في إحدى الليالي بالشتاء، جاء شاب للمسجد بإحدى البلاد العربية، وقف بجوار المسجد وكان يبدو على ملامحه أنه شاب غير ملتزم كليا بالتعاليم الدينية، كان يدخن وقد قص شعره بطريقة يقال عنها في أيامنا أنها من الموضة وما شابه ذلك.
أخبر أنه يريد إمام المسجد، وعندما خرج إليه الإمام مهرولا يريد أن يعرف ما به، أخبره الشاب بصوت خشن: “يا شيخ إن معي اثنين من الهنود قد أسلما علي يدي”!
تعجب الإمام من حديثه، وسأله متعجبا: “أسلما على يدك أنت؟!”
فشكله وهيئته وملامحه لا تدعو لذلك، ظن الإمام حينها أنه بهذا الوقت المتأخر من الليل أن عقل هذا الشاب غير نطاق العمل (ربما يكون مخمورا أو ما شابه ذلك).
فقال الشاب بنفس الصوت الخشن: “تعال معي وستراهما بسيارتي”.
فقال الإمام: “هيا بنا”.
وأول ما وصلا بالفعل رأى الإمام
رجلين من الهند، وبمجرد أن ألقى عليهما تحية الإسلام رداها إليه، وسألهما عن ديانتهما فأخبراه بأنهما كانا هندوسيين، ولكنهما الآن قد أسلما على يد هذا الشاب، وأشارا إليه، ونطقا في الحال الشهادة.
فقال الإمام للشاب: “وكيف حدث ذلك؟!”، ولا تزال الحيرة تأكل جزءاً من قلبه.
فقال الشاب: “تعطلت سيارتي فذهبت للورشة التي كانا بها، وجاءا ليصلحا السيارة، فسألتهما هل أنتما مسلمان؟
فقالا لي إننا هندوس، فسألتهما ولم لا تسلمان لله وحده؟!
فقالا لي (نحن لا نعلم شيئا عن الإسلام)، فتركت السيارة ليصلحاها وذهبت للمكتبة الإسلامية وقمت بشراء بعض الكتب لأجلهما، وعدت إليهما.
وبعد أسبوع عدت للسيارة، ولكنهما كانا لم ينتهيان من إصلاحها، كنت قد ذهبت إليهما بعدما اشتريت كتباً أخرى، أجلا السيارة لمدة أسبوع آخر، وعندما ذهبت بعد الأسبوع كنت في سيارة أخي فوجدت واحداً من نافذة السيارة اليمنى والثاني من النافذة اليسرى، أخبراني أنهما يريدان أن يعتنقان دين الإسلام، وسألاني ماذا نفعل؟
فأخبرتهما أن ينطقا الشهادتين خلفي، وبالفعل كلاهما نطق بالشهادتين في الحال، ولكنهما سألاني سؤالاً واحداً في نفس الوقت (وماذا سنفعل بعدها؟!).