الرِّياحُ في الخارج تعوي وكأنها تبحثُ عنهم
طَرَقَتْ كلَّ الأبوابِ فلم يستمعْ إليها “ أحد ”
فالذين كانوا هنا حرَّكوا نسمات الرَّحيل “ بأكفِّ ” الوداع ثم غابوا .. فعصفت الرِّيحُ وبكتْ !.
تُحزنني قطراتُ المطر التي تطرقُ بخوفٍ نافذتي
وذلك الضوء الخافت المنبعث خجلاً من أعمدة نهاية الشارع المعتم
ومواء قطَّةٍ جائعة تنبش في فضلات الجيران غير عابئة بالبلل !
يا ترى هل تدركُ تلكَ القطَّه معنى " الضياع و الألَم " ؟!.
وردة الخرافة
مَنْ أنا ؟ لا أعلمُ شيئاً عَنيِ ..! جُلُّ مَا أعرفَهُ أننيِ أنُثى بَائِسة سقَطتْ سَهواً فيِ طرق الحياة
لَمْ أكن سِوى أضحوكة للبشر .. ونخَلة هرمة شَاختْ قبل أنْ يُزهَر شبابها لا أعلم كثيراً عَنيِ سِوى أنني مُكبَّلة بسلاسل الماضي
أمشيِ بذاكِرةٍ مُوجِعه أحمِلُها على ظَهريٍ المحنيِ .. أبحثُ عَني منذُ زمَنٍ بعيد ..ٍ وحين وجَدتُ مَنْ ظننتهُ يعَرفنيِ ..
اكتَشفتُ أنه لا يعرف حتى نفسهُ ، وبه اكتملتْ فَصولُ ضياعي وسأبقى مُسافرةً أبحثُ عن دليل كيانيِ.
ثمالة
تاهتْ بوصلتي .. والوقتُ يمتصُّ بقايا ساعاتي .. ويحطِّمُ أشرعتي
أسيرُ وحيدةً بين الجراحِ .. بسفينةٍ خاوية قبطانها بلا ذراع !
أدورُ في أرجاء محنتي ، بصدرٍ مُعبَّأ باليأس .. ترافقني وحدتي ورياح الاغتراب ..
وتُطاردني أشباحُ الغياب ؛ تُحيطُ بي كالظمأ ، وليس في جعبتي مرفأ ولا مجداف ،
توغلتُ حتى وجدتني -في آخرِ المطاف- أرسو على صخرةٍ صلدة .. احتضنتها وبكيت !.
بائعُ ديدانٍ سقيم
عفواً أيها الرَّجل : إنْ حزمتَ حقائبكَ ورحَلتَ .. فلا تهدِّد بالذهابِ إلى امرأة أُخرى ، ارحلْ بصمتٍ .. واتركْ لها كبرياءها .
ما أصَعبَ أنْ تشعُرَ أنكَ الإنسانُ الَوحيدُ على سطحِ الفَشل ! ترسمُ أحلامكَ بطبشور الوهم .. وتكتبُ -بخطٍ بربري- أمنياتكَ على لوحٍ من الثلجِ !
الوحدة .. غرفةٌ مُؤصَدة .. ووهمٌ يحتلُّ مسَاحَاتيِ الفارغِة ، وحبيبُ الأمس أخذَ آخرَ لَحظة فرحٍ كَانت في جيبِ قلبيِ ، وهَا هو اليَوم ، يرمي بالحَجر فيِ بحْري الهَائج ، و يُزمجر بالأباطيل ..
يا مَنْ كنتَ حبيبيِ : لا غرَابة إنْ تَمنيتُ رجوعَ عقَارب الزَّمن إلى الوراء .. كي أمحو تاريخكَ البائِس مِنْ حياتي ! وَتُباغتنيِ معَاولُ الخَيبة لتَحصدَ كل مَا زرعت ،"من يحبكَ فعلاً : ليس من يبكي عليكَ حينما تَموت ، بل الذي يموتُ حينما تبكي أنتَ !".
عِراكٌ بين وجعيِ و حُبكَ ! لَمْ أشْتكِ يَوماً .. ولَم أخْذِلكَ ، بل و حتَى العِتاب كنتُ أخافه ! عَاهدتُ نفَسيِ أنْ لا أقَومَ بذلك مِنْ فَرط الوَجَع ، وأغْمضتُ عينيِ .. و لمَ أفقْ إلى الان ! أعَتذرُ جداً .. !! لأنني كنتُ أرى عَجرفَتكَ ( ثقة) .. عَصْبيتُكَ ( قوة ) .. هدُوئكَ (شموخ) .. شَكّكَ (غيرة ) .. وفيِ حقيقةُ الأمر..... أنكَ -في حياتي درسٌ علَّمَ النبضَ أنْ لا يخفقَ للأغبيَاء !.