06-17-2014, 06:58 PM
|
|
|
|
﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرا ﴾
؛ السلام عليكم (( سيجعل الله بعد عسر يسراً )) هذا وعد من أصدق القائلين، وهي بشرى لعباده المؤمنين، أن سنته الماضية وحكمته القاضية، أن العسر بعده يسر،
فلا يضيق الأمر ويشتد الكرب إلا ويتبعه يسر، فبشّر كل مكروب ومنكوب بفجر صادق من الفرج يصادر فلول الشدائد،
وما أحسن هذه الآية سلوة للمعذبين بسياط الظالمين، وعزاء للمصابين، وبشرى لأهل البلاء.
وهذه الآية هدية غالية لمن طرح في السجن، وغلت يداه، وكبلت رجلاه، ليعلم أن فرجه قريب،
وخروجه وشيك إلى عالم الحرية والانطلاق، وهي تحفة ثمينة لمن أقعده المرض، وأضناه البلاء،
أنه موعود بشفاء عاجل وعافية قادمة
فبعد الجوع شبع
وإثر التعب راحة
وعقب السقم شفاء
وخاتمة الشدة رخاء
ونهاية الفقر غنى
النهار يخلف الليل
والنور يطوي الظلام
والماء يزحف على الجدب
إذا امتدت الصحراء فوراءها رياض خضراء
وإذا اشتد الحبل انقطع
إذا رأيت السحب فاعلم أن الغيث الهنيء في جوانحها
وإذا هالَك الظلام فتيقن أن الصباح مقبل لا محالة.
إن العسر بعده يسران لا يسر واحد، لتعلم أن مرارة المعاناة لها نهاية،
وشظف العيش إلى انقطاع، وكبد الحياة إلى راحة.
لو أن الخوف دائم لتقطعت النفوس حسرة، ولكن بعده أمن وسكينة،
ولو أن الحزن مستمر لزلزلت القلوب زلزالها ولكن يعقبه سرور وأنس،
ولو أن اليأس مقيم لاسودت الحياة في العيون، لكن خلفه أمل..
فلا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله..
لا تصارع الأوهام، وتقاتل الوساوس، بل انظر من بوابة الرجاء لترى العالم المشهود
والحضرة المأنوسة، والسعادة القادمة، ولترى العناية الربانية تغمرك واللطف الإلهي يحوطك
فاغسل همومك بنهر التوكل، «وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مؤْمِنِينَ»،
واحذر من تصديق وعد الأفاك الأثيم والشيطان الرجيم؛ لأنه يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء
ولكن صدق موعد أصدق القائلين: «وَاللَّهُ يَعِدُكُم مغْفِرَةً منْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».
فبشّر آمالك بمستقبل زاهٍ وغد مشرق وفجر باهٍ جديد؛ لأنه سبحانه ما ابتلاك ليهلكك
ولا ليخزيك؛ بل أراد أن يذكرك بسوط من ألم، وأن يوقظك من غفلتك بوخزة من ندم
وينبهك من رقدتك بجرعة من سقم؛ لتتذكر بالمصيبة النعمة، وبالبلاء العافية، وبالمرض الصحة
وبالسجن الحرية، فهو لطيف في الحالين وحكيم في المسلكين، ولا تدري بالأصلح، ولا تعلم بالأحسن
بل هو الأعلم الأحكم الأحلم الأرحم، جلّ في علاه، فارض باختياره، فاختياره لك خير من اختيارك لنفسك
وعلمه بمصالحك أجلّ وأعظم من علمك؛ لأنك عبد جاهل فقير ضعيف، وهو عليم غني قوي ملك رحمن رحيم:
عسى فرج يكون عسى - نعلل نفسنا بعسى
فلا تجزع إذا قابل - ـت هما يقطع النفسا
فأقرب ما يكون المر - ء من فرج إذا يئسا
لاتقل يارب ان لي هم كبير بل قل يا همي ان لي رب كبير
فعندما يكون الإنسان في كرب وهم سوف يوقن ان اليسر لابد أن يأتي
لأن رب العزة قال{سيجعل الله بعد عسر يسرا} فسبحان الله هذه الآية دائما تريح الإنسان المهموم
فهي بشارة للمعسرين وان الله تعالى سيزيل عنهم الشدة ويرفع المشقة
فيارب فرج ضيقتنا وهمومنا وغيرحالنا لأحسن حال
اللهم أغننا عن الناس ، وارزقنا مما في أيديهم اليأس ، ورد عنا البأس ،واجعل التقوى لنا أجمل لباس ، وأقوى أساس .
لك الحمد حتى يملأ طباق الغبراء ، وأجواء السماء ،ولك الثناء حتى تشدو به الأطيار ، وتميل به الأزهار ، ويحمله الليل والنهار .
ولك المجد يا ذا الجود ، ما قام الوجود ، وسال الماء في العود ، ونصب للحياة عمود هل يرجى سواك
هل يعبد إلا إيّاك ، هنيئاً لمن دعاك ، وطوبى لمن ناجاك .
والصلاة والسلام على عبدك ومصطفاك ، وحامل هداك
اللهم صل على خير الأنام سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كبيراً |
|
﴿ sQdQ[XuQgE hgg~QiE fQuX]Q uEsXvS dEsXvh ﴾ fQuX]Q dEsXvh sQdQ[XuQgE
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-17-2014, 07:28 PM
|
#2
|
رد: ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرا ﴾
جزاك الله خير
طرح جـميل وراقـي .. !!
دام التألق... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!!
ودي وعبق وردي ..
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:46 PM
| |