إنذار نهائي - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

» ٌاليوم الوطني «  
     
..{ ::: فعاليات اليوم الوطني :::..}~
 
 



قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-29-2024, 11:52 PM
رحيل المشاعر متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~

لاحـــول ولا قـوت الا بالله
سبحان الله وبحمده
استغفر الله واتوب اليه
لوني المفضل Aliceblue
 رقم العضوية : 406
 تاريخ التسجيل : Dec 2014
 فترة الأقامة : 3576 يوم
 أخر زيارة : اليوم (09:44 AM)
 الإقامة : قلوب أحبتــي
 المشاركات : 1,153,933 [ + ]
 التقييم : 868082502
 معدل التقييم : رحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 49,245
تم شكره 103,592 مرة في 34,919 مشاركة
افتراضي إنذار نهائي






شمس دافئة ملأت حجرات البيت المتهالك، تبعتها نسمات هادئة من البحر المجاور، الهواء يلعب ببقايا طربال العريش ويحدث خرخشة بين الحلقات الحديدية الصدئة، لايزال الصباح في بدايته، إلا أن المفارش لم تصب بالبلل، فلم تغزُ الرطوبة كالعادة الأسرّة والبسط والمخدات والتكيات القطنية إنما على عكس ذلك، تسللت ليلة البارحة رياح تشرينية باردة إيذانًا بالاستعداد للهبوط تجاه الحجرات العتيقة الكسل يستوطن أجساد الصبية النحيلة، فلا يلتفتوا إلى زحف الشمس نحو أسرّتهم، فاليوم جمعة وهو يوم إجازة المدارس، بينما هبّت الفتيات من نومهن وتصايحن بألعابهن في فناء البيت ودهاليزه المغبرة.

الجدة ورغم أن الشيب غطّى كامل شعرها، إلا أن عينيها العسليتين ظلتا تشعان بروح التفاؤل والمرح، وبشرتها البيضاء الناصعة، توحي بالهدوء والقناعة، وقسمات وجهها الشاحبة تضيء بانطباعات مختلفة ومتناقضة، عاكسة في جانب منها جهد وتعب السنين، ومن جهة أخرى حكمة التأمل، وصبغة المشاعر والأحاسيس الهادئة، التي سرعان ما تتحول إلى زوابع وأعاصير، يحدث ذلك عندما يفيض نهرها بصراع لا مخرج منه.

قال لها عجوزها وهو يتفرس وجهها: لقد شقيت بما فيه الكفاية، ألم يحن الوقت لالتقاط الراحة؟ أجابته في الحال: لم ولن أركن للراحة، فذلك يعني أنني شارفت على الانتهاء!. قالت جملتها دون أن تعطيه المزيد من وقتها.

صمت الزوج، وعاد يتأمل حركتها الدؤوبة، وخفة حركتها ونشاطها الذي لم يتوقف ولو للحظة واحدة. وعادت إليه منتقدة تلك الجلسة، إزاره المهلهل والفانلة غير المرتبة، كما لفتت نظره إلى رتابة الحياة التي يحياها، وعدم القيام بأي فعل سوى الشفط من قلم النارجيلة ونفث دخانها إلى أعالي السماء. أجابها بهدوئه المعتاد: إن السنين التي شارفت على الثمانين تأخذ من شهيتي للعمل، وأي عمل يمكنني القيام به بعد هذا العمر المثقل بالعطاء دون التفات من أحد! وددت لو أسمع كلمة شكر في نهاية الخدمة! ثم دعاها في شأن مهم!

- ما رأيك أن تتناولي (قدوك)، وتشعلي بعض الجمر، ونشرب (إستكانة) من الشاي، فهناك موضوع بودي الحديث عنه.

- سنتحدث، قالت له، ولكن قبل كل شيء لابد من عمل فطور لأفواه اليتامى، ليذهبوا إلى أصدقائهم وفي بطنهم شيء يسد جوعهم، رحمة الله على أمهم التي بفقدها، فقدت معه طعم الحياة.

- وعندما أنهت ما بيدها، أصبحت بجانبه، وكل واحد منهما صار ينفث من دخانه، حتى أصبح دهليز البيت أشبه بغيمة على شكلٍ دوامة،
- لن أتحدث عن العمر، ولا السنوات التي أمضيتها في الشقاء، لكنني سأخبرك عن أمر أهم!

- اتسعت عيناها، وخفق قلبها، وأصبح نفسها يضيق، إلا أنها واصلت الشفط من دخانها، وغابت لمحات الاطمئنان من على وجهها، فتغضن جبينها، ومالت جفونها للانكسار كأنها شجرة انحنت أغصانها من شدة عاصفة هوجاء مرت بها، حتى إن الشدق قد توسّد جفونها، واصفرَّ لونها، وكادت أن يغمي عليها.

- وعندما أدرك العجوز حال زوجته قام من مكانه مقدمًا قدحًا من الماء المعطر بالورد، ارتشفت منه جرعات والبقية رشح به وجهها المتيبس، قال لها لا داعي لكل هذا الوجل، عندما تأكد من عودة رفيقة دربه إلى حالتها الطبيعية، قال لها: الموضوع هو ما يخص هذا البيت الذي نحن فيه! وماذا جرى لهذا البيت؟ لقد انتهينا من موضوع دكان السكة، ومضى على ذلك ثلاث سنوات، والآن تحدثني عن بيتنا، وربما عن جرح نازف جديد!

- هذا البيت كان لنا من سنوات طويلة، ثم أصبح ملكًا لابنينا الاثنين (جواد وأحمد)، لقد اشتراهما مني أيام الفقر المدقع، وسددت ببعضه الديون التي أنهكتني، والآن وبعد أن اشترى جواد حصة أخيه أحمد أصبح هذا البيت ملكًا له.

- يا لك من عجوز أحمق! وما المطلوب منا الآن؟ هل سيطردنا ابننا جواد من هذا البيت الذي التصقت حياتي به؟

- لا لن يفعل، بل طلب منا الذهاب إلى أحد بيوته الجديدة والعيش هناك لفترة حتى يتمكن من صيانة وإصلاح هذا المنزل، ثم العودة إليه!

- وماذا سيحدث لو لم أخرج من هنا؟

- تكونين قد سببت إزعاجًا لابنك الذي تخافين عليه!

- قل لي بصدق، هل وصلنا إلى نهايتنا؟ -وقتها- من سيرعى هؤلاء اليتامى الأحفاد؟

- تذكرت ابنتها الوحيدة التي فارقت الحياة بسبب نقص الدواء، وقلة المال، وتذكرت محاولات زوجها الاقتراض من أحد تجار المال وبفوائد كبيرة، واستدركت سبب بيع البيت، وكان وقتها ابنها جواد قد رفض إعطاء والده مبلغًا من المال لعلاج أخته، لم يتّسع صدرها لكل تلك الصور الكئيبة وما كان منها إلا الإجهاش بالبكاء والنحيب.

- حاول إقناعها بالذهاب للبيت الجديد، الذي يحوي غرفتي نوم، وصالة للجلوس، مع وجود حمامين، وصف لها البيت الذي زاره قبل بضعة أيام، ورأى كيف يبدو جميلًا، ومريحًا، وخصوصًا أنه لا يبعد إلا مسافة سبع دقائق مشيًا على الأقدام تقريبًا.

- قالت له متسائلة: هل ستصبر على وقاحة زوجة ابنك جواد؟

- ليس لنا من الأمر حيلة، لا هذا البيت بيتنا، ولا البيت الذي سنذهب إليه كذلك، ولا ابننا أحمد بحال يسمح له تهيئة منزل لنا، لم يبقَ لنا في هذه الدنيا إلا حطامها.

- علمتني يا زوجي ألا أستسلم، وهذا البيت سنقضي فيه ما بقي لنا من حياة، لا يهمني إن غضب ابننا، إلا إذا طردنا بالقوة.

- كاد شرار عينيها يتطاير غضبًا وحنقنًا على ما وصل به الحال، فقامت من شدة الانفعال تذرع البيت ذهابًا وإيابًا، متحدثة إلى زوجها تارة وإلى نفسها تارة أخرى، وإلى غرفتها التي تهيئ لها بأنها تصيخ السمع إليها.

- هنا أنجبت أولادي جميعًا، وعلى هذا المنام انزلقت ابنتي المرحومة من رحمي، وفي الجهة المقابلة من الغرفة أنجبت (جواد وبعده أحمد)، وفي هذا الفناء أيها العجوز اعتصرنا الألم من شدة ما انتابنا من جوع وألم، ومن فوقنا كانت السماء تحكي لنا في ليالي الصيف حكايات عذبة، وتطلب منا بعد أن يداعب هواها أجسامنا الخلود إلى النوم، فطالما كانت تبشرنا بمجيء يوم جديد، وتشد من عضدنا في بث قصص عندما تباغتنا الآلام.

- كان هذا البيت يمنحني أمانًا عندما يتنكر الزمان بي، فأصبحت رائحته ملتصقة بأنفي.

- هل سمعت حديثي أيها العجوز الشقي؟

- تكوّم الزوج على بعضه وبانت عظام كتفيه اللذين قفزا إلى الأعلى وأطلّ برأسه مثل طير عاد للتو من معركة مكسور الجناح، وبقي صامتًا ينتظر نهاية المسرحية التي تديرها الزوجة.

- قالت له، وقد وصلت إلى منتهى غضبها، لتعود بذاكرتها عندما كانت في وحامها بابنها جابر، مشيرة إلى مكان الحدث، فتقول: هل تتذكر هذا المكان الذي يرغب ابنك أن نغادره، حينما كنت في وحامي به، وقتها رغبت في قطع أذنك حتى ألتهمها، عندها تقوقع العجوز إلى أبعد ما يمكن أن يكون عليه، مطلقًا صرخة مدوية: عرفت يا زوجتي العزيزة، لن أغادر هذا المنزل إلا إلى منزلي النهائي تحت الثرى
  • إنذار نهائي
  • |
  • إنذار نهائي





Yk`hv kihzd




 توقيع : رحيل المشاعر




_______________________
________________


والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه




رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
قديم 09-06-2024, 01:06 PM   #2


الصورة الرمزية ولد الذيب
ولد الذيب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2352
 تاريخ التسجيل :  Oct 2019
 أخر زيارة : يوم أمس (10:07 PM)
 المشاركات : 514,274 [ + ]
 التقييم :  308157564
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 67,018
تم شكره 29,712 مرة في 20,561 مشاركة
افتراضي رد: إنذار نهائي



عافااك الله على الطرح الرااااائع والجميل











اعتدنا منك المميز والإبداع دائماً ونتطلع لجديدك


 
 توقيع : ولد الذيب



***
**


رد مع اقتباس
قديم 09-09-2024, 08:24 PM   #3


الصورة الرمزية نبراس القلم
نبراس القلم متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2763
 تاريخ التسجيل :  Sep 2024
 أخر زيارة : يوم أمس (09:53 PM)
 المشاركات : 280 [ + ]
 التقييم :  100010
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 21
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي رد: إنذار نهائي



لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل



 
 توقيع : نبراس القلم




رد مع اقتباس
قديم 09-10-2024, 01:18 AM   #4


الصورة الرمزية المحبوب
المحبوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2349
 تاريخ التسجيل :  Oct 2019
 أخر زيارة : يوم أمس (02:57 AM)
 المشاركات : 171,000 [ + ]
 التقييم :  174696129
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
شكراً: 25,580
تم شكره 13,383 مرة في 8,467 مشاركة
افتراضي رد: إنذار نهائي



يعطيك العافيه

لاعدم


 
 توقيع : المحبوب



رد مع اقتباس
قديم 09-12-2024, 10:27 AM   #5


الصورة الرمزية عاشق الغروب
عاشق الغروب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 138
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : اليوم (10:54 AM)
 المشاركات : 1,572 [ + ]
 التقييم :  2701255
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
شكراً: 0
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي رد: إنذار نهائي



طرح رائع
يعطيك العافيه على هذا الابداع
سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز


 
 توقيع : عاشق الغروب



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
إنذار, نهائي

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اصفرار العين......جرس إنذار لأمراض خطيرة MS HMS آلطِبُ وَ الصحْه ▪● 22 08-05-2019 11:24 PM
إنذار 217 منشأة غذائية لتجاوزات صحية بالطائف صاحبة السمو مُوجز آلآنبآء ▪● 5 06-18-2018 11:21 AM
إنذار 45 منشأة مخالفة وإغلاق اثنتين في رأس تنورة ملاك الورد مُوجز آلآنبآء ▪● 18 12-09-2016 08:49 AM
إعادة فتح محطة مترو في لندن بعد إنذار أمني eyes beirut مُوجز آلآنبآء ▪● 24 08-01-2016 02:46 PM
الداخلية الفرنسية: تطويق فندقين في باريس جاء جراء إنذار كاذب فاتن مُوجز آلآنبآء ▪● 17 11-17-2015 04:12 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 11:49 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM