سلمان الأب يشارك الأطفال احتفالهم بالمنطقة التاريخية بجدة
تقرير - نايف الوعيل
لم يكن اسم سلمان بن عبدالعزيز غريبا على خارطة الأحداث المحلية أو الدولية؛ فهو القيادي المحنك والإداري الناجح، الرجل الصارم متى ما دعت الحاجة والأب الحنون عندما يتطلب الموقف والأمير القريب من دائرة الأحداث ومن صانع القرار عندما يكون شريكا في اتخاذه وتحمل مسؤوليته. تتعدد الأدوار التي لعبها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الخارطة السياسية في المملكة، هذه الأدوار لم تقتصر على الجانب الخارجي أو العلاقات الخارجية للمملكة فالمتابع للشأن السعودي الداخلي يدرك تماما الدور الكبير الذي يؤديه الملك سلمان داخل الأسرة المالكة منذ شبابه، حيث لازم ملوك المملكة، وكان بمثابة المستشار الشخصي وأميناً للعائلة، مما جعل الألقاب تلتف حوله فالبعض يصفه بأمين سر العائلة، وآخرون بالمستشار الشخصي لملوك السعودية، هذا التواجد ترجمه سلمان الوفاء لكل ملوك البلاد وأمرائها ورموزها منذ مرافقته للملك خالد والملك فهد والأمير سلطان والأمير نايف -رحمهم الله- كما ظهر التأثر الواضح على قسمات وجهه في مراسم دفن جثمان إخوانه، وأخيراً مع فقيد الأمة العربية والإسلامية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- سطر كل معاني الحب والتفاني، حيث كان قريبا منه يومياً في مقر إقامته بالمستشفى مطمئناً مستقبلاً الزوار في دلالة واضحة على عمق العلاقة وشيم الأخلاق الكريمة. خصال الملك سلمان امتزجت مع خبرة ادارية وعسكرية كبيرة فهو "أب الرياض" وصانع نهضتها الحديثة وله الفضل بعد الله في العديد من المشروعات العملاقة التي تشهدها العاصمة حاليا، وهو المهندس الحقيقي لرياض المستقبل، كما أن تواجده - حفظه الله- في وزارة الدفاع صقل الجانب العسكري في شخصية سلمان القائد. كل تلك الأعمال والمهام الجسام لم تبعد الملك سلمان يوما عن أداء واجبه الإنساني فمنذ عقود و"إنسان" سلمان حضن للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وابتسامته الصادقة وحديثه الأبوي نبراس لجيل من الشباب سواء في الداخل او مبتعثي الدراسة. سلمان كما يعرفه السعوديون محب للثراث والثقافة فذاكرة المواطن تحمل الكثير من جهوده لدعم التنمية السياحية والتراث الوطني في المملكة ومشروعات الحفاظ على التراث الوطني، سلمان كما يعرفه رجال الإعلام فهو صديق لهم، سلمان كما يتذكره السياسيون رجل المهام الصعبة حيث كان له دور بارز في القضايا الخارجية. كل تلك المعطيات تؤكد أن سلمان بن عبدالعزيز هو رجل المرحلة في وقت تواجه المنطقة فيه أخطارا من كل جانب فالمتربصون كثر والحاقدون أصواتهم النشاز تملأ الفضاء وتحاول زعزعة اللحمة الوطنية إلا أن الحكيم سلمان المتسلح بوعي المواطن وثقة الشعب وتجارب السنين وخبرة القيادة قادر بعد توفيق الله من أن يكون درعا يحمي هذا الوطن الشامخ، كما كان والده المؤسس عبدالعزيز واخوانه الذين سبقوه سعود، فيصل، خالد، فهد وعبدالله رحمهم الله.