مع حلول الخريف، يصيب الاكتئاب الموسمي كثيرين، كما يستمرّ خلال الشتاء،
ولا سيّما في الدول التي تتراجع فيها نسبة الضوء الطبيعي، لكن قلّة من المصابين تدرك الأسباب المسؤولة عن هذه الكآبة.
لقد بات معلوماً أن الاكتئاب الموسمي يرتبط بنقص الضوء، وهو يصيب من شخص إلى أشخاص ستة في دول الشمال،
التي لا تسطع فيها الشمس سوى ساعات قليلة في الشتاء.
ولكنّ باحثين دنماركيين أرادوا أن يعرفوا المزيد ويكتشفوا آلية هذه الاضطرابات المزاجية،
فقاموا بمسح دماغ 11 مريضاً يعانون من الاكتئاب الموسمي، 3 شخصاً سليماً، في الصيف والشتاء.
وأظهر هذا المسح، حسبما تقول مؤلفة الدراسة الدكتورة برندا ماك ماهون من جامعة "كوبنهاغن"،
اختلافات كبيرة في مستويات ناقل "السيروتونين" بين الصيف والشتاء، ما يعني أن الباحثين اكتشفوا الطريقة،
التي يعمل بها الدماغ، حين يتوجّب عليه تعديل إنتاج "السيروتونين"، خلال التغيّرات الموسمية.
وتذكر هذه الدراسة أن مستويات ناقل "السيروتونين" لدى الأشخاص، الذين يعانون من الاكتئاب الموسمي،
أعلى من الآخرين في الشتاء، ما يتطابق مع تناقص كبير في مستوى "السيروتونين"،
الهرمون المسؤول عن إيقاع النوم واليقظة، في حين أن الأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب المزاج الموسمي
كانت مستويات "السيروتونين" النشط لديهم مرتفعة طوال الشتاء.
وقد سبق أن تمت الإشارة إلى دور "السيروتونين" في الاكتئاب الموسمي في دراسات أخرى،
ولكن هذه هي المرّة الأولى، التي يتابع فيها الباحثون المرضى في الشتاء والصيف معاً،
ما يؤكد أهميّة العلاج بالضوء في حال الاكتئاب الموسمي.