العودة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “فِي قَوْلِهِ فِي آخِرِ الْآيَةِ:
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النُّورِ: 31]،
فَوَائِدُ جَلِيلَةٌ: مِنْهَا أَنَّ أَمْرَهُ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ بِالتَّوْبَةِ
فِي هَذَا السِّيَاقِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَخْلُو مُؤْمِنٌ مِنْ بَعْضِ هَذِهِ الذُّنُوبِ
الَّتِي هِيَ:
تَرْكُ غَضِّ الْبَصَرِ
وَحِفْظِ الْفَرْجِ،
وَتَرْكُ إبْدَاءِ الزِّينَةِ
وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ، فَمُسْتَقِلٌّ وَمُسْتَكْثِرٌ،
وَفِي السُّنَنِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ:
“كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ“،
(وَفِي الصَّحِيحِ) عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
“يَقُولُ اللَّهُ -تَعَالَى-: يَا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلَا أُبَالِي، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ“
فيكون في الحديث حثّ على التوبة من هذه الذنوب
التي لا يَسْلَم منها أحد.
إن الذنوب أنواع،
فمنها الكبائر التي تحتاج إلى توبة خاصة كما قال سبحانه:
(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)[النِّسَاءِ: 31]؛
فالكبائر تحتاج إلى توبة خاصة،
ومن الذنوب ما هو صغيرة، تكفَّر بالمصائب، والأعمال الصالحة
، وتكفَّر باجتناب الكبائر،
وكل الذنوب إذا لم يغفرها الله للعبد في الدنيا
فهو معرَّض للعقوبة في الآخرة،
غيرَ أن هناك ذنوبًا لها عقوبة في الدنيا مع عقوبة الآخرة؛
وذلك لشناعتها، وقُبْح عاقبتها.
hgu,]m
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|