ورشات عمل فنية علاجية تلاقي رواجًا كبيرًا اليوم، في علاج القلق والأرق والضغوط المختلفة.
الحرفية ومصمّمة المجوهرات ومسؤولة Create By Patrizia ، باتريسيا رحمة، تكشف في الموضوع الآتي لقراء وقارئات "سيدتي نت"، كيفية الاستفادة من الفنون، للتخلص من القلق والاكتئاب والمشاكل النفسية، والضغوط اليومية، فتقول بداية:
"أثبت العديد من الدراسات أنّ الأشخاص الذين يبدأون بالعمل يدويًّا، وابتكار أشياء فنية جميلة، فإنّ ذلك سيجعلهم يتخلون عن مشاكلهم ونسيان همومهم، لأنهم يكونون في حالٍ من التركيز على القطعة الفنية التي يعملون على تنفيذها".
العلاج بالفنون
وتتابع باتريسيا: "الفن والابتكار يحلّان حاليًّا مكان العلاجات النفسية الجماعية، التي تجعل الأشخاص يعبّرون عن مكنونات صدورهم ومشاكلهم أمام أفراد المجموعة، لأنَّ ذلك يجعلهم يفرغون طاقاتهم بالأشياء التي يبتكرونها بأيديهم، وهذه النتيجة ناتجة عن خبرة مع العديد من الأشخاص الذين يشاركون في إعداد القطع الفنية، وهم يستمعون إلى الموسيقى، فيعملون لمدة 3 ساعات متتالية من دون تعب أو كلل، لأنه لا يوجد أيّ عائق أمامهم يحول دون تكملتهم للقطعة التي يعملون عليها، ما يجعلهم في حال من الراحة النفسية، وكأنهم يعالجون أنفسهم بأنفسهم من خلال الفن، كونهم يختلون بأذهانهم مع القطعة، وخطوة بخطوة تصبح القطعة (فشة خلق) إيجابية لجميع طاقاتهم المكبوتة".
علمًا أنَّ الجلسات الفنية ليست فقط جلسات علاجية، بل تأمّلية أيضًا، وتأثيرها يشبه إلى حدّ كبير تأثير جلسة تدليك، حيث تعمل على تهدئة الأعصاب خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعودون متعبين من أشغالهم، أو التلامذة المرهقين من وطأة الدرس".
علاج القلق والاكتئاب
وتشير باتريسيا إلى أنّ "القلق والاكتئاب" هما من أبرز المشاكل التي يعانيها الأشخاص في العالم العربي في الوقت الراهن، لا سيّما النساء منهم، وذلك بسبب الظروف المعيشية التي يمرون بها، وسوء الأوضاع الاجتماعية، ومشاكل العمل وسواها. ولعل مشاركتهم في ورشات عمل فنية جماعية، تُنسيهم همومهم ومشاكلهم، وتجلعهم في حال من السعادة، ونجدهم يأتون قبل الموعد المحدد لورشة العمل بنحو ساعة من الوقت ويقضون ساعة إضافية فيها، وهذا ما يدل على استمتاعهم وسعادتهم بالفن، لا سيّما في مجال المجوهرات، وبما يقومون به برفقة أشخاص آخرين".
أهداف ورشات العمل
وحول أهداف ورشات العمل الفنية، تقول باتريسيا: "من دون أدنى شك، هي تعمل على مساعدة الأشخاص الذين ينتمون إلى شرائح عمرية مختلفة بدءًا من 19 إلى 60 عامًا، ويأتون لمعالجة مشاكلهم ونسيان همومهم عن طريق الفن. وورشات العمل تُعتبر مكانًا للهروب من المشاكل، تصل مدتها إلى نحو 6 ساعات في الأسبوع، ما يضاهي العقاقير الطبية المضادّة للاكتئاب والقلق".
وتؤكد باتريسيا على استضافتها لأسماء معروفة في عالم الفنون والتصميم، مثل: إياد نجا، وساري الخازن وسواهم لمزيد من الإفادة. مشيرة إلى أنّ الأستاذ يتحول إلى صديق يستمع إلى مشاكل المشاركين على نحو دائم. في حين يتمُّ تأمين الخامات والمواد التي يعمل المنتسبون عليها، مثل قوالب الشمع، وكل ما يلزمهم لتنفيذ قطع فنية مختلفة، ضمن بيئة مريحة للغاية على وقع الموسيقى، وحيث تتوافر الوجبات الخفيفة لكي يشعر الأفراد أنهم بحريتهم التامة. علمًا أنه وبعد انتهاء الجلسات، يحصل كل مشارك على شهادة.