عندما سأل عليها أخبروه بأنها قد ذهبت لإحدى صديقاتها للدراسة حيث أن الامتحانات قد أوشكت، ثار غاضبا على والدتها ووالدته حيث أنهما تركاها تخرج من المنزل في حين أنه كان يمكنهما استقبال صديقاتها جميعهن وبأي عدد، لام عليهما لفعلتهما هذه، وانتظر لحين عودتها ومن شدة شوقه لرؤيتها، وتلهفا عليها، وعندما جاءت كانت المفاجأة الصادمة بالنسبة لها، لقد وجدته بوجهها بعد غياب دام لمدة عام.
لم تكن لتتعرف على هذا المدرس إلا حينما غاب عن عينيها، أول ما رأته شعرت بالارتباك الشديد، وقد شعر أن بها أمرا ما بالرغم من الصمت الهيب الذي خيم عليها.
الشاب: “كيف حالكِ؟!، ألم تشتاقين لي؟!”
الفتاة: “حمدا لله على سلامتك، لقد اشتقت إليك كثيرا، ولكن لماذا لم تخبرنا بموعد قدومك؟!”
الشاب: “لماذا؟!، هل لأنكِ كنتِ ستنتظرينني بالمطار بدلا من انتظاري إليكِ قرابة الخمس ساعات؟!”
الفتاة: “لطالما انتظرت قدومك بل توسلت إليك لتأتي ولكنك هل استجبت لتوسلاتي إليك؟!”
وهمت الفتاة بالرحيل، لم يدري الشاب لم شعر بالذنب تجاهها بمجرد الكلمات التي ألقتها إليه بجفاء قبل رحيلها؛ شعر وكأن سوءا قد مسها بغيابه الأخير، ومهما فعل ليخفي هذا الشعور والإحساس به إلا أنه لم ينجح في ذلك.
ومهما حاول جاهدا لإرجاع شخصيتها المرحة التي تعود عليها إلا أنه يفشل دوما، يسألها دوما عن حالها وعن دراستها ولكنها تحاول على قدر المستطاع أن تتجنب لقائه لكي تتجنب أسئلته التي لا تنتهي أبدا.
وبعد كثير من التفكير الملي رأى أنه لابد له من مراقبتها عن كثب، وبالفعل تتبعها دون أن تشعر، ورأى أن كل شيء بحياتها يسير بشكل طبيعي إلا يوم عطلة نهاية الأسبوع، حيث أن الأمور لا تسير به بشكل طبيعي على الإطلاق.
استأذنت من والدتها الذهاب لصديقتها، ولكن والدتها اعترضت حيث أنها تلقت تعليمات صارمة من الشاب بعدم خروجها من المنزل للقاء صديقاتها، وأنهن يأتين إليها وقتما شئن؛ ثارت الفتاة غاضبة ولم يدرون لماذا كل هذه الثورة من أجل شيء لا يذكر مثل ذلك.
الفتاة: “لماذا تتعاملون معي بهذه الكيفية وهذا الشكل، لقد أًبحت كبيرة كفاية لأخرج وقتما أشاء وأينما شئت، أنتم لن تقيدون حركتي، وسأخرج في الحال، ودعوني أرى من سيمنعني بكم”.
عندما رأى الشاب ثورتها تمنى لو استطاع أن يضمها لصدره، ولكن صلة القرابة بينهما لا تسمح بعد بهذه الخطوة، تمنى حينها أنها لو كانت زوجته وإلا لما تردد ثانية في ضمها لصدره، شعر بأن قلقه يزداد حيالها أكثر فأكثر.
ادعت أنها دخلت غرفة نومها حزينة، وأنها لن تكلم أحدا فيهم، ولكنه مازال حائرا يفكر في أمرها، أمن الممكن أن تكون اكتسبت بعض الصفات السيئة من صديقاتها من تذهبن لهن في الفترة الأخيرة، شغل باله بأشياء كثيرة، والمشكلة أن كلها أسوأ من بعضها البعض، ولكن باله لم يأخذه لكونها تعشق أحدهم، وأن أحدهم يستغل صغر سنها وطيبة قلبها أسوأ استغلال.
الشاب: “هل تسدي لي معروف وتطمئني عليها؟!”
وعندما دخلت والدتها لم تجدها بغرفة نومها، لقد تسللت وخرجت بنفس موعدها الأسبوعي، هنا دب الخوف بداخله وساورته كل الشكوك، وما ساعده على إثبات الشكوك بقلبه تغير كامل طباعها، وانطوائها من أهل بيتها بدرجة ملحوظة وبفترة قصيرة من الزمن.
كان يعلم صديقاتها، فاتصل عليهن واحدة تلو الأخرى، ولكنها لم تذهب إليهن، وجميعهن أكدن أنها أصبحت انطوائية ولا تريد أحدا منهن، وأنها حتى بدراستها صارت مقصرة، علاوة على كونها أصبحت حادة الطباع وعصبية للغاية.
تأكد من أن هناك شيئا بحياتها يؤثر سلبا عليها، وينعكس بصورة سلبية على طباعها التي كانت تحسد عليها من الجميع؛ ولكن كيف سيتمكن من الوصول لذلك لشيء أو ذلك الشخص، قضى منذ رحيلها قرابة آذان العصر وحتى الساعة العاشرة مساء وهو في حيرة من أمره، حتى أنه اهتدى أخيرا ومن كثرة تفكيره أنها ربما اتجهت لطريق المخدرات!
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع