رقص المدعوون وصفقوا على إيقاع الطبول في حفل زفاف شاب شيعي وفتاة سنية في بغداد أمس الإثنين (الأول من سبتمبر أيلول) بعد أن فر الزوجان من عنف مقاتلي الدولة الإسلامية في مدينتهم الموصل. وأدى تقدم جماعة الدولة الإسلامية التي أعلنت الخلافة الإسلامية في مناطق سيطرت عليها في العراق وسوريا إلى تشريد أكثر من 1.2 مليون شخص هذا العام وفقا لبيانات الأمم المتحدة. واستولى المقاتلون على مدينة الموصل يوم العاشر من يونيو. وبعد ان فر الشاب والفتاة من الموصل تزوج محمد حارس يوسف (25 عاما) من ريم البالغة من العمر 20 عاما في حي السعيدية في بغداد. وقال العريس إنه يتحدى العنف الذي يهدد بتمزيق العراق بإعلانه هذا الزواج.
وأضاف: “أنا مهجر من الموصل وزوجتي مهجرة من الموصل كنا عاقدين وكملنا العقد وجينا زفينا هنا بالمنطقة وأهل المنطقة ما قصروا. هم اهلي واقاربي وناسي وساعدونا ..القاعة اللي هم شافوا لنا اياها أنا أتحدى، أتحدى الحزن.. أتحدى الارهاب”. وأغلب الذين فروا من أعمال العنف في الفترة الأخيرة لجأوا إلى المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في الشمال. لكن الكثيرين من الأغلبية الشيعية انتقلوا إلى بغداد والمناطق التي تقطنها أغلبية شيعية في المحافظات الجنوبية. وأبدت أم محمد والدة العروس امتنانها لأعضاء المجلس المحلي لدعمهم حفل الزفاف الذي اسعد اسرتها.
وقالت: “احنا طبعا نازحين من الموصل. كان بنيتنا ان الفرح يصير في ايام عيد الفطر المبارك لكن تأجلت نتيجة للظروف اللي تعرفونها. فجاءت الفكرة مبادرة من أعضاء الاسناد بالسيدية واشكر دعمهم اللي أدت ان هدا الحضور البهيج اللي رسموا بسمة حقيقية والفرحة بقلوب العروس والعريس وكل الأبناء واتمنى لهم الأمن والأمان إن شاء الله”. وأقيم حفل الزفاف في قاعة عامة وأحياه مغني أشاع البهجة بين الحضور.
وكان من بين المدعوين أحلام الحسيني عضو البرلمان العراقي التي قالت انها ترحب بالنازحين وتأمل أن ترى مثل هذه الأفراح تقام في الموصل في أقرب وقت. وقالت أحلام الحسيني: “احنا نتمنى ان شاء الله للمرحلة المقبلة أن تجري هذه الأفراح وهذه المناسبات على أرض الموصل. واليوم أهالي الموصل هم ضيوفنا في بغداد وضيوفنا تحديدا في منطقة السيدية واحنا اليوم مشاركين لهم وإن شاء الله الأخ والعائلة الكريمة هم أهلنا وناسنا واليوم فرحتهم هي فرحتنا”. وكان تقدم مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في شمال العراق قد اقلق الحكومة في بغداد وحلفائها الغربيين ودفع الولايات المتحدة لشن غارات جوية هي الأولى في العراق منذ انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية في عام 2011.