يُعدّ البكاء أحد المظاهر الانفعاليّة التي غالبًا ما يمرّ بها الإنسان في مراحل حياته المختلفة، وترافق عملية البكاء بعض الدموع وهذا أمر يميّز البشر، وقد يبكي الشخص للعديد من الأسباب المختلفة، منها ما يتعلّق بالفرح، أو الحزن، أو من الشعور بالآلام الجسدية، أو بسبب التعرّض لضغوط الحياة، أو بسبب الإصابة بالإحباط، وأيضًا البكاء المتعلق بالشوق والفراق والحنين، وأنواع البكاء التي تحدث بسبب الغضب، فتوجد أمور كثيرة لا حصر لها قد تسبب البكاء[١]. أسباب كثرة البكاء توجد عدة أسباب محتملة للبكاء الذي لا يمكن التحكم به، وهي كما يأتي[٢]: الهرمونات: فمن المعروف أنّ النساء عادةً ما يبكين أكثر من الرجال، فهذه نظرية قوية تبين أن الهرمونات تؤثر على حدوث البكاء بين الجنسين، فهرمون التستوستيرون وهو هرمون ذو مستوى عالٍ في الرجال، قد يمنع البكاء لديهم، بينما هرمون البرولاكتين وهو هرمون يوجد بمستويات أعلى لدى النساء، قد يشجع على البكاء، وعامّةً فإنّ الهرمونات تساعد في كيفية عمل الجسم، ويمكن أن تسبب مجموعةً واسعةً من الأعراض، وبالتالي في حال المعاناة من أيّ شيء قد يؤثّر على هرمونات الجسم، مثل النوم، أو الإجهاد، أو تناول بعض أنواع الأدوية، من المحتمل أن يؤثّر ذلك على مقدار البكاء. البكاء في الحمل: يُعدّ البكاء في الحمل أكثر أمر شائع، فيمكن للمشاعر السعيدة والحزينة أن تثير الكثير من الدموع في فترة الحمل، وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدّي لبكاء الحامل بطريقة لا يمكن السيطرة عليها، منها التغييرات الهرمونية الكبيرة في الجسم، والإرهاق من التغيرات الجسدية في الجسم خلال الحمل، والشعور بالإرهاق مع كل الاستعدادات لإنجاب طفل، وزيادة حدوث الاكتئاب. نوبات البكاء مع القلق والتوتر: يُعدّ الإجهاد رد فعل طبيعيًا على بعض الأحداث اليومية في الحياة، فالإجهاد يجعل جسم الإنسان وعقله في حالة استعداد لما يحدث، لكنّ الضغط المستمر قد يؤدّي لإصابة الشخص باضطراب القلق، وقد يمنع القلق من القيام بالأشياء التي يريدها الشخص، وتتضمّن علامات القلق الأخرى؛ الأفكار المتسارعة، والخوف الزائد والقلق، وزيادة معدل ضربات القلب، والهلع، ومشاكل في النوم، وتوتر العضلات، ومشاكل الهضم. الإنهاك: كثير من الناس الذين يصيبهم الإرهاق والتعب هم أسرع بالبكاء، لذلك يجب أن يحصل الإنسان على قسط من الراحة، خاصّةً في حال عدم الحصول على ما يكفي من النوم أيضًا، وقد يستغرق هذا الأمر وقتًا طويلًا للعودة من العجز في النوم، فالبالغون يحتاجون من سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة، والنوم في أوقات غير عادية لا تساعد على الراحة، لأن الهرمونات الطبيعية تجعل العقل متعبًا ويحتاج إلى النوم طوال الليل، وتجدُر الإشارة إلى أنّ التوتر والقلق قد يزيدان من الشعور بالتعب والإرهاق. نوبات البكاء الناتجة من الإصابة بالاكتئاب: فالاكتئاب حالة طبية غالبًا ما تبدو مثل الحزن أو الإرهاق أو الغضب، فالبكاء غير المبرر قد يكون علامةً على الاكتئاب، على الرغم من أنه من الطبيعي أن تكون حزينًا في بعض الأحيان، فالمصابون بالاكتئاب يعانون من حزن غير مبرر لمدة أسبوعين أو أكثر، وتتضمّن الأعراض الأخرى للاكتئاب؛ تغييرًا كبيرًا في أنماط الأكل والنوم والوزن، والقلق، والتهيج، والتشاؤم أو اللامبالاة، والإرهاق أو الخمول، والشعور بالذنب، وعدم القدرة على التركيز، وعدم الرغبة بالمشاركة الاجتماعية، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كان الشخص يستمتع بها، والأفكار المتكررة عن الموت أو الانتحار، ويختلف الاكتئاب من شخص لآخر، وقد يحدث هذا لأيّ شخص، على الرغم من أنه أكثر شيوعًا بين النساء، وعادةً ما يحدث بين سنّ 25 إلى 44 عامًا. نوبات البكاءالناتجة عن الإصابة باضطراب ثنائي القطب: وهو سبب شائع للبكاء لا يمكن السيطرة عليه، يُطلق عليه أيضًا اسم الهوس الاكتئابي، وهو تغييرات شديدة في الحالة المزاجية من المشاعر المرتفعة والمنخفضة، كما يعاني الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب أيضًا من أوقات الإثارة والهوس والطاقة، وتتضمّن الأعراض أيضًا، تقلب المزاج غير المتوقع، والتهيج، والاندفاع، وخطاب السباق والأفكار، وأوهام العظمة، والهلوسة. فوائد البكاء يشير العلم إلى أن البكاء له مجموعةً من الفوائد، كما يأتي[١]: يؤثر مباشرةً على تهدئة الناس، ويساعد في الشعور بالاسترخاء. يعزز المزاج، ويساعد في رفع معنويات الناس وجعلهم يشعرون بتحسن وتخفيف الألم. يطلق السموم ويخفف التوتر، فعندما يبكي البشر استجابةً للتوتر، فالدموع تحتوي على عدد من هرمونات التوتر والمواد الكيميائية الأخرى، إذ يمكن أن يقلل من مستويات هذه المواد الكيميائية في الجسم، والتي بدورها يمكن أن تقلل من الإجهاد. يساعد على التخلص من قلق النوم، فالبكاء يساعد الأطفال على النوم أفضل، أما تأثيره على البالغين لم يتم بحثه بعد. يحارب ويقتل البكتيريا، ويحافظ على نظافة العينين، إذ تحتوي الدموع على سائل يُسمّى الليزوزيم. يُحسِّن الرؤية، فالدموع التي يطلقها الجسم عندما ترمش العينين، تساعد على إبقاء العينين رطبةً، وتمنع الأغشية المخاطية من الجفاف، فتصبح الرؤيا أكثر وضوحًا. أشكال الاكتئاب عند النساء توجد أشكال مختلفة من الاكتئاب الأكثر شيوعا عند النساء، وهي[٣]: الاضطراب الاكتئابي: ويُعد من أشكال الاكتئاب الشديدة، لأن المرأة تفقد قدرتها على إيجاد المتعة في الأنشطة التي كانت تتمتع بها ذات يوم، كما يؤثر على قدرة المرأة على العمل والنوم وتناول الطعام بطريقة طبيعية وفعالة، ويؤثر سلبا على العلاقات الشخصية والاجتماعية مع الاكتئاب الشديد، وتدوم هذه الحالة غالبًا لفترة طويلة مع انخفاض تقدير الذات. اكتئاب ما بعد الولادة: ويشار إلى هذا النوع باسم كآبة الطفل، ويحدث هذا بعد ولادة الطفل، وتبدأ الأعراض النموذجية لهذا النوع من الاكتئاب في الأشهر التي تأتي بعد الولادة، وقد تحدث عند بعض النساء أثناء فترة الحمل. اضطراب عسر المزاج: ويُعدّ أكثر اعتدالًا من أنواع الاكتئاب الأخرى، ويستمر هذا الاكتئاب لمدة عامين أو أكثر. اضطراب مزعج سابق للحيض: وهذا النوع يرتبط بدورة الطمث لدى المرأة، فتتقلب هنا المزاجية الحادة والقلق والأفكار السلبية في الأسبوع السابق لبداية الحيض، وتبدّد بمجرد بدء فترة الحيض، كما تؤثر على العلاقات الشخصية وتتدخّل في الأنشطة اليومية. علامات الاكتئاب يؤثّر الاكتئاب على أشخاص مختلفين بطرق وبدرجات مختلفة، فيتعرف الأطباء لمستويات متنوعة للإصابة بالاكتئاب، منها الخفيفة، والمعتدلة، والحادة، لذلك من الضروري طلب المساعدة للأشخاص الذين يشعرون بالاكتئاب ويصعب عليهم إدارته، وأخذ الموضوع بجدية، فقد تكون بعض الأعراض الملحوظة عليه علاماتٍ لمشكلة أعمق بكثير، ويمكن أن تتضمّن هذه الأعراض ما يأتي[٤]: الأعراض العاطفية والعقلية للاكتئاب: وتتضمّن المزاج المنخفض المستمر مثل الحزن، والشعور بالذنب، والتشاؤم، والعجز واليأس، والبكاء أكثر بكثير من المعتاد، والمشاعر السلبية تجاه نفسه وأحيانًا الآخرين، وانخفاض الدافع للمشاركة في الأنشطة، وفقدان الإهتمام والتمتع في الأشياء التي يحبها عادة في الحياة، والتهيج، والانسحاب الاجتماعي، وزيادة القلق أو نوبات الهلع، والأفكار أو النوايا الانتحارية، وإيذاء النفس، والشعور بأنه لا يستحق الحياة، وتدني احترام الذات، وإيذاء النفس. الأعراض الجسدية للاكتئاب: ويمكن أن تتضمّن النوم الكثير أو القليل والمضطرب، واضطراب الشهية، ونقص الطاقة والتعب غير المبرر، والتفكير الغامض وصعوبةً بتذكر الأشياء، وضعف التركيز والتنسيق، ونقص الرغبة الجنسية، وتفاقم الآلام الموجودة من قبل، والشعور الذي يجعل الشخص يتحرك أو يتحدث بسرعة أقل من المعتاد