تقليد الكبار
فيما ترى الدكتورة سوسن عبدالخالق زكي، اختصاصية الطب النفسي بمجمع الأمل بالدمام، أن تقليد الصغار لأحد الوالدين من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يعتبر أزمة، وتعزو سوسن ذلك إلى أنّ الطفل في المراحل العمرية المبكرة يقلد والديه للفت الانتباه، إضافة إلى أنه بحاجة إلى قدوة دائمة، ويجد والديه أمامه باستمرار، فيتقمص سلوكياتهما التي قد تكون محرجة، خاصة عندما تكون أمام الناس، أو المجتمع،
والحل الطبيعي أن تشرح والدة الطفل له منذ البداية أنها تعاني من مرض، وأنه ابتلاء من الله، حتى يتفهم لماذا لا تستطيع والدته مثلاً أن تمشي، أو أن ترى، وعليها أن تجعل الطفل يجلس برفقة أقرانه بشكل أكبر من جلوسه بالمنزل، لتكون استجاباته طبيعية، وملائمة.
ونفت الدكتورة سوسن، أن يكون تقليد الطفل لأحد والديه من ذوي الاحتياجات الخاصة مؤشرًا على خلل، أو اضطراب في التربية، ولكنه من باب أن باستطاعته أن يفعل كما يفعل الكبار، وحول تأثر الطفل من سخرية أصدقائه عندما يكون أحد والديه من ذوي الاحتياجات الخاصة أجابت: «للأسف فإن الكثير من الأطفال يواجهون هذه المشكلة، وعند استمرار سخرية الطفل من أحد والديه، فإنّ الأمر يتطور إلى أنه قد يفقد أصدقاءه، ويرفض اللعب معهم، وينعزل عن المجتمع، وينطوي على نفسه، أو أن يكره والديه، وتتكون فجوة في علاقته بهما»، ونوهت الدكتورة سوسن بدور الآباء، والأمهات بتوجيه الأطفال الذين يسخرون من إعاقات الآخرين، وتعليمهم أنّ الصحة أو الإعاقة ابتلاء من الله سبحانه وتعالى.