«احذروا الأبيضين»، مقولة شائعة تنصح بالتقنين في استهلاك كلّ من الملح والسكّر، لنتائجهما غير الصحّية على الوزن والصحّة. من هذا المنطلق، توضّح اختصاصيّة التغذية دلال أحمد اليافاوي لقرّاء «سيدتي» أن «الجسم يحتاج إلى نحو 1.5 غرام من الصوديوم، في اليوم، لكن لا تلتزم غالبيّة الناس بالكمّ المذكور، إذ تعجّ المأكولات بالملح، بالإضافة إلى عادة إضافة الملح للطعام، على المائدة، حتّى قبل تذوّق الأخير!». وتضيف أن «الإفراط في تناول الملح قد يقود إلى السكتة الدماغيّة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم»... وتدعو الاختصاصيّة إلى الامتناع التامّ عن استهلاك الملح من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 51 سنة فما فوق ومرضى السكري والمصابين بالفشل الكلوي المزمن وضغط الدم المرتفع.
في شأن الفئات التي تستهلك الملح، فإن المؤشّرات الآتية دالّة إلى الإفراط في تناوله:
1 تورّم المعدة: تورّم المعدة أو حدوث الامتلاء فيها، حالة تدلّ إلى إحدى الآثار قصيرة المدى الأكثر شيوعاً للإفراط في تناول الملح، الذي يساعد الجسم في الاحتفاظ بالمياه، لتتراكم السوائل الزائدة جرّاء ذلك. أضف إلى ذلك، من المرجّح أن تتورّم أجزاء من الجسم، مثل: الوجه واليدين والقدمين والكاحلين نتيجة الإفراط في تناول الأكل المالح.
2 ضغط الدم المرتفع: هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل المرء يشكو من ضغط الدم المرتفع؛ يتعلّق أحد الأسباب بكثرة استهلاك الصوديوم، الحالة التي تصعّب على الكليتين التخلّص من السوائل التي لا تحتاج إليها. نتيجة لذلك، يرتفع ضغط الدم.
3 العطش: يسحب الجسم الماء من الخلايا، ما يتسبّب بالشعور بالعطش الشديد. بالطبع، يساعد شرب الماء في «تحييد» الملح الزائد، مع «إنعاش» الخلايا بالطبع.
الملح في النظام الغذائي
الأشخاص الذين يتناولون كمّاً كبيراً من الملح، يأكلون غالباً كمّيات أكبر من الطعام
تشير بحوث إلى أن أوزان الأفراد، الذين يتبعون نظاماً غذائيّاً غنيّاً بالملح، أكبر، غالباً مقارنة بالأفراد الذين يقنّنون في تناول المادة، كما يسجّل مؤشّر كتلة الجسم رقماً أعلى في صفوف الأول، مقارنة بالأخيرين، وكذا الأمر لناحية محيط الخصر الأعلى ونسبة الخصر إلى الطول الأعلى. لذا، من السهل الافتراض أن النظام الغذائي الغني بالملح يعزّز زيادة الوزن، مع الإشارة إلى وجود تفسيرات بديلة للرابط بين كثرة استهلاك الملح، وزيادة الوزن، هي الآتية:
• كانت دراسات لاحظت أن الأشخاص الذين يتناولون كمّاً كبيراً من الملح، يأكلون غالباً كمّيات أكبر من الطعام، وبالتالي هم يستهلكون عدداً أكبر من السعرات الحراريّة، بصورة يوميّة.
• النظام الغذائي الذي يتصف بأنّه «رديء» الجودة غنيّ بالأطعمة فائقة المعالجة (الوجبات الخفيفة)، عوضاً عن محتواه من الملح على وجه التحديد، ما يبرّر زيادة الوزن في هذه الحالة.
• الملح غنيّ بالصوديوم، العنصر الغذائي الذي يحتاج كلّ جسم إليه، وإن بكمّيات تقلّ عن المستهلك في العادة، فالجسم «مصمّم» لتنظيم تركيز الصوديوم بإحكام. يؤدي تناول الأطعمة المالحة إلى ارتفاع تركيز الصوديوم في الجسم. في استجابة الجسم الطبيعيّة لهذا الأمر، هناك الزيادة في العطش والتقليل في إنتاج البول. ثمّ، يحتفظ الجسم بالكمّ الأكبر الممكن من الماء لتخفيف تركيز الصوديوم إلى المستوى المفضل، ما يتسبّب بحالة احتباس السوائل، التي تتمظهر في الوزن الزائد على الميزان. لكن، لا يتعلّق الأمر بوزن الماء فحسب، بل أيضاً بارتفاع نسبة الدهون في الجسم على وجه الخصوص، نتيجة الإفراط في استهلاك الملح. في هذا الإطار، تشير دراسات إلى أن احتباس الماء قد يتسبّب بزيادة تصل إلى كيلوغرام واحد على الميزان. لذا، تلاحظ غالبية الناس التي سبق أن استهلكت وجبة مالحة، في الليلة الفائتة، زيادة في الوزن في صباح اليوم التالي. لكن، لا يعني أن تناول الأنظمة الغذائية الغنيّة بالصوديوم (الأطعمة المالحة) تزيد من تخزين الدهون في الجسم، مقارنة بالأطعمة الغنيّة بالدهون وقليلة الملوحة. لذلك، فإن أي وزن زائد على الميزان قد يكون مجرد وزن مائي.
تشتمل أنواع الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة في محتواها من الملح، على الوجبات السريعة
تشتمل أنواع الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة في محتواها من الملح، على: الوجبات الخفيفة والسريعة ورقائق البطاطس والأطعمة المقلية والأطعمة المصنعة ووجبات المطاعم والمعلّبات واللحوم والحبوب والمخلّلات بأنواعها والتوابل والصلصلت الجاهزة (صلصات الصويا والكاتشب والباربكيو...) والأطعمة المجمّدة المصنّعة (الفطائر والبيتزا...). أضف إلى ذلك، هناك مصادر «خفيّة» للملح، مثل: السندويشات والبيتزا والخبز والشوربات المعلّبة... في هذا الإطار، تدعو اختصاصيّة التغذية دلال أحمد اليافاوي إلى التقنين في تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم، لأن الأخيرة عالية نسبيّاً في السعرات الحرارية، وهي سهلة الأكل، الأمر الذي يفسّر العلاقة بين كثرة استهلاك الصوديوم وزيادة الوزن.