قد لا يجد الكثير من الرجال مانع في الزواج من نساء أقل منهم في المؤهل التعليمي، بل إن منهم من يجعل هذا الأمر شرطاً في اختيار شريكة حياته؛ حتى تحقق له كل مقومات القيادة وفرض السيطرة.
ولكن في المقابل يرفض آخرون الزواج من امرأة تعلوهم في المستوى التعليمي؛ معتبرين أن ذلك ينقص من مكانتهم ويهدّد فرصهم في فرض أسلوبهم.
فلماذا لا يفضّل بعض الرجال الزوجة صاحبة المؤهل الأعلى وهل هناك من تجارب ناجحة في هذا الصدد؟
في البداية يقول “أحمد مجدي -27 عاماً” إنه يفضّل الزواج من فتاة في نفس مؤهله التعليمي أو أقل منه؛ معتبراً أن الزوجة صاحبة المؤهل الأعلى سيكون لديها شعور بأنها الأكثر تميّزاً عن زوجها؛ ومن ثم ينعكس ذلك على أسلوبها في التعامل معه.
ويرى أن أهم مقومات الزواج الناجح أن يكون الزوج أكثر ثقافة من المرأة وأعلى منها في المؤهل الدراسي وأكبر منها في السن؛ حيث إن توافر هذه المقومات يسعد الرجل والمرأة على حد سواء.
ومن منطلق تجربته يقول “أحمد حسين – معلم” متزوج منذ خمس سنوات بـ”طبيبة أطفال” إن الفارق في المؤهل بينه وبين زوجته لم يشكّل أي عقبة أمام نجاح حياتهما، مؤكداً أنه أول من يسعد بنجاح زوجته وتفوقها في عملها. لافتاً إلى أن زوجته لم تشعره بهذا الفارق على الإطلاق وأن العلاقة بينهما وما يجمعهما من ودّ وتفاهم يجعل هذه الفوارق تذوب ولا تترك أي تأثير.
وتعقّب الدكتورة فاطمة السعداوي، المستشار في الشؤون الأسرية، بأن مؤهل الزوجة الأعلى من الزوج لا يمكن اعتباره سبباً يهدّد استقرار الحياة الزوجية، إلا في حال وجود مشكلة نفسية لدى الزوج أو الزوجة؛ كأن تكون هناك غِيرة كامنة من الزوج تجاه الزوجة أو وجود تعالٍ وتكبّر من الزوجة على الزوج، أو أن تكون هناك فجوة كبيرة بينهما في المستوى الثقافي، مؤكدة أنه بخلاف ذلك لا يمثّل حصول الزوجة على مؤهل أعلى من زوجها مشكلة في ذاتها تهدّد الحياة بالفشل.
مضيفة: هناك تجارب عديدة ناجحة في هذا الصدد ولم يتسبب مؤهل الزوجة الأعلى في حدوث أي مشكلة بين الزوجين، طالما تحققت مقومات التوافق بينهما.
وتابعت: رفض بعض الرجال للزواج من امرأة تعلوهم في المستوى التعليمي يعود للموروث الثقافي المجتمعي والذي تشبعت به الشعوب العربية منذ زمن بعيد، وهو أن الزوج لابد أن يكون هو الأكثر تميّزاً من الزوجة في كل أمور الحياة؛ وهذه ثقافة ظالمة للمرأة.
hgj;htc hgugld fdk hg.,[dk hg.,[dk hgugld