المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سرداب الماضي


MS HMS
08-10-2018, 09:57 AM
هذا المساء أحسست بملل غريب يجتاحني، لم أستطع العثور على أي شيء أتسلى به وسط كل هذه الفوضى العارمة في غرفتي وعالمي الصغير، سألت نفسي لما لا أكتب شيئا؟ قد استأنس قليلا بالكتابة، لم أتردد كثيرا فتناولت قلما و حزمة من الأوراق ثم تموضعت خلف الطاولة، بدأت أفكر ماذا سأكتب يا ثرى؟ لقد مر زمن طويل لم تداعب فيه أناملي ظهر القلم ونسيت حتى كيف تمسكه و تراقصه، أمعنت النظر في الصفحات البيضاء أمامي، عصرت ذهني مرارا علني أصادف فكرة تائهة من بنات أفكاري، أنمق بها سطح الورقة، لكن بلا جدوى، شيء رائع، نسيت أيضا كيف أفكر، حاولت تحريك القلم عله ينقذني ويخط شيئا من تلقاء نفسه، أيضا دون جدوى، فقبل أن أهم بتحريك أناملي وجدتها و أطرافي قد تيبست، أحسست بروحي تسحب من أوصالي، تنساب من بين أناملي وتقطر من القلم بدل الحبر فتستحيل إلى رذاذ بدأ يتكاتف أمام عيناي على شكل فراشة ، ارتسمت على وجهي ملامح الذهول والغباء المعتادة، قبل أن أحرك ساكنا أو انطق بأي حرف أمسكتني بقوة من معصمي و حلقت بي خارج أصوار الغرفة، عبر سرداب الماضي ورصيف الذكريات، أوقفتني عند مشهد طفل يشبهني إلى حد ما يتشبث بثوب أمه في ما يشبه سوقا مغطى، فجأة أفلت الصبي ثوب أمه، هرول مسرعا نحو مرآة كبيرة في واجهة إحدى المتاجر صارخا أمي أمي، كانت أمه هناك مند برهة ترافق طفلا غيره.
لم استوعب شيئا من المشهد ولا لماذا أخذتني إلى هناك واتضحت أكثر ملامح الغباء على وجهي، سحبتني بعنف ثم واصلت التوغل في الماضي، أوقفتني عند مشهد طفل أخر يشبهني أيضا إلى حد ما، تركته أمه نائما وتشاغلت عنه مع جارتها، استفاق الطفل الصغير، افتقد أمه، بدأ يحبو باحثا عنها، في مدخل الغرفة كانت هناك عتبة مرتفعة قليلا، لم يكن الطفل الصغير قد لقن بعد قوانين الجاذبية فمد يديه الصغيرتين مباشرة نحو الأسفل، صدف أن وجدت قطة نائمة أمام الباب فسقط عليها، وما كان منها إلا أن تمسحت بجسده الناعم وانصرفت، تابع الطفل طريقه نحو المطبخ أثار لهيب الفرن فضوله فاقترب منه محاولا الوقوف للمسه، لم تستطع قدماه الصغيرتان حمله فتخلى عن الفكرة، اتجه نحو غرفة الجلوس، استرعى انتباهه هذه المرة كومة الأسلاك الكهربائية المبعثرة للتلفاز و الأجهزة الأخرى، تقدم ليشبع فضوله من عالم الأسلاك هذا فلم تقع يده إلا على سلك التوصيل الرئيسي، وجهه مباشرة إلى فمه الصغير تشبت به بقوة وسحبه فانفلت من المقبس، عندما دخلت الأم لم تجد ابنها مكانه، فزعت وكادت تفقد صوابها لولا أن رأت آثار البلل على الأرض تتبعتها، فإدا بها تقود نحو المطبخ، كاد قلبها ينفطر حين تذكرت أنها تركت الفرن موقدا، سرعان ما تنفست الصعداء حين لمحت الآثار تتجه نحو غرفة الجلوس أسرعت الخطى لتجد صغيرها يتمرغ وسط أسلاك الكهرباء، خارت قواها وكادت تسقط، لكنها أبصرت الخيط غير موصل، حمدت الله ،أخذت ابنها وضمته إليها بشدة.
كعادتي لم افهم شيئا، أعادتني الفراشة عبر نفس السرداب إلى غرفتي، تحولت إلى رذاذ تسرب عبر القلم إلى عروقي استعدت وعيي، شممت رائحة غريبة، أدركت أن العشاء يحترق، أسرعت نحو المطبخ، لم انتبه للعتبة فتعثرت، لويت كاحلي وكدت أسقط على وجهي، بدأت أعرج و أتلوى من الألم، دون وعي مني دست ذيل قطتنا المسكينة فانتفضت علي خدشتني ومزقت سروالي، أخيرا وصلت إلى المطبخ، من شدة ارتباكي بدل أن أطفئ الفرن حملت الإناء الساخن، أحرق أصابعي فأفلته لينسكب على الأرض، بحثت عن أمي لأبلغها بشان العشاء، وجدتها قد دخلت لتوها غرفة الجلوس وقبل أن أنطق أشارت إلي أن اشغل التلفاز لتشاهد برنامجها المفضل، أطعتها كعادتي، أوصلت خيط الكهرباء فصعقني التيار.

αℓмαнα
08-10-2018, 10:16 AM
ياعمري مسكينه
من شدة ارتباكي بدل أن أطفئ الفرن حملت الإناء الساخن
جد من الربكه ماندري شنو نسوي وكيف نتصرف
يعطيك العافيه غلاتي

صاحبة السمو
08-10-2018, 10:20 AM
قصة جميله غلاي
يعطيك الف عافيه طرحت فأبدعت
لقلبك السعادة

الخل الوفي
08-10-2018, 07:49 PM
فخااامة وابداااع
الله يسعد قلبك
يعطيك العافية

aksGin
08-10-2018, 07:57 PM
دمتي بهذا الابداع والتميز غلاتي ق1

a7ases
08-16-2018, 11:24 AM
سلمت يدآك..على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي ألف عافيه..
بإنتظار جديدك بكل شوق.
لك مني جزيل الشكر والتقدير لاعدمناك...

بحـر
08-18-2018, 01:02 PM
سلمت يداك ع الطرح والانتقاء
الله يعطيك العافيه يارب
دمتي بكل خير

سالمين
08-30-2018, 06:31 PM
نقل جميل
يعطيك العافية

شموع الحب
08-31-2018, 07:46 PM
يعطيك العافية عَ الطرح تسلم ايدك يارب
ماننحرم من مواضيعك الراقيه
دمتِ بكل خير ..~

ضوء القمر
09-04-2018, 02:50 AM
*,


سلمت الآكف ومَاجلبت
إبداع دآئم وتميز مُستمر
لا عدمنَاك /
:137: