لقد خضعت رقابٌ كنا غلبا
وزال عتوها ومضى النفيـرٌ
وهان على عـزيز القوم ذلٌ
وسامح في الحريم فتىً غيـورُ
طليطلةٌ أبـاح الكفـر منها
حماهـا إنّ ذا نبـأ كبيرُ
فليس مثالها إيوان كسرى
ولا منها الخـورنق والسديـرُ
محصنـة محسنـة بعيـدٌ
تنـاولهـا ومطلبهـا عسيـرُ
ألم تك معقلا للدين صعـبا
فذلّله كما شاء القديـــرُ
وأخرج أهلها منها جميعـا
فصاروا حيث شاء بهم مصيرُ
وكانت دار إيمانٍ وعلـمٍ
معالمهـا التي طُمست تنــيرُ
فعـادت دار كفر مصطفاةُ
قد اضطربت بأهليها الأمورُ
مساجدها كنائس، أي قلبٍ
على هـذا يقرُّ ولا يطـيرُ
فيا أسفاه يا أسفاه حزنــا
يكرَّرُ ما تكررتِ الدهـورُ
ويُنشر كل حسنٍ ليس يطوى
إلى يوم يكون به النشورُ
أُديلت قاصرات الطرف كانت
مصونات مساكنها قصورُ
وأدركهـا فتـورٌ في انتظارٍ
لسر في لواحظـه فتـورُ
وكان بنـا وبالقينات أولى
لو انضمت على الكل القبورُ
لقد سخنت بحالتهنّ عينٌ
وكيف يصح مغلوب قـريرُ
لئن غبنا عن الإخوان إنا
بأحزان وأشجان حضـورُ
نذورٌ كان للأيام فيهم
بملكهمُ فقد وفت النـذورٌ
فإن قلنا العقـوبة أدركتهم
وجـاءهـمٌ من الله النكيرُ
فإنـا مثـلهم وأشد منهـم
نجورٌ وكيف يسلم من يجورُ
أنأمن أن يحـل بنـا انتقـامٌ
وفينا الفسق أجمعُ والفجـورٌ
وأكل للحرام ولا اضطرارٌ
إليه فيسهلُ الأمـر العسيرُ
ولكن جرأةٌ في عقـر دارٍ
كذلك يفعلُ ال***ُ العقـورُ
يزول الستر عن قومٍ إذا ما
على العصيان أٌرخيت الستورُ
يطول على ليلي، رب خطب
يطول لهوله الليل القصير
خذوا ثار الديانة وانصروها
فقد حامت على القتلى النسورُ
ولا تهنو وسلوا كل عضبٍ
تهاب مضاربا عنه النحورُ
وموتوا كلكم فالموت أولى
بكم من أن تجارو أو تجورو
اصبرا بعد سبي وامتحانٍ
يُلام عليهما القلب الصبور
فاما الثكل مذكار ولودٌ
وأم الصقر مقلاتٌ نزورُ
نخور إذا دهينا بالرزايا
وليس بمعجب بقرُ يخورُ
ونجبن ليس نزأر لو شجعنا
ولم نجبن لكان لنا زئيرُ
لقد ساءت بنا الأخبار حتى
أمات المخبرين بها الخبيرُ
اتتنا الكتب فيها كل شرٍ
وبشرنا بانحسنا البشيرُ
وقيل تجمعوا لفراق شمل
طليطلة تملكها الكفورُ
فقل في خطةٍ فيها صغار
يشيب لكربها الطفل الصغير
لقد صم السميع فلم يعولْ
على نبأ كما عمي البصير
تجاذبنا الأعادي باصطناع
فينجذب المخولُ والفقيرُ
فباقٍ في الديانة تحت خزي
تثبطه الشويهة والبعيرٌ
وآخر مارقٌ هانت عليه
مصائبُ دينه فله السعيرُ
كفى حزنا بان الناس قالوا
إلى أين التحول والمسيرُ
أنترك دورنا ونفرّ عنها
وليس لنا وراء البحر دورُ
ولا ثم الضياع تروق حسنا
نباكرها فيعجبنا البكورُ
وظل وارفٌ وخرير ماء
فلا قرٌ هنـاك ولا حرورُ
ويؤكل من فواكهها الطريٌ
ويشرب من جداولها نميرُ
يُؤدى مغرمٌ في كل شهرٍ
ويؤخذ كل صائفةٍ عشورُ
فهم أحمى لحوزتنا وأولى
بنا وهم ُالموالي والعشيرُ
لقد ذهب اليقين فلا يقينٌ
وغرّ القوم بالله الغـرور
فلا دينٌ ولا دنيا ولكن
غرور بالمعيشة ما غرورُ
رضـوا بالرق يا لله ماذا
رآه وما أشار به مشيرُ
مضى الإسلام فابك دما عليه
فما ينفى الجوى الدمع الغزيرُ
ونحْ واندب رفاقا في فلاةٍ
حيارى لا تحطُ ولا تسيرُ
ولا تجنح إلى سلمٍ وحاربْ
عسى أن يُجبر العظم الكسير
أنعمى عن مراشدنا جميعا
وما أن منهمُ الا بصيرُ
ونلقى واحدا ويفر جمعٌ
كما عن قانص فرت حمير
ولو إنا ثبتنا كان خيرا
ولكن مالنا كرم وخيرٌ
اذا ما لم يكن صبر جميل
فليس بنافع عدد كثيرٌ
الا رجل له رأيُ أصيلٌ
به مما نحاذر نستجيرٌ
يكر إذا السيوف تناولته
وأين بنا إذا ولت كرورُ
وطعن بالقنا الخطار حتى
يقول الرمح ما هذا الخطير
عظيم أن يكون الناس طرا
باندلسٍٍ قتيلُ أو أسيرُ
اذكر بالقراع الليث حرصا
على أن يقرع البيض الذكور
يبادر خرقها قبل اتساع
لخطب منه تنخسف البدور
يوسع للذي يلقاه صدرا
فقد ضاقت بما تلقى صدور
تنغصت الحياة فلا حياةٌ
وودع جيرة إذ لا مجير
فليلٌ فيه همٌ مستكينٌ
ويومٌ فيه شرٌ مستطير
ونرجو أن يتيح الله نصرا
عليهم إنه نعم النصيرٌ
ارجو ان تنال اعجابكم