![]() |
نماذج من نصرة النبي صلى الله عليه و سلم و اتباع أوامره حال حياته..
لقد سطَّرَ الصحابة و الصحابيات رضوانُ اللهِ عليهم
أروع صورِ الحبِّ و الفداء لرسول الله صلى الله عليه و سلم و الدفاع عنه و عن سنته و امتثال أوامره و اجتناب نواهيه .. فهذه أُمَّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها و أم سليم هذه هي الرميصاء و أختها هي أم حرام رضي الله عنهن.. و قيل: أن أم سليم خالت النبي صلى الله عليه و سلم بالرضاعة.. فاتَّخَذَتْ أم سليم يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ زوجها.. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.. هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ.. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: مَا هَذَا الْخِنْجَرُ.. قَالَتْ اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ.. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَضْحَكُ.. فقَالَتْ أم سليم: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلُ بهذا الخنجر.. مَنْ بَعْدَنَا مِنْ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ " أي: أقتل من انهزم عنك يا رسول الله.. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَ أَحْسَنَ.. و هذا أبو طلحة رضي الله عنها زوج أمِّ سُليم يقي رسولَ الله صلى الله عليه و سلم بصدرهِ يومَ أحدٍ و يقول: بأبي أنت و أمي يا رسولَ الله.. لا تُشْرِفْ فيُصيبُونَك.. نَحرِي دون نَحرِكَ يا رسول الله.. صدري دون صدرِكَ يا رسول الله... هكذا هي المرأة تعين زوجها على حب النبي صلى الله عليه و سلم و حب سنته.. إن طاعة النبي صلى الله عليه و سلم و اتباع سنته و الامتثال لأمره هو الإيمان و الحب الحقيقي للنبي صلى الله عليه و سلم.. فقد كان الواحد من الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم يطبق تطبيقاً عملياً لكل ما يؤمن به.. حيث كانوا ذا طاعة تامة و امتثال مباشر.. و هذه هي الحقيقة الإيمانية... و كذلك النساء في عهد النبي صلى الله عليه و سلم.. كن ينفذن أوامره في الحال.. لا يعترضن على أي أمر من أوامر الله و رسوله.. و استمع عبد الله.. استمعي أمة الله.. لسرعة استجابة الصحابيات رضي الله عنهن.. وامتثالهن أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم.. فإن من عرف الحق هانت عنده التضحيات .. و يقدم حب الله و رسوله على حب شهواته و لذائذه.. فيسعد في دنياه و يسعد في أخراه... هذه القصة موجودة في صحيح مسلم و مسند أحمد بن حنبل رحمهما الله.. بروايات مختلفة.. و قد جمعت بين الروايتين.. (أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ مِنْ الْأَنْصَارِ و كان دميم الخِلقة لكنه رجل أعطاه الله من الإيمان ما أعطاه و كان كلما تقدم إلى بنت رفضته .. لأنه دميم الخلقة و لأنه قصير لا ترغب فيه النساء .. وَ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ- و المرأة الأيِّم التي لا زوج لها- سواءٌ كانت بكراً أم ثيباً لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ أَلِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ، فَقَالَ فرحاً: نِعِمَّ وَ نُعْمَةُ عَيْنٍ- أي: و نعم الزوج و نعم النسب- .. ظن هذا الأنصاري أن النبي صلى الله عليه و سلم يريد أن يتزوج بابنته.. فَقَالَ لَهُ صلى الله عليه و سلم: إِنِّي لَسْتُ لِنَفْسِي أُرِيدُهَا، قَالَ الأنصاري: فَلِمَنْ؟، قَالَ: لِجُلَيْبِيبٍ، قَالَ الأنصاري: حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا- أي: أستشير أمَّها- فكأنه كان متردداً في تزويج ابنته لجليبب، فَأَتى الأنصاري زوجته .. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَخْطُبُ ابْنَتَكِ، ففرحت الزوجة وهللت.. قَالَتْ: نِعِمَّ وَ نُعْمَةُ عَيْنٍ، زَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم.. قَالَ لها زوجها: إِنَّهُ لَيْسَ يُرِيدُهَا لِنَفْسِهِ، قَالَتْ: فَلِمَنْ؟، قَالَ لِجُلَيْبِيبٍ.. قَالَتْ: حَلْقَى إذاً..- و هذه اللفظة تقوله العرب إذا أصابتهم مصيبة و معناها أصابني وجعٌ في حلقي.. فكان الخبر كالصاعقة عليها حتى أصابها وجعٌ في حلقها- .. أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ مَرَّتَيْنِ .. لَا لَعَمْرُ اللَّهِ لَا أُزَوِّجُ جُلَيْبِيبًا لابنتي .. فَلَمَّا قَامَ أَبُوهَا لِيَأْتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و سلم.. سمعت الفتاة بالخبر و أصبحت في حيرة من أمرها .. - فهي الآن في أمرين ، و بين موقفين: أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذلك المنظر القبيح الذي لا تتحمله-.. ماذا قالت الفتاة.. قَالَتْ الْفَتَاةُ لِأُمِّهَا مِنْ خِدْرِهَا: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمَا، قَالَتْ أمها : النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم .. فقالت البنت لأمها و لأبيها: أتردان أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ أين تذهبان من قول الله تعالى: {وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } ..ادْفَعُونِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم فَإِنَّهُ لَا يُضَيِّعُنِي.. فَأَتَى أَبُوهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه و سلم، فَقَالَ أبوها: شَأْنَكَ بِهَا.. فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا.. و في رواية أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا لهما فقال: اللهم صب الخير عليهما صباًّ و لا تجعل عيشهما كداً.. فبارك الله لهما.. و قيل: إن المال كان يأتيها لا تعلم من أين يأتيها.. هذه المرأة قدمت مراد الله و رسوله على حب شهواتها و ملذاتها.. فأكثر النساء اليوم.. يحبون أن يكون الزوج جميل المنظر.. حسن الهيئة.. ثري.. ذو نسب و حسب.. و لكن هذه الفتاة ضحت بكل ذلك من أجل أمر الله و رسوله.. فسعدت في الدنيا و الآخرة.. في الدنيا كان المال يأتيها من حيث لا تعلم.. و في الآخرة تسبح في أنهار الجنة.. في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. {وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}... هذه نماذج من دفاع السلف الصالح عن النبي صلى الله عليه و سلم و سنته حال حياته .. |
رد: نماذج من نصرة النبي صلى الله عليه و سلم و اتباع أوامره حال حياته..
|