هدفت الدراسة إلى التعرف إلى علاقة العوامل الاجتماعية المتمثلة في الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام والمستوى الاقتصادي والأصدقاء، والمعلومات حول المخدرات، والاتجاه نحو الإدمان لدى طلاب الجامعة.
وتكونت العينة من 200 طالب وطالبة، موزعين على التخصصات النظرية والتطبيقية، منهم 100 طالب من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 00 طالبة من جامعة الأميرة نورة.
وقد تم استخدام استبانة لجمع البيانات الشخصية والعوامل الاجتماعية، بالإضافة إلى مقياس الاتجاه نحو الإدمان. وقد كشفت النتائج عن وجود علاقة بين العوامل الاجتماعية والاتجاه نحو الإدمان.
كما كشفت عن وجود فروق في الاتجاه نحو الإدمان وفقًا لمتغير الجنس لصالح الذكور، كما تبين وجود فروق في الاتجاه نحو الإدمان لصالح طلاب الأقسام النظرية، وأخيراً بينت النتائج وجود فروق على أساس العمر لصالح الأكبر سنًّا.
تعد مشكلة تعاطي المخدرات والاتجاه نحو الإدمان تهدد مصير فئة عمرية محددة أو تفرق بين الرجل والمرأة والطفل والكبير، فإن الشباب وبخاصة طلاب الجامعة من أكثر الفئات العمرية عرضة للوقوع في هذا الداء، وذلك لضعف تجربتهم في الحياة، وسرعة التغرير بهم لعدم اكتمال نضجهم، ولما يعتقدونه خطأ بأن التعاطي يدعم القدرات الحسية والعقلية وغيرها، ويساعد على التخلص من المشكلات والهموم.
والاتجاه نحو الإدمان أمر تسببه وتحكمه عوامل عديدة من بينها عملية التنشئة الاجتماعية، ودور الأسرة في تربية أولادها ورعايتها لهم، حيث يؤثر سوء الرعاية وعدم الاعتناء بتربية الأولاد على نحو صحيح سلباً في الأولاد، ويوقعهم في براثن أصدقاء السوء الذين لهم تاريخ سابق مع التعاطي، وغيرهم ممن يمدون تلك الفئات بالمعلومات عن الإدمان، ويعملون على تعبيد الطريق لهم، وأن الإدمان هو السبيل للراحة والسعادة.
ولا شك أن المستوى الاقتصادي له دور فاعل في عملية الاتجاه نحو الإدمان، خاصة لو توافر المال دون حساب أو رقابة من الآباء للأبناء، ما يسهل فرصة الحصول على المادة التي تسبب الإدمان، ويرتبط بهذا المستوى المعيشي خاصة المرتفع للأسرة وعلاقتها مع الغير ممن تربطهم علاقة جوار وصلات وترابط.
ومن أهم وأخطر ما يمكن أن يؤثر في الاتجاه للإدمان والتعاطي وسائل الإعلام التي كثيراً ما تعرض صورًا ونماذج تبين بشكل مباشر أن الإدمان هو بوابة الخروج من الضغوط ومتاعب الحياة، ولعل أبسط الصور لهذا هو التدخين، حيث يُظهر البطل المدخن أن حل مشكلاته يكمن في التفكير بعمق إذا قام بالتدخين بشراهة.