سيرة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام في 100 حلقة(3) - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

منتدياتَ تراتيل شاعرَ َ
 
 
     
فَعَالِيَاتْ تراتيل شاعر
                 



العودة   منتديات تراتيل شاعر > ۩۞۩ تراتيـل الاسلاميـة ۩۞۩ > هدي نبينا المصطفى ▪●

هدي نبينا المصطفى ▪● عليه افضل الصلاه والتسليم قِسِمْ خاص للدّفاعْ عنْ صفْوة و خيْر خلقِ الله الرّسول الكريمْ و سِيرَته و سيرة أصحابِهِ الكِرامْ و التّابعينْ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 12-08-2015, 06:13 AM   #5



 
 عضويتي » 880
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » 11-09-2024 (10:16 PM)
آبدآعاتي » 9,653
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 53 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » عبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond reputeعبدالعزيز has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك NGA
اشجع naser
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

My Flickr My twitter

 

عبدالعزيز غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سيرة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام في 100 حلقة(3)




الحلقة الثانية عشر ة (( غزواته ... 3 ))

صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ


وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةُ الْحُدَيْبِيَةِ . وَعِدّةُ الصّحَابَةِ إذْ ذَاكَ أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِائَةٍ . وَهُمْ أَهْلُ الشّجَرَةِ ، وَأَهْلُ بَيْعَةِ الرّضْوَانِ . <119> خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِهِمْ مُعْتَمِرًا ، لَا يُرِيدُ قِتَالًا . فَلَمّا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلّدَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ وَبَعَثَ عَيْنًا مِنْ خُزَاعَةَ يُخْبِرُهُ عَنْ قُرَيْشٍ . حَتّى إذَا كَانَ قَرِيبًا مِنْ عُسْفَانَ أَتَاهُ عَيْنَهُ فَقَالَا : إنّي تَرَكْت كَعْبَ بْنَ لُؤَيّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيّ قَدْ جَمَعُوا جُمُوعًا ، وَهُمْ مُقَاتِلُوك ، وَصَادّوك عَنْ الْبَيْتِ .


حَتّى إذَا كَانَ بِبَعْضِ الطّرِيقِ قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " إنّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِكُرَاعِ الْغَمِيمِ ، فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ " .


فَمَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتّى إذَا هُوَ بِغَبَرَةِ الْجَيْشِ . فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا . وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى إذَا كَانَ فِي ثَنِيّةِ الْمِرَارِ ، الّتِي يَهْبِطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا : بَرَكَتْ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النّاسُ حَلْ حَلْ . فَقَالُوا : خَلَأْت الْقَصْوَاءَ فَقَالَ " مَا خَلَأْت الْقَصْوَاءَ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقِ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ . ثُمّ قَالَ وَاَلّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطّةً يُعَظّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللّهِ إلّا أَعْطَيْتهمْ إيّاهَا " .


ثُمّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ بِهِ . فَعَدَلَ حَتّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ ، عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ . فَلَمْ يَلْبَثْ النّاسُ أَنْ نَزَحُوهُ . فَشَكَوْا إلَيْهِ . فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ . وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ فَوَاَللّهِ مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرّيّ حَتّى صَدَرُوا عَنْهُ ([25]) .


وَفَزِعَتْ قُرَيْشٌ لِنُزُولِهِ . فَأَحَبّ أَنْ يَبْعَثَ إلَيْهِمْ رَجُلًا . فَدَعَا عُمَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَيْسَ لِي بِمَكّةَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَدِيّ بْنِ كَعْبٍ يَغْضَبُ لِي إنْ أُوذِيت ، فَأَرْسِلْ عُثْمَانَ . فَإِنّ عَشِيرَتَهُ بِهَا ، وَإِنّهُ يُبَلّغُ مَا أَرَدْت . فَدَعَاهُ فَأَرْسَلَهُ إلَى قُرَيْشٍ ، وَقَالَ " أَخْبِرْهُمْ أَنّا لَمْ نَأْتِ لِقِتَالِ وَإِنّمَا جِئْنَا عُمّارًا ، وَادْعُهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ رِجَالًا بِمَكّةَ مُؤْمِنِينَ وَنِسَاءً مُؤْمِنَاتٍ . فَيُبَشّرُهُمْ فِي الْفَتْحِ وَأَنّ اللّهَ عَزّ وَجَلّ مُظْهِرٌ دِينَهُ بِمَكّةَ حَتّى لَا يَتَخَفّى فِيهَا الْإِيمَانُ " .


فَانْطَلَقَ عُثْمَانُ . فَمَرّ عَلَى قُرَيْشٍ . فَقَالُوا : إلَى أَيْنَ ؟ فَقَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَدْعُوكُمْ إلَى اللّهِ وَإِلَى الْإِسْلَامِ وَيُخْبِرُكُمْ أَنّهُ لَمْ يَأْتِ لِقِتَالِ . وَإِنّمَا جِئْنَا عُمّارًا . قَالُوا : قَدْ سَمِعْنَا مَا تَقُولُ . فَانْفُذْ إلَى حَاجَتِك .


وَقَامَ إلَيْهِ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، فَرَحّبَ بِهِ . وَحَمَلَهُ عَلَى الْفَرَسِ ، وَأَرْدَفَهُ أَبَانٌ حَتّى جَاءَ مَكّةَ . <120> وَقَالَ الْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ خَلَصَ عُثْمَانُ مِنْ بَيْنِنَا إلَى الْبَيْتِ .


فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " مَا أَظُنّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ وَنَحْنُ مَحْصُورُونَ " قَالُوا : وَمَا يَمْنَعُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَقَدْ خَلَصَ ؟ قَالَ " ذَلِكَ ظَنّي بِهِ أَنْ لَا يَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ حَتّى نَطُوفَ مَعَهُ " .


وَاخْتَلَطَ الْمُسْلِمُونَ بِالْمُشْرِكِينَ فِي أَمْرِ الصّلْحِ . فَرَمَى رَجُلٌ مِنْ أَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ رَجُلًا مِنْ الْفَرِيقِ الْآخَرِ . فَكَانَتْ مَعْرَكَةٌ . وَتَرَامَوْا بِالنّبْلِ وَالْحِجَارَةِ . وَصَاحَ الْفَرِيقَانِ وَارْتَهَنَ كُلّ مِنْهُمَا مَنْ فِيهِمْ .


وَبَلَغَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ . فَدَعَا إلَى الْبَيْعَةِ . فَتَبَادَرُوا إلَيْهِ وَهُوَ تَحْتَ الشّجَرَةِ . فَبَايَعُوهُ عَلَى أَنْ لَا يَفِرّوا . فَأَخَذَ بِيَدِ نَفْسِهِ وَقَالَ " هَذِهِ عَنْ عُثْمَانَ " ([26]) .


وَلَمّا تَمّتْ الْبَيْعَةُ رَجَعَ عُثْمَانُ فَقَالُوا لَهُ اشْتَفَيْت مِنْ الطّوَافِ بِالْبَيْتِ . فَقَالَ بِئْسَمَا ظَنَنْتُمْ بِي . وَاَلّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ مَكَثْت بِهَا سَنَةً وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسَلّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ مَا طُفْت بِهَا حَتّى يَطُوفَ . وَلَقَدْ دَعَتْنِي قُرَيْشٌ إلَى الطّوَافِ فَأَبَيْت . فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ رَسُولُ اللّهِ أَعْلَمُ بِاَللّهِ وَأَحْسَنُنَا ظَنّا .


وَكَانَ عُمَرُ أَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِلْبَيْعَةِ وَهُوَ تَحْتَ الشّجَرَةِ ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ كُلّهُمْ . لَمْ يَتَخَلّفْ إلّا الْجَدّ بْنُ قَيْسٍ .


وَكَانَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ آخِذًا بِغُصْنِهَا يَرْفَعُهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . وَكَانَ أَوّلَ مَنْ بَايَعَهُ أَبُو سِنَانٍ وَهْبُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيّ ، وَبَايَعَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فِي أَوّلِ النّاسِ وَوَسَطِهِمْ وَآخِرِهِمْ .


فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ فِي نَفَرِ خُزَاعَةَ - وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحٍ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ - فَقَالَ إنّي تَرَكْت ابْنَ لُؤَيّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيّ : قَدْ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ ، مَعَهُمْ الْعَوْذُ الْمَطَافِيلُ . وَهُمْ مُقَاتِلُوك وَصَادّوك عَنْ الْبَيْتِ . فَقَالَ " إنّا لَمْ نجئ لِقِتَالِ أَحَدٍ . وَإِنّمَا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ . وَإِنّ قُرَيْشًا نَهَكَتْهُمْ الْحَرْبَ وَأَضَرّتْ بِهِمْ . فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتهمْ وَيُخَلّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النّاسِ . فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النّاسُ فَعَلُوا ، وَإِلّا فَقَدْ جَمّوا ، وَإِنْ أَبَوْا إلّا الْقِتَالَ فَوَاَلّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَقْتُلَنّاهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي ، أَوْ لَيُنْفِذَن اللّهُ أَمْرَهُ " .


< 121> قَالَ بُدَيْلٌ سَأُبَلّغُهُمْ مَا تَقُولُ . فَانْطَلَقَ حَتّى أَتَى قُرَيْشًا ، فَقَالَ إنّي قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرّجُلِ وَسَمِعْته يَقُولُ قَوْلًا . فَإِنْ شِئْتُمْ عَرَضْته عَلَيْكُمْ .


فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ لَا حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُحَدّثَنَا عَنْهُ بِشَيْءِ . وَقَالَ ذَوُو الرّأْيِ مِنْهُمْ هَاتِ مَا سَمِعْته يَقُولُ قَالَ سَمِعْته يَقُولُ كَذَا وَكَذَا .


فَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ إنّ هَذَا قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا وَدَعُونِي آتِهِ . فَقَالُوا : ائْتِهِ . فَأَتَاهُ . فَجَعَلَ يُكَلّمُهُ . فَقَالَ لَهُ نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ . فَقَالَ عُرْوَةُ أَيْ مُحَمّدُ ، أَرَأَيْت لَوْ اسْتَأْصَلْت قَوْمَك ، هَلْ سَمِعْت بِأَحَدِ مِنْ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ قَبْلَك ؟ وَإِنْ تَكُنْ الْأُخْرَى ، فَوَاَللّهِ إنّي لَأَرَى أَوْ شَابّا مِنْ النّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرّوا وَيَدْعُوك .


فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : اُمْصُصْ بَظْرَ اللّاتِ ، أَنَحْنُ نَفِرّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ ؟ .


قَالَ عُرْوَةُ مَنْ ذَا يَا مُحَمّدُ ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ . قَالَ أَمَا وَاَلّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا يَدٌ كَانَتْ لَك عِنْدِي - لَمْ أُجْزِك بِهَا - لَأَجَبْتُك .


وَجَعَلَ يُكَلّمُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَيَرْمُقُ أَصْحَابَهُ . فَوَاَللّهِ مَا انْتَخَمَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نُخَامَةً إلّا وَقَعَتْ فِي كَفّ رَجُلٍ مِنْهُمْ . فَدَلّكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ . وَإِذَا تَوَضّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ . وَإِذَا تَكَلّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ . وَمَا يَجِدُونَ إلَيْهِ النّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ .


فَرَجَعَ عُرْوَةُ إلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيْ قَوْمِ وَاَللّهِ لَقَدْ وَفَدْت عَلَى الْمُلُوكِ - كِسْرَى ، وَقَيْصَرَ . وَالنّجَاشِيّ - وَاَللّهِ إنْ رَأَيْت مَلِكًا يُعَظّمُهُ أَصْحَابُهُ كَمَا يُعَظّمُ أَصْحَابَ مُحَمّدٍ مُحَمّدًا . وَاَللّهِ مَا انْتَخَمَ نُخَامَةً إلّا وَقَعَتْ فِي كَفّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلّكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ . ثُمّ أَخْبَرَهُمْ بِجَمِيعِ مَا تَقَدّمَ ثُمّ قَالَ وَقَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا .


قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ " دَعُونِي آتِهِ فَقَالُوا : ائْتِهِ . فَلَمّا أَشْرَفَ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ " هَذَا فُلَانٌ وَهُوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظّمُونَ الْبُدْنَ . فَابْعَثُوهَا لَهُ " فَفَعَلُوا وَاسْتَقْبَلَهُ الْقَوْمُ يُلَبّونَ فَلَمّا رَأَى ذَلِكَ . قَالَ سُبْحَانَ اللّهِ مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلَاءِ أَنْ يَصُدّوا عَنْ الْبَيْتِ . فَرَجَعَ إلَى أَصْحَابِهِ فَأَخْبَرَهُمْ . <122> فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو . فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " قَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ " .


فَفَالَ هَاتِ اُكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَك كِتَابًا . فَدَعَا الْكَاتِبَ وَهُوَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - فَقَالَ " اُكْتُبْ بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ أَمّا الرّحْمَنُ فَمَا أَدْرِي مَا هُوَ ؟ وَلَكِنْ اُكْتُبْ " بِاسْمِك اللّهُمّ " كَمَا كُنْت تَكْتُبُ . فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ وَاَللّهِ لَا نَكْتُبُهَا إلّا " بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ " فَقَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " اُكْتُبْ بِاسْمِك اللّهُمّ " ثُمّ قَالَ " اُكْتُبْ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ وَاَللّهِ لَوْ نَعْلَمُ أَنّك رَسُولُ اللّهِ مَا صَدَدْنَاك عَنْ الْبَيْتِ وَلَكِنْ اُكْتُبْ " مُحَمّدَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ " فَقَالَ " إنّي رَسُولُ اللّهِ وَإِنْ كَذّبْتُمُونِي ، اُكْتُبْ مُحَمّدَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ " ثُمّ قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " عَلَى أَنْ تُخَلّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ . فَنَطُوفَ بِهِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ وَاَللّهِ لَا تُحَدّثُ الْعَرَبُ أَنّنَا أَخَذْنَا ضَغْطَةً وَلَكِنْ ذَاكَ مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ . فَقَالَ سُهَيْلٌ " وَعَلَى أَنْ لَا يَأْتِيَك رَجُلٌ مِنّا ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِك ، إلّا رَدَدْنَهُ إلَيْنَا " فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ " سُبْحَانَ اللّهِ كَيْفَ يُرَدّ إلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا ؟ " .


فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ جَاءَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلَ مَكّةَ يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ حَتّى رَمَى بِنَفْسَةِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ . فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا أَوّلُ مَا أُقَاضِيك عَلَيْهِ أَنْ تَرُدّهُ إلَيّ فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " إنّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ " فَقَالَ إذًا وَاَللّهِ لَا أُصَالِحُك عَلَى شَيْءٍ أَبَدًا . فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " فَأَجِزْهُ لِي " قَالَ مَا أَنَا بِمُجْتَزّهِ لَك . قَالَ " بَلَى فَافْعَلْ " قَالَ مَا أَنَا بِفَاعِلِ . قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ كَيْفَ أُرَدّ إلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْت مُسْلِمًا ؟ أَلَا تَرَوْنَ مَا لَقِيت ؟ وَكَانَ قَدْ عُذّبَ فِي اللّهِ عَذَابًا شَدِيدًا - قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ : " وَاَللّهِ مَا شَكَكْت مُنْذُ أَسْلَمْت إلّا يَوْمَئِذٍ . فَأَتَيْت النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللّهِ أَلَسْت نَبِيّ اللّهِ ؟ فَالَ . بَلَى . قُلْت : أَلَسْنَا عَلَى حَقّ وَعَدُوّنَا عَلَى الْبَاطِلِ ؟ قَالَ بَلَى . قُلْت عَلَامَ نُعْطِي الدّنِيّةَ فِي دِينِنَا ؟ وَنَرْجِعُ وَلَمّا يَحْكُمُ اللّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَعْدَائِنَا ؟ فَقَالَ إنّي رَسُولُ اللّهِ وَهُوَ نَاصِرِي . وَلَسْت أَعْصِيهِ . قُلْت . أَوَ لَسْت تُحَدّثُنَا : أَنّا نَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ ؟ قَالَ بَلَى ، أَفَأَخْبَرْتُك أَنّك تَأْتِيهِ الْعَامَ ؟ قُلْت : لَا . قَالَ فَإِنّك آتِيهِ وَمُطّوّفٌ بِهِ . قَالَ فَأَتَيْت أَبَا بَكْرٍ . فَقُلْت لَهُ مِثْلَمَا قُلْت لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . وَرَدّ عَلَيّ كَمَا رَدّ عَلَيّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَوَاءً وَزَادَ فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ حَتّى نَمُوتَ .


فَوَاَللّهِ إنّهُ لَعَلَى الْحَقّ . فَعَمِلْت لِذَلِكَ أَعْمَالًا " . <123> فَلَمّا فَرَغَ مِنْ قَضِيّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِأَصْحَابِهِ " قُومُوا فَانْحَرُوا . ثُمّ احْلِقُوا " قَالَ فَوَاَللّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتّى قَالَهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ . فَلَمّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، قَامَ وَلَمْ يُكَلّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتّى نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ .


فَلَمّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا . وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا ، حَتّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمّا . ثُمّ جَاءَ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ فَأَنْزَلَ اللّهُ ( 60 : 10 ) يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنّ - حَتّى بَلَغَ - بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ فَطَلّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِي الشّرْكِ .


وَفِي مَرْجِعِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنَزَلَ اللّهُ سُورَةَ الْفَتْحِ ( 48 : 1 إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ مَا تَقَدّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخّرَ - الْآيَةَ . فَقَالَ عُمَرُ أَوَ فَتْحٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَ الصّحَابَةُ هَذَا لَك يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا لَنَا ؟ فَأَنْزَلَ اللّهُ ( 48 : 4 ، 5 ) هُوَ الّذِي أَنْزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ - الْآيَتَيْنِ إلَى قَوْلِهِ - فَوْزًا عَظِيمًا


وَلَمّا رَجَعَ إلَى الْمَدِينَةِ جَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - مُسْلِمًا ، فَأَرْسِلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ وَقَالُوا : الْعَهْدَ الّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَك . فَدَفَعَهُ إلَى الرّجُلَيْنِ . فَخَرَجَا بِهِ حَتّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ . فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ .


فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِأَحَدِهِمَا : إنّي أَرَى سَيْفَك هَذَا جَيّدًا . فَقَالَ أَجَلْ . وَاَللّهِ إنّهُ لَجَيّدٌ لَقَدْ جَرّبْت بِهِ ثُمّ جَرّبْت فَقَالَ أَرِنِي أَنْظُرُ إلَيْهِ . فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ . فَضَرَبَهُ حَتّى بَرَدَ . وَفَرّ الْآخَرُ . حَتّى بَلَغَ الْمَدِينَةَ . فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا " فَلَمّا انْتَهَى إلَيْهِ قَالَ قُتِلَ وَاَللّهِ صَاحِبِي ، وَإِنّي لَمَقْتُولٌ .


فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ ، فَقَالَ يَا نَبِيّ اللّهِ قَدْ أَوْفَى اللّهُ ذِمّتَك ، قَدْ رَدَدْتنِي إلَيْهِمْ فَأَنْجَانِي اللّهُ مِنْهُمْ . فَقَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " وَيْلَ أُمّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ " .


فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنّهُ سَيَرُدّهُ إلَيْهِمْ . فَخَرَجَ حَتّى أَتَى سَيْفَ الْبَحْرِ . وَتَفَلّتَ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلٍ . فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ . فَلَا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ - قَدْ أَسْلَمَ - إلّا لَحِقَ بِهِ .


حَتّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ . فَوَاَللّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرِ لِقُرَيْشِ خَرَجَتْ إلَى الشّامِ إلّا اعْتَرَضُوا لَهَا ، فَقَاتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ . فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تُنَاشِدُهُ اللّهَ وَالرّحِمَ لَمّا أَرْسَلَ إلَيْهِمْ فَمَنْ أَتَاهُ مِنْهُمْ فَهُوَ آمِنٌ .



غَزْوَةُ خَيْبَر


وَلَمّا <124> قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ ، مَكَثَ بِالْمَدِينَةِ عِشْرِينَ يَوْمًا ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا . ثُمّ خَرَجَ إلَى خَيْبَرَ . وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ وَقَدِمَ أَبُو هَرِيرَةَ حِينَئِذٍ الْمَدِينَةَ مُسْلِمًا . فَوَافَى سِبَاعًا فِي صَلَاةِ الصّبْحِ . فَسَمِعَهُ يَقْرَأُ وَيْلٌ لِلْمُطَفّفِينَ فَقَالَ - وَهُوَ فِي الصّلَاةِ - وَيْلُ أَبِي فُلَانٍ لَهُ مِكْيَالَانِ إذَا اكْتَالَ بِالْوَافِي ، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنّاقِصِ .


وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ : خَرَجْنَا إلَى خَيْبَرٍ . فَقَالَ رَجُلٌ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيّاتِكَ ؟ فَنَزَلَ يَحْدُو وَيَقُولُ

لَا هُمّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدّقْنَا وَلَا صَلّيْنَا

فَأَنْزِلَن سَكِينَةً عَلَيْنَا

وَثَبّتْ الْأَقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا

إنّا إذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا

وَبِالصّيَاحِ عَوّلُوا عَلَيْنَا




وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا


فَقَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " مَنْ هَذَا السّائِقُ ؟ " قَالُوا : عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ . قَالَ " رَحِمَهُ اللّهُ " ([27]) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : وَجَبَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ لَوْلَا مَتّعْتنَا بِهِ ؟ .


قَالَ فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ . فَحَاصَرْنَاهُمْ حَتّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ . فَلَمّا تَصَافّوا خَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ وَيَقُولُ -

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنّي مَرْحَبٌ

شَاكّي السّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرّبُ




إذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلْهَبُ


فَنَزَلَ إلَيْهِ عَامِرٌ وَهُوَ يَقُولُ -

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنّي عَامِرٌ

شَاكّي السّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ


فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ . فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ فَعَضّهُ . فَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ - وَكَانَ سَيْفُهُ قَصْرًا - فَرَجَعَ إلَيْهِ سَيْفٌ فَأَصَابَ رُكْبَتَهُ فَمَاتَ .


قَالَ سَلَمَةُ فَقُلْت لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ زَعَمُوا أَنّ عَامِرًا حَبَطَ عَمَلُهُ فَقَالَ " كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ إنّ لَهُ أَجْرَانِ - وَجَمَعَ بَيْنَ إصْبَعَيْهِ - إنّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ ، قَلّ عَرَبِيّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ " ([28]) . <125> وَلَمّا دَنَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ خَيْبَرَ قَالَ " قِفُوا " فَوَقَفَ الْجَيْشُ .


فَقَالَ " اللّهُمّ رَبّ السّمَوَاتِ وَمَا أَظْلَلْنَ وَرَبّ الْأَرَضِينَ السّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ وَرَبّ الشّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَلْنَ وَرَبّ الرّيَاحِ وَمَا أَذْرَيْنَ . فَإِنّا نَسْأَلُك خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَخَيْرَ مَا فِيهَا . وَنَعُوذُ بِك مِنْ شَرّ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَشَرّ أَهْلِهَا ، وَشَرّ مَا فِيهَا . أَقْدِمُوا بِاسْمِ اللّهِ " .


فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً . وَكَانَتْ أَرْضًا وَخْمَةً شَدِيدَةَ الْحَرّ . فَجَهَدَ الْمُسْلِمُونَ جَهْدًا شَدِيدًا . فَقَامَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِيهِمْ . فَوَعَظَهُمْ وَحَضّهُمْ عَلَى الْجِهَادِ .


وَكَانَ فِيهِمْ عَبْدٌ أَسْوَدُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّي رَجُلٌ أَسْوَدُ اللّوْنِ قَبِيحُ الْوَجْهِ مُنْتِنُ الرّيحِ لَا مَالَ لِي . فَإِنْ قَاتَلْت هَؤُلَاءِ حَتّى أُقْتَلَ أَدْخُلْ الْجَنّةَ ؟ قَالَ " نَعَمْ " فَتَقَدّمَ . فَقَاتَلَ حَتّى قُتِلَ ، فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمّا رَآهُ " لَقَدْ حَسّنَ اللّهَ وَجْهَك ، وَطَيّبَ رِيحَك . وَكَثّرَ مَالَك " وَقَالَ " لَقَدْ رَأَيْت زَوْجَتَيْهِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ تَتَنَازَعَانِ جُبّةً عَلَيْهِ . وَتَدْخُلَانِ فِيمَا بَيْنَ جِلْدِهِ وَجُبّتِهِ " .


فَافْتَتَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسَلّمَ بَعْضَهَا ، ثُمّ تَحَوّلَ إلَى الْكَعْبَةِ ، وَالْوَطِيحِ ، وَالسّلَالِمِ . فَإِنّ خَيْبَرَ كَانَتْ جَانِبَيْنِ الْأَوّلُ الشّقّ وَالنّطَاةُ ، الّذِي اُفْتُتِحَ أَوّلًا . وَالثّانِي : مَا ذَكَرْنَا .


فَحَاصَرَهُمْ حَتّى إذَا أَيْقَنُوا بِالْهَلَكَةِ سَأَلُوهُ الصّلْحَ . وَنَزَلَ إلَيْهِ سَلّامُ ابْنُ أَبِي الْحَقِيقِ فَصَالَحَهُمْ عَلَى حَقْنِ الدّمَاءِ وَعَلَى الذّرّيّةِ وَيَخْرُجُونَ مِنْ خَيْبَرَ ، وَيُخَلّونَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ مَالٍ وَأَرْضٍ . وَعَلَى الصّفْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ وَالْحَلْقَةِ إلّا ثَوْبًا عَلَى ظَهْرِ إنْسَانٍ .


فَلَمّا أَرَادَ أَنْ يُجْلِيَهُمْ قَالُوا : نَحْنُ أَعْلَمُ بِهَذِهِ الْأَرْضِ مِنْكُمْ . فَدَعْنَا نَكُونُ فِيهَا . فَأَعْطَاهُمْ إيّاهَا ، عَلَى شَطْرِ مَا يَخْرُجُ مِنْ ثَمَرِهَا وَزَرْعِهَا .


ثُمّ قَسَمَهَا عَلَى سِتّةٍ وَثَلَاثِينَ سَهْمًا ، كُلّ سَهْمٍ مِائَةُ سَهْمٍ . فَكَانَتْ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَسِتّمِائَةِ سَهْمٍ . نِصْفُهَا لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَمَا يَنْزِلُ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ . وَالنّصْفُ الْآخَرُ قَسَمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ



 توقيع : عبدالعزيز

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
100, الرحمة, الصلاة, حلقة3, سيرة, عليه, والسلام, نبي

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيرة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام في 100 حلقة(1) عبدالعزيز هدي نبينا المصطفى ▪● 39 01-06-2016 05:35 AM
سيرة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام في 100 حلقة(2) عبدالعزيز هدي نبينا المصطفى ▪● 35 12-21-2015 01:44 PM
درع النبي عليه الصلاة والسلام عبدالعزيز الصوتيات والمرئيات الاسلاميه ▪● 28 12-08-2015 10:57 PM
سيرة النبي المختار عليه الصلاة والسلام بطريقة سؤال وجواب عبدالعزيز هدي نبينا المصطفى ▪● 31 11-24-2015 12:10 PM
سيرة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم في حلقات ♪ تْرآتْيِلَ آلروُحَ ♥♥ هدي نبينا المصطفى ▪● 82 10-21-2015 07:32 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:52 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM