بعد عودته من حجة الوداع بحوالي ثلاثة أشهر ألم به المرض .
563. في بيت مَنْ مِنْ زوجاته بدأ به المرض ؟
في بيت ميمونة .
قال الحافظ :
” إنه المعتمد “ .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
( أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة ... ) .
صحيح البخاري ( 4442 )
طلب أن يمرّض في بيت عائشة .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
( لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه ، استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذنّ له ... ).
صحيح البخاري ( 198 ) ومسلم ( 92 )
565. ما هو أول مرضه ؟
أول مرضه كان في الصداع .
قال ابن رجب :
” فقد تبين أن أول مرضه كان صداع الرأس ، والظاهر أنه كان مع حمى ، فإن الحمى اشتدت في مرضه ، فكان يجلس في مخضب وتصب عليه الماء “ .
لطائف المعارف ( 109 )
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
( رجع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعاً وأنا أقول : وارأساه ، قال : بل أنا يا عائشة وارأساه ) .
مسند أحمد ( 6/228 )
( البقيع ) موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها .
( الصداع ) هو وجع الرأس .
قال صلى الله عليه وسلم :
( لتأخذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا ) .
صحيح مسلم ( 297 )
قال النووي :
” فيه إشارة إلى توديعهم وإعلامهم بقرب وفاته “ .
شرح النووي ( 9/45 )
وعن معاذ :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن خرج راكباً والنبي صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته ، فقال : يا معاذ ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا ، فتمر بقبري ومسجدي ، فبكى معاذ لفراقه صلى الله عليه وسلم فقال : لا تبك يا معاذ ، فإن البكاء من الشيطان ) .
مسند أحمد ( 5/235 )
وقال تعالى :
﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ .
صحيح البخاري ( 3624 )
أهل البقيع .
عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال : يا أبا نويهبة ، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي ، فانطلقت معه ، فلما وقف بين أظهرهم قال : السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهنئ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى ) .
مسند أحمد ( 3/488 )
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
( ... ولما دخل بيتي واشتد وجعه قال :
أهريقوا عليّ من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن ، لعلي أعهد إلى الناس ) .
صحيح البخاري ( 198 ) ومسلم ( 312 ، 313 )
( أهريقوا ) أي صبوا .
( أوكيتهن ) جمع وكاء ، وهو ما يشد به رأس القربة .
569. ما الحكمة من عدد القرب التي حدد النبي صلى الله عليه وسلم وهي سبع ؟
قال الحافظ :
” أن الأمر بالغسل منه سبعاً إنما هو لدفع السمية التي في ريقه ، وقد ثبت في حديث : من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) . فتح الباري ( 1/362 )
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
( ما رأيت رجلاً أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
صحيح البخاري ( 5646 ) وصحيح مسلم ( 2570 )
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
( دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول الله ، إنك لتوعك وعكاً شديداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل ، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ) .
صحيح البخاري ( 5647 ) ومسلم ( 571 )
571. ما فائدة تشديد الموت على الأنبياء ؟
لتشديد الموت على الأنبياء فائدتان :
أحدهما :
تكميل فضائلهم ومضاعفة أجورهم ورفع درجاتهم .
الثانية :
أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت ، فإذا كان الأنبياء الصادقون عاينوا ألم الموت وشدته وكربته مع كرامتهم على الله ، قطع الخلق بشدة الموت الذي يقاسيه الميت .
572. من الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالناس في مرضه ؟
أبو بكر الصديق .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
( ثقل النبي فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك . قال : ضعوا لي ماء في المخضب ، قالت : ففعلنا ، فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه ، ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، فقال : ضعوا لي ماء في المخضب ، فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ... فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس ... ) .
صحيح البخاري ( 687 ) ومسلم ( 418 )
( المخضب ) بكسر الميم ، هي الإجانة التي تغسل فيها الثياب .
( لينوء ) أي لينهض بجهد .
573. لماذا جاز الإغماء على الأنبياء دون الجنون ؟
قال النووي :
” جاز عليهم لأنه مرض من الأمراض ، بخلاف الجنون فلم يجز عليهم لأنه نقص “ . شرح النووي ( )
ثلاثة عشر يوماً ، وهذا قول الأكثر .
نعم ، فقد جمع الله له بين النبوة والشهادة .
قالت عائشة :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه :
يا عائشة ، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ، وهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم ) .
صحيح البخاري ( )
( ما أزال أجد ألم الطعام ) أي أحس الألم في جوفي بسبب الطعام .
الحديث يشير إلى قصة الشاة المسمومة التي وضعتها المرأة اليهودية لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن مسعود :
( لأن أحلف تسعاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقتل قتلاً أحبّ إلي من أحلف واحدة أنه لم يقتل ، وذلك أن الله اتخذه نبياً واتخذه شهيداً ) .
مسند أحمد ( 1/381 )
576. ماذا قال صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة ؟
عن عائشة قالت :
( دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته غلى صدري ، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به ، فأمده رسول الله بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به ، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن اسـتناناً قط أحسن منه ، فما عدا أن أفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال :
في الرفيق الأعلى ثلاثاً ، ثم شخص ، وكانت تقول : مات بين حاقنتي وذاقنتي ) . صحيح البخاري ( 890 )
وعنها قالت :
( كنت أسمع أنه لن يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والأخرى ، قالت : فسمعت النبي في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول : ﴿ من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ﴾ فظننت خير حينئذ ) .
صحيح البخاري ( 4435 )
( فأمده ) أي مدّ نظره إليه .
( في الرفيق الأعلى )
قيل :
الملائكة ،
وقيل :
المذكورون في سورة النساء ، ومعنى كونهم رفيقاً : تعاونهم على طاعة الله وارتفاق بعضهم ببعض .
قال ابن كثير :
” ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين “ .
قال ابن حجر :
” وكانت وفاته يوم الاثنين بلا خلاف من ربيع الأول ، وكان يكون إجماعاً “ . فتح الباري ( 7/736 )
وأكثر العلماء على أنه في اليوم الثاني عشر منه .
توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة .
عن أنس رضي الله عنه قال :
( قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين ، وقبض أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ، وقبض عمر وهو ابن ثلاث وستين ) .
صحيح مسلم ( 2348 )
قال ابن كثير :
” وهذا القول هو الأشهر وعليه الأكثر “.
البداية والنهاية ( 5/227 )
|