الصبرُ ضياء - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

منتدياتَ تراتيل شاعرَ َ
 
 
     
فَعَالِيَاتْ تراتيل شاعر
                 




نفحات آيمانية ▪● (يهتم بشؤؤن ديننا الإسلامي الحنيف)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 12-16-2021, 02:33 PM
شموع الحب غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
 
 عضويتي » 1189
 جيت فيذا » Mar 2016
 آخر حضور » 12-27-2024 (07:30 PM)
آبدآعاتي » 946,247
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » شموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع naser
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~
 
Eslllam الصبرُ ضياء










اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلاَ هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ، وَلاَ مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلاَ مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ.

وأشهد أن لا إله إلا الله، لا يَكشفُ الضُّرَ سِواهْ، ولا يَدْعُو المضطَرُّ إِلاَّ إِيَّاهْ، نَعُوذُ مِنْ سَخَطِهِ بِرِضَاهْ، وَنُنْزِلُ فَقرَنا بِغِناهْ، وَنَستغفِرُهُ وَمن يَغفرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ الله.
اللهُ يَا أَعْذَبَ الأَلْفَاظِ فِي لُغَتِي اللهُ روحِي الصبرُ ضياء
وَيَا أَجَلَّ حُرُوفٍ فِي مَعَانِيهَا الصبرُ ضياء

طُمُوحِي رَاحَتِي سَكَنِي الصبرُ ضياء
لَا أَجْتَنِي الأُنْسَ إِلَّا مِنْ مَغَانِيهَا الصبرُ ضياء

اللهُ شَهْد الهَوَىَ والوُدُّ لَيْسَ لَهَا الصبرُ ضياء
فِي مُهْجَةِ المُتَّقِي شَيْءٌ يُسَاوِيهَا الصبرُ ضياء

اللهُ حُبِّي وَسُلْوَانِي وَمَا فَتِئَتْ الصبرُ ضياء
رُوحِي مَدَىَ العُمْرِ فِي شَوْقٍ تُغَنِّيهَا الصبرُ ضياء

اللهُ إِنْ جَاءَتِ الدُّنْيَا بضَائِقَةٍ الصبرُ ضياء
فَالْجَأْ إِلَيْهَا فَفِيهَا مَا يُجَلّيهَا الصبرُ ضياء


وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وخيرتُهُ من خلقهِ، وأمينُهُ على وحيهِ:
يا نبيَّ الهدى ويا خير صوتٍ الصبرُ ضياء
حين يتلى متيمًّا للحداةِ الصبرُ ضياء

يا محبًّا تَعلم الحب منه الصبرُ ضياء
ثم آتى ثماره الناضجاتِ الصبرُ ضياء

ما رأينا في دفتر المجد أسمى الصبرُ ضياء
منك حبًّا برغم كيد الوشاةِ الصبرُ ضياء

صغت للدهر قصة من نضالٍ الصبرُ ضياء
وفعالٍ أبيةٍ ذائعاتِ الصبرُ ضياء

وحروفٍ منسوجةٍ من ضياءٍ الصبرُ ضياء
ما توارى عن شاشة الذاكراتِ الصبرُ ضياء

لو رميتم مفاتح الأرض عندي الصبرُ ضياء
وأتيتم بالشمس والمقمراتِ الصبرُ ضياء

ليس في شرعة الهوى من نكوصٍ الصبرُ ضياء
وعهودٍ مأجورةٍ مشتراتِ الصبرُ ضياء

والأمور الصعاب تبدو لعيني الصبرُ ضياء
في رضا من أحبه هيناتِ الصبرُ ضياء

فإذا أظلم الدجى قام يدعو الصبرُ ضياء
ويناجي بأدمعٍ واجفاتِ الصبرُ ضياء

يا إلهي إن كنت راضيًا فإني الصبرُ ضياء
لا أبالي بما أتوا من أذاةِ الصبرُ ضياء


اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعــدُ:
عباد الله، إذا استحكمت الأزمات وتعقَّدت حبالُها، وترادفت الضوائق وطال ليلُها، وأجلبت الهموم بخيلها ورَجِلِها، وتاه الدليل في القفار، واستقت البحارُ من الركايا:
وَقَالَ السُّهَا لِلشَّمسِ أَنتِ كَسِيفَةٌ الصبرُ ضياء
وَقَالَ الدُّجَى لِلبَدرِ وَجهُكَ حَائِل! الصبرُ ضياء

وَطَاوَلَتِ الأَرضُ السَّمَاءَ سَفَاهَةً الصبرُ ضياء
وَفَاخَرَتِ الشُّهبَ الحَصَى وَالجَنَادِلُ الصبرُ ضياء


فعند ذلك؛ الصبر وحده – بإذن الله - هو الذي يشع للمسلم النورَ العاصم من التخبط، والهداية الواقية من القنوط، وتُبنى عليه الأعمال، وتعلَّق به الآمال، وتواجه به الأعباء مهما ثقُلت، يظل معه المؤمن بعيد النظر، موفور الثقة، دائم التفاؤل، بادي الثبات، لا يرتاع لغيمة تظهر في الأفق ولو تبعتها غيوم، فيظل مستمسكًا بالعروة الوثقى، ويبقى موقنًا بأن بوادر الصفو لا بد آتية، وأن من الحكمة ارتقابَها في سكون ويقين، فلا تذهله المفاجآت؛ وهو يقرأ قول الله: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31].

وذلك على حد قول الشاعر:
عَرَفْنا اللَّيالي قَبلَ مَا نَزَلَت بِنَا الصبرُ ضياء
فلمَّا دَهَتْنَا لَمْ تَزِدْنَا بِهَا عِلْما! الصبرُ ضياء


الصبرُ ضياء
الصبرُ ضياء

وَلِهَذَا؛ كَانَ الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ، كَمَا أَنَّهُ لَا جَسَدَ لِمَنْ لَا رَأْسَ لَهُ.

ولكم أبدى الْقُرْآن فيه وأعادَ، وردَّد وكرَّر؛ حتى ذُكِر فِي الْقُرْآنِ فِي نَحْوِ مائةِ مرة، وأُمر به نبينا صلى الله عليه وسلم أمرًا صريحًا في الْقُرْآنِ أكثر من عشرين مرة، ولا نجد في الْقُرْآنِ عملًا ضُخِّم جزاؤه، وعُظِّم أجرُه مثلَه.

قَالَ ابن القيم: "الصبرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ؛ فَإِنَّ الْإِيمَانَ نِصْفَانِ: نِصْفُ صَبْرٍ، وَنِصْفُ شُكْرٍ"[1].

والصَّبْرُ: حَبْسُ النَّفْسِ عَنِ الْجَزَعِ وَالتَّسَخُّطِ، وَحَبْسُ اللِّسَانِ عَنِ الشَّكْوَى، وَحَبْسُ الْجَوَارِحِ عَنِ التَّشْوِيشِ[2].

وقَالَ ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ: "الصَّبْرُ: التَّبَاعُدُ مِنَ الْمُخَالَفَاتِ، وَالسُّكُونُ عِنْدَ تَجَرُّعِ غُصَصِ الْبَلِيَّة، وَإِظْهَارُ الْغِنَى مَعَ حُلُولِ الْفَقْرِ بِسَاحَاتِ الْمَعِيشَةِ"[3]، على حد قول القائل:
ما رآني الأنام إلا رأوا مني الصبرُ ضياء
ابتسامًا ولا يدرون ما بي الصبرُ ضياء

أُظهر الابتسام للناس حتى الصبرُ ضياء
يتمنوا لو أنهم في ثيابي الصبرُ ضياء


وَقِيلَ: "الصَّبْرُ أَنْ تَرْضَى بِتَلَفِ نَفْسِكَ فِي رِضَا مَنْ تُحِبُّهُ"[4]؛ كَمَا قِيلَ:
سَأَصْبِرُ كَيْ تَرْضَى وَأَتْلَفَ حَسْرَةً الصبرُ ضياء
وَحَسَبِيَ أَنْ تَرْضَى وَيُتْلِفَنِي صَبْرِي الصبرُ ضياء

الصبرُ ضياء
الصبرُ ضياء


وَقد قِيلَ: "تَجَرَّعِ الصَّبْرَ، فَإِنْ قَتَلَكَ قَتَلَكَ شَهِيدًا، وَإِنْ أَحْيَاكَ أَحْيَاكَ عَزِيزًا"[5]، وَفِي شعب الإيمان: ((سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْإِيمَانِ؟ فَقَالَ: الصَّبْرُ، وَالسَّمَاحَة))[6].

عباد الله، الصبرُ جواد لا يكبو، وصارم لا ينبو، ونور لا يخبو، وجندي لا يهزم، وحصن لا يهدم، وحجة في البلاء، وزاد في الابتلاء، وفيه عظيمُ الجزاء: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، لا يوزن لهم ولا يكال، إنما يغرف لهم غرفًا بغير حساب، ((مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ))[7]، ((مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَلاَ سَقَمٍ وَلاَ حزنٍ، حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ - إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ))[8]، ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142].

إنَّ الصبر من عناصر الرُّجولة الناضجةِ والبطولةِ الفارعة، فإنَّ أثقالَ الحياة لا يطيقها المهازيل والعجزة، ولا ينهض برسالتها، ولا ينقلها من طور إلى طور إلا العمالقة الصابرون، ومن ثم؛ كان نصيبُ القادة من العناء والبلاء مكافئًا لما أُوتوا من مواهب، ولما أدُّوا من أعمال.

وسنة العظمة والاعتداد هي التي أوحتْ لقائد أمريكي كبير أن يقول: لا تسألِ الله أن يخفِّف حِملَك، ولكن اسأل الله أن يقوِّيَ ظهرك[9].

إن خفة الحمل، وفراغَ اليد، وقلة المبالاة صفات قد يظفر الأطفال منها بقسط كبير، لكن مشاغل العيش، ومرارة الكفاح، واستدامة السعي، هي أخلاق الجاهدين البنَّائين في الحياة.

ومن هنا؛ كرَّم الإسلام المنتصبين لأعراض الحياة، وواسى المجدِّين مواساةً تُطَمئن بالهم وتخفف آلامهم: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفِيئُهَا الرِّيحُ، تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى، حَتَّى تَهِيجَ...))[10].

فالمؤمن السارب في الحياة هدفٌ لمشاكلها الجمة، أما العاجز الهارب من المسؤولية، فماذا يصيبه؟! وذاك سرُّ قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، يُصِبْ مِنْهُ))[11]، وقوله: ((عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ))[12].

فالمتعرض لآلام الحياة - يدافعها وتدافعه - أرفعُ درجاتٍ عند الله من المنهزم القابع بعيدًا، لا يخشى شيئًا ولا يخشاه شيء، وما ادَّخره الله لأولئك العانين الصابرين يفوق ما ادَّخره لضروب العبادات الأخرى من ثواب جزيل: ((يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ، لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ))[13].

عباد الله، إنَّ الصبر عصمة للإيمان وللنفس وللمجتمع، بل وللأمة كلِّها، وعندما تستقرئ الأمر به والخُبْر عنه؛ تجد أنه جماعُ الفضائلِ كلِّها، وأساسُها وأُسُّها.

وهذه نفس نبينا صلى الله عليه وسلم في تجردها وانقطاعها، في ثباتها وصلابتها، في صفائها وشفافيتها تحتاج إلى التوجيه بالصبر: ﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴾ [المعارج: 5]، ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾ [المزمل: 10]، ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60]، ﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ﴾ [يونس: 109]، ﴿ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾ [المدثر: 7].

فالعز كل العز ينال بالصبر والتصبر والتجلد.

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ﴾ [السجدة: 24]؛ قَالَ: "أَخَذُوا بِرَأْسِ الْأَمْرِ فَجَعَلَهُمْ رُؤَسَاء"[14].
الصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ مُرٌّ مَذَاقَتُهُ الصبرُ ضياء
لَكِنْ عَوَاقِبَهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ الصبرُ ضياء

الصبرُ ضياء
الصبرُ ضياء


فالصَّبْرُ دأبُ أَهْل الْعَزَائِمِ: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].
عَلَى قَدْرِ أَهْلِ الْعَزْمِ تَأْتِي الْعَزَائِمُ الصبرُ ضياء
وَتَأْتِي عَلَى قَدْرِ الْكَرِيمِ الْكَرَائِمُ الصبرُ ضياء

وَيَكْبُرُ فِي عَيْنِ الصَّغِيرِ صَغِيرُهَ الصبرُ ضياء
وَتَصْغُرُ فِي عَيْنِ الْعَظِيمِ الْعَظَائِمُ الصبرُ ضياء


وَلِهَذَا؛ وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِالصَّبْرِ خَاصَّةَ أَوْلِيَائِهِ وَأَحْبَابِهِ؛ فَقَالَ عَنْ حَبِيبِهِ أَيُّوبَ: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ﴾ [ص: 44]، ثُمَّ أَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ: ﴿ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 44].

ولذا جاء الْأَمْرُ بِهِ صريحًا فِي الْقُرْآنِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 153]، ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 45]، ﴿ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ﴾ [آل عمران: 200].

كما جاء النَّهْيُ عَنْ ضِدِّهِ كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 33]؛ فَإِنَّ إِبْطَالَهَا تَرْكُ الصَّبْرِ عَلَى إِتْمَامِهَا، وقوله: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [آل عمران: 139]؛ فَإِنَّ الْوَهْنَ مِنْ عَدَمِ الصَّبْرِ[15].

الصبر خَيْرٌ كُلُّهُ؛ قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126]، ﴿ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النساء: 25]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبر))[16].

وأثنى الله عَلَى أَهْلِهِ: ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].

وأوجب مَحَبَّتَهُ ومَعِيَّتِهِ سُبْحَانَهُ للصابرين؛ فقال: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾[آل عمران: 149]، ﴿ واصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال: 46]؛ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ: "فَازَ الصَّابِرُونَ بِعِزِّ الدَّارَيْنِ؛ لِأَنَّهُمْ نَالُوا مِنَ اللَّهِ مَعِيَّتَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"[17].

﴿ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96].

بل إن الْجَزَاءَ لَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

وحسبُك بقَوْلِهِ سبحانه: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

وقوله: ﴿ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾ [القصص: 80].

إنَّ الْفَوْزَ بالْمَطْلُوبَ الْمَحْبُوبَ، وَالنَّجَاةَ مِنَ الْمَكْرُوهِ الْمَرْهُوبِ، وَدُخُولَ الْجَنَّةِ، إِنَّمَا يكون بِالصَّبْرِ: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ﴾ [الرعد: 24].

والصَّبْرُ يُورِثُ صَاحِبَهُ دَرَجَةَ الْإِمَامَةِ؛ فبِالصَّبْرِ وَالْيَقِينِ تُنَالُ الْإِمَامَةُ فِي الدِّينِ؛ قال تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ[السجدة: 24].

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "خَيْرُ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْرِ"[18].

وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ضِيَاءٌ، وَقَال: ((مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ))[19]، وقال: ((وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ))[20]، وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ بِأَنْ يَصْبِرُوا عَلَى الْأَثَرَةِ الَّتِي يَلْقَوْنَهَا بَعْدَهُ، حَتَّى يَلْقَوْهُ عَلَى الْحَوْض، وَأَمَرَ عِنْدَ مُلَاقَاةِ الْعَدُوِّ بِالصَّبْرِ، وَأَمَرَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْمُصِيبَة، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى، وَأَمَرَ صلى الله عليه وسلم الْمُصَابَ بِأَنْفَعِ الْأُمُورِ لَهُ، وَهُوَ الصَّبْرُ وَالِاحْتِسَابُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُخَفِّفُ مُصِيبَتَهُ، وَيُوَفِّرُ أَجْرَهُ، وَالْجَزَعُ وَالتَّسَخُّطُ وَالتَّشَكِّي يَزِيدُ فِي الْمُصِيبَةِ، وَيُذْهِبُ الْأَجْرَ[21].
وَ



hgwfvE qdhx hgwfv




 توقيع : شموع الحب

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
 (12-16-2021),  (12-16-2021),  (12-17-2021)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصبر
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كل ضياء بعد عينك ظلام شموع الحب أطفالنا ▪● 9 01-22-2019 11:08 AM
الصبر ضياء ضوء القمر نفحات آيمانية ▪● 13 03-30-2018 05:13 AM
دقائق ألمانية مع ضياء (109) - Plusquamperfek-1 ملاك الورد Special Language ▪● 12 01-20-2017 08:17 PM
دقائق ألمانية مع ضياء (110) - Plusquamperfek-2 ملاك الورد Special Language ▪● 13 01-03-2017 12:35 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:37 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM