كلنا نحفظ قول الله تعالى :
( ولا يَغَتب بَعضُكُم بَعضَا أيُحِبُ أحًدُكم أن يأكُلَ لَحمَ أخِيه مَيتَا فَكَرِهتُموه )
والحديث الشريف :
( لما عَرَجَ بي ربي عزَّ وجلَّ مرَرْتُ بقومٍ لهم أظفارٌ مِنْ نُّحَاسٍ ، يَخْمِشونَ وجوهَهم وصدورَههم ، فقلْتُ : من هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذين يأكلونَ لحومَ الناسِ ، ويقعونَ في أعراضِهِم)
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5213
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كلنا نريد الخير لأنفسنا ولغيرنا ، وكم نحب أن نكون من الذين حفظ الله لهم ألسنتهم إلا فيما يرضيه عز وجل ، ولو سألنا أنفسنا هل الغيبة مما يرضاه الله تعالى ، لقلنا حتمًا بأن الغيبة قد نهى عنها الله وشبه صاحبها بآكل لحم أخيه ميتًا ، لكن إن حاسبنا أنفسنا حُق المحاسبة لوجدنا أننا نخوض فيها وقد لا نشعر ، نعم قد لا نتكلم ونهزأ ونغتاب ولكن قد نكون من الراضين عما يقال وقد نجامل وقد نضحك وقد نغمز وقد ، وقد ...
سؤال..استماع الغيبة هل هو غيبة ؟
قال شهاب الدين محمد بن أبي أحمد أبي الفتح : واعلم أنه كما يحرم على المغتاب ذكر الغيبة فذلك يحرم على السامع الاستماع إليها فيجب على من يستمع إلى إنسان يبتدأ بالغيبة أن ينهاه أن لم يخف ضررا ،فإنه من خافه وجب عليه الإنكار بقلبه ومفارقة ذلك المجلس إن تمكن من مفارقته فإن قال بلسانه اسكت وبقلبه يشتهي سماع ذلك ..قال بعض العلماء أن ذلك نفاق .
.. أنسينا بأن الله رقيب وأن كتابًا يحصي كل شيء كبيرة وصغيرة ، قد نستهين بكلمة وننساها لكنها لا تنسى في موازين الأعمال ، فهاهي أمنا عائشة رضوان الله عليها وعلى أبيها حين نعتت صفية بالقصيرة قال لها نبينا صلوات الله وسلامه عليه روحي له الفدا : لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته ، يا الله عفوك! كلمة نستهين بها وهي عند الله عظيمة ، يا الله ما بالنا أطلقنا العنان لألسنتنا وقد علمنا قول نبينا " وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " صححه الألباني
رحماك ربنا فكم تكلمنا وما أحصينا كلماتنا ..
أترانا بعد هذا والأمر أوسع مما كتبت ليس أن نغتاب أحد، بل هل سنسمح لأحد أن يغتاب أمامنا ؟
لنعلم بأننا ذوو خطأ وزلل ولكن لنجاهد أنفسنا رويدًا رويدًا ومن جاهد نفسه في الله فسيهديه.وإني أذكر نفسي وإياكم بتلك العجوز رحمها الله التي توفيت بحسن خاتمة نرجوها ونحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحد ، وحين سُئل عن حالها أُخْبروا بأنها ذاكرة لله تعالى ولا تغتاب ولا تسمح لأحد أن يغتاب عندها أبدًا وإلا قامت من ذاك المجلس ، سبحان الله أين نحن من حالها ؟! ومن همتها وجَلدها !
هي همم بلغت القمم ، هي نفوس سمت نحو السماء محلقة راجية ما عند الله وهو خير وأبقى .. اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل .. اليوم في العمر فرصة للتوبة والاستغفار وطلب العفو والصفح وغدًا لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، وهناك قبر ونشر وحشر ،، لنعلنها ولنتواصى بالصبر والتذكير الطيب عل الله أن يغفر لنا ويرحمنا ويتجاوز عنا ..
لن أطيل فعذرًا ويعلم الله أنها زفرات أبت إلا الخروج من قلب أخت في الله وربي لست بأحسنكم ورحم الله حالنا وغفر لنا وستر عيوبنا وعفا عنا في يوم تشيب فيه الولدان وحفظ لنا ألسنتنا إلا فيما يرضيه عنا..
وهمسة لي قبل الجميع إن كنا قادرين على حر لظى فلنطلق لألسنتنا العنان ، وإن كنا تناسينا القبر وظلمته ووقفتنا أمام جبار السماوات والأرض
وهو القائل عز وجل :
( وقفوهم إنهم مسئولون )
اسأل الله لي ولكم الهداية والعافيه