04-08-2021, 04:19 PM
|
|
|
|
|
الضغوط النفسية ~
إن من أكبر المشاكل في وقتنا الحالي هي الضغوط النفسية الناتجة من عدة عوامل (مشاكل
أسرية، مشاكل صحية، مشاكل مادية)، مما لها من تأثير كبير في حياتنا بشكل كامل؛ مما
يؤدي إلى قلة إنتاجبة الفرد بالعمل والمجتمع بشكل عام أزمه كورونا لقد خلقت كماً هائلاً
من الضغوط بالعالم أجمع؛ مما أثرت مرض كورونا بشكل كامل على حياة كل من هو
على سطح الكرة الأرضية، وإن مقال واحد لا يكفي، ولكن بشكل مبسط الحل
كيف يتم التخلص من الضغوطات النفسية ؟
التقوى والتوكل على الله
قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2- 3] قد روي
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “لو أخذ الناس كلهم بهذه الآية
لكفتهم”،وقوله: {مَخْرَجًا} عن بعض السلف: أي من كل ما ضاق على الناس، وهذه الآية
مطابقة لقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] الجامعة لعلم الكتب الإلهية كلها؛
وذلك أن التقوى هي العبادة المأمور بها.
فإن تقوى الله وعبادته وطاعته أسماء متقاربة متكافئة متلازمة، والتوكل عليه هو الاستعانة
به، فمن يتقي الله مثال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، ومن يتوكل على الله مثال: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، كما
قال: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود:123]، وقال:{عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا} [الممتحنة: 4]،
وقال: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشوري: 10].
فوائد التقوى
ثم جعل للتقوى فائدتين: أن يجعل له مخرجا، وأن يرزقه من حيث لا يحتسب. والمخرج
هو موضع الخروج، وهو الخروج، وإنما يطلب الخروج من الضيق والشدة، وهذا هو
الفرج والنصر والرزق، فَبَين أن فيها النصر والرزق، كما قال: {أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ
وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 4]؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم “وهل تنصرون
وترزقون إلا بضعفائكم؟ بدعائهم، وصلاتهم، واستغفارهم” هذا لجلب المنفعة، وهذا لدفع
المضرة.
التوكل على الله
وأما التوكل فَبَين أن الله حسبه، أي: كافيه، وفي هذا بيان التوكل على الله من حيث أن الله
يكفي المتوكل عليه، كما قال: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36] خلافا لمن قال: ليس
في التوكل إلا التفويض والرضا. ثم إن الله بالغ أمره، ليس هو كالعاجز، {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ
شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3] وقد فسروا الآية بالمخرج من ضيق الشبهات بالشاهد الصحيح،
والعلم الصريح، والذوق، كما قالوا: يعلمه من غير تعليم بَشَرٍ، ويفطنه من غير تجربة،
ذكره أبو طالب المكي، كما قالوا في قوله:{إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال:29]
أنه نور يفرق به بين الحق والباطل، كما قالوا: بصرًا، والآية تعم المخرج من الضيق
الظاهر والضيق الباطن.
قال تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ
ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام: 125]، وتعم ذوق الأجساد وذوق القلوب،
من العلم والإيمان، كما قيل مثل ذلك في قوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [البقرة: 3]،
وكما قال: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء} [الأنعام: 99]، وهو القرآن والإيمان.
بقلم: محمد أبورمان
~
hgqy,' hgktsdm Z
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 03:59 PM
|