03-26-2021, 01:15 AM
|
|
|
|
|
التطبيل الاجتماعي
قال :
هل سيخلو العالم من المجاملات يوما ما ؟!
أم أننا سنظل نعيش مطبلين مجاملين للأبد .
أثبت التاريخُ :
أن الكل يلجأُ لدرء الشر عن نفسه وجلب المنافع والخيرات
بمجاملته من لديه منفعته وفي قلمه خفضه أو رفعه ،
أي :
كأنه حركات التشكيل نراها رافعة تارة وخافضة وناصبة
تارة أخرى فيا ليتنا لم ننسَ أن الكسرةَ في الممنوع من الصرف
لا يفرق إلا الحاذق بينها في حالتي النصب والخفض !
بل :
ليتنا لم نتناسَ أن الحقَّ سبحانه وتعالى هو الرافع الخافض ،
وهاتان الصفتان وما شابههما من السنة قراءتهما معا كالمعز والمذل.
قلت :
أن التأريخ أثبت ذلك؛
لأتساءل بعدها ما الدوافع التي تجعل بعضنا مطبلا مجاملا
اجتماعيا أيضا أمام شخص لا يملك نفعنا ولا ضرنا أبدا.
يعجبني :
بيت أحمد شوقي الذي قيل أن راقصة تابت فورَ سماعه :
خدعوها بقولهم حسناء * والغواني يغرهن الثناء
نعم :
غرّ بعض من يرين أنفسهن مغردات ، أو مثقفات ،
أو كاتبات أو جميلات تكالب بعضُ الشباب عليهم في
مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات كما غرَّ بعض الشباب
حسن صورهم ،وجمالهم وتطبيل أصدقائهم بما يمتلكونه من مميزات ،
أو :
سيارات أو مقلمة أظافر ؛ فين هذا وذلك اختلط الحابل بالنابل ،
وتبدلت المفاهيم وماتت القيم وصار الجميع يتغنون متباكين على
اللبن المسكوب ((وابكِ المنازل بعد الظاعنين دما..إن لم ترَ
الدمع يقضي عنك ما وجبا)).
والنتيجة ؛
رأينا أنفسنا مظلومين بنفس العين التي يرانا الطرف الآخر
بها بأننا ظالمين. حتى لا تتوقف عجلة الحياة عند منعطف خير ،
وتنتحر الآمال عند مصارع الحقيقة التي ندركها متأخرين ،
ولم :
يبقَ في البرواز إلا بلورا مهشما مكسورا.,
وقبل أن أختم أذكر قصة قرأتها أن شخصا سألوه عن صديقه
في مسألة زواج فقال :
لا أعرفه ، لم أصحبه في سفر ولم أجربه في خطر
أي أمر يثبت باطنه ومواقفه .والآن أطرح بين يديكم موضوعي هذا:
1- هل ترى كلامي بعيدا عن الواقع أو واقعا أو شيئا مبالغا فيه،
واقنعني لماذا؟
2- من وافقني أو خالفني هاتِ لي قصة تذهب بالنظرة
السوداوية التي أراها حاليا أو اشرق بها علي بأمل يعيد لي ما فات؟
3- هل تؤمن أن أعضاء القروب الواحد (في الواتساب ألخ)
متحابين متناصحين لا متناطحين رغم أن بعضهم ينسفنا نسفا
ويذكرنا بما لم يعلق بذاكرتنا من مواقف لأننا لم نقصد به شيئا ؟
4- هل تؤمن بعبارة الناجحون يبحثون دائما عن الفرص لمساعدة الآخرين ،
بينما الفاشلون يسألون ماذا سوف نستفيد نحن من ذلك؟
وجواب ذلك :
في ميدان الأخوة كان من المنطق والواجب أن يكون
حسن الظن هو المحافظ على أمشاج التلاقي واستمرار التواصل ،
وأن :
يكون استجلاب الملاطفة والتحفيز هو وقود العطاء ،
واستمطار المحبة والاخاء ،
وما نعيش واقعه في عالم التواصل وذاك التجانس والتداخل ،
والتشابك يحتم علينا :
التحري
و
الدقة
و
الحرص
على مراعاة المنطوق والمكتوب ، كي لا يَفرط منا "حرف طائش"
غير مقصود ،ليُحطم ويهدم قواعد البنيان لتلك الصداقة ،
والتعارف ، لنكون بذلك رهيني الأحزان والهموم والغموم ،
ما نلمسه :
هو ذاك الاحساس المرهف المبالغ فيه _ في غالب الأحيان _
والذي هو موهن لكل علاقة ، حتى يكاد من ضعفه ووهنه أن يكون
أوهن من خيط العنكبوت !
بحيث :
يجعل من الصداقة والأخوة قائمة على " جُرفٍ هارٍ"
يكاد أن ينقض ويسقط على رؤوس المتوادين !
من هنا :
لابد أن يكون لذاك الخطر من طوق نجاة ومن تسوير
ووسائل وقاية للحفاظ على مشعل الأخوة ،
ومن ذلك تلكم " المجاملة " التي تطفي نار الفرقة ،
وتُجلّي من القلب الشُقة ،
ولا أعني :
بذلك أن نجعل من نخالل ونوادد يهيم بوجهه في الخطأ !
ونحن نصفق له ونهتف على الأثر! فهناك من الأمور ما نداري
بها وما نقي أنفسنا بها الشر إذا ما تجاوزنا الأخوة والصداقة من ذلك الحد ،
ففي الحياة :
نواجه الكثير من صنوف البشر الذين يتمايزون في مشاربهم ،
وأخلاقهم وأحوالهم ، فكان لزاما أن يكون منا لذاك ومن ذاك على حذر .
تفكرت في فعل النبي _ علية الصلاة والسلام _
الذي جاء في هذا الحديث المروي عنه :
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ, أَنَّ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ :
((اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, فَقَالَ:
ائْذَنُوا لَهُ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ أَوْ ابْنُ الْعَشِيرَةِ,
فَلَمَّا دَخَلَ : أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ, قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ,
قُلْتَ الَّذِي قُلْتَ, ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْكَلَامَ,
قَالَ :
أَيْ عَائِشَةُ: إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ أَوْ وَدَعَهُ
النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ)) .
إنسان شرير بطاش لا يرحم، فإذا داريته تلطفت معه ،
بششت في وجهه من أجل أن تدفع شره, فهذا من المداراة .
ولا يعني :
هذا هو الموافقة والمسايرة لظلمه وإعانته عليه .
( ادْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) .
المُدَارِي ( وهو المُجَامِلُ أيضا ) فلا يُضمِرُ الشر لأحد ،
ولا يسعى في أذية أحد في ظاهر ولا في باطن ،
ولكنه :
قد يظهر المحبة والمودة والبِشر وحسن المعاملة ليتألف
قلب صاحب الخلق السيء ،
أو :
ليدفع أذاه عنه وعن غيره من الناس ، ولكن دون أن يوافقه
على باطله ،أو يعاونَه عليه بالقول أو بالفعل .
وهو عكس النفاق :
إذا أُطلق لفظ النفاق فإنه يستوحي معانيَ الشر كلها ،
ولم يكن النفاق يوما محمودا ولو من وجه ما ،
ويعرِّفُه :
علماء السلوك بأنه إظهار الخير للتوصل إلى الشر المضمر .
فالمنافق :
لا يبتغي الخير أبدا ، وإنما يسعى للإضرار بالناس
وخيانتهم وجلب الشر لهم ،
ويتوصل إلى ذلك بإظهار الخير والصلاح ،
ويلبَسُ لَبوس الحب والمودة .
هناك :
خيط رفيع بين " النفاق والمجاملة " وإن كان ذاك الخيط يحوي
بين ضفتيه معانٍ عظيمة تجعل ما بين المصطلحين
بوناً سحيقاً ،
وما :
عنيته ما بين هذا وذاك لكون البعض من الناس يرى بمنظوره ،
ولعل وقوده في ذاك الذي استقر في قلبه وفكره من معطيات تضافرت
ليكون الاستنتاج والنتيجة من خلال ذاك ،
من هنا :
كان لزاما علينا دراسة الوضع قبل الحكم
_ أتحدث بشكل عام _من أجل التفريق بين هذا وذاك .
تلكم :
المجاملة في نظري هي طب القلوب ومسكنة لما في القلب يمور ،
وإن كان في المقابل نُراعي " الكم والكيف " وظرفي " الزمان والمكان " ،
كي لا يزيد الأمر ,ويتجاوز بذلك حده " لينقلب ضده " !
ولا أنكر _ رأي شخصي _ :
أن يدخل في تلكم " المجاملة " هدف ومصلحة آنية
تخرج عن سياق الصداقة والأخوة حين تتحول لمشروع دنيوي دني ،
وفي أثناء ذلك يخرج الأمر عن معنى المجاملة الحميدة المحمودة ،
لتصل وتتصل بأطراف النفاق الذي من ضمن معناه هو :
" إضمار الشر وإطهار الخير من أجل الشر " !
لا :
أن تكون السريرة صافية ،
ومن تلكم المجاملة والمداراة استقطاب البعيد ،
وارجاعه لحوزة الصراط المستقيم .
وما :
على الواحد منا أن يكون نسيج نفسه ،
وأن يكون هو المحرك وهو الباعث لكل خير .
وتبقى :
الناس أجناس وخليط يحوي ويحتوي على :
الصالح ، والطالح ،
والوفي ، والخائن ،
والمنافق ، والموادد
الموادد :
ذاك الذي يسعي لتقريب البعيد ،
وزرع الخير ،ووأد الشر وقلع :
الشقاق
و
الجفاء
و
الهجر .
hgj'fdg hgh[jlhud hgj'fdg hgh[jlhud
**
*
|
8 أعضاء قالوا شكراً لـ طبعي حنون على المشاركة المفيدة:
|
|
03-26-2021, 03:18 AM
|
#2
|
رد: التطبيل الاجتماعي
متصفح أنيق ورآقي بمحتوآه
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحك متوهّجاً بِروَعَةْ طرحك
|
|
رحيل /سمو /معاذير غربة خلود حكاية عشق و عين هيبة شموع
أما عن كفة الأصحاب ، أنا حظي عظيم
محاطة باصدقاء* مثل النور
ياربّ لا تجعلني أرى فيهم حزناً ولا همَّاً ولا تعباً ،
واجعلني أرى فيهم فرحاً و سروراً
[/LEFT]
|
03-26-2021, 04:49 AM
|
#3
|
رد: التطبيل الاجتماعي
|
|
The surface treatment of your people succeed
|
03-26-2021, 04:58 AM
|
#4
|
رد: التطبيل الاجتماعي
اشكرك على ذائقتك المميزه
وتوقفك عند نقطه كان لابد ان توضح منذ امد
المجامله امر محمود
ولكن المنفعه الشخصيه المصاحبه بضرر لبشر مذموم
لانها لم تصبح مجامله بل نفاق
وقانا الله و اياكم من حبائله وشروره
بالطبع لن اضع قصه او موقف فقد كفيت ووفيت
ولكن فقط اذكر نفسي و اياكم
بان نتقى الله كاننا نراه في كل قول وعمل
اشكرك مره اخرى على الانتقاء المميز
في امان الله وحفظه
|
|
|
03-26-2021, 11:12 AM
|
#5
|
| | | | |