلم رقم (890) في صلاة العيدين، باب ذكر إباحة خروج النساء إلى العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة.
[42] الشفاء بنت عبدالله العدوية، كانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وهي من المهاجرات الأول، كان عمر يقدمها في الرأي، ويرعاها، ويفضلها، وربما ولَّاها شيئًا من أمر السوق - انظر: ((الإصابة)) (7/ 727- 728).
[43] ((تربية الأولاد في الإسلام)) (1/ 277)، وانظر: ((المجموع)) (9/ 55).
[44] أخرجه مسلم رقم (332) في الحيض: باب استحباب استعمال المغتسلة من الحيض فِرصة من مسك في موضع الدم.
[45] ((سير أعلام النبلاء)) (2/ 135).
[46] ((السابق)) (2/ 140).
[47] أخرجه البخاري (7/ 73) في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب فضل عائشة، وفي الأطعمة: باب الثريد، ومسلم رقم (2446) في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها، والترمذي رقم (3887).
[48] أخرجه البخاري (7/ 83) فضل عائشة، وبدء الخلق، والأدب، والاستئذان، ومسلم رقم (2447)، في فضائل الصحابة:
باب فضائل الصحابة: باب فضائل عائشة رضي الله عنها، وأبو داود رقم (5232)، والترمذي رقم (3886).
وقال الزركشي رحمه الله: قال أبو الفرج: وإنما سلم عليها ولم يواجهها لحرمة زوجها، وواجه مريم لأنه لم يكن لها بعل، فمن نُزهت لحرمة بعلها عن خطاب جبريل، كيف يسلط عليها أكف أهل الخطايا؟! ا.هــ (ص55).
[49] انظر: ((الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة)) للزركشي، و((السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين)) للمحب الطبري (ص33-94).
[50] أخرجه الترمذي رقم (3883) وقال: ((حسن صحيح)).
[51] ((الإجابة)) للزركشي (ص58).
[52] أخرجه الدرامي (2/ 342، 343)، وابن سعد في ((الطبقات)) (8/ 45)، والحاكم (4/ 11).
[53] ((سير أعلام النبلاء)) (2/ 185).
[54] ((المستدرك)) (4/ 11).
[55] قال الهيثمي في ((المجمع)): رواه الطبراني ورجاله ثقات ا.هــ (9/ 243)، وكذا الحاكم (4/ 11).
[56] ((سير أعلام النبلاء)) (2/ 139).
[57] ((الإجابة)) للزركشي (ص59).
[58] ((الإصابة)) (8/ 18).
عصام بن محمد الشريف
hgkshx hgwhgphj
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-05-2024, 06:53 PM
|
#2
|
[
رد: النساء الصالحات
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-11-2024, 09:08 PM
|
#3
|
رد: النساء الصالحات
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-20-2024, 09:57 AM
|
#4
|
رد: النساء الصالحات
الله يعطيك العافية
علي الموضوع القيم
وبارك الله فيك
تحياتي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-04-2024, 10:37 PM
|
#5
|
رد: النساء الصالحات
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:37 PM
| | | | |