الوقت الذي تكتشف فيه أناس لا يحبونك
وما زلت ترتبط بهم لتتأكد:
إنها من أكثر اللحظات بشاعة عندما تكتشف أناساً قد
منحتهم بقلبك مكاناً ثم تكتشف أنهم لا يستحقونه وترغب
في إخراجهم من حياتك، مثلهم مثل الجزء المتدلي من الجلد
الميت الذي يجب علينا قطعه.
الحقيقة التي يجب أن نعلمها جيدا هي "لا يمكن أن يحبك الناس أجمعين"،
فدائما سيكون هناك أشخاص لا تتضح شخصياتهم لك ومنهم على
سبيل المثال:
- رئيسك في العمل الذي تقدره كثيراً وفي المقابل لا تجد منه أي اهتمام.
- أشخاص باردة من حولك.
- زملاؤك الذين تهتم لأمرهم وتتمنى لهم الخير وتجدهم أول
الناس في تجاهلك وعدم السؤال عليك.
- أقاربك في الأسرة والعائلة رغم كونهم أبعد الأشخاص عنك.
بالطبع ليس هناك معنى لعاطفة غير متوازنة، ولن
نتوقع أن الألم الناتج عنها شيء له قيمة في مشوار الحياة والوجود، لكن
الحقيقة أنه جانب قيم.
والأكثر إيلاما من مجرد اكتشافك أن من تحبهم لا يبادلونك
نفس المشاعر هو استمرارك في التعلق بهم والاهتمام بالتواصل
معهم بكافة الطرق وأنت مكسور القلب معتقدا أن ما
اكتشفته قد يكون وهماً ولتتأكد من أنك ليس لك مكان
بحياتهم أو بقلوبهم.
وما يثير الشفقة أنك بعد أن تظهر الحقائق جلية أمام عينيك
تحاول مرات ومرات معهم آملا أنهم قد يغيرون رأيهم فيك أو
قد تبزغ بذور الحب بقلوبهم نحوك في يوم ما، وهذا لسوء الحظ
لا يحدث.
فأنت بالنسبة لهم أصبحت شيئاً مملاً، يرغبون في التخلص منه
وخوض مغامرات جديدة غير مريحة من وجهة نظرك، لكن
هذا أحد أنواع العذابات التي يجب أن تواجهها، السبب هو
في حين عدم قدرتك على حماية قلبك من الانكسارالناتج عن
تجارب خارجية، تستطيع التوقف أنت عن إيلامه مرارا وتكرارا
عندما تدرك الفرق بين ما يمكنك التحكم به وما الذي لا
تستطيع السيطرة عليه.
المضحك في الأمر كل هذا الاهتمام الذي تكرسه لنفسك
وتقدير ذاتك وتقدير الآخرين لك رغم وجود الكثير من
الأشياء بالحياة والتي يمكن أن تشغل نفسك بها لتجنب هذا
النوع من الألم.
عندما تجمد كل طاقاتك وتبقى ساكنا كالصخرة خوفا من
المحاولة:
تشبه حياة الإنسان المرحلة الدراسية التي تشتمل على مجموعة
من الإبداعات، الآمال، وبها غالبا يقف الأشخاص الناضجون
بمفردهم، منتظرين أن يأتي أحد ليخبرهم عن هويتهم وما
عليهم فعله بصوت وسلطة الأمر في الجزء الملظم من مسرح
الدنيا.
وغالبا يقوم معظمنا بتخطي أهوال هذا الاختبار والمكوث مثل
الصخرة بسلبية في الصفوف الخلفية، وهذا القرار ربما ينبع من
الخوف حين يقول الشخص لنفسه "أفضل أن أبقى في مأمن
في الخلف" أو ربما ينتج عن الشك حين يقول الشخص "لا
أملك الكفاءة الكافية لأقوم بهذا العمل وحدي"، لكن كلا
الطريقين يوصلانك إلى نفس المكان.
وتظل حبيسا في كوخك، ترتدي الأسود بينما الغير يستمتعون
بأكثر الألوان تألقا، تحزن بينما الآخرون يغنون ويلعبون تحت
أضواء مسرح الحياة يحتفلون بخوض مغامراتها وتحقيق الانتصار.
أسوأ شيء وأكثره إيلاما عليك عندما تدرك أن ما وصل إليه
غيرك لا يرتبط بموهبة يتميزون بها عنك أو بمحاباة المدير لهم،
وأن ما وضعت نفسك به لا علاقة لهم به إنما هو قرارك أنت
لأنك لم ترفع يدك وتحاول مثلهم.
إذن لماذا تعتبر هذه اللحظة السلبية مفيدة وضرورية لنا؟
عندما نحبس أنفسنا بعيدا مجمدين وغير مرئيين، نبدأ في تسمية
كل الصفات التي كان يجب توافرها لنصل إلى النجومية، وهذه
هي القائمة التي علينا الاحتفاظ بها لبقية حياتنا، قائمة يلهمنا
الله بها في تلك اللحظة المفروضة ذاتيا من الجانب المختبيء
بشخصية كل منا.
ولأننا عندما نتحول إلى شخصية رائدة يكرمها الآخرون
ويصفقون لها، كل ما يطرأ في أذهاننا حينها القائمة التي
كتبناها عندما كنا في الخلفية والتي كانت السبب الرئيسي لهذا
النجاح، حينها ترغب في قراءتها بصوت مرتفع وتؤمن بكمالها والانحناء لها.
المواقف المحرجة جدا:
الإحراج والعدد اللانهائي من قول "لو" التي تحدث بسبب
مواقف حياتية ويقول الناس عنها أنها خبرات تعلمنا البحث
الجيد والدراسة المتقنة والتأني قبل أن نفتح أفواهنا.
وكذلك على سبيل المثال عندما تأتي اللحظة التي يفتش المعلم
بها عن الواجب المنزلي، حينها تندم وتقول لنفسك "يا إلهي
لماذا لم أفعل واجباتي المنزلية؟" في هذه اللحظة فقط تجد
الفرصة للإجابة عن هذا السؤال على وجه التحديد، فربما تمتنع
أو تقصر في أداء مهام معينة لاعتقادك أن هناك شخصاً ما
سوف يغفر لك أو يتغاضى عن ذلك.
الحل هنا أنك عندما ترغب بشدة في شيء عليك الاتصال به
وتعلم كل الحقائق الضرورية عنه وبشكل كاف، والتحدث مع
المسؤول عنه، وهذا ليس بالنسبة للواجب ا
لمدرسي فقط إنما فيما يخص إيجاد وظيفة أو عمل ما أو حتى عندما تحب
شخصاً معيناً، وهذه مسألة عمل لا يتطلب
جهداً كبيراً لتكتشف ما يسحرك وتتلهف إليه.
عندما يكون قولك لا يتماشى أبدا مع الموقف أو يكون خاطئاً
تماماً:
أحيانا لا نتخير الألفاظ المناسبة للموقف الذي نتواجد به، فمثلا قد تقابل أحد
أصدقائك مهرولا في حالة من الغضب والضيق ثم تقول له "حظاً سعيداً"، أو ترتدي أمك
شعراً مستعاراً بسبب معاناتها من السرطان ثم تأتي لتقول لها " لمَ لا ترتدين قبعة؟"
أو يفقد زوجك وظيفته وتقول له "كل شيء سيكون على ما يرام".
بعدها تستلقي على فراشك تعاني من شعور الندم على ما تفوهت به من ألفاظ غير لائقة أو
غير مناسبة وأنها لم تكن ما كان يرغب هؤلاء الناس في سماعه منك.
لا يتطلب ذلك حفظ ألفاظ معينة، لأن فكرة تحريك الفم على حسب شكل أفكارنا سوف يظل
مستحيلاً للأبد، ومع ذلك نحن مجبرون للاعتماد على طرق أخرى للحديث، وعندما تفشل
في قول الشيء المناسب، حتى لا نحرج أنفسنا ونحرج الغير معنا.
الأفضل أن نفكر في الكلمات ولو للحظات قليلة قبل النطق
بها حتى يحدث تناسق بين القول والموقف ولن يلحظ الآخرون
هذا الوقت لأننا من سيشعر به فقط، وهذا أفضل من الوقوع
في الخطأ أو من أن نجعل الغير يأخذون عنا أفكاراً سلبية مثل
الاعتقاد أننا نشمت بهم ونسعد بلحظات آلامهم.