غربة مشاعر
في قسم الشرطه في الطايف ..
تحقيق واسئلة وتقارير طبية ..
كان جالس قدام الضابط اللي جزم انه حزين ولايمكن يكون له يد بوفاة سعود .
لأن الحزن عمره ماكان اصطناع ..
الحزن احساس ووجع ..
وصورة تجسدها الملامح والعيون ..!
وفهد كله على بعضه كتلة حزن
نظراته البائسة واليائسة شاردة
الذكرى مارحمته والواقع قسى عليه ..
رفع نظره للضابط قال وهو مخنوق : الله يرحم ابوك عجلوا بدفنه لايطول .
اخذ نفس عميق ورفع وجهه لفوق يدور الاوكسجين ويحاول يمنع الدمعه لاتنزل قدام الرجال وكمل : اكرام الميت دفنه .
هز راسه الضابط اللي صار عنده خبره بمعرفة الجاني من المجني عليه مثل فهد وضعفه وكسره يوم القدر اخذ منه رفيق دربه .
اشر للعسكري يستدعي عبدالرحمن حتى يقفل المحضر ويبت في الامر ..!
دخل عبدالرحمن وكمل التحقيق وأقواله مااختلفت عن اقوال صلاح وفهد ..
وقع الضابط على خروجهم وبراءتهم وان وفاة سعود ليست جنائية وليست محاولة انتحار انما خطأ في استخدام السلاح ..
الجو كان كئيب ..
والحياة اضيق من ثقب ابرة ..
مايبي يرجع للديرة ..
كانت عيونه تدور عبدالرحمن وماشافه مع صلاح اللي يكلم عماد وبندر عن الحادثة بالتفصيل .. .
قرب منه بندر وهو يشوفه كأنه يبي شي وموقادر يتكلم قال : خلنا نرجع للديرة يافهد اكيد اليوم بيصلون على سعود . لازم تصلي عليه وانا اخوك وتوقف مع اهله في عزاه .
انتفض بقوة وصار صدره يعلو ويهبط بسرعه ..
الموقف صعب ..
صعب جداً لدرجة انه مايقدر يتخيله .
اصلاً كيف يقدر يروح لأي مشوار ولايقضي أي لزوم بدون سعود .
كيف يحضر عزا ولايروح يعزي ناس بدونه ..!
ولايشوف ابوه واخوانه وهو مو معاهم ..
بلع ريقه بصعوبه واوداجه تنتفخ من الحزن العارم ..
ومن الوجع اللي بداخله واللي مايقدر يعبر عنه قدام الناس .
قال وعيونه حمرا وهو يرمش بسرعه ويحاول انه يضم على دمعته .
: ابي مفتاح ونيت عبدالرحمن وخلوه يرجع مع صلاح .
مسكه بندر بيده قال : وين بتروح .
مايقدر يقاوم او حتى انه يرد ويجادل .
كمل بندر : وين تبي يافهد انا اوصلك المكان اللي تبيه حالتك وانا اخوك ماتسمح لك تسوق السيارة .
التفت فهد لعبدالرحمن اللي جا يمشي قال بصوت تعبان ومكلوم وموجوع .
: طلبتك ياعبدالرحمن ابي مفتاح سيارتك ولاحد يجي معي .
فز عماد وتحرك وهو يشوف حزن فهد ..
صورته وهو مكسور تؤلم عماد بشدة ..
فهد من النوع اللي يداري ومايسمح انه يبين ضعفه لاحد مهما كان ومن من كان ..
دايماً يطلع بصورة الرجل القوي واللي مايهاب المواقف ولايبين انه يتأثر بها بسهوله ..
طلع عماد مفتاحين من مجموعة مفاتيحه وحطهم في يد فهد وضم عليها قال : انا واثق انك رجال وقد الصعاب .. تحمل وانا اخوك ولاتخلي الحزن يقضي عليك .. هذا مفتاح سيارتي والثاني مفتاح شقتي .. اجلس فيها على كيفك .
رجع مفاتيح عماد ليده قال : سيارتك ماتفيدني ياابو مشعل .. ابي سيارة عبدالرحمن الونيت .
مد عبدالرحمن مجموعة مفاتيحه لفهد والثاني سحب مفتاح الونيت قال وهو يداري الدمعه وبصوت مخنوق وموجوع : سامحني اذا تأخرت عليك وان ماجيت حقكم اخذوه من ابو مشعل .
طالعوا كلهم في بعض وقبل لايعترضون ولايتكلمون اعطاهم ظهره وتوجه لبوابة المركز من غير مايسمع او يتكلم .
يبي يختلي بنفسه .
يبي يروح لوحده يستوعب ان سعود انتهى وماعاد له وجود من غير محد يقنعه او يأثر عليه ..
قال صلاح اللي يحس بحزن فهد وغلاه لسعود وانه لايمكن يقدر يكمل حياته بدونه
: لاتخلونه يروح يمكن يسوي بعمره شي .
رد عماد لأنه واثق ان محد يقدر يثني فهد عن دروبه اذا اصر عليها
قال : فهد رجال ماعليه خوف .. امشوا بس خلونا نرجع لاهلنا اقلقناهم علينا . التفت على صلاح وكمل .. استعجلوا عشان نصلي على الرجال وندفنه مع اهله .
انسحبوا صلاح وعبدالرحمن وراحوا مع بعض ..
وتوجه بندر مع عماد لسيارته
قال بندر بلهجة اعتذار من عماد : اعذرني ياابو مشعل المفروض آخذ ابوي ولا عمي فواز انت توك معرس و..
قاطعه عماد : امش بس يارجال خل عنك سوالف الاعتذارات هذي . الا زين يوم قلت ولا قلت لغيري .. المهم انت البارح قلت لهم نبي نتأخر ولايقلقون مثل ماوصيتك ولا لا .
: ايه علمت عمتي فوزية .
: اجل يالله توكلنا على الله ...
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
وبمكان ثاني ..
بوسط الحر والعرق ..
كانت نايمه بملل وقرف ..
خاصة انها مانامت الا الفجر والكهرباء في القرية تنطفي من الساعه سبعه الين اذان العصر .
وهي متعوده على صوت المكيف وبرودته ..
فتحت عيونها بطفش ومدت يدها على الساعه اللي بجنبها ..
شافتها اربع وربع العصر .
جلست وهي تتأمل الساعه ..
الوقت يمر عليها هنا ببطء فظيع ..
صعب على الانسان يعيش وحيد بعالمه ..
وهي من يوم عرفت عماد وهي وحيده ..
ماتقدر تتكلم لاحد عن اللي بداخلها ويصارعها وتصارعه من شهرين .
محد يدري عن همها . ..
ولاحد يدري عن افكارها..
ولااحد يعرف مخططاتها اللي هي ناوية عليها ..
نفضت غطاها الخفيف من عليها وتمططت وهي تفكر بجدولها في الساعات الجاية ..
صعب تجلس مع عماد لوحده ..
وصعب تطلع بصورتها الطبيعيه لحياتهم قدام جدتها او عمتها اذا جات ..
لابد انها ترتدي ثوب السعادة وشكل العروس والزوووجه قبل كل شي ..
دخلت للحمام واخذت لها شور بارد انعشها وجدد نشاطها ..
وطلعت صلت العصر ولبست جلابية ناعمه وانيقه ..
لونها اصفر ومشكوكه بالبنفسجي على ياقاتها العريضه وأكمامها الفرنسية الواسعه ومن عند الصدر الين الأسفل بخطوط طويلة ومتعرجه ..
لمت بعض من خصل شعرها بشباصة وتركت الباقي منسدل بطريقه مهمله ..
وتركت وجهها بدون أي رتوش للمكياج ..
اصوات الناس وحركتهم ودبهم في الحياة والأطفال اللي يلعبون وقت العصريه خارج بيوتهم واصلتها في غرفتها ..
مرت الشباك وهي تتخيل عماد لو دخل غرفته وش بتكون ردة فعله بعد اللي سوته.
متحمسه تعرفها حتى لو كانت ماتعجبها ..
المهم بتعرف كيف يفكر ووشلون يتصرف .
اوبالأحرى كأنها تبحث عن شخصيته الحقيقية من بين ردات افعاله لأي تصرف منها .
فتحت الستارة الثقيله والمطرزة وقعدت تطل على اهل القرية ..
بيت نوف في وجهها وقبالها .
وبيت ثاني شكله مهجور او مافيه سكان وعوامل التعرية والزمن واضحة عليه ..
اطرافه مهدومه وألوانه العادية باليه ..
وشبابيكه وأبوابه الحديد اكل عليها الدهر وشرب بالصدأ والألوان القاتمه .
بعض البيوت الصغيرة والشعبية الحركة فيها بدت من بدري وبعضها ابوابها مغلقه على اهلها ولااحد يدري عنهم .
شافت وحده شكلها حرمة كبيرة طالعه بجلالها من بيتها ومتوجهه لبيت جارتها ..
ووحده ثانية لابسه عبايتها ومحتشمه وفي يدها سلة قهوة وكيس شفاف باين ان فيه حافظة اكل ..
اجمل شي بالقرية الناس على سجيتهم
والتواصل عندهم امر مفروض وواجب ..
مافيه مؤثرات تقنية تغير منهم
ولافيه عيون تغرز بلحوم النساء مثل ماتشوف في المدن ..
ومافيه انتقادات لاذعه لام فلان وام فلان واخت فلان .
كانت منغمسه في المناظر الطبيعيه اللي جذبتها .
بعض الاطفال اللي يلاحقون وايت الموية اللي جاي يعبي احد الخزانات لاحد البيوت .
ياااه يافرحة الطفل ياسرع ماتجي بأتفه الأشياء
الحياة في القرية ممتعه ..
رغم هدوءها الا ان الحركة فيها مستمرة
الفجر الناس تسعى لارزاقها
والظهر فيه حياة والعصر تبدأ الزيارات والمغرب كلن يروح يشوف حلاله ( مواشيه )
والليل سكون وهدوء وراحة
حياتهم على الفطرة .. النهار معاشاً والليل سباتا ..!!
تحركت من مكانها وفزت وهي تسمع طرقات خفيفه على بابها .
قفلت الستارة وراحت تفتح .
***
دخل البيت وسلم على جدته وطلع لأنه مجهد بما فيه الكفاية
من امس ماارتاح من فهد اللي تعبهم في الليل والصباح .
بعدين الصلاة على سعود الله يرحمه ثم وقفته مع اهله بالعزا ..
رجع بعد صلاة العصر بفترة يدور السرير والراحة .
هو مايتحمل الاجهاد ، ولا يحب الكسل .
نشيط من يوم يومه وعملي جداً ..
وصحته آخر مايفكر فيها اذا فيه لزوم ويحتاج وقفة رجال مثل حدث امس واليوم .
دخل غرفته وتسمر بمكانه دقايق طويلة .
المفاجأة كانت جديرة بأنه يجمد بمكانه ..
الغرفة غرفته بدلالة طريقها وبابها ومفتاحها .
بس داخلها غير ومختلفه كلية وجذرياً .
التسريحه والكومدينو والدولاب يعجون بالنظافه وفيها لمعة ماشافها من بعد مااشتراها جديدة ..!
السرير انيق لابعد الحدود
مفرشه السماوي الثقيل والنظيف مغير من شكله ويحمسه انه يرمي جسده عليه من غير تفكير .
توجه ناحية الدولاب بسرعه وفتحه وشافه مرتب واغلب ملابسه خارجه ..
والملابس النظيفه هي المرتبه ومصفوفة بعناية وشطارة ..
معناتها فتحت الدولاب ..
التفت على الدرج اللي يحمل الكثير من الأسرار ..
الدرج اللي لو احد اطلع عليه وشاف مكنونه كان انفضح امره وسره اللي يداريه من سنين .
قرب منه بقلب خايف ويد مرتبك وكل خلاياه وجوارحه ينطقون يارب استر .. يارب استر .
حاول يسحب الدرج ولقاه مثل ماتركه ..
مقفول ومحد فتحه .
تهاوت يده واخذ نفس عميق بعد انقطاعه للحظات كانت جداً حرجة بنظره .
طلع مفتاحه الصغير اللي مايفارق مدالية مفاتيحه وفتحه بهدوء وتوتر ..
تهلل وجهه وهو يشوفه مثل ماهو ماتغير فيه أي شي .
قفله وباطمئنان ..
وفتح ازارير ثوبه اللي فوق وكأنه يبي يوسع على نفسه ..
هالبنت بدت تقتحمه .
بدت تحط رجولها بثقة وتحدي في حياته .
بدت تغير من حياته ابتداءً بغرفته وانتهاءً باللي الله يستر منه ..
طلع من غرفته وتوجه لغرفتها ..
مايدري كيف يواجهها
يشكرها ولايوبخها
يوقفها عند حدودها ويحذرها من تجاوزها
ولا يخليها على راحتها وتكفيها معاملته لها .
دق عليها دقتين خفيفه بتردد واصرار بنفس الوقت ..
وانفتح له الباب بهدوء ونظراتها الباردة والخاليه من أي تعبير وراه .
شافته واقف في وجهها بثوبه الابيض وبدون شماغ وعطره تهاجمها بقوة .
رجعت خطوتها لورا رغم عنها لأنه سادّ المكان بيدنه اللي فاردها على اطراف الباب وبهيبته ونظراته فيها .
قالت وهي تبلع ريقها وتحاول تسيطر على نفسها وتبين انها عادية وباردة ولاتتأثر بوجوده ..!
: عليكم السلام .. فيه شي ..؟
كان يطالعها بنظرات غريبة
لوم .. عتاب .. قهر .. اعجاب .. ندم على وجودها .
اخذ نفس عميق وهو يتلاشى عن عيونها والنظر فيها قال : السلام عليكم .
وبنفس البرود ردت عليه : عليكم السلام .
: انتي اللي رتبتي غرفتي ..؟
هزت راسها وهي تحاول ترفع نظرها وتشوف ردة فعله وتعبيرات وجهه قالت : ايوه .
مااهتز منه شي لأنه كان واثق انها هي ..
يعرف ترتيب الشغاله اللي اعتاد عليه .. أي كلام .
..
قال وهو يحاول يطلع بصورة هادية عكس البراكين اللي ثايرة بداخله
: ليه تتعبين نفسك ..
دخل اصابعه في شعره وهو يرفع نظره فوقها وحواليها ويبعده عنها وكمل : بعدين غرفتي مالك فيها لزوم اهتمي بامورك انتي وكثر الله خيرك .
بلعت ريقها قالت : كنت فاضية البارحه وطفشانه قلت ادور لي شغله وشفت غرفتك مو نظيفه ...
قاطعها : زيييييين الله يجزاتس خير وماقصرتي .. بس رجاءً ياشادن لاتدخلينها مرة ثانية ولاتقربين من خصوصياتي الا اذا قلت لتس انا .. اعتقد كلامي مفهوم و مايحتاج أأكد عليه واعيده .
ماردت عليه ..
ولارفعت نظرها عنه ..
تحس انها راح تنفجر مابين ثانية وثانية لو تأخر اكثر من كذا ..
شاف وجهها وهو يتغير للون الاحمر وجفونها بدت تحمّر .
وهي مسلطه عليه اقوى سلاح واجهه بحياته .
نظراتها وفيها مليون سؤال وعتب واستغراب ..
ومع هذا جامده ومتجمده بسكاناتها وحركاتها وكلامها .
مانبست ببنت شفة بس عيونها قالت اشياء كثيرة قدر يفهم منها العتب واللوم ..
اضطر انه ينسحب بهدوء من قبل لايشوف تبعات الزلزال اللي هز به قلبها من جديد .
رجع لغرفته ودخل الحمام
اخذ له شور دافي يحسسه بالدفء في صقيع حياته وبرودتها وخلوها من أي احساس ..
جفف شعره ، ولبس ملابسه ورمى نفسه على السرير .
غطى وجهه باللحاف وهو يجاهد التعب والتعب يجاهده .
وفي غمرة كل هذا هاجمه النوم واخذه لعالمه بعيد عن الصراعات الجسدية والنفسية اللي يواجهها في صحوته ..!!!
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
وفي غرفتها
وقفت دقايق متجمده
ماتبي تبكي لااااا
واصلاً ليه تبكي
هو ماقال شي يبكي
او حتى يزعل
هو قال اللي يبيه منها
بس جرحها ..!
اضاف لجروحه اللي قبل جرح جديد ..
خصوصياته ممنوع الاقتراب منها ..
يعني مالك دخل فيني ..
ولاتتجاوزين حدودك ..
ولاتنسين وش انتي في حياتي ..
مسدت وجهها اللي اندفاع الدم له سبب له حراره جستها بأصابعها البارده ..
وقفت على المراية وشافت الحمرة اللي تكتسيه وبطرف جفنها دمعه محبوسه ...
اخذت لها منديل ودخلت طرفه في عينها وغمضت ليه
ماتبي تشوف الدمعه حتى لو كانت وهم ..
غمضت عيونها وفتحتها بقوة ..
" ياربي منك ياشادن ليه كل هالتعقيد ولا التفكير اللي ماله داعي
لساتك في اول المشوار وباقي مواجهات كثيرة
استعدي لها نفسياً وفكرياً وجهزي الكلام المناسب لأي موقف تتوقعينه "
قالته في نفسها بمحاولة منها انها تقنع نفسها بأن اللي يصير شي طبيعي وكانت حاسبة حسابه .
اخذت نفس عميق ورفعت راسها فوق
قالت " وين كلامي البارحه وقرارات التحدي والمواجهه .. خليك قوية ياشادن خلييك قوية لاتضعفين من اول المشوار "
نزلت لجدتها بتجلس معاها قبل لايأذن المغرب لأنه مجرد مايأذن خلاص مافيه امل تجلس معاها..
هي تبدأ صلاتها فرض وسنن وتسبيح وتهليل لين يأذن العشا وتبدأ صلاته مثل المغرب ثم تروح لفراشها تدور النوم والراحة .
***
يوم الاحد في مدرسة الاجواد
واقفه في الطابور قالت : نوير هذي وش سالفتها مافكرت تجيب الاجازة حقتها .
: اكيد بتجيبها .. بعدين هي ماعليها شي حتى لو جابتها بعد ماترجع ..!
: لا لا حبيبتي .. تجيبها اليوم ولا بكرة لاتنسين انها ساكنه بجنب المدرسة ..! بعدين المفروض ماتاخذ اجازة لين اوافق واشوف اذا فيه احد يمسك مكانها ولا لا .
: الله عليك يانوف .. الحين تبينها تداوم وهي عروس ..
قاطعتها بعصبيه وعلا صوتها على نوير بضيقة خلق : انا الحين مايهمني عروس ولا موب عروس تجيب اجازتها وفي اللي مايحفظها ولو تموت ماتاخذ اكثر من اسبوع ..!
قصرت نوير صوتها وهي تطالع في البنات اللي سمعوها قالت : يانوف لاتحطين راسك براس زوجة عماد تراه هو اللي نقل شادن عنده يقدر ينقلك من المدرسة وبكرة ترجعين مدرِّسة وفي مدرسة بعيد .. نصيحه مني بعدي عن شادن .. بعدين وش عليها منك اذا راحت للديوان ووافقوا انتي مالك شغل .
كشرت ورفعت راسها فوق قالت وهي تحاول تسكت نوير : طيب .. خلاص انا مالي شغل .. بس انتي وصلي لها كلامي هذا ان ماجابت اجازتها رفعت انها غايبة بدون عذر او استئذان .
وصلت خلود من غرفة المدرسات وفي يدها ورقة قالت : صباح الخير يانوف .
معصبة ومالها خلق احد بس لازم ترد : صباح النور .
قالت خلود بصوت نايم وهي ترجع خصلة من شعرها ورى اذنها : ترى اجازة شادن معاي امس اخوها اعطاها اخوي عشان اوصلها لك .
ردت باستنكار وهجوم وصوت عالي وصل للطالبات : ياسلاااااااام .. وحضرتها ليه ماتجيبه بنفسها ولا على راسها ريشه .
طالعوا خلود ونوير في بعض باستغراب قالت خلود : ولو يانوف احنا صاحبات وزميلات ونخدم بعضنا . والبنت عروس كيف تبغينها تيجي .
: هالكلام مو عندي قوليه لأي مديرة غيري . انا قلت لنوير كلامي وانتهيت .
مشت من عندهم ونوير تضحك من ردة الفعل اللي اقل مايقال عنها عنيفه .
قالت لها خلود باستغراب : تضحكين ؟
: شر البلية مايضحك .
: شادن هنا ولا سافرت .
: مااعتقد انها سافرت لأن سامر امس يقول انه شاف عماد داخل لبيته ولا طلع منه .
: ههههههههههههههههههههه ولدك هذا رادار يراقب كل اللي في الحي .
: هههههههههههههههه حرام عليك من كبر الحي كله عشرين بيت وبجنب بعض .
حكت خلود ذقنها بطرف اصبعها وبحيرة قالت : طيب تعالي .. كيف اشوف شادن ولا اكلمها ؟.
: خليك انتي ... انا ارسل سامر عليهم يقول لها كلام نوف خلي زوجها يدري ويربي نوف بطريقته هذي لازم احد يوقفها عند حدها . اعوذ بالله عدائية مو طبيعيه .
خلص الطابور والمدرسات راحن لغرفتهن اللي عندها حصة اولى جهزت كتبها وأدواتها وطلعت والباقيات قلبوها سوالف وقهوة مع الصباح ..
مر اليوم روتيني على الجميع ماعدا دلال وسهام ونوير اللي توزعوا حصص شادن وانضغط جدولهم اكثر من اول ..!
***
في مدرسة ثانية ..
في حي السبيل تحديداً
جالسة على الكرسي اللي مقربته من باب الفصل المفتوح حتى يدخل عليها الهوا وتحس بالانتعاش بدال الحر اللي يضيق الخلق داخل الفصل .
لافة رجل على رجل وحاطه الدفتر على فخذها وتدقق في اجابة الطالبة على اسئلة الواجب ..
قفلت الدفتر وهي تسترجع الأحداث الأخيرة ..
آخر شي تتوقعه ان خالد لمن كان ينتظرها ويكلمها ويطلب مقابلتها هدفه الحقد والانتقام .
نفسها تدري وش سوى مشاري بعد ماكلمته وبثته خوفها وقلقها من خالد .
من بعد ماكلمت مشاري ماعادت شافته عند بيتهم . .
وكل اللي قاله لها انها خلاص ماراح تشوفه ..
اكيد اجازته انتهت ورجع للرياض .
سبحان الله بعد ماكان خالد هو سعادتها اصبح اساس خوفها ومصدره ..
تحس انه دنيء اذا تذكرت عدنان .
وتحس انه جشع اذا تذكرت شرطه في طلاقها
وتحس انه حقود اذا تذكرت كلامه عن مشاري وهو يقول ابي اقهره اذا طلعتي معاي ولا كلمتك وهو عندك .
رصت الدفاتر على بعض قالت : غزيل تعالي وزعي الدفاتر على زميلاتك .
فزت البنت بفرح وهي تتباهى قدام الطالبات بأن المدرسة خصتها من بين زميلاتها بتوزيع الدفاتر ..
وقفت ونبهت عليهم محد يطلع او يتحرك لحد ماتنتهي الحصة وراحت لفاطمه ..
من بعد نقل شادن صارت فاطمه قريبه منها
تبثها القوة بقوة ايمانها
وتبثها العزيمة بصبرها
وتبثها القناعه والرضا باحتسابها للأجر .
وقفت على باب صف سادس وسمعت صوت فاطمه ينساب بروحانية لعمقها والطالبات في حالة انسجام وهي توصف لهم المرأة المسلمة كيف يجب ان تكون .
حجابها ، تقواها ، هدوءها ، حشمتها ، احلامها واللي المفروض ماتشطح لبعيد وانها تكون واقعيه وماتتجاوز مجتمعها والاطار الاسلامي مهما تطورت الحياة ومهما طلعنا او سمعنا او شفنا .
كانت تتكلم للبنات باسلوب سلس مراعية فيه تفكير بنات القرية .. ومعيشتهن وواقعهن .
ومراعية سن بعض البنات اللي تجاوز 14 5 ..
التفتت على فاطمة على سارة واشرت لها سارة بأصبعها يعني تابعي .
كملت فاطمة وهي تبتسم بمحبة لصاحبتها وزميلتها لحد ماسمعت صوت الصفارة يعلن نهاية حصتها ..
اخذت دفترها ووسائلها وخرجت من الفصل .
سلمت على سارة قالت : ليه وجهك اصفر ياسارونه عسى ماشر .
ابتسمت لها سارة وهي ممتنة لسؤال فاطمة اللي صارت تكرره شبه يومي قالت : كل يوم تقولين وجهي اصفر اش اللي تغير ..؟
ردت لها فاطمة الابتسامه قالت : بس اليوم بزياادة وكأنك ليمونه معصورة .
حاولت سارة تضحك من ورى افكارها وهمومها ..
قالت : انتي تدرين بكل اللي يصير لي .
: ادري ياقلبي وانا قلت لك .. لاتخافين منه ..
النوعيه هذولا جبناء وشرهم يرجع لهم .. وربي دايماً مع الأتقياء ينصرهم اذا نصروا دينه .. اما اللي يهينون قوانينه واحكامه فما لهم نصرة وجزاؤهم شر في الدنيا والآخرة ..!!
رجعت سارة شعرها اللي بدت الصبغه الشقرا تنجلي عن نصه وتحيله لأسود .
قالت : مدري يافاطمة احسني خايفه على مشاري اخوي .
: يابنت الحلال وسعي صدرك ماصاير له الا العافيه وتشوفين اذا ماذكرتك بعدين ان كتب لنا ربي عمر .
هزت سارة راسها قالت : ماقلتي لي اليوم بتروحين للدار .
دخلوا الغرفة واتجهت فاطمه لمكتبها تحط اغراضها فيه قالت : ايوه ان شاء الله . اش رايك ترافقيني صدقيني ياسارة بتعيشين احساس بحياتك ماعشتيه .
نزلت سارة اغراضها على مكتبها وهي واقفه قالت بحيرة : نفسي والله اروح بس المشكله يافطوم اني مانمت للحين واعرف نفسي اذا رجعت للبيت بحط راسي وانام وانتي تعرفين نومي مايحتاج اقول لك عليه .
ضحكت فاطمه اللي حرمها ربي من الأمومه ومااهملتها بداخلها ..
كرستها ومارستها مع اطفال دار الأيتام ..
صارت الأم لبعض الأطفال وتبنت لها طفلين بنت وولد ..
ولولا ان زوجها منعها ماتجيبهم للبيت ولا يمديها اخذتهم وعاشت امهم وعاشوا عيالها .
دايماً سارة تنسجم مع فاطمه اللي حولت حياتها من اليأس لأمل وقناعه وصبر
ومن الحزن لبحث عن منافذ السعاده والفرح بشتى الطرق في حدود الحلال وكل مايرضي ربها ..
كل ماجلست معاها حست ان ماعندها مشاكل ..
وان الحياة قدامها والا مايفرجها ربي عليها لأن المصاعب ماتنفرج الا بالصبر والتوكل على الله .
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
صحى على صوت المنبه اللي اقلق نومه . ومد يده طفاه
وارتعب لمن تذكر انه نايم من العصر ..
تعوذ من ابليس وقام يتوضأ ويصلي الفروض اللي فاتته .
مغرب وعشا .
لبس ثوبه وشماغه وطلع من غرفته على نية انه يروح للمسجد ..
التفت لغرفتها
مفتوحه ونورها شغال ..
مر من عندها بس كانت الغرفه فارغه الا من ريحة عطوراتها المجنونة وآثارها الأنثوية ..
طلع بسرعه وفي توقعه انها في الحمام او المطبخ ونزل تحت .
وبعد الصلاة رجع وتوجه لغرفة جدته كالعاده ..
شافها قاعده قدام جدتها بقميص ابيض قطني واكمامه قصيره ومنقط بأحمر ..
وعلى صدره رسمه ميكي . وتسولف عليها وتضحك .
اول ماشافته فزت من مكانها وسحبت جلالها حطته على اكتافها وصدرها وكأنها بتغطي جسمها عنه اكثر او ان لبس قميص حتى وان كان ساتر محرم قدامه ..
ام ناصر مااستغربت لأن هذي عادتها وعادة حريم جيلها اللي يستحون من رجالهم وبركة ان طلعوا وجيههم ..
بس هو طالعها باستغراب ومتفاجيء ..
صدق انها خبله ..
لايكون تبي تستحي مني .
سلم عليهم وجلس بجنب جدته اللي بادلته اسئلته بأسئلة عن حاله واذا نام زين ولا لا وتبي قهوة ولا فطور .
حست ان جلستها بينهم غلط وفكرت تبدأ لعبتها وخطتها المجنونه ..
قالت وهي توقف : عماد تحب الزنجبيل احطه على الحليب .
رفع حاجبه وهو يطالعها بذهول
قال : ها ..؟ لا لا .. لاتسوين شي انتي اقعدي فيه شغاله تخدمتس .
طالعت في جدتها قالت : لا عادي بسوي لكم فطور .. ترى الزنجبيل كويس للقولون . حتى الحلبة كويسة بس ريحتها مو حلوة .
كانت تحاول تتكلم بشجاعه وإقدام على الخطوة اللي كانت تحسب لها الف حساب .
اما هو كان عاقد حواجبه بحيرة وذهول واستغراب ..
معقول هذي اللي تركها امس كتلة قهر وحزن .
ابتسم وهو يفهم قصدها وغرضها ..
وللمرة الثانية يقر ويعترف انها ذكية وقوية ..
جازت له تصرفاتها ومد يده بسرعه ومسك يدها بخبث .
قال : تعالي تعالي اجلسي اتركي عنتس التطبب فيني بلا زنجبيل بلا حلبة .
آخر شي توقعته منه هالحركه ..
حاولت تسحب يدها منه بس خذلتها قوتها اللي فقدتها ..
قالت بصوت مختلف عن صوتها تماماً : خلاص بجيب الفطور .
ضحك بصوت واطي على شكلها اللي صار كتلة الوان ..
وقعد يحرك اصبع يده الثانية على كف يدها وعلى نقشة الحنا اللي بدت تمسح بحركه اثارت انفعالاتها وغضبها وهي تحاول تتماسك على قد ماتقدر .
قال لجدته اللي نسبت ارتباك شادن واختلاف لهجتها ولونها لحيا العروس وخجلها
: يكفي نومتي اللي نمتها البارح لي سنين مانمت مثلها لااله الا الله من صلاة العصر للفجر .. وكل هذا بسببها الله يجزاها خير . ضحك وقرب من جدته ويد شادن في يده ..
قال بخبث وهو يسمعها : انتي ليش ماغصبتيني على العرس من زمان يوم تشوفيني مااعرف مصلحتي .
اخذت ام ناصر عصاها وخطبته على كتفه وهي تقول : انت بغيت تقطع تسبدي وانا اجاهدك على العرس خل ماغصبتيني .. احمد ربك يوم جاب شادن في طريقك .
باءت كل محاولات سحب يدها منه بالفشل ..
اخيراً قالت بخبث وهي تعدل جلالها على كتوفها وتلمه ..
: عماد الله يخليك بروح اسوي لك الفطور حتى تدعي لي كمان .
فك يدها وعلى وجهه ابتسامه ..
هالبنت تفهمه ويفهمها بسهوله ..
يحس انه يلعب معاها وتلعب معاه ..
قال يقلدها : كمان .. اجل روحي عشان ادعي لتس كمان .
وقفت وطلعت من عندهم بسرعه ..
وبقلبها تتحسب الله على ابليسه .. ليش يحطها في الموقف هذا .
مرت من عند المرايه وهالها شكلها ..
وجهها صاير قطعة حمرا ..
كل هذا منك ياعماد حسبي الله على ابليسك . صدق انقلب السحر على الساحر .. كنت بصير معاه نذلة وطلع انذل مني .
فتحت الموية وغسلت وجهها اكثر من مرة وراحت للمطبخ
سوت لهم فطور وبراد حليب وحطته في الصاله ونادتهم عليه .
طلع عماد وهو ماسك يد جدته ويساندها ويهمس لها ويضحك وهي تبادله الضحك بفرح واطمئنان .
قالت شادن وهي تلم جلالها عليها زين : يالله عن اذنكم بطلع انام .. انا للحين مواصلة مانمت .
رفع راسه لها وسكت ماعلق ..
اما ام ناصر فكان ردها بحكمه وتأنيب ولوم
: لااله الا الله .. انتم وراكم تعاقبون ليا قام واحد دخل الثاني ورقد . اقعدي افطري مع رجلتس ثم روحي ارقدي .
ردت شادن وهي معقده حواجبها قالت : جدتي انا اكلت قبل الفجر مرة مومشتهية شي .. وحاسة فيني نوم .. اذا تبغيني اجلس جلست عشانك .
قال عماد بهدوء : لا اذا ماتبين تاكلين روحي نامي .
التفت على جدته قال : خليها على راحتها لاتغصبينها على شي .
سكتت ام ناصر والوضع مو عاجبها والشك بدا يساورها ..
وانسحبت شادن بسرعه وطلعت لغرفتها قبل لاتنطق جدتها بشي ماتحب سماعه ..
نزلت جلالها وطبقته وهي تطالع بيدها ومكان مسكته لها وتحس بحرارة تسري فيها من جديد لمجرد تذكرها الحركه .
رمت نفسها على سريرها
ياترى لمتى بتستمر اللعبة اللي توها ابتدت ..
وياترى بتقدر تكملها ولا بتخذلها قوتها وعزيمتها ..
دخلت تحت اللحاف بتستغل الوقت وتنام قبل ماتنطفي الكهرباء ثم تسوي زي امس ولا تنام الا بعد جهد ..!
***
بعد العصر ..!
دخلت شهد تجري
وجهها عليه علامات الفرح وعيونها تنضخ سعاده
قالت بسرعه وهي تلف ورقة صغيره في يدها وتحاول تحميها وتتمسك فيها : شادن فين عماد بسرعه بسرعه قولي لي فين .
قالت شادن وهي تنزل مع الدرج : وش تبغين فيه .
: اكتشفت حاجه مهمه . بس خليه يجي واقوله عليها .
قالت شادن : مايصير انا اعرفها ..؟
: اذا جا عماد اقول لكم مع بعض . خلاص هو صار زوجك يعني لازم اقول لكم مع بعض .
هزت شادن راسها وهي تضحك على حركاتها قالت : تعالي اول شي سلمي علي وعلى جدتي بعدين اذا عماد جا تقولين لنا اللي عندك .
جات شهد تمشي وسلمت على شادن ومسكتها بيدها راحت عند جدتها الجالسة لوحدها في الصاله ..
: وين امك ..؟
: بتروح ليت جدي بعد شوي .
: تعالي سلمي على جدتي ليه ماتجونا ..؟
: ماما تقول عيب مستحين من عماد وشادن .
راحت شهد وسلمت على جدتها وجلست عندها .
قالت ام ناصر لشادن : ماشفتي عماد .. طلع من عندي ماادري وين راح ..؟
: ماادري والله توني صاحيه ماشفته .
كملت كلمتها وهو ينزل من فوق ..
اول ماشافته فتحت عيونها و مسكت بطنها ..
هذا كان في غرفته وانا اللي قلت لجدتي ماادري وينه .
طالعت ام ناصر في الدرج وفيها قالت : هذا عماد فوق اللي ماتدرين وينه فيه .
ارسلت له نظرات استنجاد وطلب اغاثه ..
قال وهو يحط شماغه بجنبه على التكاية ويفتح يدينه لشهد اللي جات تجري تضمه .
: انا كنت في غرفتي ادور لي على اوراق واكمل شغلي ماحبيت ازعجها وهي نايمه .
الوضع ا بداً مو عاجبها ..
وطريقتهم مع بعض تشككها بأن فيهم شي بس ماحبت تتدخل لأن اول شي مالهم الاثلاثه ايام وثانياً بتخليهم على كيفهم ولاتحشر عمرها معهم .
قالت شهد : عماد شوف الورقه .
اخذ عماد الورقه وفتحها وطالع في شهد وضحك منها .. وطبق الورقه وحطها في جيبه .
قالت : هاتها بوريها شادن .
رد عليها وهو يحرك جبينه على جبينها قال : لا لا لا خلاص هذي صارت لي انا .
رفعت راسها وطالعت فيه وأشرت باصبعها السبابه قالت : عماد هذا سر بيني وبينك .. ماتعلم فيه الا .. بدت تعد على اصابعها . : شادن وجدتي وامي وفصولي اذا كبر وفهم الكلام .. بسسسسس
قال وهو يضحك : لا السر سر اذا علمت فيه معناتها موب سر .
زمت شفايفها بخيبة وهي تطالع بشادن اللي تبتسم من حركاتها البريئة والجذابه قالت : خلاص ياشادن للأسسف . وشدت عليها .. مانقدر نعلمك لأنك لوعرفتي مايصير سر وتدري فيه نوف .. قلبت عيونها وكلمت بملل .. وتبهذلني وتطفشني في المدرسة .
قالت شادن بدون تفكير : ليه تطفشك وتبهذلك .
ردت شهد ببراءة وشكلها متضايقه قالت : اووه شافت الورقه في يدي وانا اوريها العنود اختها وبغت تشققها بس انا بكيت بعدين رمتها عليّ .
قال عماد وهو يلمها لصدره : افا وانتي تبكين عشان ورقة ماتقدرين تكتبين غيرها .
: لا ياعماد مااقدر لأني قعدت افكر وافكر وافكر لين سويتها واكتشفت ال...
قاطعها قال : أ أ أ أ اسكتي لاحد يدري عنها .
حطت اصبعها على فمها وهي ترد الضحكة قالت : يوه يوه بغيت اقول السر .
اجمل شي في حياة عماد هي شهد ..
هي اللي توسع صدره وتضحكه وتعيشه عالم ثاني
هي اللي يمارس معاها الأبوة ويقدر يستغني عن الأطفال والأسرة اذا شهد بحياته .
قالت ام ناصر بجديه لشادن : على طاري نوف ياشادن ماتدرين علامها ماجات للعرس .
هزت شادن اكتافها قالت : اكيد ماراح تجي لأنها ماتحبني .
شرب عماد من فنجاله قال : قولي لها ترى حولنا كم قرية يبون مدرسات ابتدائي ان كان ودها بالنقل تتعرض لك .
بلعت شادن ريقها واخذت فنجالها بتشرب منه بس طلع فاضي مافيه شي ..
مثلت ان فيه شي وحطته عند شفايفها وسوت انها تشرب منه وهي في قمة ارتباكها منه ..
نزلته وحركته بيدها ماتدري وش تقول ولا وش ترد عليه وفضلت السكوت اللي خيم على المكان .
مر عليهم الوقت طويل ..
الصمت اللي تتخله همسات ام ناصر اللي اعتادت على صمت عماد وسكوته والتمست العذر لسكوت شادن بالحيا والخجل ..
قالت لعماد : عماد ياوليدي ازهم لي الخدامه خلها توديني غرفتي ابي اسبح واستغفر لين يحين وقت الصلاه .
وقف وهو يقول : وشو له ازهم لتس الشغاله وانا موجود . عطيني يدتس بس .
مشى معاها لين دخلت غرفتها ..
طلع من عندها ونادى شهد بيوصلها لامها وخرج مع الباب من دون مايكلم شادن ..
اخذت صينية القهوة حطتها عند التلفزيون وقعدت تنتقل من قناة لقناة بكل برود ولامبالاة .
وكأنها تعود نفسها على روتين الحياة الجاية في هالبيت .
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
بعد المغرب
كانت جالسة في الصالة تتابع مسلسل على الام بس سي ..
وعماد لسه مارجع من المسجد ..
دق الجرس وراحت الشغالة تشوف ..
وبعد دقيقه تقريباً رجعت لها
قالت : مدام فيه ولد برا اسمه سامر يبغى يكلم انتي .
: سامر ..؟ اوووه سامر ولد نوير ..
راحت عند الباب وقابلت سامر سلمت عليه قالت : ها ياسامر بغيتني ؟
: امي تسلم عليك تقول نوف زعلانه ومارضت تاخذ العذر تقول لازم انتي تجين للمدرسة ولا تعتبرك غايبه .
: سلم لي على امك قول خلاص بكرة تمركم بالمدرسة .
دخل عماد على كلمة شادن قال : هذا من ؟
: هذا ولد زميلتي في المدرسة .
: وش يبي ؟
: المديرة مارضت تاخذ العذر وتقول انها بتغيبني .
: وانتي وش بتسوين .؟
: بروح بكرة اوديها العذر .
: لا لاتروحين والعذر ماراح يتقدم لها الا بعد اجازتك .. خليها عليّ .
طلع من عندها واخذت شادن يد سامر ودخلته للبيت اعطته شكولاته وحطت لنوير صحن من البيتيفور اللي معبي الثلاجه ..
قالت : قول لامك شادن تقول عماد بيحل الموضوع ولاتشيل همي .
طلع سامر من عندها ورجعت جلست على التلفزيون تقلب في قنواته .. البيت ممل لولا وجود جدتها ولا عماد وجوده زي قلته بالنسبه لها .
راحت لجدتها بغرفتها قالت جدتها : رجلك مارجع من المسجد ؟.
: الا رجع بس سمع ولد زميلتي وهو يقول ان نوف مو راضية تاخذ اجازتي ورجع ماادري فين راح .
: نوف بنت لافي ؟
قالت : ايوه هي .. ياجدتي من يوم ماجيت للمدرسة وهي ماتطيقني . . حتى اول يوم استقبلتنا بوجه مكشر وخلقها شين بالمرة .
: حسبي الله على الظالم .. وانا اللي احسبها بنت حلال وعاقله وتقدر الجيرة .
: هي بصراحه اخلاقها عادية مع كل المدرسات بس انا ماتطيقني .
دخل عماد قال : هذاك اول ماتطيقك لكن من بكرة بتجي تبوس يدينك .
عدلت شادن جلستها من دون ماتتكلم ..
قالت جدتها اللي انقذتها : وش سويت لها ؟
"ايه صح وش سويت لها ياعماد " قالته بقلبها ومن غير صوتها .
قال : ابد رحت لابوها وعلمته بالعلم اللي ماغيره وانا واثق انها بتغير تعاملها مع شادن ميه وثمانين درجه .
ابتسمت شادن بداخلها ..
وحمدت ربها ان عماد حنون وصار لها سند وعلى قولة نايف رجال وينشد الظهر فيه ..
كبَّرت ام ناصر تصلي السنه وطلع عماد للصاله ولحقته شادن ..
فتح التلفزيون على برنامج عن الأسهم في قناة اوروبيه ..
ركز معاه وقعد يسجل بعض الأرقام على طرف الجريدة ..
خلص البرنامج وحط على قناة ثانيه وطالع بالساعه ونزل الريموت ..
جابت صينية شاهي وحطتها على الطاولة ..
صبت له كاسة نزلتها على الطاولة الصغيرة اللي قدامه..
عدت لعشرة واخذت نفس عميق وهي تأهب نفسها لردة فعله وللي بتقوله ..
قالت بهدوء من دون ماتطالعه: عماد مشكور على اللي تسويه عشاني ..!
اخذ الريموت وقصر قال : ايش ؟
حست ان صوتها خانها ومارضى يطلع زي ماهو قالت بصوت واطي : مشكووور على كل اللي سويته معاي .
: ماسويت معاك شي الا اذا قصدك تستهزئين هذا ..
قاطعته : لا مااقصد استهزء .. بجد مشكور على كل اللي سويته معانا نايف وطلاق امي وانا ونوف ..
رفع حواجبه قال : اها .. العفو ماسويت الا الواجب اللي تحتمه علي علاقتي فيكم ولانسيتي انكم عيال خالي .
ردت بخيبة امل وبرود : مانسيت .
اخذ الريموت وفتح الصوت وقعد يتابع وهي اخذت لها مجله من فوق الطاوله اللي قدامها وقعدت تقرا فيها لعلها تنشغل عنه وعن مراقبته او التفكير فيه .
***
***
في وحشة الصحراء الواااسعه
بوحوشها واشجارها العارية
وحشراتها وزواحفها السامه ..
في ظلمة منتصف الليل ..
وقدام خيمته الصغيرة اللي لقاها في سيارة عبدالرحمن من ضمن مستلزمات البر اللي ماتفارق سيارة خويه .
لابس فروته
( الفروة لبس شتوي يشبه البالطو او الجاكيت الطويل لكنها اوسع ومن داخل فرو ومن الخارج قماش قطني او صوف ناعم )
قاعد قدام النار اللي شبها عشان يدفى
ومتلثم بشماغه بدون عقال ..
الزاد ماذاقه من يوم اللي صار ..
وآخر عهد له بالأكل كان مع سعود ..
مايقطع سكون الصحراء الا اصوات بعض الحيوانات ا للي تسعى في الليل وتدور على ارزاقها ..
وصوت طقطقة الجمر والنار تنهش في الحطب بشراسه وتحرقه .
مرة كان هو وسعود بذات المكان
وقدام منظر مثل هذا
بس ماكانت اجواءهم صامته مثل الليلة ..
اما واحد يغني والثاني يصفق ولا يطبل على أي صحن او قدر او أي شي يحدث صوت وجلجله وتمسه يده ..
ولا واحد يسولف والثاني يسمع بإصغاء واهتمام حتى لو كان الحديث تافه ولايحتاج كل هالتركيز ..
المهم ان اللي يقوله فهد واللي يسمع له سعود او العكس .
نزلت من عينه دمعه حارة على خده اللي يلطمه هوا الصحراء البارد .
وش الطريقه اللي بتوصلني لك يالغالي
وشلون الحقك واجلس معك
لو اذبح نفسي رحت للنار وانت طريقك الجنان
ادري انك في الجنه لأني اعرف كل دروبك
صالح ودروبك صالحة وماتعرف طريق الرذيلة ..
وش اسوي عشان اجيك علمني .
..
.
عمر الولاء والحب والاخلاص ماكان بهالشكل الا اذا الطرف الثاني يستحق ..
وفهد مااخلص لسعود الا لأن لسعود مع فهد تشهد له مواقفه ومحبته ووفاه .
كان يخلص له في حضوره وفي غيابه .
كان سعود بالنسبة لفهد اغلى من الاهل ..
يلبيه اكثر مما يلبي امه وابوه
ويحاول يرضيه على قد مايقدر والثاني بالمثل .
فك شماغه وهو يشوف خيط الفجر بدا يظهر ..
وقام اخذ له قارورة موية من القوارير اللي جابها معه وهو جاي للبر احتياط لايموت من العطش ...
فتحها وتوضأ وصلى
صلى ودعى لسعود
صلى السنه ثم الفرض
صلى استغفار عن حزنه اللي مايقدر يتحكم فيه
وصلى يرجو من ربي رحمته
وصلى لأنه مايرتاح الا اذا لجأ لله وكأنه يبتعد عن الواقع بقرب الله حتى يرتاح ويحس بالطمأنينة .
يبي يلوذ بالله عن التفكير والحزن والذكرى ..
طلعت الشمس وهو يركع ويسجد ويبتهل ويدعي ويغرق في دموعه رجاء وحزن ..
ندب وندم
وجع وراحة ..
حس ان عظامه ماعادت تشيله من التعب وسلم على يمينه ويساره وتمدد على جنبه فوق التراب الناعم والبارد جداً ..
ماعاد يحس بالوقت ولايدري عن شي حوله
الا انه ينام ويصلي ويجلس قدام النار ويتذكر وتوجد ويتوجع ..
..!
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
مر عليهم اسبوع والوضع زي ماهو ...
صحت من النوم على صوت فوزية وهي تدق الباب بطريقه غريبة ..
قامت من سريرها وتوجهت للباب بتفتح لها بعد ماقفلت روبها عليها زين ..
شافت فوزية ورجعت لداخل الغرفه قالت : اووه عمتي فجعتيني فيه شي ؟
: ابغى اعرف انتم عرسان ولا وشو .؟
مسكت بطنها شادن ..
خلاص يعني انفضح امرهم ..؟
وحاولت تدور على اعذار سريعه ..
بس وين العذر وهو اصلاً مافيه عذر ..
هذي اكيد شافت عماد بغرفته وجات بتحقق
قالت شادن بحذر وتوجس وخوف : اش فيه ؟
: زوجك ياحلوة راح يداوم وانتي عادي ماكأنك عروس وانكم المفروض مسافرين ولا اقل شي طالعين لجده ولا قاعدين مع بعض اربع وعشرين ساعه .
جلست شادن على السرير متهالكة وعظامها باردة ..
: عمتي الله يهديك فجعتيني .
: شادن ياعمري انتي تحسبيني بكلامي هذا ماابي مصلحتك ..؟
: الا ياعمتي ادري باللي في قلبك .
: عماد من النوع اللي مايتغير بسهولة لازم تحاولين تغيرينه .. هو يحسب الناس مثله ماتفكر الا بالعمل والمستقبل وكيف يبني نفسه ومايحتاج لاحد وان الدنيا شغل وسعي ورى الرزق وبس ... حسسيه انك مسؤولة منه وعنه وانه مو مثل اول يروح ويجي على كيفه . وحسسيه بعد انك عروس لازم تعيشين شهر العسل زي مايعيشونه باقي البنات
: عمتي لوسمحتي انا وولد اختك متفاهمين على كل شي .. انتي بس لاتكلمينه ولا تتدخلين تكفين .. عماد انسان مشغول وعنده اشياء اهم مني ومن شهر العسل اللي تقولين عليه .
عقدت حواجبها فوزية قالت : ضاحك عليك بهالكم كلمه .؟
ابتسمت شادن وهزت اكتافها بدلع مزيف : انا راضيه ماعليكم مني .!
اخذت المخدة ورمتها عليها قالت : قلعتك بغيت انصحك وانتي ماتبين ..
طالعت بالغرفة قالت : قاهرني عبدالعزيز قلت له ابي مثل هذي يوم شفتها بالسوق بس عيا يقول غاليه .
: ليه كم سعرها .
: اتوقع انها بحدود 30 الف .
فتحت شادن فمها قالت : والله حسبتها ماتتعدى 15 بالكثير .
: عاد عماد مايجيب الا الغالي .. اولهم شادن .
ضحكت شادن بتمثيل مبالغ فيه ونزلت نظرها للأرض قالت : يووه عمتي بلاش احراج .
: طيب يالله انزلي معاناا مسوية لكم حلا تعالي ذوقيه قبل ماتكسر امي مجاديفي .
: ههههههههههههههههه اوووه حلا مرة وحدة لا ماشاء الله تطورات ...
: اقول انزلي بس ..!
دخلت اصابعه مع شعرها ونثرتها على اكتافها قالت وهي تتمطط : اوكي بتحمم والبس وانزل لك .
: يالله استناك .
نزلت فوزية ونزلت شادن الروب اللي لابسته على بيجامتها القطنية .. ودخلت اخذت لها شور سريع ولبست جلابية ناعمه ونزلت تحت ..
كانت جدتها منسدحه على جنبها وعمتها فوزية جالسه عند راسها وتسولف عليها
قالت فوزية : لوسمعتيه يايمه وهو يقول الوح عماد .. ويأشر على بيتكم وكأنه يعرف مكانه .
ردت ام ناصر على فوزية وهي تضحك : الله يخليه لك ويستر عليه وعساني اشوفه مثل ولدي عماد .
ضحكت فوزية وهي تقول : ياربي عساني اشوف فيصل ولدي مثل عماد عاد حلمي ان فيصل يطلع نسخه من ولد خالته .. شكلي ابي اجيبه عندك يمه تربينه . ولا اخليه يكبر على يد عماد .
قالت ام ناصر : اذكري الله على ولد اختس قولي الله لايضره .
: بسم الله عليه وماشاء الله تبارك الرحمن وعسى الله لايضره ويستر عليه .. تعالي تعالي ياشادن امي اذا فتحت معها سيرة عماد ماخلصنا ..
ضحكت شادن وهي تجلس بجنب جدتها وتميل عليها تسلم على راسها قالت : وشلونك اليوم ياجدتي نزلت الظهر ولقيتك نايمه ... مو من عوايدك عسى ماشر .
: ابد يابنيتي راسي صكني واخذت من حبوبي وهي الله يقطعها تهمد عظامي وتخمدني حين آكل منها .
: سلامتك ياجدتي .. ليه ماخليتي عماد يوديك المستشفى ؟
خبطتها فوزية قالت : بسم الله عليك عماد طالع الفجر وين يوديها .
تداركت نفسها وهي خايفه من فوزية انها تكشف المستور او حتى يداخلها الشك .
قالت : يووووه نسيت .. جدتي قومي بنوديك تقيسين الضغط الله يخليك .
رفعت نظرها وطالعت فيها قالت : يابنيتي مابي الا العافيه فكيني من المستشفيات والدكاترة ..
طالعت شادن بعيون جدتها شافت في عينها اليمين نقطه حمرا وشهقت بشويش .. هي تدري ان الضغط اذا ارتفع ممكن يسبب جلطة او عمى ..
بخوف حاولت تخفيه حتى مايثير شكوك فوزية وجدتها ويقلقهم
قالت: جدتي اذا لي خاطر عندك تخلينا نروح للمستشفى منها نتطمن ومنها نغير جو .
طالعت فوزية في شادن باهتمام قالت : شادن امي مافيها شي صداع بسيط وبيروح .
: طيب الحين تحسين بصداع .
: خف ماعاد احس بشي .
قامت شادن راحت لغرفة جدتها ورجعت وفي يدها قارورة حبوب صغيرة قالت : هذي اللي اخذتي منها .؟
: ايه هذي اخذت ثنتين واشوا خف عني .
قربت شادن وجلست قريب منها ومدت يدها لراسها ودلكته لها بحركه خفيفه قالت بحنان تغلغل لعمق الجده ..
: ابغى اشوف غلاتي عندك اذا لي خاطر ومعزة تروحين للمستوصف عشان اتطمن ويهدا قلبي واذا ماتحبيني ولا لي خاطر عندك لاتطمنيني عليك ولا تفكرين فيني .
: يابنت الحلال لاتغصبيني وانا مابي الا العافيه .
قالت فوزية : شادن لاتصيرين لحوحه خلاص امي ماتبي ولاتحب احد يغصبها .
: عمتي لوسمحتي لاتتدخلين بيني وبين جدتي .
: لاحوووول قبل شوي لااتدخل بينك وبين عماد والحين لااتدخل بينك وبين امي شكل ماعاد لي لازمة بحياتك ...؟
: ههههههههههههه لاتزعلين ياعمتي بس انا قلقانه على جدتي وابي اتطمن عليها . وانتي المفروض تحاولين فيها معاي تقومين تقولين خليها براحتها .
قالت ام ناصر : وانتي وش مدخلتس بينها وبين رجلها انا ماقلت لتس لاتكلمين لها ... جلست ام ناصر وكملت : ها بقوم عشانتس ياشادن .. قومي يافوزية عطيني عبايتي .
قالت فوزية : بتروحون مع من ؟
ردت ام ناصر : نبي نمشي على رجولنا ..!
طالعت شادن بفوزية قالت : المستوصف بعيد ولا نقدر نروح له مشي ؟.
قالت فوزية : امي تمشي مسافات طويله ماعليك بس انتي تقدرين تمشين في وسط البيوت كذا .؟
: ماادري ايوه اقدر طالما بنروح مع جدتي .!
: وعماد .؟
قالت ام ناصر : عماد مهب قايلن شي قومي عطيني العباة .
راحت فوزية وجابت عباية امها ولبستها ام ناصر على بال ماتروح شادن تجيب عبايتها وتلبس ..
طلعت مع جدتها وهي ماسكه يدها والشغاله من الجهه الثانية اللي اخذتها شادن احتياط وام ناصر ساكته ماتتكلم ..
قعدت تتفرج على البيوت والناس وتنقل نظرها بينها ..
الوقت على آخر العصر وبعض الناس مسوين قدام بيوتهم جلسات طالعين فيها مع حريمهم وعيالهم وعندهم قهوة وشاهي ..
شافت فيه حرمه في يدها قدر وتمشي رايحه من بيتها لابسه برقع وعليها جلالها
قالت بحب استطلاع ورغبه في معرفة اسرار ا لقرية وطريقة حياتهم
: جدتي هذي وين رايحه .؟
ردت ام ناصر بصوت اضعف من قبل : هذي وضحى ام فالح رايحه لغنمها ..!
: ليه ماتلبس عبايه وهي طالعه ؟
: يابنيتي هذي حرمتن كبيرة من بيطالع فيها .. ثم هي متسترة ثوبها وسيع وضافي وجلالها عليها وبرقعها ساترها .. والناس هنا متعوده .
: صادقه ياجدتي بس هذا انتي حرمه كبيرة وتلبسين عبايه .
: انا شب في عماد يقول لاتطلعين الا بعباية وانا والله ماحب اعصاه ولا اسوي شين مايرضيه .. عماد يابنيتي رجالن حكيم وحازم ومايحب احد يكسر كلمته ولا يعارضه . وانا ادور رضاه عسى الله يرضى عليه ..
..
اول مرة تكلمها جدتها عنه بالشكل هذا .. " ياالله ياكبر الحب اللي تحبه اياه جدتي " ابتسمت لأن صورة عماد في نظر الكل كبيرة والكل يحسب لها الف حساب من فصولي ولد فوزية واخته شهد لخالها ناصر وجدتها ..
اخذت نفس عميق وقالت في نفسها " كبيرة ولا صغيرة ياشادن .. عماد مجرد مرور كرام في حياتك ونقطه ماادري كيف بتكون سودا ولا بيضا في تاريخك .. "
بلعت غصتها يوم سمعت الشغاله تقول : ماما انتي تعبان .؟
: لا لا مانيب تعبانه .
قالت شادن وهي كل شوي تحس ان جدتها يختلف صوتها ويفتر عن اول : جدتي تحسين بشي .؟
: المشي اتعبني بس عجلي خلينا ندخل ونرتاح .
: خلاص قربنا هذا المستوصف ..
اخيراً دخلوا مع باب المستوصف الصغير بحجمه والقليل بعدد الكادر الطبي اللي فيه ..
سحبت لها شادن اول كرسي شافته .. وجلست ام ناصر عليه بدون تردد ..
قالت للشغاله اجلسي معاها وراحت للشباك اللي مخصص للنساء وفيه الملفات لجميع المتابعين في المستوصف .
: حصة ال..
بعد دقيقه جابت المسؤولة الملف واخذته شادن ودخلت على الطبيبة اللي ماعندها احد الا حرمه كبيرة سلمت عليهم وعلى ام ناصر خاصة بحرارة .. وطلعت وتركتهم يدخلون لغرفة الدكتورة ..
توجهت لغرفة الفحص ولمكتب الممرضة اللي تقيس الضغط الحرارة ..
بعد مافحصتها الممرضه اعطت الدكتورة ورقة الفحص اللي دونت فيها معلومات عن ضغط ام ناصر وحرارتها
قالت الدكتورة وهي تتأمل الأرقام في الورقة : فيه حد زعلك ياخالتي ..؟
قالت ام ناصر باندفاع ودفاع : لاااا ابد محدن زعلني ولاضيق خاطري .
زمت الدكتورة شفايفها قالت : هوا الضغط مرتفع شويه .. بس حنديك ابرة وهي حتنزل لك ضغطك وتبئي تنتبهي على صحتك ابعدي عن الملح والدهون خالص وعن أي انفعال ...
هزت ام ناصر راسها وقامت مع الممرضه اللي طلبت منهم يجون للغرفه الثانيه ..
اخذت الابرة ورجعت شادن للدكتورة ..
قالت : دكتورة ايش العلامه اللي بعين جدتي والضغط كيف ..؟ مرتفع شويه فعلاً ولا كثير ..
: هو بصراحه يابنتي الضغط مرتفع عند والدتك كتير وكويس انها قات للمستوصف في الوأت المناسب .. النئطه الحمرا اللي في عين الست الوالده هي دلاله على ان الصداع كان شديد وضغطها مرتفع كتيير ابل ماتاخد الدوا ... انا اديتها ابرة لأنها محتاجتها .. وياليت تنتبهوا لصحتها وضغطها وتبعدوها عن الملح والدهون والانفعال ..
وقفت شادن وبقلبها حسرة على صحة جدتها ..
بنفس الوقت حمدت ربها انها جابتها والحت عليها في الوقت المناسب .
رجعت لجدتها قالت : ارتاحي ياجدتي لاتمشين الحين .. بنجلس شوي ثم نمشي .
: خلينا نمشي قبل لايذن المغرب وتفوتنا الصلاة ..
سمعت شادن صوت عمااد اللي يسأل الممرضة في الغرفه ويقول : حصة ال..
قامت شادن واول ماشافته قالت : عماد كويس انك جيت عشان نرجع معاك ..؟
كانت نظراته تدور على جدته وراها وهو يقول بلهفه : جدتي فيها شي ؟
: لا الحمد لله مافيها الا العافية بس كان ضغطها مرتفع شوي .. تعال شوفها هي هنا .
لف معاها وشافها جالسه على الكرسي قال : عسى ماشر يالغاليه .
: هلا وغلا من اللي روعك وعلمك اني هنا ؟ .
: وش تحسين به علميني ..!
: مابي غير العافيه .. مرتك ابلشتني يوم اونست راسي وغصبتني اجي للدكتورة ..
طالع بشادن اللي واقفه قريب من جدتها قال : وش قالت الدكتورة .
: ارتفاع بضغط الدم واخذت ابره والحين الحمد لله مافيها شي .
وقف قال بصوت هادي وهو مكشر وباين على ملامحه القلق : ابرة ؟
مشى من عندهم وكل خطوة اسرع من الثانية لحد مادخل على الدكتورة
قال : بعد اذنك يادكتورة حبيت اسأل عن حالة جدتي بالتفصيل .. جدتي حصه ال.. دخلت عندك قبل شوي وقلتي ان عندها ضغط ..
شرحت له الدكتورة حالة جدته بالتفصيل وان لولا جيتها في الوقت المناسب ولا كان صار لها مضاعفات ..
وقف عماد وهز راسه قال : طيب مشكورة يادكتورة ..
طلع لجدته اللي تغير حالها وحست بارتياح بعد الابرة المسكنة قال : يالله امشوا للسيارة .
اخذ جدته بيدها ومشاها لحد ماطلعوا برا المستوصف وركبها معاه قدام وركبت شادن ورى مع الشغاله ..
وصلوا بعد دقايق قليله للبيت قال : ها يالغاليه وشلون راستس ..؟
: هجد عني ياربي لك الحمد وماعاد فيني غير العافية .
: زين انه هجد عنتس بكرة ابي آخذتس لجده واسوي لتس فحوصات .
: والله مايقوله الله .. انا مالي ثلاث شهور رايحتن معك وقايلين لي مابي غير العافيه .
: الله يخليتس لي قبل ثلاثه شهور مافيتس ضغط ولا قد عرفتيه والحين مرتين يرتفع عليتس والله اعلم لو انه اكثر انتي ماتعلميني بشي اعرفتس .
: لاوالله وانا جدتك مااونست شي الا تدري به ..
دخلها غرفته لأنها تبغى تصلي وطلعت شادن لغرفتها عشان تنزل عبايتها وتصلي المغرب اللي توه اذن ..
طلعت من الحمام وهي متوضيه وتتذكر حال جدتها والحاحها عليها ولو لاقدر الله انها ماراحت ...
رفعت نظرها وتفاجأت ان عماد واقف على الباب اللي نست تقفله وراها ..
اخذت منديل وجففت وجهها ويدينها وهو ساكت قالت : بغيت شي ؟
دخل وسكر الباب وراه قال : هالمرة انا اللي ابي اشكرك ..!
بدا قلبها يرجف ودمها يجري بسرعه هائلة ..
بلعت ريقها اكثر من ثلاث مرات
قالت وهي تطالع في الباب اللي سكره : ت ت تشكرني على شو ؟
: على اللي سويتيه مع جدتي .
: ماسويت مع جدتي شي يحتاج الشكر بعدين .. انا .. انا ..
: انتي وشو ؟ .
حست انها تتخدر وماعادت تسمع هذا كيف يكلمها صدق هيبته وشخصيته قوية لدرجه انها نست كلامها وخافت منه ...
بلعت ريقها قالت : خلاص خلاص . بتروح تصلي صح ؟
: ايه بروح اصلي بس انزلي عند جدتي .. حاولي ماتخلينها لحالها .
رجع وفتح الباب وطلع لغرفته توضا وبدل ملابسه وطلع للمسجد ..
صلت بهدوء وسكينه محاولة وجاهدة انها تضبط نفسها في صلاتها ولا يشغلها الشيطان بكلام عماد وربكته لها ..
كملت التشهد ودعت ربها بأدعية كثيرة واختتمتها بربي الهمني الصبر والسكينه .. اللهم لاتكلني الى نفسي طرفة عين ..
كررتها ثلاث مرات وهي تتضرع بصدق واخلاص وتقرب من الله لعله يعينها على حياتها ويسهل لها صعابها ..
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
في غرفتها مسكرة باب غرفتها ومطفيه النور ومتغطيه ببطانيتها
دقت عليها امها ونادتها للمرة الرابعه
: نوف قومي العشا بيذن وانتي ماصليتي المغرب ..
ماتقدر تقوم وتخليهم يشوفون وجهها المتورم من البكا ..
اليوم شافته وهو يوقف سيارته عند بيته ونزل لابس ثوب ابيض وشماغ احمر ولابس نظارات شمسية وشكله كل يوم يسحرها اكثر من قبل ..
" ياحظك ياشادن بعماد .. ياحظك وانتي تملين عينك منه وتكلمينه وتاكلين وتشربين معه .. ياحظك يوم ملكتي عماد وصار لك لحااااالك . ياحظك يوم انه يدافع عنك ويخاف عليك .."
" اكرهها يوم عن يوم واحقد عليها اكثر من قبل .. ماعمري خليت الحقد يدخل لقلبي الا يوم دريت ان فيه وحده تقرب لعماد وتبي تجي تسكن عندهم وانه هو اللي نقلها وجابها لمه .. حبي لعماد من سنين من يوم جااول مرة من امريكا .. يوم ابوي عزمه وتقهوى عندنا مع خاله ناصر .. ماانسى ذاك اليوم يوم طلعت للحوش وشفته طالع مع خاله من المجلس انا ماقدرت ارفع نظري عنه وهو صد بسرعه وطلع مع الباب .. يمكن ماحس فيني لكن انا تعلقت به ياربي والله مهوب بيدي غصبن عني حبيته وتعلقت به "..
بكت بصوت عالي لمن تذكرت كلام ابوها لها
(عماد جاي يهدد ان تعرضتي لمرته لينقلتس لمدرستن ثانيه .. انتي وش فيتس على الحرمه ورى ماتعاملينها زين وتفكينا من الشقا ان نقلتس .. تراه رجالن واصل يانوف وكلامه مايكرره اعرفه ومايرحم اللي يخطي على احدن من اهله .. ربي راحمتس يوم تعينتي في مدرستنا اللي بجنب بيتنا وان نقلتي تعنيتي وعنيتينا معتس )
صرخت بصوت واطي مايسمعه غيرها : لمتى يانوف ؟ لمتى بتبكين عليه ..؟ عماد صار لشادن ولا يدري عنتس وشادن ازين منتس افهمي افهمممي .
رمت بطانيتها وقامت من فراشها وراحت تتوضأ وتصلي ..
نادت العنود اختها تجيب لها حبة بندول وكاس مويه ..
راسها بينفجر وماتقدر تتنفس من الصداع ..
جابت لها العنود كاس الموية ورمت عليها علبة البندول وهي اخذت منها حبتين وشربت عليها اكثر من نص الكاس مرة وحده ..
فتحت شعرها الطويل والمعجد ودخلت اصابعها معاه ..
خطرت على بالها فكرة قالت : انا لازم اروح للسوق اما للطايف ولا لمكه ولا حتى لجده .. لازم اغير شكلي واتغير .. شادن موب احسن مني . يعني علشانها صابغتن شعرها اسود وقاصته لرقبتها وتحط مكياج خلاص ازين منا ..؟ ان ماخليت عماد يندم انه ماطالع وفكر فيني مااكون نوف بنت لافي .
...
خلصت صلاتها وجلست على سجادتها .. وفي قلبها لازم ابوها يوديها جده حتى تغير شكلها وتصبغ شعرها وتقصه مثل باقي البنات اللي معاها في المدرسة واولهن شادن ..
بس من يقنع ابوها ..
وكيف بيخليها تحط فلوسها بشين مايسوى في نظره ..
مافيه حل الا انها تخلي العنود تقنعه هو يحبها ويسمع كلامها اكثر منها هي وامها ..
وقفت وراحت للعنود اختها ..
نادتها قالت : العنود قلبي تبين خمسين ريال .
فتحت العنود عيونها وهبدت على صدرها بيدها قالت : اي والله ابيها بس من بيعطيني خمسين ابوي يعيي يقول عشرة واجد عليتس .
: انا اعطيتس .. ولو تبين ميه عطيتس .
صرت العنود عيونها بشك قالت : صدق ولا تلعبين عليّ .
: لاصدق ياقلبي .
طالعتها العنود باستغراب .. وشلون نوف تقول لها قلبي وهي متعطيها ولاكلمه حلوة قالت : تعطيني خمسين ولا مية ريال عشان وشو .؟
: ممممم ابيتس تروحين لابوي تقولين له نروح معه للطايف ولا لجده
: بكرة ابوي يبي يروح للطايف سمعته يعلم حمود ولد عمي غازي ..
: قولي والله .
: والله
: اجل لوطلبتيه وخلانا نروح للطايف معه لتس المية ريال واشتري لتس ملابس واوديتس الكوفيرة تقص لتس شعرتس مثل شهد .
فزت العنود بنت التسع سنوات تجري لابوها وسلمت على خشمه وجبهته قالت : تكفففففى يايبه طلبتك .!
: وش تبين اطلبي وانا ابوتس .
: ابروح معك للطايف انا ونوف .
: وشو ؟ الطايف وش تبين فيه .
: يايبه ابي اشتري لي ملابس جديده وابي ازين شعري مثل شهد .
قاطعها قال :روحي وانا ابوتس لسوق الخميس واشتري منه انتي ونوف اللي تبون وشعرتس تزينه لتس امتس بالحنا والسدر ... الطايف بعيد وانا عندي شغل .
: تكفى يبه طلبتك .. والله لوشفت ثياب شهد كلها من جده وتعايرني بها كل يوم .
: انا ابو نوف تعايرتس بنت عبدالعزيز .
تمسكنت العنود وهي تقول : ايه يايبه حتى نوف كل المدرسات يلبسن ازين منها وهي ماتلبس الا من سوق الخميس وكل لبسها خايس والبنات يقولن لبس المديرة اشين لبس ..
تصنعت العنود البكا بخبث ومثلت انها تبكي قالت : تكفى يايبه نوف مسكينه وانا ابي اسوي مثل شهد واصير ازين منها ..
رد ابوها بحنية لأن راس ماله هالبنات وجرحهن جرحه قال : لاتضيقين خلقتس وانا ابوتس بكرة تروحين معي واشتري لتس اللي تبين .
: لايبه خل نوف تروح معنا تكفى يبه وحطنا بالسوق وارجع اخذنا مثل مبطي يوم نزلتنا انا وامي عند العطار وتقضينا ورجعت اخذتنا .
: يالله علمي نوف تجهز معتس بكرة نروح احطتسن بالسوق واقضي شغلي وارجع اخذتسن .
انطلقت العنود تبشر نوف بموافقة ابوها وطارت الثانية من الفرح ..
من بكرة لازم تصير غير ..
تنافس شادن وسهام وخلود ..
تخيلت التنانير اللي بتشتريها والبلايز ..
وكيف بتقص شعرها وكيف تصبغه ..
تبي تشتري ملابس بيضا وحمرا وخضرا وصفرا وتبي تصبغ شعرها اشقر .. ماتبيه اسود مثل شادن لأن الاشقر ازين ..!
يعني بكرة بتحقق جزء من احلامها ..!
وبتبدا حياة جديدة وأحلام جديدة ومختلفه وان كانت مصبها عماد ولاغير عماد ..
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
بعد يومين من تعب جدتها ..
كملت صلاتها ونزلت للصالة وجلست مع جدتها اللي تسمع برنامج نورٌ على الدرب ..
احترمت جدتها وماتكلمت حتى ماتقطع عليها الفايده من البرنامج وحتى تستفيد هي بدورها من الفتاوي ..
دخل ورمى شماغه على الكنبة قال بصوت عالي وملامحه تدل على انه تعبان او متضايق : لسلي .
جات الشغاله تمشي ومافاته حركة شادن واعتراضها بنظراتها له لمن نادى الشغاله بس تجاهلها ...
: يس مستر ..!
: فيه غدا ..؟ ولا اي شي ينوكل ..؟
قصرت ام ناصر على صوت الراديو قالت : ماتغديت ؟
: لاوالله على فطوري .
وقفت شادن قال وهو يأشر لها تجلس : اقعدي لاتسوين شي خلي الشغاله تجيب لي شي خفيف .
قالت جدته : روحي ياشادن سوي له عيشة سنعه لاتتكلينه على عيشة الشغاله هالحين تجيب له عيش وجبن .
راحت شادن للمطبخ من دون ماتتكلم وفتحت الفريزر امس عماد معبيها .. فيها لحم ودجاج وسمك ..
احتارت وش تسوي .. هالوقت خلاص عشا ..
ولو سوت عشا راح تتأخر عليه ..
احسن شي تسوي له خفايف يسد جوعه وتسوي عشا معتبر ...
طلعت لحمة مفرومه وحطتها بالميكرويف تذوب الثلج وطلعت دقيق وبسرعه عجنت عجينة فطاير وحطتها في المايكرويف لمدة خمس ثواني حتى تخمر بسرعه بعد ماطلعت اللحمه ...
بسرعه حطتها مع البصل والثوم والطماطم اللي جهزته الشغاله .. اضافت البقدونس والشبت على آخر شي وقلبته مع بعض بسرعه وختمت بالملح والبهارات .
بعد ماطلعت جزء قليل عشان تخليه لجدتها قبل تضيف الملح ...
حشت الفطاير باللحمة ولفتها..وحشت جزء ثاني بجبنه ونعناع ..
حشت فطاير لجدتها من اللحمه اللي بدون ملح .. ودخلتها بالفرن وهي تحسب الدقايق وخايفه انها تأخرت كثير ..
طلعت الفطاير من الفرن وهي ساخنه وريحتها تشهي وحطتها بصحن بيضاوي بشكل مرتب وسوت معاها شاهي وراحت للصاله ..
نزلتها عند عماد اللي كان منسدح على الكنبه بعيد شوي عن جلسة جدته ..
قام جلس وهو يطالع بالفطاير اللي شكلها يفتح النفس
قال : رحتي تسوين .. ؟
حطت الشاهي عنده وصبت له كاسه قالت من غير ماتطالعه : ان شاء الله تعجبك .
اخذت صحن جدتها وودته عندها قالت : هذي مخصوصه لك بدون ملح ياجدتي .. حتى الدقيق خففت ملحه عشانك ..
اخذت ام ناصر حبة واكلت منها شويه قالت بصوت عالي يسمعه عماد
: الله يسلم اليدين اللي سوت هالشغل اشهد ان عزيزة ربت وعلمت .
: الله يسلمك ياجدتي الغاليه ويخليك لنا .. يووه ذكرتيني بامي اشتقت لها .
جا عماد يمشي بصحن الفطاير في يد والصينيه حقت الشاهي في يده الثانيه ..
قال : اذا تبين تكلمينها وديتك اليومين الجاية ذكريني لا انسى .
قالت شادن بتردد وهو تشوفه يكشر ويغمض بعيونه قالت : عماد فيك شي ..؟
طالع بجدته قال : انا شبعت من هالفطاير مااظن اقدر آكل بعده شي .
ناظرته ام ناصر وطريقته مع شادن مو عاجبتها بس اللي مريحها ان شادن عاقله وتدور رضاه وراحته ولاتبين انها تتضايق من طبعه .
ترك حبتين من الصحن وقام وقف ..
قال : بكرة عندي قومة من الفجر ووراي شغل مايتأجل ابد .. ادعي لي يالغاليه ان ربي يسهل لي .
: الله يسهل لك دربك ويفرجها عليك كل ماضاقت .. الشغل محد يقوم به عنك وانت معرس ..؟
حط يده على جنبه واخذ نفس عميق قال : ياجدتي شغل بكرة بالذات مايتأجل ولااقدر اثق في احد واسلمه اياه .. المهم ان تأخرت عليكم لاتقلقون مانيب راجع الا بعد مااخلصه .
: الله يوفقك واحرص على عمرك وانا امك ...
طلع قالت ام ناصر لشادن بلهجة آمرة وحادة : الحقي رجلتس ..
وقفت شادن وطلعت فوق لغرفتها ..
مرت من عند غرفته وشافت بابها مفتوح وسمعته يناديها ..
وقفت بمكانها تروح له ولا ماتروح ..
تسوي نفسها ماسمعته ولا تسوي الواجب عليها وتشوف وش يبغى ..
تربيتها واخلاقها ماتسمح لها تطنشه ..
توجهت له بكل ثقه وثبات قالت : نعم .
: اسمعي هذي فلوس خذيها اذا احتجتوا شي . واذا صار لجدتي شي الله لايقدر لاتروحين مشي الا اذا كنتي مضطره .. خلي فوزية توديها مع زوجها انا وصيت عبدالعزيز مايغادر بيته وانا مو فيه .. لااوصيك على جدتي .. وان شاء الله متى ماجيت بجيب واحد من سواقين الشركه يخدمكم في غيابي ..
هزت راسها قالت : طيب متى بترجع .؟
قال بصوت تعبان وهو يحس بدوار وغثيان وجسمه يرتعش : ليش تسألين ؟
ناظرت بوجهه اصفر وعيونه ذبلانه قالت : عماد فيك شي ...؟ تعبان انت ..؟
مد عليها الفلوس واخذتها منه قال : لا بس اطلعيييي ..
رجع بسرعه لدورة المياة ورجع كل اللي في معدته ..
سمعته يرجع بقوة وكأنه يتألم ..
لحقته ووقفت على باب الحمام قالت : عماد ..
قاطعها وهو ينشف وجهه بالمنشفه قال : مافيني شي انا اصلاً احس اني تعبان من الصبح .. ويمكن لأني اكلت ومعدتي فاضيه من الصبح .
اطلعي بس وسكري الباب ..!
تمدد على سريره قال بلهجة جافه : طفي النور لو سمحتي ولاتقولين لاحد ان فيني شي ماابيهم يقلقون عليّ .
: طيب اجيب لك شي .. عسل ، ليمون ..
قاطعها : يووووه انتي ماتسمعين قلت طفي النور واطلعي .
بسرعه طفت النور وسكرت الباب وطلعت . .
ماراح تبكي ولا زعل ولا تتأثر بكلامه ..
هي بكت ليلة زواجها وخلصت كل البكا ..
ماراح تبكي بعد هذاك اليوم ..
وراح تتقبل الوضع وتتحمله وتتعايش معاه مهما كان ...
عماد مرحلة وبتعدي لازم تصير فيها قويه ولا تخليها تهزها وتأثر فيها ..
راحت للصاله اللي فوق وشغلت التلفزيون جلست عليه حوالي ثلاث ساعات متواصله مادرت بنفسها ..
طالعت بالساعه حوالي عشر وربع ..
ونزلت عند جدتها بتشوفها وتطمن عليها ..
لقت جدتها في غرفتها ومتمدده وتهمس بسبحان الله والحمد لله
قالت : جدتي اجيب لك عشاك .
: لايابنيتي اكلت من عشاتس اللي جبتيه لي ماابي شي .. روحي بس تعشي وارقدي . يابنيتي المرة السنعه ترقد ليا رقد رجلها وتقوم ليا قام .
هزت راسها وابتسمت قالت : حاضر ياجدتي بحاول اعدل نومي ولا يهمك .
رجعت فوق ..
ومشت بهدوء لغرفته ..
الواجب يحتم عليها تتطمن عليه ..
مهما كان هذا زوجها وولد عمتها يعني لازم تهتم فيه ..
او حتى تشوف اذا هو محتاج شي .
فتحت الباب بهدوء ..
هالها منظره وهو غاط بنومه ..
نايم على جنبه الأيمن ومايل على وجهه ..
تأملته لثواني قليله ..
تحرك ونام على ظهر وحط المخده على وجهه ..
تسحبت على طول من الغرفه وراحت لغرفتها ..
بدلت ملابسها بقميص قطني عادي بأكمام قصيرة
وتمددت على سريرها
احسن لها تنام في الليل منها تعدل نومها ومنها تنام في الجو البارد والتكييف شغال ..
غمضت عيونها وهي وتنتظر النوم يهاجمها ولا تهاجمه المهم يوصل لها وتوصله وينقذها من التفكير فيه اللي صار ملازمها اغلب وقتها ..
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
فصلٌ عاشر
صراعُ واقع
اسبوع من البحث المضني والمتعب والمنهك على ابوفهد وفواز وعماد وبندر اخو فهد
والنتيجة بلاجدوى وكلٍ يرجع خالي الوفاض ..
.
دخل لبيته بعد صلاة العشاء ..
كان الهدوء هو اللي يعم المكان ..
مر على غرفة جدته وشافها فارغه الا من آثارها وريحتها ..
طلع فوق ومر على غرفة شادن .
كان متردد يدخل يدور عليها ويشوفها ولا يرجع ..!
له الحين اكثر من اسبوع ماشافها الا مرة وحده بعد ماجا من جده وكانت مجرد لمحه وهي تدخل غرفتها وماانتبهت له .
" لها حق تطلع مع جدتي وتروح للمكان اللي تبي ..
اصلاً وش انا في حياتها اللي انتظر منها استئذان ولا انتظار .. "
زفر وهو يتذكر انه اخذ في جده خمسه ايام ثم ر جع في الليل وصبح اليوم الثاني وهو رايح يدور على فهد في البر مع بندر وخاله فواز ..
ضاقت عليه الدنيا وهذا حاله ووضعه مع هالبنت اللي مالها ذنب الا انها ربطت مصيرها فيه ..
بس سرعان ماتنهد بارتياح يجهل سببه وغمض عيونه باطمئنان وهو يسمع صوت حركة في الغرفه تدل على وجودها فيها ...
ماتردد لحظة وحده انه يمد يده ويفتح الباب اللي بينه وبينها ..
كانت مسنده بظهرها على السرير وممدده رجولها وتقرأ في مجله ..
اول ماشافته فزت من مكانها ووقفت ..
طالعها وهي لابسة جلابية لونها كحلي ناعمه وعادية ..
ولامة شعرها بشباصة ووجهها خالي من أي اضافات للزينه ..
هي كذا مغرية وجذابة بدون رتوش او اضافات ..
والكحلي عليها مبرز لونها الفاتح ومعطيها انوثة اكثر ..
كان نفسه يضمها على صدره بس تذكر العواقب اللي كان يحسب لها الف حساب وهوَّن .
دخل يدينه في جيوبه وكأنه يتفقد شي قال بحيرة : السلام عليكم
صوته الرجولي الحاد والهادي بنفس الوقت اخترق اذانيها ووصل لعمق تفكيرها وعقلها ويمكن شلّه لثواني قليله ..
تجاهلت كل احاسيها المرتبكه ناحيته وردت وهي تتأمل ملامحه التعبانه والمنهكة وتلف المجلة بيدينها بتوتر ..
: عليكم السلام .
فتح فمه من طريقة تدقيقها بوجهه قال : جدتي وينها ..؟
بلعت ريقها وهي جاية تمشي
خوفها عليه يقدمها لناحيته وخجلها منه وتوقعها لردة فعله تعثر خطوتها ..
قالت بارتباك وهي تحاول تستعد لمواجهته لوحده : جدتي عند عمي ناصر .. اش فيك ..؟
طالع في ملابسه المغبره وجسمه قال : ها .. ايه .. يبي لي ادخل اتروش والبس لي شي نظيف .
عطاها ظهره وهو يقول : دخنا في البر ثلاث ايام ورجعنا بدون فايده .
لحقته تمشي وراه قالت بعفويه : لا لا مو عن الملابس .. عماد انت تعبان ..؟ انت مرة تعبان صح ..؟ شوف وجهك .. وجهك يقول انك تعبان ومااكلت شي ..
بلعت ريقها وقطعت كلامها وهو يلف يطالعها
قريب منها كثير ..
عيونه بالرغم انها تعبانه الا ان فيها شي مايقدر يقول وماتدري وش هو بالضبط ...
قالت بصوت مختنق ووجه مخطوف ومختلف كلية عن اللي قبل : حتى عيونك صفرا وو .. تعبانه .
كان يطالع في وجهها المتوهج ويدينها اللي ماتركت المجله وتبرم فيها كأنها تعبر عن اللي في داخلها ويعصرها ..
قالت : بنزل اسوي لك شي تاكله .. صحيح تذكرت .. ملابسك عندي في غرفتي .
عقد حواجبه قال : وش يجيبها في غرفتك ....
قاطعته بسرعه وهي تقول : جبتها من غرفة الشغالة .. انت مقفل غرفتك وماابغاها تبات عند الشغاله .
دخل غرفته بسرعه قال بصوت مرتفع وكأنه يدور على شي يزعله منها ويبني الحاجز اكثر
قال : هاتيها كلها عندي الحين .. ولاتعيدينها ....
قطع كلامه وهو يشوفها ترجع بسرعه من دون ماتنتظر بقية كلامه ..
انطلقت لغرفتها بسرعه وبعصبية طلعت كل ثيابه من الدولاب وملابسه الداخلية وجات لغرفته نزلتها على سريره وطلعت وهي تقول بحزم اقرب للعصبية وعدم الرضا : بسوي لك شي تاكله على بال ماتتحمم وتلبس .
مارد عليها لأن ماعنده كلام يقوله ولا فيه كلام ينقال لها ..
تنهد بقوة وجلس على السرير
ياكثر ماهو مثقل بالهموم
همه هو اللي قد الجبال ومحد يقدر يشيله بصمت غير اعتى الرجال واصلدهم .
وهمها هي اللي يحسسه بالذنب وتأنيب الضمير ليل ونهار ..
وهم فهد اللي مايندرى وين ارضه من سماه .
من وين تلاقيها ياعماد ولا من وين
اخذ منشفته وروبه ودخل للحمام ..
ليت الانسان اذا غسل جسمه غسل همه معه ..
ليت الهموم تنجلي بالما والصابون كان يغسلها ليل ونهار حتى ينام لو ليلة وحده بدون هموم .
طلع واخذ له حبة من حبوبه اللي تركها واشغله موضوع فهد عنها اكثر من اسبوع ..
لبس ملابسه ونزل تحت لأن ريحة الاكل وصلته فوق وهيجت جوع معدته اكثر .
لمحها وهي في المطبخ ويازين شوفتها وياصعبها بنفس الوقت ..
وين يروح منها وهو اذا شافها ولا قرب منها حس انه على هاوية الخطر .
..
وهي في المطبخ ..
قررت تسوي له بيتزا ..
كوجبة خفيفة ومشبعه بوقت واحد ..
خلصتها بوقت قياسي جداً ..
وقطعتها لقطع متوسطة ورصتها في صينية من الصين المزخرف ..
كانت تحس وهي تشتغل بلا مبالاة غريبة ..
تحس تصرفاتها غبية ومع هذا تستمر فيها ببرود ..
وكأنها استسلمت لوضعها وبدت تتخلى عن كل احساسيها وتعيش ..
المهم انها تعيش وبسلام وسلامه .
دخل عليها عماد وهي ترص بيالات الشاهي في الصينية ..
تنحنح قال : ماكان تكلفتي .
رفعت حاجبها وهي ترجع كم جلابيتها الواسع واللي يضايقها اذا بغت تشتغل .. قالت : روح اجلس في الصاله وانا اجيب لك الاكل .
مد يده واخذ قطعة بيتزا ..
قالت : ترى ماحطيت فلفل عشانك .
وكأن ربي يجيب له الفرص حتى يكلمها بجفاء ويبتعد عنها وتبعد عنه اقل شي بالتفكير وعدم الانجذاب ..
عقد حواجبه وهو يطالعها قال : احد قايل لتس اني مااحب الفلفل ..؟
لفت واعطته ظهرها وراحت تغسل يدينها من المغسله وردت : مو لازم احد يقول .. اللي عنده قولون المفروض ماياكل فلفل و لا بهارات .
شال صينية البيتزا في يد وصينية الشاهي بيده الثانية قال : اذا بغيتي تسوين شي مرة ثانية لاتفكرين فيني ..
طلعت من المطبخ بسرعه وهي تتأفف ..
وقطع كلامه وهو يشوفها تشمي بسرعه وصوت الأوووف اللي تحاول كبته وطلعه القهر واصله بوجع واوجعه اكثر ..
توجهت للدرج وطلعت وتفكيرها مشغول ومزحوم بالأفكار ..
ماابغى اسمعه اكثر
ولا ابغاه يقول مالك دخل فيني ..
وصلت غرفتها وسكرت الباب عليها بقوة
ورمت نفسها على سريرها
حطت يدينها على وجهها وهي تتنهد بقوة ..
" خلاص ياربي ماعاد اقدر اتحمل والله ماعاد فيني .. "
اشوا انها بكرة بترجع للدوام وبتنشغل عنه وعن التفكير فيه ومشاكله ..
كشرت وهي تتذكر ان بكرة يوم جديد ومختلف
حياتها دايما فيها ثنائيات للمشاكل
اول خالها وصالح
ثم نوف ومشكلة زواجها
ثم لازالت نوف وحياتها مع عماد ..
يعني تصارع في المدرسة وتصارع في البيت
والضحية احاسيسها ومشاعرها ونفسيتها ويمكن هدر كرامتها جاي في الطريق ..
زفرت بآهه مخنوقة ووراها كم هائل من الآهات المكبوته
مشتهية تبكي حتى ترتاح .
البكا عندها سلاح وعلاج من صغرها ..
والدموع تريحها كثير وتكفيها الشكوى والفضفضة دايماً ..
حطت يدها على جبينها وهي تفكر في بكرة
كيف بتواجه عماد بعد تصرفها معاه .
قلبها وعقلها يقولون حلال فيه ويستاهل وهذا حقه اللي يستحقه بعد كلامه لها وتجاهله وغيابه عن بيته ..
والمنطق والعقل والمفروض يقولون لها لا ..
كان خليتيه يتكلم ولاتجاهلتيه
كان سمعتيه يقول اللي عنده ورديتي برد محترم ولا أي رد المهم ماتطنشين ..
هذا مهما كان زوجك .. ورجل ..
رجل ياشادن ..!
واجب تسمعينه وتقدرينه ..
لأن التطنيش يعتبر اهانه ..
مو كذا كان نايف دايما يقوله لك ..؟
انا رجال وكلمتي تنسمع ..!!
وياويلك لو اعطيتيني قفاك وانا اتكلم . !!
نزلت منها دمعه حارة لمجرد ذكر نايف وسيرته العطرة
ياقلبي يانايف ليت عماد يشيل نص قلبك
ليت كلمة عماد عليّْ مثل كلمتك
كان اتحمله واتقبله واعيش معاه للأبد وانا راضية ..
ضمت مخدتها وهي ترحب بالسيرة اللي هيضت شجونها وبتتكفل بسكب الدموع وهلّها ..
بكت بحرقه ووجع وصوتها يعلو بنحيب ...
كأنها كانت تبحث عن شي غير عماد يفتح المجال لسيل الدموع .
راحت تجيب القديم والجديد
امها ..
اشتاقت لريحتها ودفى حضنها
اشتاقت لنايف وحضنه لها بكل حنان الأبوة والأخوة ..
اشتاقت لغرفتها بكل ذكرياتها ماعدا صالح وسيرته ..
اشتاقت لسارة ..
زاد نحيبها وهي تتذكر سارة
ياكثر ماهي مشتاقة لها ..
مرت عليها ساعه وهي تبكي ..
محتاجه احد يحضنها ويقول ليه تبكين
فضفضي وقولي وافتحي لي قلبك
بس من ..؟
من وين تجيب من يخفف عنها ..؟
سمعت صوت دقات خفيفه عند الباب وصوت شهد تناديها ..
: شادن عماد يقول تعالي تحت جدتي جات .
تغطت شادن بلحافها قبل شهد تدخل وسوت نفسها نايمه .
نادتها شهد وهي تفتح الباب وتقرب من السرير ..
قالت : شادن قووومي انا جيت عندكم عشان ابغى اسألك انتي وعماد سؤال مهم . شااااادن .
: شااادن قومي .. صحيح انتي وعماد اذا جاكم ولد بتسمونه مشعل ..؟
انقلبت شادن على الجهه الثانية قالت بصوت باكي تحاول تطلعه عادي : شهد حبيبتي انا ابغى انام اخرجي واقفلي الباب وراك .
انسحبت شهد بخيبة واحباط وطلعت برا الغرفه وراحت لعماد تحت بوجه بائس وحزين .
جات جلست بجنبه طالعت في عماد قالت : جدتي راحت تنام .
رد عليها وهو مركز على التلفزيون قال : ايه دخلت تنام .. وش قالت لك شادن ..؟
: تقول ابغى انام .
مسح على راسها قال : يالله اجل انتي بعد قومي روحي لبيتكم عشان تنامين بكرة وراك مدرسة .
: امي تقول بكرة شادن بترجع للمدرسه .
: اووووه اشوا انك ذكرتيني يالله يالله امشي بوصلك لبيتكم . حتى انا ابي انام بدري عشان اصحى بدري .
مشى وهي تمشي معاه ويدها الصغيره متمسكه يده .
وهم في الطريق لبيت اهلها قالت : عماد ليش شادن تبكي ..؟
عقد حواجبه قال : تبكي ..؟
: ممممم ايووه انا شفت عيونها حمرا وخشمها احمر عرفت انها تبكي وعندها مناديل كثييييييرة على الكومدينو .. صح هي تبكي .. عماد انت ضربتها ولا خاصمتها .
تنهد بعمق قال : ماضربتها ولا خاصمتها بس يمكن مزكمة ولايمكن اشتاقت لامها .
: طيب ليش ماتوديها لامها مسكينه ماعندها ام .. وماعندها اخو وابوها مات .. صحيح ابوها خالي خالد اللي مات .. زي امك .... امي علمتني .
ابتسم على براءة شهد وتفكيرها الطفولي قال وهو يتذكر شي غاب عنه وكأنه يكلم نفسه بصوت عالي
: صدقتي ياشهد شادن يتيمه . يتيمه وماعندها ام ولا اخو . انتي ذكية ياشهد ماشاء الله عليك . يالله ادخلي لبيتكم واقفلي الباب زين .
دخلت شهد لبيتهم وهي تجري وهو سرح بعقله لبعيد وكمل بصوت مسموع : وماعندها زوج بعد ياشهد . وحيده وماعندها احد .
حس انه مخنوق ..
دخل البيت وطلع فوق لغرفتها ..
دق الباب مرتين مافتحت وحاول يفتحه بس حصله مقفول . .
رجع لغرفته ..
ياليته يقدر يبكي مثلها ..
كان يخفف لو شي بسيط من اللي بداخله
بس دموعه قتلها من سنين ..
من يوم ماعرف بمرضه وهو حاكم عليها بالاعدام .
حتى التوجد على الحياه وعلى الفرح الحقه البكا والتشكي .
دفنهم وحرم حياتهم ونبش قبورهم في حياته ..
الدنيا تبي مواجهه وقوة ..
والحياة رغم صعوبتها الا انه لابد يكون قد الحمل ويعيشها ويتعايش معها .
تمدد على سريره واخذ دفتره الاسود الكبير اللي يكتب فيه متى مااشتهى وقعد يخط بعض الحروف المعبرة ..
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
يوم الجمعه ..
اذن المغرب وهي تمشي في سور البيت ..
كانت تدعي ربها من صلاة العصر لأن فاطمة نصحتها بتكثيف الدعاء من بعد صلاة الجمعه لأذان المغرب ..
قد تصادف ساعة استجابة فلا يرفض لها الله دعوة او طلب ..
كانت موجهه بيدينها وبقلبها للسماء وتلهج بدعوات وأمنيات ورجاء وماحست في الدنيا الا بعد ماصرخ مشاري وهو يدور في البيت ..
: ياسارة .. ياسااارونه ... ياسوسو .. ولما ماردت عليه نادى بصوت اعلى : ياااااااااسويرة ..
وصلت عنده قالت : خير يامشمش اش عندك سمعت الجيران صوتك وانت تنادي عليّ . من زين الاسم اللي تناديني فيه .
جاها يمشي والضحكه تهلل وجه قال : ههههههههههههههههه وش احلى من سويرة . .. المهم عندي لك اخبار حلوة ان شاء الله انها تعجبك .
: خير ان شاء الله ..؟
: ابشرك الله اظهر الحق ياسارة .. خالد ظهر على حقيقته وبالجرم المشهود .. وماباقي الا نرفع عليه قضية طلاق وهذي مضمونه مية بالمية بإذن الله .
كانت ملامحها تعبر عن عدم فهمها وعدم رغبتها في الفهم ..
ماتبي تنصدم فيه اكثر من كذا ..
قالت : مشاري لاتقول لي شي مو لازم اعرف شي عنه .
مسك يدها ولف يده من ورى كتفها قال : الا ياسارة لازم تعرفين وتفهمين كل شي .. لاتكونين سلبيه والسكوت عمره ماكان حل لمشكلتك ... واجهيها وناقشيها وربي بيساعدك ان شاء الله ..
ماشاف منها رد وكمل : تعالي ادخلي وراح اقول لك على كل شي .
بلعت ريقها وسلمت امرها لله واستسلمت لاخوها ومشت معاه من دون ماتتكلم ..
وصلوا للصاله وجلست على اقرب كنبه وابوها قدامها يكلم امها بحديث جانبي وموطي صوته ..
شافها ابوها وفتح لها يدينه قال : وين اختفيتي ساعه ندور عليك .. تعالي هنا في حضن ابوك . ليش حبيبة ابوها تجلس بعيد عنه ..؟
جلست بجنب ابوها وهي تنقل نظرها بين وجه امها المتجهم والمصدوم وبين وجه مشاري اللي يتهلل والدنيا مو سايعته من الفرح .
قال ابوها : الحمد لله ان ربي فرج لنا من اوسع ابوابه من هالابتلاء ياسارة .
طالعت في ابوها بخوف وكأنها في مواجهه لأصعب موقف تمر به في حياتها ..
مست شفايفها تجبرها على الابتسامه قالت : الحمد لله .
قال مشاري : يبه تقول لها وشلون ربي فكنا منه ولا اقول انا .
انسحبت امهم واعطتهم ظهرها وهي تقول بقرف : بالله كرموا مجلسنا من هالسيرة .
لحقت امها بنظراتها وعرفت ان الموضوع فيه يمس الشرف ولا يمت للطهر بصلة .
تكلم ابوها على طول : خالد مسكته الهيئة البارحه في الرياض وهو متلبس .
رد مشاري : اللهم لاشماته .. تدرين اش قضيته ..؟
هزت راسها بلا وهي مابين تبي تعرف وماتبي ..
كمل مشاري بعد ماشاف ابوه مستحي منها او متردد يجيب هالموضوع قدام بنته قال : لواط والعياذ بالله .. وسكر ورقص ومجون وخلوة غير شرعيه في الاستراحه اللي قبضت الهيئة عليه فيها ..
ماتحرك منها ساكن وكأن الله ثبتها بيقينها وقوة ايمانها ..
ردة فعلها على عكس ماتوقعوا ..
يمكن عشرة فاطمة بثتها قوة الايمان والقناعه والصبر
ويمكن الايام اللي راحت تخيلت كل شي عنه ومااستغربت هالكلام ..
وقفت وقالت : الحمد لله اللي فرج لي منه .. الحمد لله ياربي ..
باست راس ابوها وكملت : يبه من بكرة طالبوا بطلاقي واذا تبغوني اسوي لكم توكيل سويت ..
قاطعها مشاري قال : بتروحين معانا للشيخ وهو راح يطلق منه غصب . وبهالمناسبة ..
قاطعه ابوه : اجل مناسباتك لبعدين ولاتفرح على خالد يامشاري ادع له بالهداية والصلاح لاتبتلى .
: الله يهديه ومن هم على شاكلته . انا فرحان يايبه لأن جزء من الوباء المتحرك بين الناس انسجن وافتكوا عيال خلق الله من اذاه .
طلعت لغرفتها فوق وهي تسمع ابوها ينصح مشاري من رفقة السوء ويقول له على اسباب الشذوذ يمكن من البيئة او التربية او انه مريض نفسي او ان الشيطان عرف يدخل له من مدخل لأن ايمانه ضعيف ودينه مختل ..
هي من النوع اللي ماتقدر تعيش بهمومها لوحدها
وبُعْد شادن خلاها تلجأ لفاطمة بلسم جروحها وماخابت يوم خلتها مكان شادن وصارت لها الصاحبه الصالحه والرفيقه اللي تحثها للخير والصلاح ..
دقت عليها وسردت لها اللي صار بالحرف ..
باركت لها فاطمه ظهور الحق قبل ماتتورط معاه وان حبسه ورحم عيال الناس من شره وغثاه ..
ونصحتها بالصبر والصلاة والتفاؤل وحب الحياة لأن فيها اجمل من خالد وذكرياته وهمومه ..
***
صحت من بدري ولبست تنورة جينز وبلوزة لونها سماوي بكم طويل وزارير من قدام وتحتها بدي ابيض يغطي اعلى صدرها ..
نزلت تحت وشافت جدتها وتوجهت لها على طول ..
قالت وهي تبتسم : صباح الخير ياوجه الخير ..
ردت جدتها وهي تقصر على صوت الراديو قالت : صباح النور والسرور يالغاليه .. تعالي افطري معي .
: سامحيني ياجدتي مانزلت بدري افطرك انشغلت بلبسي عشان مايفوتني الوقت .. لكن من بكره ان شاء الله بحط المنبه على سته بالضبط اسوي فطورك وارجع البس ..
: لا وانا جدتتس ماعليتس مني ولاتقومين بدري عشاني .. يسد انتس تسوين فطوري من اسبوعين وانتي توتس عروس .. غيرتس يشيلن نوم للظهر وانتي تقومين من صباح الله علشاني ..
سلمت على راسها قالت : مو اقوم عشان الغاليه ؟ .. مو انا اخدم جدتي الغالية وام ابوي الغالي الله يرحمه ؟ .. قولي بس آمين ان الله يقدرني وارضيك عني .
: الله يرضى عليتس ويسهل امورتس ويستر عليتس ويرحم اللي جابتس .
: طيب جدتي بمشي للمدرسة انا الحين .. وبمر على عمتي فوزية آخذ شهد بطريقي .
: هالحين ورى ماتخلين عماد يوديتس بدال ماتمشين مع هالتربان وانتي مغطيتن وجهتس حتى عيونتس مغطيتها .
لبست عبايتها وهي تقول: حرام اصحيه عشان خمس دقايق .. بعدين انا عادي متعودة على الغطى .. والمشي صحه ياجدتي .. بس الله يستر انا خوافه خاصة بجنب بيت ام جواهر كل مانمر من عند بيتها انا وشهد زمان تفتح شباكها تراقبنا ولا تنادينا والناس تسمع صوتها .
اخذت شنطتها ..
واعطت جدتها ظهرها وهي تقول : دعواتك ياجدتي .
وقفت بمكانها وتسمرت لمن جاها صوت عماد من وراها وهو ينزل الدرج قال : لاتروحين اصبري انا اللي اوصلك .
طالعته وهو لابس ثوبه الابيض ويقفل ازاريره وبدون شماغ وعيونه شبه مغمضه قالت : مايحتاج ..
قاطعها بصوت كله نوم : الحقيني بس .
ركب السيارة وشغلها وسند راسه على المرتبه ينتظرها ..
وهي وقفت على البوابه محتارة ومستحيه ..
تركب معاه ولا تقول له ينزل وهي تروح مشي ..؟
واذا راحت معاه فين تركب .؟
" ياربي شو هالاحراج .. "
تقدمت لمن شافته رفع راسه وطالعها وهي بمكانها وفتحت الباب اللي ورى ..
التفت عليها يحسب انها بتحط شنطتها بس تفاجأ انها ركبت وجلست ورى ..
قال بلهجة امر : انزلي اركبي قدام .
: عادي كذا مرتاحه ...!
: انزلي اركبي قدام لاتفضحينا بخلق الله ..
تذكرت لو احد شافها انها بتصير نكتة الموسم ..
نزلت وركبت قدام وهي تلوذ بالباب من قربه ..
وهو حرك سيارته قال : لاتفكرين تروحين مشي بعد اليوم .
ردت بصوت هادي وهي تطالع بالبيوت اللي تمر السيارة بجنبها
: اليوم انت فيه .. بس بكرة مو اكيد اش اسوي ؟ .. اقعد ؟.
التفت عليها قال : شادن ..
التفتت عليه من دون ماتتكلم قال : انا مسؤول عنك هنا .. سكت ثواني وكمل .. عموماً السواق بيجي اليوم ان شاء الله .
حست انه غير الكلام اللي كان بيقوله ..
وفضلت انها تسكت .رغم انها دايماً تتمنى لو يكلمها حتى تعرفه اكثر ..
هو بالنسبة لها لغز كبير وصعب تحله اذا هو ساكت ومايتجاوب معاها الا لاتسوين لاتتدخلين فيني .
وقف قدام المدرسة واخذت شنطتها ونزلت قال : اليوم راح اجي على 12 ونص آخذك .
: بس انا مااطلع الا وحده اليوم السبت وفيه حصص نشاط .
: اها حسبتك تطلعين مع شهد ... اجل اجيك وحده ان شاء الله .
نزلت وسكرت الباب ودخلت المدرسة اول و حده قابلتها الخاله مزون اللي استقبلتها ووقفت بمشقه وسلمت عليها وباركت لها ..
توجهت للإدارة وهي تاخذ نفس عميق وتهدي نفسها استعداداً لأي تلطيش من نوف ولا كلمة ترفع لها ضغطها خاصة انها مو مستعده تسمع منها او من غيرها أي كلمة تنرفز ..
دخلت الادارة وهي تقرا المعوذات وآية الكرسي علّها تهديها وتسكن نفسها ..
آخر شي توقعته انها تشوف المديرة غير ..
كانت صدمه جمدت شادن في مكانها لثواني وهي فاتحه فمها وعيونها ..
هذي نوف ولا مغيرين المديرة بوحدها تشبه لها
الشعر اللي كانت لامته كعكه ولافته بمنديل ولا ماسكته بربطه عادية ..
الحين مفتوح وقصير لحد الكتف ولونه هاي لايت طالع حلو على ان نوف سمرا ..
وملونة شفايفها بأحمر صارخ ..
حاطه مكياج ثقيل ..
والحواجب مشقرتها ومغيرة من شكلها نهائي .
اما عيونها كانت مكحلتها باسود من داخل وراسمتها من برا ..
وقفت لها نوف وجات تسلم عليها ..
لا لا هذي مو معقوله تكون نوف ..!!
وتقوم تسلم .. ؟
سبحان المغير .. !!
حتى ملابسها غيرتها .. !!
كانت لابسة تنورة لونها زيتي وبلوزة تفاحي ومقلمة بفوشي ..
بعد التنورة السودا والكم بلوزة عادية ..
تكلمت وتأكدت شادن انها نوف بعد ماكانت بتجزم انها وحده ثانيه ..
: هلا ابلا شادن وشلونتس .
ابتسمت شادن ورفعت حاجبها
قالت : الحمد لله بخير . نعيماً .
طالعت بشكل شادن اللي ماتغير عن قبل زواجها
وابتسمت بانتصار قالت : الله ينعم عليتس .. تفضلي .
: ها ..؟ لا لا مشكورة بروح اشوف البنات يمديهم وصلوا .
طلعت لغرفة المدرسات اللي دوبهم وصلوا ..
واستقبلتها خلود بالاحضان ..
وبعد التباريك والسؤال عن الاخبار توجهوا للطابور اللي ابتدا ..
قربت منها خلود قالت : شادن شفتي نوف اش عاملة .
: ايوه ماشاء الله عليها طالعه حلوة بس خلود تكفين لانتكلم فيها مو ناقصة ذنوب على الصباح ..
ردت خلود وهي تضحك : خليني اقول لك عن اسئلتها لنوير عنك .
: لاوالله فكينا من سيرتها مانبي ناكل لحمها .. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك اللهم وأتوب اليك .
كررت خلود نفس الدعاء واصغوا اسماعهم للإذاعة الصباحية ..
وخلود تضحك وتقول : شكلي بتطوع على يدك ياشدون .
ردت شادن وهي تبادلها الضحك : خليني اتطوع انا اول .. الله يهدينا بس .. خلاص اسكتي بدأ القرآن .