08-02-2024, 11:50 PM
|
|
|
|
اللَّطِيفُ جل جلاله وتقدست أسماؤه
اللَّطِيفُ جل جلاله وتقدست أسماؤه
ثانيًا: وُرُودُه في القُرْآنِ الكَرِيمِ [9]
وَرَدَ هَذَا الاسْمُ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ؛ مِنْهَا:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103][10].
وَقَوْلُه: ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100].
وَقَوْلُه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16].
وَقَوْلُه: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].
ثالثًا: مَعْنَى الاسْمِ في حَقِّ الله تَعَالَى
قَالَ قَتَادَةُ: « قَوْلُه: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ﴾ لَطَفَ بِيُوسُفَ وَصَنَعَ لَهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ وجَاءَ بِأَهْلِهِ مِنَ البَدْوِ، وَنَزَعَ مِنْ قَلْبِهِ نَزْغَ الشَّيْطَانِ وَتَحْرِيشَه عَلى إِخْوَتِهِ » [11].
قَالَ ابنُ جَرِيرٍ: « وهو اللَّطِيفُ بِعِبَادِهِ، الخَبِيرُ بهم وبِأَعْمَالِهم » [12].
قَالَ الخَطَّابِيُّ: « ( اللَّطِيفُ ) هُوَ البَرُّ بِعِبَادِهِ، الذي يَلْطُفُ لهم مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ، وَيُسبِّبُ لهم مَصَالِحَهم مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُونَ، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى: 19].
وَحَكَى أَبُو عُمَرَ [13] عن أبي العَبَّاسِ عنِ ابنِ الأَعْرَابِي [14] قَالَ: «( اللَّطِيفُ ): الذي يُوصِلُ إِلَيْكَ أَرَبَكَ فِي رِفْقٍ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُهم: لَطَفَ اللهُ لك، أَيْ: أَوْصَلَ إِلَيْكَ مَا تُحِبُّ فِي رِفْقٍ.
وَيُقَالُ: هو الذي لَطُفَ عَنْ أَنْ يُدْرَكَ بِالكَيْفِيَّةِ، وَقَدْ يَكُونُ اللُّطِيفُ بمعنى الرِّقةِ وَالغُمُوضِ.
يَكُونُ بِمَعْنَى الصِّغَرِ فِي نُعُوتِ الأَجْسَامِ، وذلك مِمَّا لَا يَلِيقُ بِصِفَاتِ البَارِي سُبْحَانَهُ » [15].
قَالَ الشَّوْكَانِي رحمه الله: فِي قَوْلِهِ: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]: « لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، بَلْ يَصِلُ عِلْمُه إِلَى كُلِّ خَفِيٍّ » [16].
قَالَ ابِنُ القَيِّم / فِي ( النُّونِيَّةِ ):
وَهُوَ اللَّطِيفُ بِعَبْدِهِ وَلِعَبْدِهِ
واللُّطْفُ فِي أَوْصَافِهِ نَوْعَانِ
إِدْرَاكُ أَسْرَارِ الأُمُورِ بِخِبْرَةٍ
واللّطْفُ عِنْدَ مَوَاقِعِ الإِحْسَانِ
فَيُرِيكَ عِزَّتَه ويُبْدِي لُطْفَهُ
والعَبْدُ فِي الغَفَلَاتِ عَنْ ذَا الشَّانِ
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِنِ ناصرِ السَّعْدِيُّ رحمه الله:
« اللَّطِيفُ: الذي أَحَاطَ عِلْمُهُ بالسَّرَائِرِ والخَفَايا، وأَدْرَكَ الخَبَايَا وَالبَوَاطِنَ وَالأُمُورَ الدَّقِيقَةَ، اللَّطِيفُ بِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، الُموصِلُ إِلَيْهِمْ مَصَالِحَهم بِلُطْفِهِ وَإِحْسَانِهِ مِنْ طُرُقٍ لَا يَشْعُرُونَ بها، فَهُوَ بِمَعْنَى الخَبِيرِ، وَبِمَعْنَى الرَّؤُوفِ »[17].
وَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَعْنَى ( اللَّطِيفِ ):
1- إِنَّهُ الذِي لَا تَخْفَى عَلَيْهِ الأَشْيَاءُ وَإِنْ دَقَّتْ وَلَطُفَتْ وَتَضَاءَلَتْ، أَيْ: هُوَ لَطِيفُ العِلْمِ.
2- هُوَ البَرُّ بِعِبَادِهِ، الذي يَلْطُفُ وَيَرْفُقُ بهم مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ، وَيَرْزُقُهم مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].
3- هُوَ الذي لَطُفَ عَنْ أَنْ يُدْرَكَ بِالكَيْفِيَّةِ، وَعَلَى الأَوَّلِ والثَّالِثِ يَكُونُ مِنْ أَسْمَاءِ الذَّاتِ، وَعَلَى الثَّاني يَكُونُ مِنْ أَسْمَاءِ الأَفْعَالِ.
hgg~Q'AdtE [g [ghgi ,jr]sj Hslhci hgg~Q'AdtE pghgi
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-03-2024, 07:10 PM
|
#2
|
[
رد: اللَّطِيفُ جل جلاله وتقدست أسماؤه
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الجنرال على المشاركة المفيدة:
|
|
08-05-2024, 11:46 PM
|
#3
|
رد: اللَّطِيفُ جل جلاله وتقدست أسماؤه
يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري
ودي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:45 PM
| | |