إن رحلنا فإن ينابيع الاخوة لاتجف ..
ويبقى التآخي كـ غصن رطيب..
ونهرها دفاق لاينضب ولايبخل بالعطاء..
الرحيل .. شاطيء والاخاء الواصل بحرهـ
ويبقى
ويبقى
الـتـــــآخي كـــ غصن رطيب
قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )
الحجرات/ من الآية 10 .
حقوق الأخوة :
ويُسْتَدل بها على صدق الأخوة وصفاء الحب ، منها :
1-الدعاء له .. ما تقدمه لأخيك من دعوات صالحات حيث لا يسمعك ولا يراك ،
وحيث لا شبهة للرياء أو المجاملة ،
قال صلى الله عليه وسلم:( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ،
عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل ) رواه مسلم ،
وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه ،
دعا لأخيه بتلك الدعوة ، لأنها تستجاب ويحصل له مثلها .
2- الوفاء والإخلاص والثبات على الحب إلى الموت،
بل حتى بعد موت الأخ والحبيب ببر أولاده وأصدقائه .
ومن الوفاء أن لا يتغير الأخ على أخيه ، مهما ارتفع شأنه ، وعظم جاهه ومنصبه .
3- بذل النصح والتعليم له .
وإن دخل الشيطان بين المتحابين يوماً من الأيام ،
فحصلت الفرقة والقطيعة ، فليراجع كل منهما نفسه،
وليفتش في خبايا قلبه
فقد قال عليه الصلاة والسلام :( ما تواد اثنان في الله فيفرق
بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما )
رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .
والأخوة في الله لا يوجد فيها أي معاني التعلق أو التملك
فهي علاقة متوازنة بين الطرفين ..
و القلب الممتلئ بالإيمان و محبة الله
لا يتعلق قلبه بمخلوق ..
و ليس فيها العتاب على كل خطأ
فكل منهما يعذر صاحبه ..
وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال:
(لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً).
و إن افترق أحدهم عن الآخر فلا يعني ذلك بأنه قد خانه
و لكن يبقى يكن له المحبة و التقدير و الوفاء له ..
قال ابن الجوزي – رحمه الله - :
كان لنا أصدقاء ، وإخوان ، أعتد بهم ، فرأيت منهم من الجفاء ، وترك شروط الصداقة ،
والأخوَّة : عجائب ، فأخذت أعتب .
ثم انتبهت لنفسي ، فقلت : وما ينفع العتاب ، فإنهم إن صلحوا :
فللعتاب ، لا للصفاء .
فهممت بمقاطعتهم ، ثم تفكرتُ فرأيت الناس بي معارف ،
وأصدقاء في الظاهر ، وإخوة مباطنين ، فقلت : لا تصلح مقاطعتهم .
إنما ينبغي أن تنقلهم من " ديوان الأخوة " إلى " ديوان الصداقة الظاهرة " .
فإن لم يصلحوا لها : نقلتَهم إلى " جملة المعارف " ،
وعاملتهم معاملة المعارف ، ومن الغلط أن تعاتبهم ..
دمتم في محبة ومودة